أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شكيب كاظم - مرارة الفقد.. بلقيس محمد شرارة تدون سيرة زوجها رفعة كامل الجادرجي.














المزيد.....

مرارة الفقد.. بلقيس محمد شرارة تدون سيرة زوجها رفعة كامل الجادرجي.


شكيب كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 7427 - 2022 / 11 / 9 - 06:34
المحور: الادب والفن
    


تؤرخ الكاتبة العراقية المغتربة بلقيس شرارة في كتابها (رفعة الجادرجي. حياة غنية حافلة بالإنتاج) ألذي أصدرت دار المدى، طبعته الأولى سنة ٢٠٢١م، تؤرخ للأسرة الجادرجية العريقة على مدى أكثر من قرن من الزمان، بادئة بوفاة الجد(رفعة أفندي) ومنتهية بوفاة زوجها المهندس المعماري المعروف رفعة كامل الجادرجي، ألذي عاش معها أكثر من ستة عقود، منذ أن تزوجا منتصف عقد الستين من القرن العشرين، وحتى وفاته في العاشر من نيسان ٢٠٢٠، هما اللذان عاشا حياة رائعة ممتدة زاخرة بالمحبة والعمل والقراءة والحفلات والسفر، والكتاب هذا إضافة جيدة لكتابيهما؛ بلقيس ورفعة، وعنوانه (جدار بين ظلمتين) ألذي يصور حياة رفعة في السجن الإنفرادي، منذ أن اعتقل بوشاية حاسدة حاقدة أواخر سنة ١٩٧٨، كتب رفعة فصولاً منه، وكتبت بلقيس فصولاً، كما إن الكتاب هذا إمتداد لكتاب (صورة أب) ألذي ألفه رفعة، وفيه حديث عن الأسرة الجادرجية، ولاسيما أبوه الأستاذ كامل الجادرجي.
تحدثنا الكاتبة بلقيس في كتابها هذا عن الحياة العملية الجادة لزوجها المهندس المعماري الضليع رفعة الجادرجي، وتأسيسه لمكتبه الإستشاري الهندسي، ألذي أثار حسد الحساد لما حقق من منجزات، كما تحدثنا عن اعتقال الأستاذ كامل، ألذي كان قد أرسل برقية تأييد للرئيس جمال عبد الناصر، في مواجهة العدوان الثلاثي؛ البريطاني، الفرنسي، الصهيوني خريف سنة ١٩٥٦م، بسبب تأميم الرئيس ناصر لقناة السويس في شهر تموز من تلك السنة، فتلمس في السجن الملكي إحترام الإنسان، وتيسير متطلباته الحياتية، ألذي فقد وتلاشى تدريجيا في العهود اللاحقة، حيث حرم السجين السياسي من ضروريات الحياة كلها، حتى أن الأستاذ كامل يرد على تصريح رئيس الوزراء نوري السعيد، لمراسلي وكالات الأنباء الأجنبية: إن الجادرجي يتمتع بمعاملة جيدة ممتازة بالسجن الكريم، واصفاً الجادرجي، هذه المعاملة بأنها ليست منحة من أحد، بل هي حق للسجين السياسي، وعلى إثر ذلك- كما تكتب بلقيس شرارة- أعيد ترميم وطلاء الجناح ألذي يسكن فيه، وخصصت له غرفة وضعت فيها ثلاجة وأدوات الطعام والطبخ، وسمح بزيارته مرتين في الأسبوع، كان يوم الأربعاء مخصصاً لأصدقائه، وكان يزوره: محمد حديد، وحسين جميل، وخدوري خدوري، ومحمد مهدي كبة، ومحمد صديق شنشل وغيرهم، حتى أن المستشرق الفرنسي لويس ماسنيون، يوم جاء إلى العراق، يزور الأستاذ كامل في سجنه.
عرفت عن الراحل رفعة الجادرجي، صراحته وجراته، الأمر الذي عرضه لكثير من الأذى حتى سحبت منه جميع صلاحياته، بوصفه مديرا عاما للإسكان سنة ١٩٥٩، لأن الشخص الذي لا ينتمي إلى جهة معينة-كما تذكر بلقيس- لا يمكنه أن يفلت في تلك الأيام الحرجة التي كان يمر بها العراق، بقي رفعة بعيدا عن التيارات الأيديولوجية التي عمت مؤسسات الدولة، لكنه على الرغم من ذلك وجد نفسه في حملة موجهة ضده.
كما إنه يعترض على نية أمانة العاصمة أواخر سنة ١٩٥٨؛ لا يوافق على نيتها تهديم قبور اليهود العراقيين في جانب الرصافة، لكن المقبرة هدمت في عقود تلت وأمست مرأباً للحافلات.
وعلى الرغم من تكليف رئيس الوزراء، الزعيم الركن عبد الكريم قاسم؛ تكليف الزعيم له بتصميم ثلاثة نصب:
١ الجندي المجهول
٢ نصب ١٤ تموز.
٣ نصب الحرية.
فإنه لم يتفق مع الزعيم في وضع صورته على نصب ١٤ تموز في ساحة التحرير، لأن نظرة الأستاذ رفعة بعيدة، فهو يريد أن يبقى النصب شاهدا للأجيال، وإن وضع صورة الزعيم، قد يعرض النصب إلى ما لا تحمد عقباه، لما عرف عن العراقيين من تهديم ما ينجزه السابقون، ونبدأ من الصفر دائماً؟! وهذه المسألة تحسب للزعيم، ألذي قبل فكرة لم يرض عنها كل الرضا ولم يقبلها.
وكما حدثنا رفعة كامل الجادرجي، في كتابه (صورة أب) عن وفاة أبيه المفجع في الأول من شهر شباط ١٩٦٨م، فإن الكاتبة بلقيس شرارة تحدثنا- كذلك- عن وفاة الأستاذ كامل، ألذي بدأ يعاني نوبات قلبية منذ صيف ١٩٥٩، ولعلها بسبب اضطراره لتجميد نشاط حزبه؛ الحزب الوطني الدمقراطي، بسبب الفوضى الضاربة أطنابها وقتذاك، فضلاً عن تعرض الحزب لانشقاق خطير وخطر قاده الأستاذ محمد حديد، ألذي أسس الحزب الوطني التقدمي، واصدر جريدته (البيان) فاضطر للسفر إلى الإتحاد السوفيتي طلباً للعلاج، وظل مواظباً على الإدلاء بالتصريحات السياسية، وتقديم مذكرات الإحتجاج- كما دأب على ذلك في العهد الملكي- لكم الدنيا تغيرت في الزمن الجمهوري، فما عادت أذن تسمع ما يقول، ولا أقول تصغي! فذهبت آراؤه أدراج الريح في يوم عاصف، وإذ كان مجتمعا في دارته بشارع طه الهاشمي، مع عدد من قادة الحزب الوطني الدمقراطي، تفجوه النوبة القلبية، ألذي وصف علاجها طبيب القلب الحاذق شوكة الدهان، بزرق فخذه بإبرة الدواء، لكن قضي الأمر، وحم القضاء، فلقد كانت النوبة سريعة، فلم يتمكن الأستاذ كامل من زرق فخذه، وشوهد سائلها منساباً ومنساحاً على بنطلونه، ليخرج طبيبه المعالج النطاسي البارع شوكة الدهان من غرفته على الناس نادباً:
- مات كامل.. مات.
وبوفاة الأستاذ كامل الجادرجي، انطوت صفحة مهمة ومؤثرة من تاريخ العراق السياسي، وفقدنا بفقده مثالا للنزاهة وتطابق القول مع الفعل والعمل.
حاشية
.......................................................................
الحديث ألذي قرأته في ندوة الإحتفاء بالكاتبة العراقية المغتربة في لندن؛ بلقيس شرارة، التي أقامها بيت المدى للثقافة والفنون بشارع المتنبي من رصافة بغداد، ضحى يوم الجمعة ١٢ من شهر صفر ١٤٤٤هج= ٩ أيلول ٢٠٢٢م،وادارها الباحث رفعة عبد الرازق محمد، وتحدث فيها تباعا: الدكتورة نادية هناوي، وجمال العتابي، وسعاد الجزائري، وشكيب كاظم، والدكتور معتز عناد غزوان، وأمين قاسم الموسوي.



#شكيب_كاظم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأديب حسب الله يحيى.. مواهب شتى
- كوركيس عواد..المفهرس والمحقق الثَبت.
- حكايات توحي بانحدار الحياة العراقية إلى مخاطر جمة الروائية و ...
- أستاذي إبراهيم الوائلي مواهب لم تأخذ مداها
- شجون يوسف زيدان المصرية: نبتسم لأننا ننسى إساءة البلد الذي ن ...
- أثار ضجة واسعة حين صدوره الرصافي وكتابه(رسائل التعليقات)
- ضحايا المحرقة النازية
- آراء يجمعها غبط المكانة. الجواهري متنبي زماننا الذي انتظرناه ...
- لماذا لم يمكث المعري في بغداد وبارحها غضبان اسفا؟
- الرجل بهجت العطية..سيرة مثيرة للجدل
- قبل الورقة الاخيرة. مقالات ثقافية
- حديث في النحو العربي
- مقالات تتفاوت أهمية... آخر ما كتب الناقد علي جواد الطاهر
- حنون مجيد مبدع متعدد المواهب.. وقفة عند الظاهرة الطباقية في ...
- محمد خضير في مثابات شاخصة بعالم السرد والكتابة
- الدكتور صبري مصطفى البياتي.. مفكر هوى من عليائه سراعا
- في وداع العروبي الطبيب أحمد الخطيب
- نقاش هادئ مع إبراهيم محمود بين مقص الرقيب والرشوة السياسية
- يظل للكتاب الورقي سحره وحميميته
- لطفية الدليمي تكتب عن -ما لم يقله الرواة- ... ما لم تقله الم ...


المزيد.....




- شارك في -ربيع قرطبة وملوك الطوائف-، ماذا نعرف عن الفنان المغ ...
- اللغة الروسية في متناول العرب
- فلسطين تتصدر ترشيحات جوائز النقاد للأفلام العربية في دورتها ...
- عُمان تعيد رسم المشهد الثقافي والإعلامي للأطفال
- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يع ...
- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...
- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شكيب كاظم - مرارة الفقد.. بلقيس محمد شرارة تدون سيرة زوجها رفعة كامل الجادرجي.