أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف يوسف - قراءة في آية الفتح / 10 .. ودورها في تكريس السلطة















المزيد.....

قراءة في آية الفتح / 10 .. ودورها في تكريس السلطة


يوسف يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 7414 - 2022 / 10 / 27 - 06:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أستهلال :
( إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ۚ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَىٰ نَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا / 10 سورة الفتح ) .
أن آية الفتح / 10 أعلاه ، كما هو مفهوم من بنية النص القرآني ، أنها تؤكد على أن من يبايع الرسول ، أنما هو يبايع الله ، ولكن من جانب أخر ، أن هذه الآية هي من الآيات التي تعزز سلطة الحاكم وتكرس وضعه كحاكم مؤيد من قبل الله ، وهو واقعا ، أن هذا الحاكم مفروض على الشعب والأمة ، أما بقوة السلاح والقتل ، أو بالتزوير أو بالتلاعب بالأنتخابات أو ب ..
الموضوع :
بداية لا بد لنا من تفسير هذه الآية وبشكل مقتضب - وفق تفسير الطبري (( قال الله تعالى لرسوله - تشريفا له وتعظيما وتكريما: إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله ، كقوله : " من يطع الرسول فقد أطاع الله / سورة النساء 80 " يد الله فوق أيديهم أي : هو حاضر معهم يسمع أقوالهم ويرى مكانهم ، ويعلم ضمائرهم وظواهرهم ، فهو تعالى هو المبايع بواسطة رسوله ، كقوله : " إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم / سورة التوبة 111 " . وقد قال ابن أبي حاتم : حدثنا علي بن الحسين .. عن محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله : " من سل سيفه في سبيل الله ، فقد بايع الله " . نقل من موقع / القرآن الكريم )) .
القراءة :
1 . هنا النص القرآني يجعل من مقام الرسول مساو ومواز لمقام الله ، بقوله " إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله " ، يعني مبايعي الله ومحمد سواء ! ، ومن سياق النص ، أن الله يسدل الستار عن مبايعة ، أي نبي أو رسول أو أي شخص أخر ! . والآية ، أيضا هي رسالة لكل قوم أو جماعة أو قبيلة ، بأن أي مبايعة خارج هذا الأطار ، فهي مبايعة باطلة ، لأن مبايعي محمدا هم مبايعي الله . والتساؤل : هل الله يحتاج الى من يبايعه ! ، والمثير للأستغراب ، أن محمدا يقول " من سل سيفه في سبيل الله ، فقد بايع الله " ، وهنا تساؤل أخر : هل يحتاج الله الى قتلة في سبيله ، أم يحتاج الى رسل سلام ! .

2 . ولكن هذه الآية أستغلت من قبل الحكام العرب المسلمين ، بأن أعتبروا أن سلطتهم هي سلطة " ألهية " ، وهو تجهيل وتسطيح لعقلية الشعوب العربية الأسلامية . كذلك التراث الأسلامي ، بأجمله عزز وساند من سلطة الحكام ، حتى أنه جعل من الحكام ( ظل الله على الأرض ) ، وقد جاء في موقع / دعوة الحق ، بهذا الصدد التالي ( أصل حديث أبي هريرة وهو : " السلطان ظل الله في الأرض " ، ورد مرفوعا عن عدة من الصحابة ، من عدة طرق ، جمعها كل من الحافظين السخاوي والسيوطي في مؤلفين . وقد لخص العلامة الزرقاني في " مختصر المقاصد الحسنة " كلام الحافظ السخاوي عليه بأوجز عبارة وأدلها على المقصود كما هو منهجه في هذا المختصر المفيد حيث قال : حسن لغيره ، أما الزيادات على هذا اللفظ ففيها الصحيح كحديث أبي بكرة عند الترمذي وأحمد والطبراني ، وفيها الحسن .. ) ..
* وهولاء هم الذي قال عنهم العلامة د . علي الوري / أي الفقهاء والأئمة والشيوخ .. ، أنهم " وعاظ السلاطين " .

3 . وعزز الفقهاء كثيرا من مقام الخلفاء والأمراء والحكام ، وبينوا صفاتهم ، وهو تكريس أيضا لسلطتهم ولحكمهم .. ولكن الحسن البصري " 21 – 110 هج / إمام وقاضي ومحدّث من علماء التابعين ومن أكثر الشخصيات البارزة في عصر صدر الإسلام . سكن البصرة ، وعظمت هيبته في القلوب فكان يدخل على الولاة فيأمرهم وينهاهم ، ولا يخاف في الحق لومة لائم " ، فقد شذ عن المألوف ، فوضع صفات خيالية لا يمكن أن تنطبق ، لا على خلفاء المسلمين ، ولا تنطبق أيضا بالأجمال على حكام العرب . فقد جاء في موقع / قصة الأسلام ، أجابة الحسن البصري للخليفة عمر بن عبد العزيز ، عن صفات الحاكم العادل ، أنقل مقطعا منها ( فكتب البصري : اعلم يا أمير المؤمنين أن الله جعل الإمام العادل قوام كل مائل ، وقصد كل جائر ، وصلاح كل فاسد ، وقوة كل ضعيف ، ونصفة كل مظلوم ، ومفزع كل ملهوف .. وهو الراعي الشفيق على إبله ، والحازم الرفيق الذي يرتاد لها أطيب المراعي .. ) .
* التساؤل ، هل تنطبق هذه الصفات أو بأستطاعة أي خليفة أو حاكم أو قائد أو رئيس " مسلم " أن يطبق هذه الصفات ! .

