أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - في ثلاثية العقل والعلم والحاجة














المزيد.....

في ثلاثية العقل والعلم والحاجة


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7419 - 2022 / 11 / 1 - 01:24
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


في ثلاثية العلم والعقل والحاجة بدأ الإنسان يركب من جديد وفق منطق متدرج أساسيات الوجود، العلم لم يكن نتاج طبيعي لمجرد التكوين والحدوث الوجودي كظاهرة بشرية، قد يكون موجودا ولكن على شكل مجهول عند الإنسان، لكن دلائل وجوده هي التي تحرك العقل ليكتشف أوليات الأوليات اللازمة لأنتباهه ثم تحسسه ثم إثارة فضوله للتفكير ثم التجريب ثم البحث والتقرير، ويتدرج مرحليا وفق عامل ذاتي يربطه بالوجود وهو "الحاجة" حتى يصل للمعرفة اللازمة لبداية رحلته نحو العلم، هذه الثلاثية المختصرة هي كل ما في رحلة الإنسان منذ النشأة حتى تتغير المعادلة لربما في وقت تاريخي ما ليظهر عامل مستجد وربما بوادره حاليا لها إرهاصات بينه وهو ما يعرف " ما بعد الحاجة" أو ربما أيضا " ما قبل الحاجة"، فالعقل البشري بتركيبته الحالية وطرائق التشغيل والعمل لم يعد ذاك العقل الذي كان يعمل وفق قوانين المنطق قبل سنوات عديدة، العقل البشري اليوم صار باحثا عن ما بعد وبعد الرؤيا والأحتمال التأملي والتنظيري ليخرق جدار العلم بمستويات عدة ومن زوايا مختلفة.
اليوم الإنسان الذي كان في وقت تاريخي ما أسير المجهول وليس بالتأكيد جاهلا كما يطلق البعض عليه جزافا، فالجاهل هو الذي لا يدرك المعلوم بما هو معلوم به مثل الأمي الذي لا يعرف القراءة والكتابة مع إمكانية طبيعية أن يتعلم، الأمي هنا جاهل ولكن قبل أن يكون ذلك متاحا طبيعيا لم يكن جاهلا بل أسير مفهوم مجهول، هذا الإنسان الذي كان أسيرا لواقع لم يكشف الكثير من أسراره تحول مع ثورة العقل المعاصرة والعقل الحداثي الذي صنع الثورة وقاده إلى ما يعرف بأسير العلم، فهو يتحرك في مجالات كثيرة كلها مفتوحة الأبواب الآن لتقدم له المزيد من العلم والمعرفة التي تدفعه للحاق بحركة تصاعدية وتوسعية في كل الأتجاهات، حتى أن العلم أصبح تقريبا مرضا عقليا سيطر على تفكير الإنسان ووجوده ليحوله إلى دوامة حركة مستمرة لا تهدأ من الفعل والإنفعال الدائم.
هذا التحول ليس في الحقيقة تغير في مسارات المنطق الوجودي بقدر ما هو تغيير في طريقة فهم الإنسان لقيمة المعنى الذي يسعى له من خلال وجوده، فهو حصيلة سعي كوني منذ الوجود ولليوم بدأ بطيئا رتيبا ثقيلا ونشط عبلا الحقب التاريخية عندما راكم التجربة وصنف ورمز وصف المعلومات ليحولها إلى مجموعات ثم إلى أقسام ثم إلى تخصصات ثم إلى تخصصات أدق مستمرا بهذا المنهج ليكون فاعلا خالقا مبدعا يبحث في كل زوايا الوجود وبعمق هذه المرة وبحرية فوق المطلقة، إذا علينا أن نتوقع تغيرات بنيوية في نظامنا التعاملي مع الوجود وربما حتى طريقة التعاطي مع المفاهيم والأفكار والنظريات الحديثة والقديمة، أنا أرى أننا فعلا على بوابة ثورة علمية هي الأكبر بعد ثورة أختراع الحرف والكتابة والتي منها تولدت كل الثورات والتحولات الوجودية التي عاشها الإنسان، منذ أن عرف أنه يستطيع ان يستخدم عقله بشكل فعلي.
الثورة العلمية الأولى التي تمخضت بولادة الحرف وبداية الكتابة هي التي نقلت الإنسان من مرحلة الصورة الذهنية إلى مرحلة التجسيد المادي، أي حولت الوجود البشري من مرحلة التصورات العاجزة عن التغيير تحو الأنتقال والتنقل المعرفي إلى دائرة المشاركة متعددة الأطراف والمحتوى، هذا التحول كان العقل فيه باحثا عن ذاته وعن معنى لوجوده، وبقي العقل البشري في هذا الإطار دائرا مثل فلك يكتشف ما تقع عليه بصيرته بحسب الظروف والفرص، أما في الثورة التي نعيش ولادتها الآن أصبح العقل البشري يسبق الإنسان في الرؤية ويبحر قبله ويطير في سماء الوجود، يقتنص كل ما لا يمكن أقتناصه طبيعيا بحسب الطبع التقليدي الكلاسيكي للبشر، لذا فأنا أتوقع بل أجزم أن الناس سيجدوا أنفسهم في يوم من الأيام أمام إشكالية جديدة لا تشبه كل إشكالياته السابقة حسب طريقة البحث عن العلم والمعرفة، سيبنى العالم الحديد على مبدأ الأحتواء العلمي للقوة أو قوة الأحتواء العلمي المسبق، لم يعد للمال والقوة العسكرية قيمة الثروة التي لا تنفذ، الثروة والثورة في الأستثمار بالعلم الحر العلم الغير مفيد بالحاجات ومرتبط بها.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -دولة وطنية حضارية للأمة العراقية-
- فلسفة السياسة العراقية تاكيد للمسارالفوضوي وضبابية الهدف وال ...
- عصر الأحزان
- لعبة الحياة
- إشكالية مجهولية المالك بين النص والأجتهاد. ح16 ملحق
- إشكالية مجهولية المالك بين النص والأجتهاد. ح15 الخلاصة البحث ...
- زغاريد في مساء يوم حزين
- إشكالية مجهولية المالك بين النص والأجتهاد. ح14 والأخير
- إشكالية مجهولية المالك بين النص والأجتهاد. ح13
- إشكالية مجهولية المالك بين النص والأجتهاد. ح12
- إشكالية مجهولية المالك بين النص والأجتهاد. ح11
- الشيعة وحاكمية الماضي الاستراتيجية... فشل في العنوان وأنهيار ...
- إشكالية مجهولية المالك بين النص والأجتهاد. ح10
- إشكالية مجهولية المالك بين النص والأجتهاد. ح9
- إشكالية مجهولية المالك بين النص والأجتهاد. ح8
- إشكالية مجهولية المالك بين النص والأجتهاد. ح7
- إشكالية مجهولية المالك بين النص والأجتهاد. ح6
- إشكالية مجهولية المالك بين النص والأجتهاد. ح5
- إشكالية مجهولية المالك بين النص والأجتهاد. ح4
- إشكالية مجهولية المالك بين النص والأجتهاد. ح3


المزيد.....




- البرازيل: السكان الأصليون يحتجون على بيع الحكومة آبار النفط ...
- مدير عام نجمة داوود الحمراء ينفي وجود تسرب مواد خطرة في مستش ...
- بانون يحذر من هجوم أمريكي على إيران: مغامرة قد تمزق الولايات ...
- بعد ساعات من التحذير.. اسرائيل تستهدف منطقة المفاعل النووي ف ...
- ترامب وخطأ استبعاد بوتين من مجموعة الثماني
- عندما اشترت أمريكا مواد نووية من عدوها!
- ما دور مجلس الأمن القومي لترامب في مصير إيران؟
- مصر.. تصريح اللواء المتقاعد سمير فرج عن إيران وإسرائيل و-الض ...
- رد بعثة إيران بأمريكا على تهديد ترامب باغتيال خامنئي و-التذل ...
- محمد علي الحوثي يخاطب ترامب حول مهاجمة إيران ويذكره بـ-قاذفا ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - في ثلاثية العقل والعلم والحاجة