|
لمحة عن الحجاب .. مع أضاءة عن مقتل الأيرانية مهسا أميني
يوسف يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 7383 - 2022 / 9 / 26 - 20:34
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الموضوع : أولا - في الموروث الأسلامي / قرآن وأحاديث وسنن ، هناك الكثير من النصوص حول ما يدعى بعالم اليوم ( الحجاب ) ، وقد ذكر بصيغ مختلفة ، " من وراء حجاب أو ستار ، جلباب.. " ، فمثلا ( وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ [الأحزاب:53] ) و ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جلابيبهن / سورة الأحزاب 59 ) . ومن موقع / أبن باز ، أنقل التالي ، وبشكل مختصر ( .. وإذا كان هذا في حق نساء النبي وهن أطهر النساء وأفضل النساء في عصر هو عصر خير القرون فما ظنك بمن جاء بعدهن ؟ فمن جاء بعدهن فهو في أشد الحاجة إلى ذلك ، لأن ذلك يعين على البعد عن الفساد ، ولأن التقوى كلما قلت صارت الحاجة إلى الحجاب أكثر ، وما بعد عصر الصحابة أقل تقوى من عصر الصحابة ) ثم يفسر الموقع معنى مفردة " جلابيبهن " فيقول ( ما تضعه المرأة فوق رأسها وفوق ثيابها زيادة في التستر ، وتستر به وجهها ويديها علاوة على ما عليها من الملابس ، ولم يقل : إلا وجهها وكفيها في هذا المقام ، ولا في قوله : وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ [الأحزاب:53] ، لم يقل إلا وجهها وكفيها ، فدل ذلك على أنه لجميع أجزاء المرأة ، ولأنها عورة ، ولأن وجهها وكفيها عنوان جمالها أو دمامتها ، فدل ذلك على أن الستر لهذا من أهم المهمات ، حتى لا تكون سبب الفتنة وحتى لا يطمع فيها أصحاب الهوى والانحراف ) .
ثانيا – ومن أحاديث الحجاب (( عن صفية بنت شيبة أن عائشة كانت تقول : لما نزلت هذه الآية ( وليضربن بخمرهن على جيوبهن ) أخذن أُزُرَهن ( نوع من الثياب ) فشققنها من قبل الحواشي فاختمرن بها . رواه البخاري وأبو داود ، بلفظ : يرحم الله نساء المهاجرات الأول لما أنزل الله وليضربن بخمرهن على جيوبهن شققن أكثف مروطهن ( نوع من الثياب ) فاختمرن بها . أي غطين وجوههن . قال الشيخ محمد الشنقيطي وهذا الحديث صريح في النساء الصحابيات المذكورات فيه .. أن احتجاب المرأة عن الرجال وسترها وجهها عنهم ثابت في السنة الصحيحة المفسرة لكتاب الله ، وقد أثنت عائشة عن النساء بمسارعتهن لامتثال أوامر الله في كتابه ، ومعلوم أنهن ما فهمن ستر الوجوه من قوله وليضربن بخمرهن على جيوبهن إلا من النبي لأنه موجود وهن يسألنه عن كل ما أشكل عليهن في دينهن ، والله يقول : ( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ) ، فلا يمكن أن يفسرنَها من تلقاء أنفسهن / نقل من موقع الأسلام سؤال وجواب )) . القراءة : * . مهما شرحنا وأوضحنا وقدمنا من أدلة مسندة من القرآن والسنة ، من أن المقصود بالآيات أعلاه ، هو غير حجاب اليوم ، وأن الملزمين به هن نساء النبي والصحابيات .. / وفق ما مبين في أعلاه ، ولكن السلفيون والوهابيون والأخوان .. يرفضون كل دليل ، ويرقعون كل الموروث برقع خرقاء ، من أجل تثبيت من أن الحجاب فرض وفق القرآن والسنة والأحاديث .. ويعللون من أن الحجاب لأجل الستر ومنع الفتنة والفساد ، ويختمون قولهم بأقبح تفسير : من أن المرأة هي " عورة " ، ونحن نقول أن عقولهم وتفسيراتهم ورؤاهم وترقيعاتهم هي ال " عورة " ، لأن المرأة أجمل و أرق مخلوق . * . أن نساء محمد وكل الصحابيات عموما كن يلبسن " المرط " ( المرط هو الثوب الغير مخيط ، قال ابن منظور " والمِرْط كُلُّ ثَوْبٍ غَيْرِ مَخِيط " فالغير مخيط يلبسه الرجل ، والمرأة من غير حرج ، وذلك لعدم وجود اي معلم يخص الرجل ، او المرأة في هذا الثوب ، فهو كساء مشترك ، ويكون شكله كالملحفة ، او الغطاء العام ، الذي يتزر به الرجل ، وتتلفع المرأة به .. وكان الرسول يرتدي مرط عائشة وهو يقابل الصحابة / نقل باختصار من موقع فيصل نور ) . وكما بينا فيما أسلفت ، أنه ليس من لباس محدد في زمن محمد ، لا نسائيا ولا رجاليا ! . واللباس المذكور / المرط ، لا يستر الجسد كاملا بأي شكل من الأشكال . * . من جانب أخر أن بعض الأحاديث تبين أن النساء كنا لا يتحجبن عند الأجتماع مع الرسول / وهذا مقطع من حديث طويل ( " روى البخاري ومسلم عن سَعْد بْن أَبِي وَقَّاصٍ : اسْتَأْذَنَ عُمَرُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ وَعِنْدَهُ نِسَاءٌ مِنْ قُرَيْشٍ يُكَلِّمْنَهُ وَيَسْتَكْثِرْنَهُ ، فَلَمَّا اسْتَأْذَنَ عُمَرُ قُمْنَ يَبْتَدِرْنَ الْحِجَابَ .. " . ويقول السندي في حاشيته على صحيح البخاري :- ثم لا يصح أن يقال : إن كشفهم وجوههن أمام النبي يدل على جواز كشف المرأة وجهها أمام الرجال الأجانب عنها ؛ وذلك لأن من خصوصيات النبي ـ كما اختاره الحافظ ابن حجر في " فتح الباري" ـ أنه يجوز له النظر إلى وجه المرأة ، وأن يخلو بها ، كما جاز له أن يتزوج أكثر من أربع ، وأن يتزوج بلا ولي .. نقل بأختصار من موقع / الأسلام سؤال وجواب ) . والتساؤل أذا كان الحجاب فرض ديني ، فهل هذا الفرض لا ينطبق على الرسول ، وهل الرسول يعد أستثناءا من الأحكام الألهية ! - أي من أحكام القرآن ، الذي هو كلام الله الموجود منذ الأزل في لوح محفوظ ( فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ / 22 سورة البروج ) ، وهل الرسول حلال عليه النظر للمرأة دون غيره من الرجال ، وهو بشر ( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ / 110 سورة الكهف ) . خاتمة : عن حديث لعائشة : ( أن أزواج النبي كنَّ يخرجن بالليل إذا تبرزن إلى المناصع " أماكن معروفة من ناحية البقيع " فكان عمر يقول للنبي : احجب نساءك ، فلم يكن رسول الله يفعل .. فأنزل الله آية الحجاب . رواه البخاري ومسلم ( . هنا يتوارد لأي باحث أكثر من تساؤل : (1) يتبين من بنية الحديث ، أن أزواج محمد يخرجن للتبرز للبر غير محجبات وبمكان غير مسور ، وبلباس المرط الذي تغطيته للجسم غير كاملة . (2) والرسول ذاته لم يستجب لتنبيه عمر " لم يفعل "، وهذا يعني عدم أقتناع الرسول بفرض الحجاب على نسائه . (3) والأمر المثير للتعجب أن الله أستجاب لقول عمر بن الخطاب ، بالرغم من أن الرسول ذاته لم ينبه أزواجه بلبس الحجاب . (4) فهل هناك تواصل بين عمر والله ، عن طريق الوحي جبريل / حيث أنزل الله آية الحجاب ! / بناءا على دعوة عمر لمحمد لتحجب أزواجه ، وهل الله يصغي لكلام عمر دون محمد ! .
أضاءة : أيران تصفي جسديا و بطريقة كارثية / الشابة الأيرانية - كردية الأصل مهسا أميني ، وتزور الحقائق على انها أغمي عليها في مركز أمني / حكومي ، علما أنه هناك فيديو منتشر ومتداول على صفحات الميديا - يبين بشكل لا يقبل الجدل ، كيف أن شرطة الأخلاق يعتدون بالضرب عليها / مهسا ، ويجبروها للصعود لسيارة تابعة لهم ، ومن ثم تدخل في غيبوبة ، ثم تتوفى .. هذا النظام الذي حجر على الحريات ، ودمر بلدانا أخرى كالعراق وسوريا ولبنان واليمن .. وهو لا زال يمارس غطرسته اللاأخلاقية ، على شعبه ، وذلك بدعوة أن الحجاب فرض عقائدي ، يمنع الفتنة والفساد ، وهم بذات الوقت ، يمارسون وفق مكاتب رسمية عمليات زواج المتعة ، التي يشرف عليها ملالي أيران ! ، وكان بالأجدر على شرطة أيران الأخلاقية ، أن تمنع المتعة ، لأنه عمل غير أخلاقي وغير حضاري ومهين للمرأة ، قبل أن تفرض أرتداء الحجاب من عدمه ، علما أن الضحية / مهسا ، كانت بحجاب ولكن ليس بالطريقة التقليدية الأيرانية .. أن أيران ونظام الملالي والولي الفقيه ، أصبحوا خارج نطاق ركب الحضارة وسوف يلفظهم التاريخ عاجلا أو أجلا ! .
#يوسف_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يحتضر الوطن .. عندما يصبح - الوطن - مجموعة مكونات / العراق
...
-
الهرولة وراء المستقبل - كهرولة الفهد وراء الغزال .. أنه كالق
...
-
قراءة - للآية 26 من سورة البقرة -
-
الهوس الجنسي لدى دعاة المسلمين
-
الدول الأسلامية والعربية .. بين التحدي وبين السقوط
-
أضاءة عن هدم الكنائس في الأسلام
-
الأسلام والتحول من الدين الى السلطة
-
حروب الردة ونهاية الدعوة المحمدية
-
الرحمة والأستغفار بين المسلمين وبين الكفار
-
ماذا لو حجبت آيات الجهاد من القرآن ؟
-
- رائف بدوي - أخر المتحررين من السجون السعودية
-
سلمان الفارسي .. من الزرادشتية الى الأسلام
-
العهدة العمرية .. وثيقة تشويه الحقائق التاريخية
-
- أبراهيم عيسى - وتحطيم صنمية الموروث الأسلامي
-
الأسلام ومفهومي الرحمة والنقمة
-
الحكم الأسلامي بين الشورى وبين التوريث
-
الشريعة الأسلامية .. أضاءة في الصميم
-
المملكة العربية السعودية ومحمد بن سلمان .. قراءة نقدية
-
أضاءة في بدأ التشيع
-
السنة والشيعة - من يكفر من -
المزيد.....
-
ماذا دار في الاتصال الهاتفي-المشحون- بين بابا الفاتيكان ورئي
...
-
كاميرا العالم ترصد تمركز قوات الإحتلال بمحيط المسجد الأقصى
-
السعودية.. محمد بن سلمان يؤدي صلاة الميت على الأمير ممدوح بن
...
-
شاهد..قائد الثورة الاسلامية: المقاومة قدر الأمة الاسلامية!
-
المقاومة الاسلامية تستهدف تجمعا للعدو بمحيط موقع جل العلام
...
-
موقف الجهاد الاسلامي من القرار الصهيوني باستئناف العدوان على
...
-
الشيخ عكرمة صبري يدعو لشد الرحال إلى المسجد الأقصى
-
شاهد/ الطفلة الفلسطينية -روح الروح- قبل وبعد استشهادها
-
بالفيديو.. الاحتلال يواصل منع الشباب من الصلاة بالمسجد الاقص
...
-
العراق: مقتل 11 شخصا في هجوم نسب إلى تنظيم -الدولة الإسلامية
...
المزيد.....
-
سورة الكهف كلب أم ملاك
/ جدو دبريل
-
تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل
...
/ عبد المجيد حمدان
-
جيوسياسة الانقسامات الدينية
/ مرزوق الحلالي
-
خطة الله
/ ضو ابو السعود
-
فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب.
/ يوسف هشام محمد
-
التجليات الأخلاقية في الفلسفة الكانطية: الواجب بوصفه قانونا
...
/ علي أسعد وطفة
-
ظاهرة الهوس الديني في مصر - مقال تحليلي
/ عادل العمري
-
فرويد والدين
/ الحسن علاج
-
كيف دخل مصطلح العلمانية في الثقافة العربية المعاصرة والحديثة
...
/ فارس إيغو
-
تكوين وبنية الحقل الديني حسب بيير بورديو
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|