اغراقات .. و البحث عن طوق نجاة ...!!!

خالد قمبر

الحوار المتمدن-العدد: 1663 - 2006 / 9 / 4 - 06:56
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    

يغرق البعض في الألم و الحسرة فيغرق البعض في المياه العذبة و آخرون يغرقون في المياه المالحة وآخرون يغرقون في الرمال المتحركة .. و آخرون في بحار الأوهام العاتية .. و غيرهم يغرقون في الجهل و الظلمات .. وآخرون في الديون أو القروض والمحاكم ..فالغالبية هم مجرد غرقي .. و في المقابل هناك القليل القليل من الناجون المحظوظون ..!!! هناك من يذهب إلى البحر ليغرق .. و هناك من يأتيهم البحر إلى موطئ اقدامهم ليغرقهم ..فهولا هم التعساء ...!!! بالرغم من أن هناك خبراء في السباحة و العوم .. وهناك سباحون نالوا الجوائز والميداليات .. بالرغم من هذا كله فان الجميع معرضون للغرق .. في بحار مختلفة و متنوعة .. بحار مبتلة و بحار جافة خشنة .. بحار بلا شواطئ و بحار كلها رمل و كثبان .. الكثير من يرتدى سترة النجاة يغرق .. و كثيرون من هم في السفن الكبيرة و العملاقة كالتايتنك مثلا .. و لكنهم يغرقون ...!!!

في مملكتنا الصغيرة البحرين .. هناك الكثير من ألغرقي و هناك الكثير من أنصاف ألغرقي و هناك القليل من الناجون .. المحظوظون ... فنحن نبحث عن النجاة ... نبحث عن الإصلاح .. نبحث عن العدل و المساواة .. نبحث عن طوق النجاة ...نحاول الهرب من المصير.. لعله محتوم و هو الغرق في بحار مختلفة و متنوعة جافة أو مبتلة ..!!!

