أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد اللطيف بن سالم - حول - الحرية - مرة أخرى














المزيد.....

حول - الحرية - مرة أخرى


عبد اللطيف بن سالم

الحوار المتمدن-العدد: 7426 - 2022 / 11 / 8 - 03:42
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تُرى هل الحرية ضرورية للإنسان لكي يعيش في راحة بال وفي أمان ؟
المعروف عن الحرّية أنها حالة المرء عندما يفعل أي شيء بإرادته الخاصة و الخالصة دون أي مانع من داخل النفس أو من خارجها ، لكن الملاحظ أن هامش الحرية هذا قد صار اليوم في تناقص دائما لا بضغط على النفس من خارجها فحسب بل بما صار يُعرف لدينا اليوم بالضغط النفسي من داخلها لأن اهتمامات الفرد اليوم قد صارت كثيرة وكثيرة جدا والفرص لتحقيقها قد صارت قليلة وقليلة جدا لتكاثر الباحثين عن نفس تلك الفرص وضرورة الانتظار لحين الفرصة السانحة وهي ليست دائما في متناول الجميع على حد سواء حتى أننا لم نعد كلنا نستمرئ الحياة ونستمتع بها كما كان يفعل آباؤنا وأجدادنا دون الكثير من التكلفة .
إن الزمان اليوم قد صار يحاصرنا ويضغط علينا أو هكذا صار إحساسنا به دائما كما لو أن أعمارنا قد صارت قصيرة جدا بالنسبة إلى الأعمار السابقة أعمار آبائنا وأجدادنا لأنهم كانوا مكتفين بالاهتمام بما يلبي لهم حاجتهم إلى المأكل والمشرب والملبس وما يترتب عن ذلك وكفى وما كانت لهم مثلنا اليوم اهتمامات أخرى كثيرة جدا .
من أهم الاهتمامات اليوم البحث عن الشغل الذي لم يعد متوفرا للجميع منذ أن عوضت الآلة عن اليد العاملة والشغل في الحياة ضرورة ملحة لا استغناء عنها ليس فقط لطلب الرزق كما يبدو لنا دائما وإنما أيضا للاستمرار في الحياة أصحاء وأسوياء وهذا هو قدرنا في هذه الدنيا أحببنا ذلك أم كرهنا لكن هذا الشغل وإن توفر لنا ليس دائما متماهيا مع حريتنا التي نحتاجها دائما لنبدع ونبتكر وأيضا لنتطور إنما هو غالبا ما يكون انشغالا عنها إذا لم يكن قمعا لها أو تخفيضا لمستوى الشعور بها ما يجعل المرء اليوم يكاد يكون معدوم الإحساس بها كما لو كان روبو من الروبوات خصوصا عندما يكون عاملا مع الخواص الذين هم في الغالب استغلاليون متجبّرون لا يرحمون لكن ما ضر المرء أن يعيش معدوم الإحساس بالحرية ؟ ألا يكون حينئذ شبيها بالحيوان وليس مختلفا عنه في شيء والقول بأن الحيوان يعيش بحرية مطلقة – في مثل العصافير والطيور المختلفة - هو قول واهم إذ ليس لغير العاقل من حرية أبدا وحتى حرية العاقل كما ذكرنا آنفا محدودة جدا .
يقول بعض المفكرين "" ليس هناك حرية حتى بالنسبة للإنسان وإنما هناك عمل للتحرّر"" ولا يكون هذا العمل للتحرّر من طرف الفرد إلا بإرادته ومن طرف المجموعة أو المجتمع إلا بما يحصل للناس في ما يّعرف بالوجدان الجمعي الناتج عن الثقافة العامة المستوحاة مما يعيشه الناس في اليومي المتكرر ولا تكون هذه الإرادة الفردية إلا بتوجيه مقصود من عقل صاحبها ولا تكون هذه الإرادة الجماعية إلا بتوجيه من العقلية العامة لتلك المجموعة أو المجتمع وبالتالي فما الحرية هذه إلا حالة ذهنية قبل أن تكون شيئا آخر.
إذن فالحرية بالنسبة للإنسان العادي والواعي بنفسه هي بمثابة الأكسجان ( الصدأن ) الضروري للجسد ليستمر في الحياة سليما معافى ومتفاعلا مع محيطه كما ينبغي وباتساع هامش الحرية هذه يمكن للمرء أن يفكر وأن يتأمل وأن يعمل ويتحرك ويبدع والمهم في كل ذلك أن يدرك المرء حيدا حاجته المطلوبة والمفضلة من هذه الحياة التي يعيشها في هذه الدنيا و"" الحاجة أم الاختراع "" بمعنى أنه كما قال المتنبي قديما مع وجود الفارق :
على قدر أهل العزم تأتي العزائم """" وتأتي على قدر الكرام المكارم
بمعنى أنه على قدر ما يكون المرء حرا وواعيا بحريته ومسئولا عنها على قدر ما يكون مبدعا لهذا نرى في المشرق العربي والإسلامي كما في ما يسمّى بالمغرب العربي في شمال إفريقية قلة الإبداع واعتماد الناس في حياتهم على المنتوج الغربي أكثر من اعتمادهم على منتوجاتهم الخاصة في جميع المجالات الحيوية الضرورية منها والكمالية وهكذا يمكن استنتاج هذه الفكرة كما لو هي نظرية علمية جديدة في العلوم الإنسانية أن ( قلة الإبداع متناسب طردا مع قلة الإحساس بالحرية ) وما ذكرناه آنفا يقوم دليلا على ذلك قطعا .
لكن يمكن هنا طرح هذا التساؤل : لماذا يضيق هامش الحرية في هذه المناطق المذكورة ؟ والجواب في رأيي هو لأن الغالبية من الناس تعيش مكبلة بأغلال التقاليد والمواضعات البالية منذ زمان بعيد دونما تدري لذلك نرى الناس في هذه المناطق تتصف بكثرة الكلام تنفيسا لها عن الضغط النفسي المبتلين به بسبب عدم إحساسهم بالنصيب الكافي لهم من الحرية اللازمة وإلا استعاضت عن ذلك بالصمت الدائم المؤدي إلى الانفجار في أية لحظة وكثيرا ما نشاهد أعراضا للحالة الأولى أو للحالة الثانية في ما نرى من المظاهرات والاحتجاجات المتتالية أو الأعمال الإرهابية أو الحروب بين الدول ، كلها نتيجة مباشرة لما يعرف بالضغط النفسي والإحساس بالظلم والإحباط والسأم في أي جهة كنا من العالم .



#عبد_اللطيف_بن_سالم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - الله الأكبر -
- العيش المشترك
- - الجذع المشترك -
- من نحن ؟ وما كورونا؟
- تأملات فلسفية .
- راي في السياسة التونسية
- ما بين النهضة والنهضة
- الإعلام في تونس بين الماضي والحاضر
- مواضيع فقط للتفكير والتأمل :
- وذكر فإن الذكرى تنفع المستيقظين :
- من هو المعبود في الحقيقة ؟
- الكتاتيب والروضات القرآنية
- في ذكرى ميلاد الاتحاد المغاربي
- قراءة نقدية في شخصية يوسف الصديق الثقافية
- د. محمد الطالبي في موقف حذر .
- الفساد الأكبر والأخطر لو كنتم تعلمون .
- كيف لنا أن نتقدم ونتطور ؟
- من مشاكل التعليم في تونس
- - الهامشية -
- ماالعقل؟


المزيد.....




- -الأسبوع القادم سيكون حاسمًا جدًا-.. أبرز ما قاله ترامب عن إ ...
- هل اغتيال خامنئي عامل حاسم لكي تربح إسرائيل الحرب؟
- لجنة الإسكان بالبرلمان توافق على زيادة الإيجار القديم بنسبة ...
- مصر تكرم أشهر أطبائها في التاريخ بإطلاق اسمه على محور وكوبري ...
- -تسنيم-: مقتل 7 أشخاص في قصف إسرائيلي استهدف سيارتين مدنيتين ...
- بوتين يلتقي رئيس إندونيسيا في محادثات رسمية غدا الخميس
- مصر تحذر: المنطقة ستبقى على حافة النار بسبب فلسطين ما لم تحل ...
- بقلوب مكلومة.. غزة تودّع أبناءها الذين قضوا في طوابير الجوع ...
- هل تستطيع إيران إغلاق مضيق هرمز وكيف سيؤثر ذلك على العالم؟
- في حال اغتيال خامنئي.. ما هي حظوظ ابنه مجتبى في خلافته؟


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد اللطيف بن سالم - حول - الحرية - مرة أخرى