منارات جبل الخبرات / الصفحة ( 45 )

كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 7427 - 2022 / 11 / 9 - 12:57
المحور: سيرة ذاتية
    

سنتناول في هذه الصفحة السيرة الذاتية للربان (عبدالكريم عبدالسيد)، الذي كان معي في صفوف الدورة الاولى. .
كان طيبا ودودا، لا تفارقه الابتسامة، ولا يعرف النكد ، وكانت له علاقات حسنة مع الجميع، يميل بطبعه نحو تنفيذ الاعمال الشاقة. .
تدرب لفترة طويلة على متن معظم سفن الاسطول العراقي. .
وقع عليه الاختيار بعد التخرج للعمل على اسطول شركة النقل البحري، فعمل على الباخرة (السندباد) ثم انتقل الى الباخرة (بابل)، وانتقل بعدها إلى الباخرة (بغداد)، ثم الباخرة (14 رمضان) للعمل بدرجة (رقيب سطحة)، لكنه استثمر الاوقات المتاحة له في عرض البحر لقراءة المراجع الملاحية، التي اشتراها من انجلترا، وكان يقضي ساعات الليل في برج القيادة، حيث صارت السفينة مدرسته وصومعته، يتعلم من رئيس الضباط على سياقات العمل الصحيح، حتى أصبح من الذين يعتمد عليهم الكابتن في تنفيذ واجبات الخفارات الليلية المرهقة. واستمر على هذا النمط حتى عام 1980، فغادر شركة النقل البحري متوجهاً الى الموانئ، حيث عمل على متن الساحبة (حمدان) التي كانت مكلفة وقتذاك بنقل الجنود والمؤن إلى منصات ميناء البصرة النفطي، في رحلات مكوكية محفوفة بالمخاطر، فتعرضت سفينته لضربات صاروخية مباشرة، اسفرت عن احتراقها بالكامل قرب العوامة رقم ( 1 ) في مدخل خور عيد الله، لكنه استطاع اخماد النيران، وانقاذ السفينة من الغرق. .
وهكذا مرت سنوات وسنوات على عمله المضني في عرض البحر، بانتظار ان تسمح له الاكاديمية بمواصلة دراسته العليا، ولم يتحقق حلمه إلا في عام 1998، عندما التحق بدورة ضابط ثان، فكان في طليعة المتفوقين مستعينا بمعلوماته وخبراته التي اكتسبها من عمله الطويل في البحار والمحيطات، فعمل بعد التخرج على الساحبة (الحضر)، ثم الساحبة (ميسان) والساحبة (نينوى)، والساحبة (الشيماء)، و(البتول)، و(الجمهورية)، ومحطة الادلاء (الشروق). .
لم يتكاسل، ولم يتقاعس، ولم يتذمر، وظل متمسكا باخلاقه العالية حتى العام الذي أحيل فيه الى التقاعد بعد بلوغه السن القانونية. .
وسوف نواصل مسيرتنا في الحديث عن نجم آخر من نجوم جبل الخبرات. .

#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات