أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الطاهر المعز - تعليقات على أخبار اليوم















المزيد.....

تعليقات على أخبار اليوم


الطاهر المعز

الحوار المتمدن-العدد: 7411 - 2022 / 10 / 24 - 18:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


طاقة:
قدّر صندوق النقد الدّولي أن توازن الميزانية الحكومية السعودية يقتضي بيع برميل النفط الخام بسعر لا يقل عن ثمانين دولارا، فيما قدّرت وكالة "رويترز- طومسون" ذلك السّعر بما بين تسعين ومائة دولار، واعتبرته غير ذي تأثير كبير على "الإقتصاد العالمي"، والمقصود ب"الإقتصاد العالمي"، اقتصاد الدّول الرّأسمالية المتطورة.
لا يُمثّل قرار السعودية ومجموعة "أوبك" وروسيا خفض إنتاج النّفط موقفًا مُعاديًا للولايات المتحدة أو أوروبا، بل بهدف المحافظة على سِعْرٍ يُمكّن الدّوَل المُصَدِّرَة للنفط من تحقيق التوازن المالي، ويُعتَبَرُ قرار الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ومجموعة السّبْع تقليص صادرات النفط الروسية وتحديد سقف الأسعار، مُخالفةً لقواعد الإقتصاد الرأسمالي الليبرالي، أي اقتصاد السّوق الذي "يُعدّل الأسعار وفق قانون العرض والطّلب"، وتدخُّلاً مُباشِرًا لتحديد من يمكنه أو لا يُمْكِنُهث بيع النفط الخام في الأسواق العالمية، وقد تكون البداية بحظْر بيع النّفط الرّوسي لكن من يضمن لدول أوبك أن يقتصر الأمر على روسيا؟
تمكّنت الولايات المتحدة من إنشاء تجمّع (كارتل) للدّول المُستهلكة للنفط، تتعارض مصالحه مع الدّوَل المُصدِّرَة للنفط، بهدف تقويض الدور الرئيسي لمنظمة أوبك في تنظيم سوق النفط العالمية، وفقدت الولايات المتحدة حُلفاءها (مُؤَقّتًا) داخل أوبك فيما يُمكّن قرار أوبك خفض إنتاج النفط بمقدار مليونَيْ برميل يوميًا والحفاظ على سعر النفط أعلى من 90 دولارًا للبرميل من تحقيق التوازن المالي، فيما تكون الشّعوب الأوروبية وشعوب الدّول الفقيرة المُستوردة للنفط من أكبر المُتَضَرِّرِين، ما يزيد من احتمال تشكيل النظام العالمي متعدد الأقطاب (الرّأسمالية)، ومن التّداعيات الإقتصادية والسياسية العديدة، منها احتمال حدوث اضطرابات اجتماعية وسياسية في الدول الفقيرة، وربما كذلك في الدّول الأوروبية، وفق توقّعات صندوق النّقد الدّولي، منتصف تشرين الأول/اكتوبر 2022.
سوريا:
يحتل الجيش الأمريكي وحلفاؤه (من حلف شمال الأطلسي) ما لا يقل عن 28 موقعًا عسكريًا أو قواعد مُعلَنَة في سوريا، منها 17 قاعدة في محافظة الحسكة وتسع قواعد في محافظة دير الزور وقاعدتان في محافظة حمص، ويُهيمن الجيش الأمريكي على مواقع الإنتاج الفلاحي وإنتاج النفط والغاز، وأهمها حقل "العمر" لإنتاج النفط الذي يتعرّض لهجمات سورية، كلّما هاجمت القوات الصهيونية مواقع داخل سوريا، ويُقَدَّرُ حجم النّفط الذي ينهبه الجيش والشركات الأمريكية من سوريا بنحو سبعين ألف برميل يوميًّا يتم نقلها إلى القواعد العسكرية الأمريكية بالعراق، وتُلْقِي الولايات المتحدة بعض الفُتات للمليشيات الكُرْدِيّة...
تعرضت القاعد العسكرية الأمريكية بحقل "العمر" النفطي (محافظة دير الزّور) إلى هجوم بالطائرات المُسَيَّرَة ليلة الثاني والعشرين من تشرين الأول/اكتوبر 2022، ردًّا على هجوم الطائرات الصهيونية على مطار دمشق، وعلى إثْر الإنفجارات أحرقت الطائرات الأمريكية الأراضي الزراعية بالمنطقة...

