أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري فوزي أبوحسين - وظيفة الشعر الوطنية: علاء جانب أنموذجا














المزيد.....

وظيفة الشعر الوطنية: علاء جانب أنموذجا


صبري فوزي أبوحسين

الحوار المتمدن-العدد: 7428 - 2022 / 11 / 10 - 18:56
المحور: الادب والفن
    


من المسطور تاريخيا أن الشعر قرين الوطن، وهو صنو كل مجتمع في كل عصر ومصر: كان سلاح القبيلة ووقودها ومشعلها في الجاهلية، ثم صار لسان الإسلام والمسلمين وسنانهم في العهد النبوي الشريف، والزمن الراشدي المنيف، ثم صار ملازم نظام الخلافة عند الأمويبن والعباسيين وغيرهم.
ولا أدل على تلك الصلة الوجودية بين الإبداع الأدبي وكل نظام قائم، من صلة إمبراطور الشعر العربي (المتنبي) بالحاكم المظفر سيف الدولة الحمداني، ومن اعتماد الناصر صلاح الدين الأيوبي على القاضي الفاضل والعماد الاصفهاني، وصلة أحمد شوقي أمير الشعراء بالبلاط الخديوي في بدايات مصرنا في العصر الحديث، ولكن بدأت هذه الصلة الإيجابية الحتمية تقل شيئا فشيئا ، حتى إنها لتكاد تنعدم الآن، وذلك راجع إلى الشللية الثقافية المهيمنة أو انعزالية الشاعر وانزوائيته !
وخلال متابعتي الحركة الشعرية المعاصرة في تفاعلها مع أحداث وطننا ومجرياته، أكاد أفتقد هذا الحس الوطني العملي المخلص الحار من قبل كثير من الشعراء، فبعضهم صار تاريخي الإبداع، وبعضهم اكتفى بالرمزية والسريالية وأحيانا العبثية، وبعضهم قصر بضاعته الشعرية على ما يتاجر به أو يغازل به أو يتنمر به، وبعضهم جبن على الوقوف وقفة فاعلة في هذه المجريات الفاتنة والخادعة والمؤذية! وثلة منهم هي تلك التي تستثمر فنها في تنوير الجماهير وتعبئتها نحو الخير العام والنفع الشامل، وتنفيرها من النزعات الأنانية والنزغات المقلقة والمفرقة!
ولا أكاد أقف مع تجربة وطنية فاعلة ساحرة آسرة كتجربة الحبيب الأزهري الأكاديمي الدكتور ( علاء السيد أحمد جانب) في تفاعله مع جماهير وطننا المبارك في كثير من المحافل والمؤتمرات، وفي تفاعل شباب الوطن معه، إذ أجدني أكاد أقر بوظيفة تنويرية مهمة ضرورية لشعره الوطني، يجب استثمارها في آننا هذا، لا سيما حين تكون من قامة جاذبة وساحرة ذات كاريزما خاصة وقبول فاعل كالأستاذ (الدكتور علاء جانب)، شاعر الأزهر، وأمير الشعراء، ذلك السهم الجنوبي السوهاجي المثير بفنه إبداعا وإلقاء، والمنير بعقله الأزهري الوسطي الصريح الصادق الجريء!
إن أمير الشعراء( علاء جانب) يغرس بشعره في نفوسنا حب مصر والفخر بها، والرضا بما فيها؛ وليس هذا فقط، ولكنه يجعلنا في يقين تام بعظمتها وصمودها وخلودها، ويوقفنا على أعدائنا وأكاذيبهم وتلبيساتهم، وتناقضاتهم، ويعرفنا بحاضرها وماضيها ويبشرنا بمستقبلها بطريقة تخييلية جاذبة وساحرة، فنعرف خيرها ونعرف فضلها ونعرف حقها، فنكون على أهبة الاستعداد للدفاع عنها وفدائها بأغلى ما نملك!
علينا أن نبحث عن كل (علاء جانب) في ربوع وطننا، وأن نعطيهم الصدارة، وأن نوظف شخصياتهم وأشعارهم وفنونهم في خطاب جماهير الوطن، لا سيما طبقة الشباب منهم! بدل أن تقتصر الساحة الإعلامية على هؤلاء المتصدرين المكروهين من طبقة كبيرة من الشعب، بسبب أنهم مستفزون بلغتهم الفجة ولسانهم العدائي المقيت، وعقلهم العشوائي المفرق!
وإن كان من أنموذج شعري دال على ذلك من أشعار أمير الشعراء، فدونك رائعته( لأنك مصر) وهي من الشعر الوطني الوافري، الخاص بحادث العبور العظيم، وبتعبير النقاد: من الإبداع الأكتوبري أو بلغة أهل الشام من الأدب التشريني، يقول في مطلعها:
لأنك مصرُ..
ينتفض الكلام..
فتعلو هامةٌ.. وتخرُّ هامُ..
وتسكتُ كلّ ناطقة بفخر..
لأن لسانك الأعلى حُسامُ
إذا التاريخ قال ..فكل رأس
مطأطئة وكلُّ فمٍ لجامُ
وحسبك من بنى الأهرام جداً…
وتاريخ الزمان له غلامُ..
وأن الأرض دونك محض :"أرضٍ"
وأنتِ على اسمها ألفٌ ولامُ
فهذه مقدمة دالة على مكانة تاريخية سامقة ومنزلة حضارية باسقة لمصرنا. وأعتقد أن هذا المقطع التقديمي من هذه القصيدة بصوت علاء جانب وإلقائه يقنع كل متلق بقيمة الوطن وعظمته الخالدة والمستمرة كل وقت وحين: ماضيا وحاضرا ومستقبلا إن شاء الله. وقد رأيت بعيني أثر هذا المقطع وهذه القصيدة في نفوس الناس عامة والشباب خاصة! عندما يلقيها سمو الأمير في محافل كثيرة، وأقترح تسجيله فيديوهيا بطريقة فنية سينمائية عالية، وبثه على أكبر قطاع وبكل وسيلة ممكنة.
وتبرز هذه المكانة لوطننا المحروس عند ربطها بجيشنا القوي، يقول أمير الشعراء:
وحسبك أن جيشك حين يُبلى
على لهبٍ يسومُ ولا يُسامُ
دمٌ حرٌ .. وأفئدةٌ جبالٌ
على ضيمِ الهزيمة لا تنامُ
وزندٌ في المعارك من حديد
وصوتٌ لا يطاقُ له خصام ..
.....إلخ



#صبري_فوزي_أبوحسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنسان المائي: قراءة في سيرة الدكتور عصمت رضوان الذاتية
- سيميائية العاطفة في ديوان أشجان الناي للشاعر محمد دياب غراوي
- السُّمُوُّ الحضاري في مدح الشعراء المسيحيين للصادق الأمين
- محمود مفلح: الشاعر العروبي المخضرم
- من علاقتي بأستاذي الدكتور عبدالحليم عويس
- السمعي والبصري في القصة الشاعرة: قراءة أولى في إبداع المؤسس: ...
- المؤتمر العلمي الدولي الثاني لمدرسة شباب النقد الأدبي(عبدالو ...
- توثيق لامية العرب للشنفرى
- الخضرمة الفنية في ديوان (بعيدا تضيء العناقيد) للشاعر الفلسطي ...
- وسطية المبنى والمعنى في ديوان (عيون القلب) للدكتور جابر البر ...
- خريطة الإبداع الأدبي العربي في العصر الحديث
- المسيح عليه السلام في الشعر
- السيرة الذاتية الشعرية
- عظمة نهر النيل في السنة النبوية والتراث العربي
- المائية في عقل عصمت رضوان وشعره
- حرية الإبداع المسؤولة في مرآة وثائق الأزهر
- إمام أدب النفس والدرس: أ.د زهران جبر
- توثيق لامية العرب للشنفرى في المعاجم العربية العتيقة
- نقد النقد مصطلحا ومفهوما
- سمو الأمير علاء جانب قراءة في شخصيته وسيرته


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري فوزي أبوحسين - وظيفة الشعر الوطنية: علاء جانب أنموذجا