أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سهر العامري - المشهداني : سلاحنا القنادر















المزيد.....

المشهداني : سلاحنا القنادر


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 1694 - 2006 / 10 / 5 - 10:39
المحور: كتابات ساخرة
    


لمن لا يعرف المشهداني من القراء الكرام أقول : هو محمود المشهداني ، رئيس برلمان الاحتلال في العراق ، والذي وصل الى هذا المنصب عن طريق المحاصصة المقيتة التي وطد أركانها في العراق ، كأسلوب للحكم فيه ، حاكم العراقي الأمريكي ، بول بريمر ، وعن هذا الطريق ، وليس غيره ، اعتلى محمود المشهداني سدة ذاك البرلمان البائس الذي ما شهدت جلسة من جلساته حضورا تاما لأعضائه ، هذا مع أن الواحد منهم يتقاضى أكثر من خمسة آلاف دولار بالشهر الواحد ، وفي الوقت الذي لا يحمل فيه بعض الأعضاء من أعضائه مؤهل معلم عراقي يزيد راتبه أو يقل عن مئتي دولار شهريا في الغالب .
كان المشهداني زمن الطاغية صدام درويشا من دراوشة التكايا ، قادما من عصور الظلام التي عرفتها بغداد في حالات انكسارها ، وسقوطها في أزمنة التخلف والانحطاط ، فبرع هؤلاء باقتناص الفرص ، وراحوا يتمسحون بالدين لدوافع وأغراض معروفة ، لم تعد خافية على أحد ، ولهذا كانوا هم عرضة لهزأ شعراء العراق بسبب من ظلمة في تخلفهم ، وقلة في أدبهم ، وشحة في معرفتهم ، فهذا شاعرنا ، عبد الغفار الأخرس يخاطب درويشا من هؤلاء الدراويش قائلا :
أجب عما سألتك واشفي صدري ...... ولو أني عرفتك قبلُ ثورا
وهذا الجواهري ، شاعر العرب الأكبر ، يقول بعد أن طرح عمامته جانبا بعيدا عنهم :
قال لي صاحبي الظريف (م ) وفي الكف ارتعاش وفي اللسان انحباسه
أين غادرت عمة ووقارا ............... قلت إني طرحتها في الكناسه
لقد انتشر دراويش هذا الزمان ببركات من الأمريكان الذين جندوا من العرب والمسلمين أكثر من عشرين ألف مجاهد ! عن طريق دائرة المخابرات المركزية الأمريكية التي كلفت الحكومة الباكستانية بتدريب هؤلاء الدراويش ، ومن ثم زجهم في حربهم ضد الإتحاد السوفيتي في أفغانستان ، وهذا ما تحدث عنه الرئيس الباكستاني ، برويز مشرف ، قبل أيام من كتابة الأسطر هذه ، ولكن الدروشة في العراق ازدادت بعد الحملة الإيمانية التي تمسح بها في آخر أيامه الرئيس المؤمن ، المنافق ، صدام حسين ، المرمي في أحد السجون الأمريكية من بغداد الآن ، وذلك بعد أن أحرق الأمريكان أوراقه رغم الخدمات العظيمة التي قدمها لهم ، تماما مثلما أحرقوا الآن أوراق أحمد الجلبي ، بطل تحرير العراق ! وربما ، وعلى هذا الطريق سيحرقون هم في القريب العاجل أوراق المشهداني ، بطل القنادر ، ورئيس البرلمان الحالي ، وقد يرمونه بذات السجن الذي رموا فيه من قبل بطل القومية العربية ، الرئيس المجاهد ، صدام حسين ! والسبب في ذلك ، مثلما يُعتقد ، هو أن الأمريكان ينظرون إليه على أنه رجل غير سوي ، سرعان ما يثور ، ويفور ، فينزل في كلامه الى كلام السوقة ، وتصبح لغته لغة المجانين الذين لا تسيطر عقولهم على ألسنتهم في سورة من غضب ، وفي مقارعة في حجج ، فيجانب الصواب ، ويفقد طيب القول ، وكأنه لم يسمع قول النبي الكريم : أدبني ربي فأحسن تأديبي ، أو قوله : الكلمة الطيب صدقة ، وهو المسلم ، مثلما يدعي ، والذي طالما اعتبر نفسه لسان الشعب العراقي ، ولكنه لسان قذر على أية حال .
لقد نسى المشهداني أن السفير الأمريكي ، خليل زاده ، يحصي عليه ، وعلى غيره ، ممن يشاركه في انعدام الوطنية العراقية ، كل كلمة يقولها هو ، أو يقولونها هم ، ذلك لأن المشهداني ، والحق يقال ، لا يحكم بحول العراقيين وقوتهم ، وإنما يحكم بمشيئة الأمريكان وإرادتهم ، وهذه الحقيقة يجب أن يدركها دراويش العراق اليوم ، ممن هم على شاكلة المشهداني ، وعليه فإن الحكومة في العراق ، والبرلمان فيه ، ومراكز الحكم الأخرى ، لا تختلف في أي حال من الأحوال عن الحكومة في كوريا الجنوبية ، أو الحكومة في أفغانستان ، وبذلك توجب عليهم أن لا ينفخوا ريشهم علينا ، فنحن العراقيين الذين ملأنا قلب الإمام علي عليه السلام قيحا من قبل ، نعرفهم حق المعرفة ، فهم في نظرنا أناس باعوا دينهم بدنيا ، وصار جلهم سقط متاع ، فعلام يمدوا بألسنة طوال لهم ؟ بعد ما صار القريب والبعيد يعرف مقدار حجم كل واحد منهم ، فهم يُساقون ولا يسوقون ، ويؤمرون ، ولا يأمرون ، وعلى هذا لينظر كل واحد منهم الى عاقبته العاجلة قبل أن ينظر الى عاقبة التاريخ الآجلة التي لا ترحم أحدا بدا .
