|
هكذا تحدثت كيهان !
سهر العامري
الحوار المتمدن-العدد: 1673 - 2006 / 9 / 14 - 11:02
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ردان عاجلان صدر ا عن إيران وأدواتها في العراق بعد أن تحطمت أماني عبد العزيز الحكيم على أعتاب البرلمان في تحقيق حلم إيران العظمى ! بقيام فدرالية تلحق معظم الأراضي العراقية التي تزخر بالثروة النفطية بجمهورية الإسلام ! تلك . لقد أثبت هذان الردان أن مشروع الأمارة الفدرالية الذي حمل الحكيم لواءه ، ومن بعده أبنه عمار ، الذي طاف على مدن الجنوب في الآونة الأخيرة ، ما هو إلا مشروع إيراني يهدف الى ضم تلك الأراضي العراقية الى إيران ، وإن كان ذلك بطريقة مغايرة للطريقة التي ضمت بها بريطانيا ، وبالاتفاق مع الشاه ، الأهواز إلى إيران كذلك . وبهذا فقد حُرم الشيعة العرب القاطنين في الأهواز من التمتع بثروتهم النفطية ، وعاشوا فقراء يحيطهم التخلف من كل جانب ، ويعضهم فقر مدقع على مدى سنين طويلة . لقد اخفق عبد العزيز الحكيم في عرض مشروع ما يمسى بالفدرالية والأقاليم على النواب للتصويت عليه بنعم ، مثلما كان يعتقد ، وتعتقد إيران ، خاصة بعد الحلف الذي عقده هو مع ممثلي القائمة الكردستانية في ذاك البرلمان ، ولكن رفض تمرير المشروع هذا جاء هذه المرة من تكتل الائتلاف العراقي الموحد الذي يمثل عبد العزيز الحكيم بمجلسه الأعلى ركنا من أركانه ، فقد كانت الأغلبية من ممثلي هذا التكتل من مثل : ممثلي الصدر وحزب الفضيلة وحزب الدعوة قد انضموا الى تكتل السنة بقوائمه الثلاث ، مثلما انضموا الى ممثلي القائمة العراقية ، ولم يبق مع عبد العزيز الحكيم إلا ممثلو التكتل الكردستاني ، وهذه المرة الأولى التي يشهد فيها البرلمان في العراق اصطفافا وطنيا ، عراقيا ، وليس اصطفافا طائفيا أو قوميا . هذا الاصطفاف العراقي الوطني هو الذي كشف علنا أوراق إيران في لعبة تمزيق العراق ، وشرذمته ، فهي بعد أن انتقمت من صدام ونظامه بتعاونها الخفي مع أمريكا ، عادت هذه المرة لتنتقم من العراق كوطن وكشعب يساعدها في ذلك نفر لا تهمه مصلحة العراق والعراقيين ، ويأتي في طليعتهم السيد عبد العزيز الحكيم ، سواء أكان ذلك بعلم منه أو بدون علم . غاية إيران من لعبة الفدرالية ، التي تريدها للعراق وتحرمها على الشعوب الإيرانية ، هي أن يظل العراق بلدا كسيحا لا يهددها مستقبلا ، ولا يمكن له أن يقف بوجه أطماعها فيه إن أرادت هي في يوم من الأيام قطف ثمارا من تلك الأطماع ، تريده أمارة تابعة تلعب بها كيف ما تريد ، وكيف ما تشاء ، فقد عادت هي الدولة العظمى ! هذه الأيام بوصف المتمسحين على أعتابها . جاء الرد الإيراني الأول على صفحات جريدة كيهان الحكومية الإيرانية فكتبت ما نصه : ( إن حل المشكلة الأمنية في العراق يكمن في الدولة الاتحادية ، التي يجدها البعض المبادرة الأكثر فعالية لمعالجة مشاكل العراق. ) ، وليكن في علم القارئ الكريم أن الكلام الإيراني هذا قد ترجمه السيد عبد العزيز من خلال بعض دعاته في جنوب العراق الى أن الشيعة العرب ( هم لم يقولوا العرب ) في العراق ، إذا أرادوا الخلاص من السنة العرب وما يسببونه لهم من مشاكل ، ما عليهم إلا الانسلاخ عن العراق في كيان خاص بهم ، فمشكلة العراق عند كيهان تكمن في سنة العراق ، وليس في الاحتلال الأمريكي ، وليس في عبث جهاز المخابرات الإيرانية ( اطلاعات ) الذي صار يبسط سيطرته على مدينتي : النجف وكربلاء ، والى الحد الذي لم تتمكن فيه الحكومة في العراق متمثلة بشخص رئيس الوزراء ، نوري المالكي ، ونوابه ، ووزراؤه ، من إطلاق سراح الدكتور أسعد مجيد الخاقاني الناطق الرسمي باسم أية الله ، محمود الحسني ، والمسجون في سرداب من سراديب ضريح الإمام الحسين عليه السلام ، تلك السراديب التي كانت لوقت قريب سجونا من سجون صدام الساقط ، ثم تحولت الآن الى سجون من سجون النظام الإيراني في العراق . إن الاضطهاد الإيراني الذي يصبه جهاز المخابرات الإيرانية على رؤوس الشيعة العرب في العراق ، والذين يرفضون التسلط الإيراني الفظ على بلدهم ومقدراتهم ، لم يكن هو مشكلة العراق ، وإنما مشكلة العراق تكمن عند أهل السنة الذين عاشوا جنب الى جنب مع أخوانهم العراقيين من الشيعة ، هذا ما تريد قوله جريد كيهان . وليكن في علم أصحاب الجريدة تلك أن لا أحد بمقدوره أن يحسب صداما ، ولا حزب البعث على السنة في العراق ، فقد كان السيد محسن الحكيم ، أبو السيد عبد العزيز الحكيم ، من أشد أنصار حزب البعث ، وأن اعتى طغاة البعث ، وأكثرهم دموية بعد صدام الساقط كانوا من الشيعة ، فأسماء مثل : ناظم كزار الشيعي ، الإيراني الأصل ، وجبار كردي ، وعبد الوهاب الأعور ، لا تزال عالقة في أذهان الناس بالعراق شيعة وسنة ، وذلك لما اقترفوه هم من جرائم بشعة ، نكراء بحق العراقيين عامة . تمضي كيهان بعد ذلك فتقول ( إن العراق يتكون من ثلاث مجموعات عرقية رئيسة:الشيعة في تسع محافظات في الجنوب والوسط، والكرد في خمس محافظات في الشمال، و العرب السنة في ثلاث محافظات في الوسط على امتداد الحدود الغربية ) كنت أتمنى على الصحيفة أن تذكر لقرائها الى أي عرق من الأعراق ينتمي الشيعة بغالبيتهم المطلقة في الجنوب والوسط من العراق ؟ وإذا أرادت هي أن تمسح الهوية القومية للشيعة العرب فيه ، وفق السياسة الإيرانية المضللة ، فهل تقبل هي أن يمسح الآخرون الهوية القومية عن الشيعة الفرس ، وهي التي شهد صحفيوها عرس اللغة الفارسية عند الشعوب الناطق بها ، والذي أقيمت له الأفراح قبل أيام في إيران ؟ إن لوي عنق الحقيقة ، وتحويل المذهب الشيعي الذي يتمذهب به شيعة وسط وجنوب العراق الى عرق أو قومية ، لهو كذب ودجل ، يراد من ورائه الضحك على ذقون الشيعة ، وتطويعهم لقبول المخطط الإيراني الجهنمي الذي يريد الانتقام من العراق شعبا ووطنا . لقد رد أهل الناصرية الباسلة على ضحك الذقون هذا برفضهم مشروع الفدرالية الإيراني ذاك ، وذلك من خلال استطلاعات الرأي التي جرت في المدينة تلك قبل ساعات من كتابة أحرفي هذا ، وأنني على ثقة أن كل مدن الوسط والجنوب من العراق سترفض المشروع ذلك لا محالة ، رغم كل المحاولات التي يبذلها الحكيم الذي لا يريد أن يعترف بالديمقراطية هنا ، لأنها تقف بوجه طموحاته وطموحات إيران في العراق . ودليلي على أن تلك المدن سترفض المشروع ذاك هو أن ممثليها ، ومن خلال المداولات التي جرت في البرلمان ، قد رفضوه ، مثلما أشرت الى ذلك من قبل . أما الرد الإيراني الثاني فقد جاء من داخل العراق ، وهذه المرة على لسان وزير النفط في حكومة المالكي ، السيد حسين الشهرستاني ، المؤيد بالسيد السستاني ، وذلك حين أعلن من أنه سيقوم باستغلال الحقول النفطية المتشاطئة ، والواقعة على الحدود ما بين إيران والعراق مشاركة مع الجارة المسلمة إيران ! مع أن الكثير من العراقيين يعلمون أن كل حقول النفط العراقية مثل حقل مجنون لا يقع على الحدود بين البلدين ، وإنما هو حقل عراقي صرف ، ولا دخل لإيران به لا من قريب ولا من بعيد ، والسيد حسين الشهرستاني بتصريحه هذا إنما يريد أن يثبت لإيران حقا في أرض لا تملكها هي ، وإن الحجج التي يثيرها الجانب الإيراني في انخفاض التجويف النفطي في الحقول العراقية عن مستواها في الحقول الإيرانية هي حجج واهية ، ولا تقوم على دليل ، فهل يكون تصريح الشهرستاني هذا هو عملية ابتزاز ، وعقاب لأولئك العراقيين الذي يرفضون قيام فدرالية في وسط وجنوب العراق ؟ أو أنه يريد إقناع العراقيين بتسليم ثرواتهم النفطية للجارة المسلمة! تحت حجة المشاركة ، والاستغلال المشترك ؟ بعد هذا وذاك هل يدرك العراقيون أن أفواها كثيرة ، فاغرة ، ممتدة ، من واشنطن وحتى طهران تتصارع الآن على التهام خيراتهم ، وتحت شتى الذرائع ؟
#سهر_العامري (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الشاعر الشيوعي ، يوسف أتيلأ ( Attila József ) - 1 -
-
هدية إيران للمالكي !
-
تبلور الصراع الطبقي في العراق !
-
للنشر والتوزيع ( Visionmedia ) فيشون ميديا
-
إيران تدق عطر منشم بين شيعة العراق *
-
إرهاصات الانتفاضة الشعبية القادمة في العراق !
-
وما أدرى العجم بالعرب !
-
الصفويون يهددون شيعة عرب البصرة بالرحيل عنها !
-
هاتوا الانقلاب العسكري !
-
المقهى والجدل باللغة السويدية
-
المالكي : القصيدة الرومانسية وصولاغ !
-
رحلة ابن فضلان
-
قتل شيوخ العشائر العربية في جنوب العراق !
-
التابوت*
-
مرأة كان اسمها ميسون *
-
قراءة في رسالة إزاحة الجعفري !
-
نحو حكومة إنقاذ وطني !
-
ما بعد الجعفري !
-
حرب الأسماء في العراق !
-
عند ضفاف المعدمين !
المزيد.....
-
وفاة روث بوزي نجمة برنامج -شارع سمسم- عن عمر يناهز 88 عاما
-
تقرير الوظائف بأمريكا يخالف التوقعات.. وترامب يدعو مجددا لخف
...
-
السعودية.. إحباط تهريب أكثر من 1.5 مليون حبة كبتاغون مخبأة ب
...
-
حزب الإصلاح البريطاني يتصدر الانتخابات
-
مصر.. ما حقيقة هدم أهرامات الملكات في الجيزة؟
-
تخجل من البطالة؟ مكاتب وهمية في الصين تتيح للشباب التظاهر با
...
-
زلزال قوي آخر بقوة 6.4 درجة يضرب جنوب تشيلي
-
ما هدف إسرائيل من توسيع حربها على غزة؟
-
الشرطة الألمانية: إصابة 8 أشخاص ثلاثة منهم في حالة خطرة بحاد
...
-
نهج متكامل: قيرغيزستان تستلم منظومة إس- 300 من روسيا
المزيد.....
-
الحرب الأهليةحرب على الدولة
/ محمد علي مقلد
-
خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية
/ احمد صالح سلوم
-
دونالد ترامب - النص الكامل
/ جيلاني الهمامي
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4
/ عبد الرحمان النوضة
-
فهم حضارة العالم المعاصر
/ د. لبيب سلطان
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3
/ عبد الرحمان النوضة
-
سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا-
/ نعوم تشومسكي
-
العولمة المتوحشة
/ فلاح أمين الرهيمي
-
أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا
...
/ جيلاني الهمامي
-
قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام
/ شريف عبد الرزاق
المزيد.....
|