4 . من خلف رسول الأسلام في الحكم وضع نصب عينيه ، معتقدا أنه خليفة محمد في كل أمر ، لذا آمن أنه يستحق ما كان ل " محمد " من أمور الحكم وميزات السلطة في طاعة المحكوم ، وقد عزز الأمر بالآية 59 من سورة النساء ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ َأَحْسَنُ َ.. ) . وفي موقع / الأمام بن باز ، تعزيز على ديمومة حكم الحكام ، وتأكيد على عدم الخروج عن سلطة الحاكم الجائر ( وتقيد إطلاق الآية بأن المراد : طاعتهم في المعروف ، ويجب على المسلمين طاعة ولاة الأمور في المعروف لا في المعاصي ، فإذا أمروا بالمعصية فلا يطاعون في المعصية ، لكن " لا يجوز الخروج عليهم " ) .
* هذا الأمر جعل من الحاكم تماما هو الرب الأرضي للبشر ، لأنه أصلا / أي الحاكم ، متفردا ومصانا ومساندا وفق النص القرآني ، ووفق الموروث الأسلامي . فهو لا يسأل عن مراجعة أي أمر يصدره ، أي له الأمر والنهي والشعب يطيع وينفذ .
الختام :
1 . الكثير من حكام العرب سارقين فاسدين جائرين ظالمين ، والبعض منهم يعتبرون أنفسهم مؤيدين من قبل الله ورسوله ، ومن الصفوة المختارين في الأرض ، لا يمسهم السوء أو الضلالة من أي جانب ، فهم عباد الله الصالحين ، حكام يعتقدون : أنهم خلاصة الحكمة وقدر الأمة ، وذلك لأنهم " ظل الله على الأرض " ، وهم واقعا " لعنة الله على الأرض " .

2 . ولكن للموضوعية والأمانة العلمية ، أرى : أذا تركنا دولتي السعودية وأيران / بشكل محدد ، كنموذجين للحكم الأسلامي المطلق ! ، فأن الآية 10 من سورة الفتح ، وما يماثلها في الموروث الأسلامي ، تعززت ماضويا بشكل عملي - وبحقب معينة ، وكان ذلك بعد سقيفة بني ساعدة " مرورا بالدولتين الأموية والعباسية والحكم العثماني ، وما نشأ من دويلات و.. " ، أما في القرن الواحد والعشرون ، باتت كل الأمور واضحة وضوح الشمس بالنسبة للشعوب ، حيث لا يمكن أن ترضخ هذه الشعوب لسلطة الحكام الظلمة مجددا ، بعد الوعي المجتمعي والأنفتاح الحضاري .. " على الشعوب أن لا تنحني أمام الحكام ، وذلك حتى لا يصبحوا مطية لهم " .



#يوسف_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجئ الثاني للمسيح .. أضاءة
- المخفي والمسكوت عنه في آيات - ملك اليمين .. -
- لمحة عن الحجاب .. مع أضاءة عن مقتل الأيرانية مهسا أميني
- يحتضر الوطن .. عندما يصبح - الوطن - مجموعة مكونات / العراق ...
- الهرولة وراء المستقبل - كهرولة الفهد وراء الغزال .. أنه كالق ...
- قراءة - للآية 26 من سورة البقرة -
- الهوس الجنسي لدى دعاة المسلمين
- الدول الأسلامية والعربية .. بين التحدي وبين السقوط
- أضاءة عن هدم الكنائس في الأسلام
- الأسلام والتحول من الدين الى السلطة
- حروب الردة ونهاية الدعوة المحمدية
- الرحمة والأستغفار بين المسلمين وبين الكفار
- ماذا لو حجبت آيات الجهاد من القرآن ؟
- - رائف بدوي - أخر المتحررين من السجون السعودية
- سلمان الفارسي .. من الزرادشتية الى الأسلام
- العهدة العمرية .. وثيقة تشويه الحقائق التاريخية
- - أبراهيم عيسى - وتحطيم صنمية الموروث الأسلامي
- الأسلام ومفهومي الرحمة والنقمة
- الحكم الأسلامي بين الشورى وبين التوريث
- الشريعة الأسلامية .. أضاءة في الصميم


المزيد.....




- الاحتلال يستغل الأعياد الدينية بإسباغ القداسة على عدوانه على ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعرض مشاهد من استهدافها لموقع ...
- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف يوسف - قراءة في آية الفتح / 10 .. ودورها في تكريس السلطة