أي خيار: قُطب رأسمالي واحد أم أقطاب مُتعدّدة أم التّحَرُّر من الرّأسمالية
لم يعُد الصراع بين الولايات المتحدة وخُصُومها حول الرأسمالية والإشتراكية، بل صراعًا داخل صُفُوف الرأسمالية بين عالم أحادِي القُطب (الولايات المتحدة وحلفاؤها) وعالم متعدد الأقطاب تدعو له الصين وروسيا، ولكل من طَرَفَيْ الصّراع "ميزة" أو "ورَقَة رابحة" ( advantage) إذْ تُهيمن الولايات المتحدة، من خلال الدّولار، على أسواق المواد الأولية والطّاقة، والمُبادلات التجارية والتحويلات المالية الدّولية، ويتميز الإقتصاد الأمريكي كذلك بثراء المصادر الطبيعية، ما يُقلّل من الإعتماد على التجارة العالمية، فيما تُهيمن روسيا نسبيا على صادرات الحبوب والأسمدة وتصدير المحروقات وبعض المعادن إلى أوروبا، وتهيمن الصين على قسم هام من التجارة العالمية وصناعة قطع الغيار وأشباه المواصلات. تمكّنت الولايات المتحدة، بفعل هيمنة الدّولار، من رفع الدّين العمومي وزيادة العجز في الميزانية، خصوصًا بعد أزمتيْ 2008 و2020، حيث أنفقت الولايات المتحدة تريليونات الدّولارات لإنقاذ المصارف والشركات ليرتفع الدّين العام من تسعة تريليونات سنة 2008 إلى ثلاثين تريليون دولارا سنة 2020، لكن أمريكا لا تُسدّد ديونها، وتتلاعب بسعر الدّولار وأسعار الفائدة، لخفض قيمة الدّيون المُقَوَّمة بعملتها الدّولار، كما تستمد الولايات المتحدة نفوذها في العالم من القوة العسكرية الأمريكية والأطلسية، ومن هيمنتها على المؤسسات المالية الدّولية، مثل صندوق النقد الدولي والبنك العالمي، وتجمُّعات النُخَب الرأسمالية العالمية، مثل المنتدى الاقتصادي العالمي ومنتدى بيلدربيرغ واللجنة الثلاثية...
أدت هيمنة المُجَمّع العسكري وتعميق الفجوة الطّبقية وعدم المساواة وارتفاع نسبة الفقر إلى هشاشة الإقتصاد الأمريكي وإلى فقدان الثقة في الدّولار الذي كان يُعتَبَرُ ملاذًا آمنًا، واستبدلت العديد من الدّول جُزْءًا هامّا من احتياطاتها من الدّولار على الذّهب، فيما تعدّدت اتفاقيات التبادل التجاري بالعملات المَحلِّية للدّول، بمبادرة من الصّين وروسيا اللّتَيْن تَدْعُوان إلى تَعَدُّد الأقطاب الرأسمالية، وجعل المنطقة الفاصلة بين أوروبا وآسيا (أوراسيا) مُختَبَرًا للتجارة بين بلدان تُمثل أكثر من ثُلُثِ سكان العالم (روسيا والصين والهند وإيران وباكستان...)، بدون اللّجوء إلى استخدام الدّولار، وتلتقي مصالح روسيا التي تريد التخلّص من الإرتباط بسوق الطاقة الأوروبية، مع مصالح الصّين التي تريد الإلتفاف على العقوبات والحصار الأمريكيّين...
اعتادت الولايات المتحدة احتقار حلفائها وتقديم مصالحها وعدم مراعاة مصالح الآخرين، وفي حالة أوروبا، كانت دول أوروبا الغربية تتزَوَدُ بالغاز الروسي، عالي الجودة، بأسعار رخيصة، عبر إحدى أضخم شبكات الأنابيب العالمية التي تربط روسيا بمختلف مناطق أوروبا، ليصبح الاتحاد الأوروبي أكبر شريك تجاري لروسيا الشريك التجاري الأول لروسيا، وليرتفع حجم التبادل التجاري الأوروبي مع روسيا إلى 270 مليار دولار، سنة 2021، ما أثار حفيظة الولايات المتحدة التي بذلت ما في وسعها لتخريب العلاقات بين الإتحاد الأوروبي – وهو ركيزة حلف شمال الأطلسي – وروسيا التي نجحت الولايات المتحدة في محاصرتها سياسيا وعسكريا، تدريجيا، بعد انهيار الإتحاد السوفييتي وجدار برلين، من خلال توسيع حلف شمال الأطلسي نحو شرق أوروبا وتركيز جيش ضخم بمعدّاته المتطورة على حدود روسيا، وأدّى استهتار الولايات المتحدة بمصالح حلفائها من الإتحاد الأوروبي إلى تراجع قطاع الصناعات الأوروبية، بفعل ارتفاع سعر المحروقات والطاقة، وبفعل توقف تدفق النفط والغاز الرّوسِيَّيْن عبر خطوط الأنابيب شمال أوروبا، ما جعل المواطنين الأوروبيين من العاملين والفُقراء ومتوسّطي الدّخل يُعانون من ارتفاع الأسعار وارتفاع نسبة التضخم، بالتوازي مع تجميد الأجور وانخفاض القيمة الحقيقية للدّخل...
المُنافَسَة في أمريكا الجنوبية
تعتبر الولايات المتحدة أن أمريكا الجنوبية "فناءها الخلفي"، غير أن الصين بدأت تُنافسها، إذ ارتفع حجم المبادلات التجارية بين الصين وأمريكا الجنوبية، منذ بداية القرن الواحد والعشرين، وانضمت بعض بلدان أمريكا الجنوبية إلى مبادرة "الحزام والطريق" التي ترمي إلى ترسيخ قدَم الصين في جنوب القارة الأمريكية، ما أدّى إلى انزعاج حكومة الولايات المتحدة، وفقَ تصريحات وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الذي زار كولومبيا وتشيلي وبيرو، بعد نحو شهر واحد من زيارته المكسيك، بهدف تعزيز التبادل التجاري في منطقةٍ شهدت تطوّرًا سريعًا لعلاقاتها مع الصين، حيث تفيد بيانات المنتدى الاقتصادي العالمي، نمو التجارة بين الصين ودول أميركا الجنوبية من 12 مليار دولار، سنة 2000 إلى 315 مليار دولار، سنة 2020، ويتوقع أن تتجاوز قيمتها 700 مليار دولار سنة 2035، واقترضت حكومات أمريكا الجنوبية 137 مليار دولارا، من الحكومة الصينية، بين سنتَيْ 2005 و2020، لتمويل مشاريع الطاقة والبنية التحتية والمواد الخام، مثل "الليثيوم" (في الأرجنتين وبوليفيا وتشيلي والمكسيك)، بحسب "مجلس العلاقات الخارجية"، ويُستَخْدَمُ الليثيوم في التكنولوجيا الدّقيقة وصناعة الحواسيب والهواتف وصناعة الأسلحة والفضاء، وأدّى تعزيز علاقات دُول أمريكا الجنوبية مع الصين وروسيا إلى امتناع 13 دولة من أصل 21 من أمريكا الجنوبية وبحر الكاريبي، في تموز/يوليو 2022، عن إدانة روسيا في الأمم المتحدة.
يُشكّل الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي أركان الإمبريالية في القرن الواحد والعشرين، والإمبريالية بطبيعتها مُعادية للشُّعُوب، وتتناقض مصالحها مع مصالح الطبقة العاملة حيثما وُجِدَتْ، ولئن لم تكن أنظمة روسيا أو الصّين في صفّ المُضْطَهَدِين والعاملين، فإن دورَها حاليا يتمثل في الدّفاع عن وُجُودها، أمام الحصار والحظر الإقتصادي والمناورات العسكرية المُستمرة على حدودها، في تايوان أو في أوكرانيا، ولذلك فإن الإمبريالية الأمريكية وحلفائها هي العدوّ الرئيسي للشعوب، حاليا فهي تتحالف مع القوى اليمينية الفاشية لسحق الطبقة العاملة والكادحين وشُعُوب إفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية، دون أن تكون أنظمة الصين أو روسيا في صف الأصدقاء، ولنا في علاقات روسيا والصين بالكيان الصهيوني خير دليل، فإذا اقتصت مصالحهما التضحية بشعب فلسطين أو سوريا، لن يتردّدا لحظة، ولا تعمل روسيا أو الصين على تغيير النظام الرأسمالي السّائد بل تريد عرقلة الهيمنة الأمريكية المُطلقة، وزيادة حصّتها من النظام الرأسمالي العالمي، ما يدعونا إلى التّحلِّي باليقظة، دون التّعويل على أحد، لأن تحرير الشعوب لن يكون بغير إرادة تلك الشعوب، وكذلك الشّأن بالنسبة للطبقة العاملة والفئات المُضْطَهَدَة...