نحن اليوم و في مملكتنا الصغيرة نعيش أيضا في اغراقات .. بالرغم من إننا في مركب صغير تقوده الحكومة الموقرة .. وكلنا أمل أن لا نغرق .. وان يكون هذا المركب قوي والاهم إن يكون من يقوم بالقيادة لهذا المركب يتمتع بالحكمة و الحنكة .. كلنا أمل ..!!!
• فالمواطن اليوم يعيش في اغراقات الظلمة والألم في صيفنا الحار و بطل هذا الإغراق يتمثل في وزارة الكهرباء و الماء..العتيدة !! فبالرغم من الوعود الكثيرة و الميزانيات الضخمة مازال المواطن يكابد العيش في الظلام الدامس والحر الشديد بسبب انقطاع الكهرباء المتكرر وكذلك انقطاع الماء .. و يطرح سؤال لماذا هذا الانقطاع ..الكبير و المتكرر..؟؟!! ولعل الجواب يكمن في الخلل الكبير في وزارة الكهرباء و الماء من الناحية الإدارية و من الناحية الفنية .. فهل الرجل المناسب في المكان المناسب ..؟؟!!! هل هناك فساد إداري أو مالي ..؟؟!! تقارير كثيرة اثبتت وجوده و فى المقابل تقارير رسمية نفت ذلك ...!!!
• وهناك إغراق أخر فهناك الكثير من العمالة السائبة أو الهاربة في سوق العمل و التي تسمى بالفري فيزا وفى نفس الوقت هناك بطالة بحرينية حائرة تدور في دوامة .. و بطل هذا الإغراق يتمثل في وزارة العمل .. فقد أغرقت السوق بالفري فيزا .. و هي اليوم وتحت شعارات مختلفة تحاول إصلاح العطب أو الشرخ الكبير.. فمرة مشروع 10000 آلاف متدرب و مرة تحت مشروع منح مرتبات للعاطلين لمدة 6 شهور و اخيرا ما يسمي بالمشروع الوطني للتوظيف والذي خصص له 30 مليون دينار .. و هذا الأخير مازال يحاول الوقوف على رجليه بالرغم من ضعف الأسس و القواعد التي بني عليها .. فالوزارة مازالت تعاني من فساد أدارى كبير وقضاياها تنشر على صفحات الجرائد .. نشر الغسيل الوسخ والعفن !! .. و المسؤليين وخاصة من بأيدهم منح تراخيص العمل يستبدلون بين الحين الآخر بآخرين تحت مسميات او متذرعات مختلفة ... مرة للتحقيق ..!! و اخرى للتطوير !!! مرات متكررة تحت مسمي التقاعد المبكر ...!!! فمن النادر أن تجد احدهم يستمر في وظيفته التنفيذية لمدة طويلة.. فاليوم فلان .. وفى الغد فلان آخر .. وبعد غد فلان آخر آخر .. ..!!! و يطرح مجرد سؤال .. هل من واجبات أو مسؤوليات وزارة العمل البحث عن الوظائف للبحرينيين ..؟؟!! أم أن الأمر له علاقة بالشعور بالذنب و محاولة إصلاح ما يمكن إصلاحه ..!!!
• وهناك أيضا إغراق آخر متعلق بوزارة التربية و التعليم في إغراق المجتمع أو السوق بمستويات تعليمية متدنية غير قادرة على مواكبة الحياة العملية والعلمية و الأكاديمية والتي ثبت مؤخرا عدم قدرتها حتي على اجتياز الاختبارات التطبيقية التي أجرتها جامعة البحرين على سبيل المثال ...!!! والتى مازال يرفضها القطاع الخاص و لنفس السبب ..!!! فمخرجات الوزارة بالالاف " كما " .. و لكنها مجرد بضعة عشرات " كيفا " ..فالخرجين اليوم مجرد غرقي تتقاذفهم امواج الحياة .. امواج عاتيه لم يرد حتى ذكرها فى المناهج الدراسية ..فكيف يمكن التعامل معها ..؟؟؟!!!
• و هناك إغراق آخر متمثل في وزارة التجارة والصناعة بإغراقها سوق العمل بشركات و مؤسسات وهمية و برسوم رمزية " 20 دينار " تحت شعا تشجيع الاستثمار ..!! وباعتراف المسؤوليين في الوزارة بأنها تمثل مصيبة او كارثة ..!! فهذا الإغراق قد تسبب في زيادة الفرى فيزا فى مجتمعنا الصغير و لكن هذه المرة " رسميا " او بموافقة الجهات الرسمية بالإضافة إلى مضاعفة التأثيرات السلبية على المجتمع البحريني الصغير المتمثلة في ضياع الأمن والاستقرار و إلى ظهور سلوكيات غريبة بشعة كالمتاجرة في البشر وضياع الحقوق المدنية والإنسانية أو ما يسمي بحقوق الإنسان .. .!!! فالراس البشري اليوم يباع بالف و خمسمائة دينار من قبل سماسرة تجار الرقيق ..!!!
• و هناك ايضا إغراق آخر متميز ومتمثل في وزارة الداخلية – قسم الجوازات و الإقامة ..وهو باحتضانها لعملية التجنيس .. وهنا يطرح مجرد سؤال .. لماذا التجنيس اصلا ..؟؟!! إن مملكة البحرين والتى لا تتجاوز مساحتها 694 متر مربع و عدد سكانها ما يقارب 725 ألف نسمة اى إنها من أول 10 الدول من حيث الكثافة السكانية العالية بحسبب بعض التقارير الدولية .. بحيث أن لكل 1047 نسمة 1 كيلومتر مربع..!!!! بالرغم من التحفظ الشديد على هذه التقارير الرسمية و الخاصة بالمساحة المذكورة وهى 694 متر مربع حيث إنها اغفلت ان ما يقارب 80% من المساحة تعد أراضي خاصة أو ملك خاص ..!!! وعلى هذا الافتراض الجدلي فأن نسبة الكثافة السكانية الواقعية هي 4844 نسمة لكل 1 كيلومتر مربع..!!! و ليس 1047 نسمة ...!!! هذا من جهة .. اما من جهة اخرى قد يكون جائزا و مقبولا أن تمنح الجنسية البحرينية لمن سكن البحرين منذ العشرين سنة و لأبنائهم.. ومن الجائز منح أبناء البحرينيات المتزوجات من الأجانب . و يكون جائزا منح الجنسية للمتزوجات من بحرينيين وقد يكون جائزا مع بعض التحفظات إلى من سكن البحرين لمدة طويلة من الإخوة العرب.. ولكن لماذا تمنح الجنسية للاسيويين و من على شاكلتهم مثلا .. ؟؟!! لقد جاء في الدستور إن البحرين دولة عربية مسلمة ..!!! و نكرر السؤال لماذا التجنيس ..؟؟!! إن إمكانيات البحرين محدودة سواء المالية أو المعنوية ( مساحة الارض ) ..فهذه الامكانيات بالكاد تغطى المتطلبات الضرورية الخدميه من كهرباء و ماء و مدارس و مستشفيات وشوارع وعمل و إسكان وما شابه .. فلماذا هذا العبء الزائد ..؟؟!! و ما هى مبرراته ..؟؟!! فالبحرين ليست بحجم استراليا او كندا او امريكا .. فلماذا ..؟؟!!

اغراقات حكومية كثير و كبيرة سواء فى وزارة الكهرباء و الماء او وزارة العمل او وزارة التجار و الصناعة او وزارة التربية و التعليم او وزارة الداخلية ... اغراقات كثير و كثيرة جدا تبعث في النفس الكثير من الآلام و الأحزان و كومات من القلق و الحسرة .. بالرغم من هذا كله .. نترقب بين الأمواج المتلاطمة .. طوق نجاة . . أو قارب سلامة .. في البحر المبتل أو فوق اليابسة الجافة الخشنة ...!!!

#خالد_قمبر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات