مؤتمر القمة ... قبل صلاة الفجر...!!!

خالد قمبر

الحوار المتمدن-العدد: 1649 - 2006 / 8 / 21 - 10:48
المحور: كتابات ساخرة
    

قرر رؤساء و حكام الدول العربية بعد مشاورات كثيرة و تحفظات أكثر وبعد مداولات واسعة عقد قمة عربية طارئة بعد صلاة الفجر مباشرة (للعلم فالأذان سيكون في تمام الساعة 35 : 3 و الإقامة في تمام 05 : 40 ) في احد المساجد الكبيرة لمناقشة الاعتداءات الصهيونية الوحشية من مجازر و قتل و تشريد على كل من الشعبين الفلسطيني واللبناني وبالتالي اخذ القرارات أو التوصيات المناسبة والتي ستكون على قدر المسؤولية و الحدث ..!!! و عهد ترتيبات مؤتمر القمة لجامعة الدول العربية إلى الأمين العام / السيد عمرو موسي ... ففي اليوم المحدد و في حوالي الساعة الثالثة من بعد منتصف الليل حضرت وفود إسلامية كثيرة لأداء صلاة الفجر و بالتالي متابعة و مؤازرة مؤتمر القمة العربي الطارئ ... أولى الوفود المشاركة كان رئيس الحكومة الفلسطينية د/ إسماعيل هنية ( حماس ) و بصحبته و مفتى الديار الفلسطينية الشيخ عكرمة و سماحة الأمين العام لحزب الله نصر الله ووفود من الأحزاب السياسية الإسلامية من إخوان المسلمين من جمهورية مصر و وفد من إخوان المسلمين في الأردن ووفد من الجمعيات الإسلامية شعبية من العراق و الخليج و اليمن و الجزائر و المغرب والسودان .. بالإضافة حضور الرئيس اللبناني العماد لحود و قد تم نصب خيمة له عند بوابة و مدخل المسجد لإقامته .. ومن الوفود الرسمية فقد حضر الوفد الرسمي لجزر القمر و الصومال وموريتانيا .... ولكن مازالت الوفود الرسمية الأخرى لم تصل .. وفى تمام الساعة 35 : 3 رفع الآذن لصلاة الفجر ... أصاب الأمين العام للجامعة العربية القلق و التوتر .. وهو واقف عند مدخل المسجد يترقب .. مرة ينظر إلي ساعته و مرة أخرى ينظر إلى ساعة مساعديه .. فمازالت الوفود الرسمية الأساسية و الكبيرة لم تحضر ... فبدأت الاتصالات الهاتفية المكثفة بممثلين الوفود الرسمية .. ولكن مازال القلق و الاضطراب مرتسما على وجه الأمين العام .. الساعة تقترب من الرابعة و خمس دقائق موعد إقامة الصلاة ..!! اقترح البعض تأجيل إقامة الصلاة عشر دقائق أخرى حتى وصول الوفود الرسمية .. ولكن الإمام وبعض الحضور رفض بشدة بحجة أن على المصلين انتظار الصلاة وليس العكس..!!! فلا يجوز شرعا تأخير الصلاة في انتظار وصول المصلين ...اى كانت مكانتهم الاجتماعية أو السياسية ..!!! فنودي لإقامة الصلاة .. فدخلت جموع المصلين المسجد للصلاة .. ولكنهم وجدوا الكثير من الكراسي الفارهه قد تم رصفها وإعدادها في الصف الأول .. !!! تساءل بعض المصلون عن السبب ..!!! فجاءهم الرد من البعض و على استحياء إن الصف الأول مخصص لصلاة الملوك و الرؤساء والحكام ... فان غالبيتهم ولا سباب تتعلق بكبر السن أو بسبب المرض و خاصة أمراض العظام و الروماتيزم و المفاصل.. فغالبيتهم لا يستطيعون الصلاة إلا جلوسا على الكراسي ...!!! ( سبحان الله ) وهذا الأمر جائز شرعا ...!!! فتساءل البعض و لكنهم لم يحضروا لصلاة الفجر .. فما قيمة هذه الكراسي في الصف الأول ..؟؟!!! فتم الاستفسار من الأمين العام السيد عمرو موسي إذا كان سيحضر الملوك و الرؤساء و الحكام العرب لتأدية صلاة الفجر..أم لا ؟؟!!! فأجاب و على استحياء .. قد يحضرون ....!!! فرد عليه احد الحضور .. وقد لا يحضرون ...!!! فالساعة تقترب من 15: 4 فقرر المصلون إبعاد كافة الكراسي من الصف الأول وركنها في الخلف ..!!!! فاكتملت الصفوف و كبر الإمام وصلى الجموع صلاة الفجر .. فقراء في الركعة الاولي سورة المنافقون ...!!! و في الثانية سورة الإخلاص ... فما أن سلم الإمام .. حتى هرع الأمين العام إلى بوابة المسجد مستفسرا إذا ما وصل اى من الوفود الرسمية أم لا ..؟؟!! فكان الجواب بالنفي ..!!! فأخذ هاتفه النقال وأجرى عدة مكالمات ..!!! فكانت علامات القلق و الاضطراب واضحة على ملامحه ... الساعة تقترب من الساعة 00 : 05 وحينها قد بدأت بوادر خيوط الصباح و أشعة الشمس في الانجلاء و الظهور .. وعتمة الليل و الظلام فى الانحسار ..!!! طلعت الشمس مقرة بميلاد يوم جديد .. يوم تساءل فيه الحضور ... أين الوفود ..؟؟!! أين الحكام أين الرؤساء أين الملوك ...؟؟!!! لماذا لم يحضروا لصلاة الفجر ....؟؟!! و متى سينعقد المؤتمر الطارئ .. ؟؟!! الم يكن من المفترض انعقاده بعد صلاة الفجر مباشرة ..؟؟!!! أصاب بعض الحضور الحيرة و الدهشة ..!!! .. فاتجه الجميع إلى الأمين العام للجامعة العربية متسائلين ... أين الرؤساء أين الحكام و أين الملوك ..؟؟!! فقال لا بد وان هناك أسباب قوية قاهرة وطارئة قد حالت دون حضور الوفود الرسمية الرئيسية إلى صلاة الفجر و إلى مؤتمر القمة ... فالغائب حجته معاه ...!!!!

#خالد_قمبر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات