أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف يوسف - الأسلام والتحول من الدين الى السلطة















المزيد.....

الأسلام والتحول من الدين الى السلطة


يوسف يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 7219 - 2022 / 4 / 15 - 06:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الموضوع :
حتى يتحول الرسول من صاحب دعوة محددة / أي الدعوة السرية في مكة - برهط من الصحابة الأولين ، وحتى يتحول الى مركز قوى تخضع له القبائل العربية ، قام بدعوتين ، الأولى ، تحول من " الدعوة السرية " ، التي أنتهت في مكة ، الى " الدعوة الجهرية " - عندما توجه الرسول الى " جبل الصفا " بدعوة بطون قريش ، ووفق الموروث الأسلامي أن هذه الدعوة تمت وفق أمر ألهي ، وبنص قرآني ( وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ / 214 سورة الشعراء ) ، ثالثا ، وبعد ذلك أراد أن يتوسع رسول الأسلام في الدعوة ، فهاجر الى المدينة المنورة ، ليبسط سطوته على القبائل هناك ، أما رابعا ، حين أنتشرت الدعوة المحمدية في الجزيرة العربية ..
القراءة :
1 . ليس من الحقيقة بشئ من أن محمد رسول الأسلام ، كانت دعوته متمحورة حول الدين فقط ، من عبادة وأيمان بالله الواحد الأحد ، مع تحطيم الوثنية .. ، لا لم تكن هذه الغاية المحمدية ! ، ولو كانت الغاية من الدعوة كذلك ، لما تم نشر الدعوة بسفك الدماء ، ولم يكن الأيمان في أي زمن من الأزمان يفرض بقوة السيوف والرماح ! وهوالقائل : ( أُمِرْتُ أَن أُقاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَن لا إِلهَ إِلاَّ اللَّه وأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، ويُقِيمُوا الصَّلاةَ ، وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ ، فَإِذا فَعَلوا ذلكَ ، عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وأَمْوَالَهم إِلاَّ بحَقِّ الإِسلامِ ، وحِسابُهُمْ عَلى اللَّهِ / مُتفقٌ عليه ) . وقد تطورت الدعوة المحمدية فيما بعد بلبوس أخر ، خاصة بعد أشتداد شوكة محمد ، وتزايد أتباعه ، حيث قام بغزو القبائل الأخرى ، طمعا بالغنائم وبالسبي ، علما أن ( مجموع غزوات النبي وسراياه تقارب المئة أو تفوقها ، وأما الغزوات التي قاتل فيها بنفسه فهي تسع غزوات . / نقل من موقع الأسلام سؤال وجواب ) ، أذن لقد كانت الغاية من الغزوات أمر دنيوي وليس دعوة أيمانية ! .
* والملاحظ من عدد الغزوات / السابق ذكرها ، أن معظمها لم يشارك محمدا بها ، وذلك لأنه أصبح زعيم قبيلة ، ويخاف على وجوده ، والرسول صب أهتمامه فقط ، بأن يحصل على خمس الغنائم ! ( وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ / 41 سورة الأنفال ) .
* في هذا المحور ، أرى أن الدين ، نتيجة للغزوات والتوسع والسيطرة على الأمصار ، قد تحول الى مركز جباية للأموال / غنائم ، أي تحول الى سلطة مالية .

2 . في تطور الدين المحمدي ، نزلت نصوص تعمل على أذلال الشعوب / التي لا تدين بالأسلام ، والدين شرع لها بنصوص ألهية ( قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُون / 29 سورة التوبة ) ، وفي تفسير للطبري لهذه الآية ( يقول :ولا يطيعون الله طاعة الحقِّ ، يعني : أنهم لا يطيعون طاعةَ أهل الإسلام ، من الذين أوتوا الكتاب ، وهم اليهود والنصارَى . وأما قوله : وهم صاغرون ، فإن معناه : وهم أذلاء مقهورون ، يقال للذليل الحقير " صاغر " .. / نقل التفسير من الموقع التالي
https://quran.ksu.edu.sa ) .
* في هذا المحور تحول الدين الى سلطة قهرية لأذلال الشعوب / التي لا تدين بالأسلام ، ومن ثم تحقيرها بالجزية .