#الطاهر_المعز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رياضيون بقبضات مرفوعة
- نوبل للإقتصاد، تتويج المُخَرِّبين؟
- إفريقيا ساحة صراع فرنسي روسي أمريكي صيني
- العلاقة الجدلية بين طبيعة النظام السياسي وصحة الأفراد
- تونس – عَيِّنات من الواقع الإقتصادي والإجتماعي
- جائزة نوبل للآداب 2022 - أَهُوَ بعض التّكريم للطبقة العاملة؟
- الإجتماع السّنوي للمؤسسات المالية الدّولية
- تداعيات حرب أوكرانيا
- وَجْهان للولايات المتحدة
- تهريب الثروات من -الجنوب- إلى -الشمال-
- حدود الديمقراطية البرجوازية - نموذج الولايات المتحدة وألماني ...
- غذاء
- أمريكا الجنوبية وبحر الكاريبي
- جَنّة الأثرياء من جحيم الفُقراء
- هوامش من انتخابات أوروبا سنة 2022
- من مظاهر الهيمنة الإمبريالية في إفريقيا
- إيطاليا، ما هو مُؤنّث -موسلِّيني-؟
- تونس- عرض موجز للوضع الإقتصادي
- مخاطر وُجُود حلف شمال الأطلسي (ناتو)
- الدّيون وانتفاء السيادة - نموذج المغرب العربي


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الطاهر المعز - تعليقات على أخبار اليوم