الوطن و المواطن و الحكومة ...!!!

خالد قمبر

الحوار المتمدن-العدد: 1693 - 2006 / 10 / 4 - 04:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

قالوا إن الوطن ماء سبيل .. يسقى كل العطشى ..!! و قالوا إن الوطن قطعة جاتو او شوكالاته يتذوقها القريب و البعيد ..!! و قالوا إن المواطن الصالح يعطى و لا يأخذ .. و من يبني و لا يهدم ..!!و قالوا إن الوطن والمواطن كالماء و الطحين .. و عجينته تصنع خبزا ..!!! و قالوا إن الوطن .. مجرد رمل و تراب .. وأخر المطاف حفرة تسمي قبرا ..!!! و قالوا إن المواطن الصالح من كثر عمله و إنتاجه و قل كلامه و صياحه ..!!! وقالوا الوطن ذاك القلب الذي ينبض في صدر المواطن ..!!! و قالوا إن التوطين و التجنيس قد تكون فرصة للثراء و كسب المال ..!! و قالوا الوطن كاللسان للمواطن الأخرس ..!!! و كالبصر للمواطن الأعمى..!!! و قالوا الوطن خيمة و حماية.. !!.
البعض يرى الوطن في بسمة طفل .. و أخر يراه في احتضار شيخ ..!!! البعض يرى الوطن دم يجرى في الشريان و الوريد.. و آخر يرى الوطن مجرد أوراق بين كفتي جواز سفر ..!! البعض يرى حب الوطن في الاستمتاع في زرع شجرة أو نخلة ..!!! و آخر يرى الوطن في الاستمتاع في قطف هذه الثمرة أو تلك التمرة ..!!! البعض يرى الوطن في قلبه .. و آخر يراه في جيبه ..!!! البعض يستمتع في آكل ثمار الوطن و تمره .. و آخر يكتفي بشم رائحته وبعد النوى ..!!! البعض يشترى الوطن بدمه و بعرقه .. و آخر يبيعه بشحمه و بلحمه ...!!! البعض يرى التضحية لأجل الوطن واجب مقدس ..وآخر يرى التضحية للوطن ضرب من الجنون ..!!! هذا هو الوطن وذاك هو المواطن كل له رأي وتصور.. قد يلتقيان .. متى ولد الحب و الإخلاص و النية الصادقة .. و قد يتناقضان ..متى طغي حب الذات والأنانية ..أو ما يسمي بالمصلحة .!!!