3 . في العهود الأسلامية اللاحقة ، أصبح الأسلام ، كدين يشرع ويرسخ على تثبيت حكم السلطان أو الخليفة أو الحاكم ، وفق حديث نبوي ( السلطان ظل الله في الأرض ، فمن أكرمه أكرمه الله ، ومن أهانه أهانه الله) ؛ وفي تفسير هذا الحديث أنقل التالي من موقع / أسلام ويب ( لأن السلطان يدفع الأذى عن الناس كما يدفع الظل حر الشمس ، وقد يكنى بالظل عن الكنف والناحية ، ذكره ابن الأثير ، وهذا تشبيه بديع ستقف على وجهه ، وأضافه إلى الله تشريفا له ، كيد الله وناقة الله ، وإيذانا بأنه ظل ليس كسائر الظلال ، بل له شأن ومزيد اختصاص بالله ، بما جعله خليفة في أرضه ، ينشر عدله وإحسانه في عباده ولما كان في الدنيا ظل الله يأوي إليه كل ملهوف استوجب أن يأوي في الآخرة إلى ظل العرش ) . * هنا الدين أنتقل الى مرحلة أخرى ، وهي مرحلة الحكم ، حيث أن النص القرآني سخر لمساندة الحاكم عادلا كان أو ظالما وحتى أن كان كافرا ، وفق نص قرآني ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا / سورة النساء : 59 ) . وأنقل فيما يلي مختصرا لتفسير الأية : " فهذه الآية نص في وجوب طاعة أولي الأمر ، وهم : الأمراء والعلماء ، وقد جاءت السنة الصحيحة عن رسول الله تبين أن هذه الطاعة لازمة ، وهي فريضة في المعروف . نقل من موقع / الأمام بن باز " .

4 . أما التحول الرئيسي للدين الأسلامي ، هو دخوله معترك السياسة ، من أجل الحكم والسلطة والمال معا ، بغض النظر عن الأسلوب والنهج والطرق المتبعة في تحقيق هذه الغاية ! ، وأرى أن الأمام حسن البنا 1906 - 1949 م ، مؤسس جماعة الأخوان ، هو خير مثال كشخص وجماعة على هذا الأمر ، فهم سحقوا مفهوم الوطن من أجل الجماعة ، وذلك لأنهم يقدمون مصالح الجماعة على الوطن ، لأجله قال مرشد الجماعة الأسبق مهدي عاكف 1928 - 2017 م ( طز في مصر والجماعة فوق الجميع ) . * والجماعة بذات الوقت أصبحوا رجال أعمال وتجار ، وذلك من أجل دعم الجماعة ، ومن أجل مصالحهم الشخصية .

أضاءة :
أولا - هكذا هو الأسلام ، يتلون وفق التغيرات الزمانية والمكانية ، وذلك تبعا للأحداث والوقائع الظرفية ، فهو يجبي الأموال / الزكاة ، ويفتي ، ويرشد وينصح ، ويرفض الأخر ، بأسم الدين .

ثانيا - ورجوعا الى ما سبق ، أود القول ، أن الأسلام قد يقوم بكل التحولات المذكورة في الفقرات الأربع آنفا / أي أنه يسلك مسار كل السلطات من عهد الدعوة المحمدية الى الأن ، بعملية أو بصفقة واحدة وتحت مظلة الأسلام .

ثالثا - الأسلام الأن ، تحول الى سلطة الأرهاب ( وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ / 60 سورة الأنفال ) ، فهو يجاهد ويذبح ويصلب ويسحل ويهجر ويجلد ويرجم ، ويصنف البشر بين مؤمن وكافر ، ويوقع الجزية على القوم الكافرين و .. كل هذا وغيره من أجل عودة الخلافة الأسلامية .

رابعا - أن الأسلام مهيأ بأن يقوم بكل هذه التحولات في السلطات وفق الظرف والحدث ، ولكن الأسلام كمبدأ وأيمان ، لا يتحول الى حالة سلام ، ويرفض التعايش مع الأخر ، ولم ولن يجدد في موروثه البالي ، ولا يقبل أي تغيير عقدي ! .



#يوسف_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حروب الردة ونهاية الدعوة المحمدية
- الرحمة والأستغفار بين المسلمين وبين الكفار
- ماذا لو حجبت آيات الجهاد من القرآن ؟
- - رائف بدوي - أخر المتحررين من السجون السعودية
- سلمان الفارسي .. من الزرادشتية الى الأسلام
- العهدة العمرية .. وثيقة تشويه الحقائق التاريخية
- - أبراهيم عيسى - وتحطيم صنمية الموروث الأسلامي
- الأسلام ومفهومي الرحمة والنقمة
- الحكم الأسلامي بين الشورى وبين التوريث
- الشريعة الأسلامية .. أضاءة في الصميم
- المملكة العربية السعودية ومحمد بن سلمان .. قراءة نقدية
- أضاءة في بدأ التشيع
- السنة والشيعة - من يكفر من -
- عائشة .. سيرة حبلى بالصراعات
- القتل من أجل السلطة / واقعة الطف - كأنموذج
- زهد الرسول والصحابة .. بين الحقيقة و الوهم
- قراءة نقدية لحديث .. السلام على غير المسلمين
- الأخطبوط الأيراني .. بين القومية والمذهبية
- قراءة لآية ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْ ...
- قراءة .. في حكم تارك الصلاة


المزيد.....




- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف يوسف - الأسلام والتحول من الدين الى السلطة