حكاية الدرويش ، محمود المشهداني ، في معاداته الصريحة لكل من يريد أن يدافع بلسانه ديمقراطيا عن آرائه ، تعود الى حالة اكتئاب سيطرت على عقله منذ أن كان نزيلا في سجن " أبو غريب " زمن صاحب الحملة الإيمانية ، صدام الساقط ، ومن ساعتها صار يثور لتافه الأسباب ، ويقل الأدب في الحديث ، والمجادلة . ولي أن أعرض على القارئ الكريم هنا رواية واحد من أهل بغداد ، لا زال حيا ، يرزق رغم الحرب الدائرة في العراق الآن ، تلك الحرب التي يخوضها أدعياء الإسلام فيه بشراسة منقطعة النظير ، والتي أزهقت فيها أرواح الألوف من مسلمي العراق ، ومن غير مسلميه ، ومن طرفي القتال على حد سواء ، وفي صور جرائم بشعة ، فاقت بمرات عديدة جريمة جر جثة نوري السعيد ، رئيس وزراء العهد الملكي ، غداة قيام ثورة الرابع عشر من تموز ، حين قامت جموع غفيرة من الناس بجر تلك الجثة في شوارع العاصمة بغداد ، وليس الشيوعيون ، مثلما ادعى المشهداني ذلك مرة كذبا ، ومع ذلك ، فها هو اليوم يشاهد بأم عينيه ما يقترفه أدعياء الإسلام من جرائم فظيعة ، بشعة ، توصم عهد رئاسته لبرلمان يقال إنه يحكم العراق بالعار والشنار ، جرائم لا يمكنه هو ، ولا حكومته أن يتنصلا من مسؤولية حدوثها ، ما داما هما يحكمان العراق بدعاء .
هل يستطيع المشهداني أن يعقد مقارنة ، وبالنسبة التي يراها ، بين ما حدث من قتل في صبيحة ثورة الرابع عشر من تموز ، وبين ما يحدث الآن في زمن حكمه تحت ظلال المدفع الأمريكي ؟ وإذا كان لا يستطيع فعل ذلك فما عليه إلا أن ينظر الى جثث العراقيين المقطوعة الرؤوس ، والتي تطفو صباح كل يوم على سطح ماء نهر دجلة الخالد ، وبسبب من حرب قذرة ، تُخاض باسم الدين ، وإذا كان هو لا يرى جريان إزهاق أرواح العراقيين الذي فاق ما أزهق من أرواحهم زمن صدام القاتل ، فعلام يطيل هو لحيته ؟ ويحفو شاربه ؟ ألم يسمع هو قول المتنبي الذي لا يزال يعيش حيا في معناه للساعة ، رغم المسافة الزمنية التي تفصل بيننا ، وبين المتنبي ، والتي تربو على ألف سنة :
أغاية الدين أن تحفوا شواربكم ........... يا أمة ضحكت من جهلها الأممُ ! ؟
أقول : أصيب درويشنا ، المشهداني ، بحالة الاكتئاب تلك في سجنه ذاك ، وظل عليها حتى بعد خروجه من السجن في عفو عام أصدر صدام ، وشمل كل نزلاء السجون العراقية في وقتها ، وليس كما يدعي المشهداني من أنه دفع ثلاثة عشر مليون دينار عراقي ، كرشوة ، مقابل إطلاق سراحه ، رغم سماعه بالحديث الكريم : الراشي والمرتشي كلاهما في النار ، ورغم علمه أن المناضلين الأسوياء يرفضون دفع الرشى ، وتاريخ الشعب العراقي حافل بأسماء من ارتقوا تلاع الموت ، وهم متمسكون بأفكارهم وقناعاتهم ، ومن هؤلاء الابطال ، القائد الشيوعي الشجاع ، فهد ، الذي صعد الى أعواد مشنقته ، هاتفا من هناك : الشيوعية أقوى من الموت ، وأعلى من أعواد المشانق .
على أية حال يواصل الرواية حديثه لي فيقول : كان المشهداني في يوم من أيام سنة 1999م ، قد دخل في نقاش صاخب في سجنه ، مع سجين آخر من العراقيين المتهمين بالانتماء الى الحزب الشيوعي العراقي ** ، ولا زال هذا السجين حيا ، موفور الصحة ، يعيش في بغداد التي تحكمها الآن المليشيات ، والدبابات الأمريكية .
ولكن بعد أن أعيت الحجة رئيس البرلمان في العراق اليوم ، طيب الأسنان ، محمود المشهداني ، لجأ الى لغته السوقية ، ورفع سلاح القنادر عاليا ، ونادى بالويل والثبور ، وشد على سروج تافه الكلام ، وهنا لم يعد للسجين ذاك طاقة على الجلد والتحمل ، فقد مله الصبر بعد تمادي رئيس البرلمان في تطاوله عليه ! فما كان منه إلا أن شد عليه بحزم وقوة ، وأشبعه ضربا مبرحا ، وما تركت جزءً من جسده إلا وقد وصل إليه بيده ، ومن ساعتها صار الرئيس يجن ، ويفور ، ويدخل في هلوسة رهيبة ، حين يعترض على كلام سيادته ! شخص شيوعي مثل حميد مجيد ، سكرتير الحزب الشيوعي الحالي ، هذا رغم أن السيد الرئيس ! يدرك أن أمريكا تريده أن يرقص ديمقراطيا أمام المتفرجين من العراقيين والعالم ، ولكنه ، وبسبب من تلك العقدة النفسية ، لم يستطع أن يحقق لها الرغبة تلك ، فهو ما زال يتذكر تلك الضربات القوية التي سددها له ذاك السجين الشيوعي في سجن " أبو غريب " ، بعد أن أوهنته حجج السجين ذاك وضرباته ، فراح ينادي وا إسلاماه ! ، ولكن ساعتها لم يصفق له أحد من الإمعات الذين استهوتهم لغة القنادر .
= = = = = = = = = = = = =
* القنادر : واحدها قندرة ، وهي لفظ من اللغة التركية ، لا يزال يعيش في لغة العوام ، ويعني : الحذاء .
** أحتفظ أنا باسم هذا الشخص صونا لسلامته ، وخشية عليه من رجال حماية المشهداني المتهمين بخطف رجل نجفي ، ولا زالوا يفاوضونه أهله على مبلغ كبير من المال لقاء فك أسره ، وفي قصة سأأتي على سردها في القادم من الأيام .