نحن في مملكة البحرين لسنا ببعيدين عن هذا السجال في حب الوطن .. فهناك من هو محب و مخلص و ذو نية صادقة و كذلك فينا من هو أناني وصاحب مصلحة خاصة ..!!! فنحن في مملكة البحرين في سجال دائم فهناك الوطن وهناك المواطن و هناك الحكومة ..!!! في الآونة الأخيرة مر الوطن بامتحانات وقضايا و أوضاع غريبة شغلت الرأى العام و المتمثل بالمواطن ..مثل سياسة التجنيس و الانتخابات و التصويت الالكتروني وتقرير د. البندر ..!!!
فهناك قضية التجنيس ..!!! لماذا التجنيس ..؟؟!! سؤال يطرح بين الحين و الآخر ... فمملكة البحرين ليست بحجم استراليا أو كندا ..!!! وهى عالميا تعد من الدول العشر الأول في الكثافة السكانية فقياسا للمعايير الدولية فهناك 1074 نسمة لكل كيلومتر مربع ..!!! أما على المستوى الواقعي فهي ما يزيد على 4000 نسمة للكيلومتر المربع ..!!! على اعتبار محدودية الأراضي على النطاق العام ..!!! كما أن المملكة تعاني من البطالة و ضعف الفرص الإسكانية بالإضافة إلى ضعف التعليم و الصحة والبنية التحتية ..!!! قد تكون هناك استثناءات للتجنيس و لكنها ليست بالكم المعاصر ..!!
وهناك قضية أخرى تم إثارتها من قبل الحكومة و هي بيع الأراضي لجهات مشبوهة في جزيرة المحرق ..!!! هل هناك فعلا جهات أجنبية ..؟؟!! فالأجانب مصرح لهم الشراء في اغلب مناطق البحرين رسميا و بحسب قرارات حكومية .. فلماذا هذا التشنج ..؟؟!! أم أن الأمر ليس سوى إثارة قضية جديدة لتحل مكان قضية سابقة ..أو ما يسمى بالإستراتيجية المقنعة .. ذات الطابع الوقتي القصير ..!!!
ثم برزت قضية التصويت الالكتروني في الانتخابات القادمة .. فكرست الحكومة جم طاقتها لدعمه و بالتالي إلى تطبيقه .. بالرغم من التحفظات الفنية الكثيرة التي دارت حوله ..!!! وبرزت أزمة ثقة بين المعارضة و التي هي جزء من نسيج المواطنة والوطن و الحكومة ..!!!وطرح سؤال شائك .. هل الحكومة هي الوطن أو الوطن هو الحكومة ..؟؟!!!
واخيرا طرح تقرير في غاية الخطورة وهو تقرير د. صلاح البندر و الذي يحمل شهادة الدكتوراه في عمل اللوبيات أو العمل في الدهاليز و الأروقة وإعداد فرق الضغط المؤثرة في صناعة القرار ..والتي تعتمد أساسا على بنوك المعلومات و الإحصائيات ..!!! والذي تم تعينه كمستشار استراتتيجي لدى الجهاز المركزي للمعلومات وبمرتب يفوق مرتب وزير ...!!! فالبندر قد وضع في منصب في غاية الحساسية و الخطورة فتحت يديه كافة المعلومات الخصوصية عن كل مواطن وعن كل مقيم وكل زائر من وكل منشئة أو عمل أو مصنع أو سجل تجاري أو مستشفى أو مدرسة وما شابه .. فهو في موقع خطير و خطير جدا .. والذي يعد انتهاكا للأمن الوطني ..فمن و لماذا .. وكيف .. ؟؟!! و الغريب إن البندر قد تم إبعاده أو تسفيره على وجه السرعة من قبل النيابة العامة بالرغم من ما ذكرته الصحف إن البندر متهم بإعطاء معلومات خاطئة عن شعب البحرين بقصد إثارة الفتنة بين شعب المملكة الواحد وهى تعد جريمة يعاقب عليها القانون .. فلماذا تم تسفيره بدل تقديمه للمحاكمة ...؟؟!! إن ما تم ذكره في التقرير يعد اختراقا واضحا من قبل شخصيات كبيرة و كثيرة فالقضية ليست فردية بل هي قضية رأي عام ... فلماذا تم تجاهل ما جاء في التقرير...؟؟!! ولماذا تلتزم النيابة العامة الصمت .. أسئلة كثيرة تطرح .. وجراح جديدة تفتح .. و المواطن يتساءل ماذا حل بالوطن ..؟؟!! في عهد يأمل فيه المواطن بالإصلاح و العدالة و المساواة في عهد يطلق عليه بعهد الديمقراطية و عهد دولة القانون و المؤسسات ..!!! ما أصعب أن يعيش المواطن غريبا في داره وطنه.. بين أمواج السياسة .. بين أمواج المصلحة .. بين أمواج أصحاب النفوذ .. فالمواطن اليوم بداء يفقد الثقة فيمن حوله وحتى في حكومته ..!!! فقد كثر من يأخذ و لا يعطى .. ومن يهدم و لا يبني .. ومن يطغى و يظلم و لا يحاسب ..ومن يفسد و لا يصلح .. و من يفرق و لا يجمع .. فماذا عسى ان يقال سوى .. وطني الحبيب عذرا ....!!!!

#خالد_قمبر (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل