أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري فوزي أبوحسين - سيميائية العاطفة في ديوان أشجان الناي للشاعر محمد دياب غراوي














المزيد.....

سيميائية العاطفة في ديوان أشجان الناي للشاعر محمد دياب غراوي


صبري فوزي أبوحسين

الحوار المتمدن-العدد: 7401 - 2022 / 10 / 14 - 00:27
المحور: الادب والفن
    



يشهد الشعر المصري المعاصر، في العقد الثاني من هذه الألفية الآسرة الساحرة الغريبة العجيبة! حالة فريدة من الوهج والألق والتطور الغزارة، بفعل هذا التطور التكنولوجي المدهش، وذاك التواصل البشري السريع المثير، وقد نتج هذا الانطباع الأدبي لدي عن طريق معاشرتي الخاصة نتاج جملة من الشعراء الشباب الرقميين! الحاضرين بشاعرية عالية صاخبة، وبحيوية وانطلاق وإنجاز يحسب لهم، في واقعنا المعاش، وواقعنا الافتراضي(ذاك الفيس!) أمثال:علاء جانب، والسيد خليل أبوديوان، وعبدالحميد بدران، وعبدالوهاب برانية، والبيومي عوض، ومحمد سالمان، والسيد جلال، ومحمد حافظ، ومحمد الشرقاوي، وليلى العربي، ومحمد أمان، ومحمد ناجي، ومعهم محمد دياب غراوي، شاعرنا في هذه القراءة الأولى في تجربته الشعرية الزاخرة الهادرة الفينانة الشاجية الوافية، المنطلقة كل وقت وحين، في عمله الشعري الخامس!
ذلكم الإنسان الطموح، الجامع لمعارف شتى، والمتنقل بين ثقافات إنسانية متنوعة: تربويًّا(حيث بكالوريوس تربية)، وأكاديميًّا(حيث ليسانس الآداب، في تخصص اللغة العربية)، ودينيًّا(حيث معهد الدراسات الإسلامية من وزارة الأوقاف)، هذا إضافة إلى دورات تدريبية لتطوير مهارات التنمية البشرية، والتعامل مع الحاسوب وتكنولوجيا التعليم، وتعليم العربية لغير الناطقين بها. وهو في كل هذا من الفائقين، المعلمين المطورين.وقد تخصص في عالم الدراسات الأدبية والنقدية المنداح، فدرس المعارضات النثرية، والقضايا النقدية في كتاب تراثي، وعني بشعر الحلاج، والطليق المرواني، ونهج البردة، جامعًا بين الشعر الأصيل المحافظ، والمنهج الحداثي المتطور، وقد نبغ الشعر لديه فجأة في عقده الخمسيني، فصدرت له دواوين ثلاثة: خلال عامي 2020/2021م، بدأها بهذا الديوان الطريف، ابن زمنه، وابن وباء عالمي، ومصور مشهد فاصل من حياته، والمعنون بـ: (الحب في زمن الكورونا)، ثم كان ديوانه الثاني(معزوفات تائهة)، ثم كان ديوان الثالث(تراتيل العشق)، وله ديوان رابع بعنوان(ترانيم البحر).
وها نحن أولاء مع هذا الديوان الخامس(أشجان الناي) نعايشه ونفاتشه، ونسائله:
ماذا يريد أن يضيف باحث عالم في ديوان الشعر الآني خلال ديوانه ذا؟!
ماذا يريد أن يضيف صعيدي القلب والقالب إلى دنى الشعر؟
سؤالان كانا أمامي وأنا أقرأ هذا الديوان الطازج(أشجان الناي) لشاعرنا الصعيدي الأكاديمي: محمد دياب غراوي! وكانت الإجابة تتسرب إلي من قصيدة إلى أخرى، وتعلن لي عن شخص آخر غير الذي أعرفه!
وهكذا الشعر يكشف! وهكذا الشعر يبين! وهكذا الشعر يجلو البشر، يخرج مكنوناتهم، ويعلن عن مدفوناتهم!
ها هوذا في قصيدته مفتاح الشاعرية لديه(مذهبي في الشعر) يصدع قائلاً:
وَلِهٌ أَنَا وَالشِّعْرُ يَجْرِي فِي دَمِي
مُتَهَالِكٌ وَالنَّظْمُ كُلُّ كِيَانِي

يَجْرِي الْقَصِيْدُ عَلَى لِسَانِي إِنَّهُ
رُوْحُ الْحَيَاةِ وَنِعْمَةُ الْمَنَّانِ

فَأَرُوْحُ فِي كُلِّ الْمَعَانِي سَابِحًا
فِي لُجِّ حُبٍّ أَوْ هِجَاءِ الثَّانِي

وَأُنُوِّعُ الْأَشْعَارَ مَدْحًا سَاخِرًا
مُتَغَزِّلًا قَدْ هِمْتُ بِالْغِزْلَانِ

مُتَصَوِّفًا فِي حُبِّ لَيْلَى وَالْأُلَى
سَكِرُوْا الْقِدَاحَ بِكُلِّ قَلْبٍ حَانِ

وَبِحُبِّ أَحْمَدَ قَدْ نَظَمْتُ مُتَيَّمًا
وَالْعَيْنُ تَذْرِفُ بِالدَّمِ الْهَتَّانِ

إنه يعوم في كل معنى أو حدث أو مشهد أو شعور يثيره ويستفزه ويهزه، ومن ثم يستفز قارئه ويهزه، شعري عاطفي: يبدأ من العاطفة، ويحيا معها، وينتهي بها، ويرسلها إلينا!
إنه ديوان يكاد يكون صادرًا عن شخص آخر، غير الذي أعرفه! هيكله يبنى من تجارب فيها عاطفة خاصة! عاطفة مثيرة! عاطفة صادقة، صادعة! فاعلة منفعلة! أو كما قال:
فَالشِّعْرُ رُوْحٌ مِنْ رسول مَانِحٍ
وَمِنَ الْخَيَالِ وَوَقْعِهِ أَرْكَانِي!

إننا في هذا الديوان مع عاطفة إنسان عربي مسلم، مصري، صعيدي، أكاديمي، العلم غايته، والبحث مهنته! إنسان جاد رصين، محتشم، في علاقاته الاجتماعية والرسمية، يفجؤنا بتحول إلى العاشق الهائم المُثير المُثار، المحب، المحبوب، الإلف المألوف، العاشق المعشوق!
يبدأ الحب، ويبدؤه الحب، تثيره الأنثى، ويثير الأنثى! وبإجمال: عنتري الهوى مرة، نزاري الهوى أخرى! نواسي اللغة حينًا، عذري حينًا آخر! وذلك في غالب تجاربه! وبإحصاء تقريبي! في اثنتين وثلاثين تجربة من شعره الخليلي البيتي البالغ خمسين تجربة، وفي تسع من تجاربه التفعيلية السطرية البالغة عشرًا!
وليست العاطفة في هذا الديوان فقط! إذ يكاد يكون باحثنا وشاعرنا عزلاً، غارقًا في شعر الغزل والهيام صوفيًّا وأندلسيًّا في مجموع أبحاثه، وكذا يظهر هذا الغرق الغزلي في عنوانات دواوينه الأربعة السابقة، حيث ألفاظ: الحب/تائهة/العشق/ترانيم. بل إن هذه العاطفية والوجدانية لتهيمن عليه في مجموعتيه القصصيتين: المطبوعة، المعنونة بـ (العاشقان والخريف)، والمخطوطة المعنونة بـ(فراق الروح)..
وهذا ما دفعني دفعًا إلى القصد إلى عنصر العاطفة وانتخابه من عناصر عملية الشعر؛ كي يكون محط نظري هذا الديوان الطريف الكاشف الدال!



#صبري_فوزي_أبوحسين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السُّمُوُّ الحضاري في مدح الشعراء المسيحيين للصادق الأمين
- محمود مفلح: الشاعر العروبي المخضرم
- من علاقتي بأستاذي الدكتور عبدالحليم عويس
- السمعي والبصري في القصة الشاعرة: قراءة أولى في إبداع المؤسس: ...
- المؤتمر العلمي الدولي الثاني لمدرسة شباب النقد الأدبي(عبدالو ...
- توثيق لامية العرب للشنفرى
- الخضرمة الفنية في ديوان (بعيدا تضيء العناقيد) للشاعر الفلسطي ...
- وسطية المبنى والمعنى في ديوان (عيون القلب) للدكتور جابر البر ...
- خريطة الإبداع الأدبي العربي في العصر الحديث
- المسيح عليه السلام في الشعر
- السيرة الذاتية الشعرية
- عظمة نهر النيل في السنة النبوية والتراث العربي
- المائية في عقل عصمت رضوان وشعره
- حرية الإبداع المسؤولة في مرآة وثائق الأزهر
- إمام أدب النفس والدرس: أ.د زهران جبر
- توثيق لامية العرب للشنفرى في المعاجم العربية العتيقة
- نقد النقد مصطلحا ومفهوما
- سمو الأمير علاء جانب قراءة في شخصيته وسيرته
- سلبيات البحث العلمي في المجال الإنساني
- تردي البحث العلمي في المجال الإنساني


المزيد.....




- مهرجان -القاهرة السينمائي- يعلن عن أفلام المسابقة الدولية في ...
- زلزال في -بي بي سي-: فيلم عن ترامب يطيح بالمدير العام ورئيسة ...
- 116 مليون مشاهدة خلال 24 ساعة.. الإعلان التشويقي لفيلم مايكل ...
- -تحيا مصر وتحيا الجزائر-.. ياسر جلال يرد على الجدل حول كلمته ...
- منتدى مصر للإعلام يؤكد انتصار الرواية الفلسطينية على رواية ا ...
- بابكر بدري رائد تعليم الإناث في السودان
- -على مدّ البصر- لصالح حمدوني.. حين تتحول الكاميرا إلى فلسفة ...
- هل تحلم بأن تدفن بجوار الأديب الشهير أوسكار وايلد؟ يانصيب في ...
- مصر.. انتقادات على تقديم العزاء للفنان محمد رمضان بوفاة والد ...
- الإمارات.. جدل حكم -طاعة الزوج- ورضى الله وما قاله النبي محم ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري فوزي أبوحسين - سيميائية العاطفة في ديوان أشجان الناي للشاعر محمد دياب غراوي