#سهر_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دولة أبو درع
- ( 2 ) József Attila : الشاعر الشيوعي ، يوسف أتيلا
- المظلوم الذي صار ظالما !
- هكذا تحدثت كيهان !
- الشاعر الشيوعي ، يوسف أتيلأ ( Attila József ) - 1 -
- هدية إيران للمالكي !
- تبلور الصراع الطبقي في العراق !
- للنشر والتوزيع ( Visionmedia ) فيشون ميديا
- إيران تدق عطر منشم بين شيعة العراق *
- إرهاصات الانتفاضة الشعبية القادمة في العراق !
- وما أدرى العجم بالعرب !
- الصفويون يهددون شيعة عرب البصرة بالرحيل عنها !
- هاتوا الانقلاب العسكري !
- المقهى والجدل باللغة السويدية
- المالكي : القصيدة الرومانسية وصولاغ !
- رحلة ابن فضلان
- قتل شيوخ العشائر العربية في جنوب العراق !
- التابوت*
- مرأة كان اسمها ميسون *
- قراءة في رسالة إزاحة الجعفري !


المزيد.....




- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...
- NEW تردد قناة بطوط للأطفال 2024 العارضة لأحدث أفلام ديزنى ال ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سهر العامري - المشهداني : سلاحنا القنادر