أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - قراءة في عودة حركة ح م اس الى دمشق















المزيد.....

قراءة في عودة حركة ح م اس الى دمشق


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 7408 - 2022 / 10 / 21 - 23:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قراءة في عودة حركة ح م اس الى دمشق
بقلم :- راسم عبيدات
في اللقاء الذي جمع وفد الفصائل الفلسطينية يوم الأربعاء 19/10/2022 ،ومن ضمنها وفد حركة ح م ا س بقيادة مسؤول العلاقات العربية والإسلامية فيها القائد خليل الحية،وعضوية الأخ اسامة حمدان ،مسؤول ساحتها وممثلها في بيروت، مع الرئيس السوري بشار الأسد،فتحت صفحة جديدة من العلاقات بين دمشق وحركة ح م اس،وطويت صفحة من القطيعة امتدت لعشر سنوات، نتاج لقراءة متسرعة وخاطئة ل ح م اس ولغيرها من العديد من القوى الفلسطينية والعربية،لما جرى في سوريا وعلى سوريا، فهناك تيار واسع شعبي عربي وإسلامي ،راهن على " الثورة" الملونة ،أو ما عرف ب" الربيع العربي"،وليكتشف الجميع بأن ما حصل في سوريا وعلى سوريا،ليس له علاقة لا من قريب أو بعيد ب" الثورات" ولا بالربيع،بل هو خريف قاتم،قاد لتدمير العديد من الدول العربية ونهب خيراتها وثرواتها،وتفكيك جغرافيتها وضرب السلطة المركزية فيها،وتسعير حدة الخلافات المذهبية والطائفية والقبلية فيها.
هي حرب عدوانية كبيرة قادتها امريكا ودول الغرب الإستعماري ومعها العديد من المشيخات الخليجية،وقوى اقليمية في مقدمتها تركيا الى جانب أكثر من 100 دولة،وعشرات الجماعة الإرهابية والتكفيرية و"الداعشية" والتي جرى جلبها وتسليحها وتمويلها وتوفير الإقامة والحضانة السياسية والإعلامية لقياداتها وعناصرها،وكذلك تسهيل سفرها ودخولها الى الأراضي السورية،في إستهداف واضح للدولة الوطنية السورية، فالمطلوب تفكيك سوريا وتغيير طابع هويتها الوطني القومي العروبي،ودفع قيادتها الجديدة للتطبيع العلني مع دولة الكيان،بحيث ترفرف اعلام دولة الكيان في قلب دمشق...
هذه القراءة الخاطئة والمتسرعة لحركة ح م ا س،والضغوط الكبيرة التي مورست عليها من قبل حلفائها وحواضنها الجغرافية والمالية،وبالذات قطر وتركيا والحركة العالمية لحركة الإخوان المسلمين،والتي فكت حركة ح م ا س علاقتها التنظيمية معها،ولكن بقيت مرتبطة بها فكرياً،وكذلك وجود مصالح لتيار داخل ح م اس ارتبطت مصالحه واهدافه مع تلك الحواضن،دفع ب ح م ا س للخروج من سوريا...
ما حصل من تطورات ومتغيرات دولية واقليمية وعربية ومحلية،وإنكشاف حقيقة وطبيعة المشروع المعادي لسوريا وللأمة العربية ،وان ما عرف ب" الربيع العربي"،ليس أكثر من مشروع سياسي،يستهدف الأمة العربية والإسلامية ،وكل أحزابها وتنظيماتها وحركاتها وبؤرها وانظمتها ا ل م ق او م ة،وأن الدول التي احتضنت حركة ح م ا س ،لم يكن هذا الإحتضان،بقصد وغرض دعمها ومساندتها في م ق ا و م ت ه ا واسترداد حقوق شعبها وأرضه المغتصبة، بل "استدراجها" وأخذها الى خانات التطبيع مع دولة الكيان والإعتراف بها، والإنخراط في المشاريع السياسية، ولذلك أجرت حركة ح م ا س مراجعة عميقة لمواقفها وخياراتها،حيث أمضت سنوات في حفر خيارها ورسم طريقه حتى توّج بزيارة دمشق، تبدلت خلالها قيادات وتمت خلالها صراعات وحسمت مواقع وأدوار.
ح م اس حسمت خياراتها ،في اولوية هويتها الفلسطينية وال م ق اوم ة ،على أصولها في حركة الإخوان المسلمين.
عودة حركة ح م اس لسوريا اتت في مرحلة يحقق فيها محور ا ل م ق ا و م ة إنجازات ذات بعد استراتيجي،فسوريا في المراحل النهائية لتحقيق نصر كامل على الجماعات الإرهابية والتكفيرية ولبنان و م ق ا و م ت ه يفرضون على دولة الكيان معادلة ردع جديدة بالترسيم البحري وحصول لبنان على حقوقه من الثروات الإقتصادية البحرية،وفي فلسطين ال م ق ا و م ة تشتد وتتصاعد في الضفة الغربية والقدس،وتحدث حالة كبيرة من القلق والخوف عند قادة دولة الكيان، الذين باتوا يخشون خطراً وجودياً عليها.
الحية في لقاء الأسد ،قدم مطالعة وقراءة عن اهمية دور سوريا في دعم ا ل م ق ا و م ة ،وكذلك دور الرئيس الأسد في ترسيخ ا ل م ق او م ة ،وا ل م ق ا و م ة عند سوريا قبل الحرب عليها وما بعدها، لا تخضع للمزايدات او المؤثرات الخارجية،فسوريا كانت على الدوام الحصن المنيع ل ل م ق ا و م ة ،وشكلت "حجر الرحى لها" ..ورغم كل الظروف الصعبة التي مرت بها سوريا من خوضها لمعاركها على أكثر من جبهة وضد أكثر من احتلال،ولكنها بقيت الداعم الرئيسي لكل حركات ال م ق ا و م ة ولقضيتنا و م ق ا م ت ن ا الفلسطينية، وقد يحاجج البعض على أن عودة حماس الى سوريا ستكسب اهمية كبيرة وذات معنى لو انها أتت في الظروف الصعبة التي مرت بها سوريا،وليس بعد ان اصبح النصر قريب من الإنجاز النهائي...وجهة النظر هذه يجب ان لا تحجب رؤيتنا الشمولية للمتغيرات الحاصلة والتحالفات التي تتشكل في العالم والمنطقة،حيث تنشأ موازين قوى جديدة ،في سياق متغيرات تتكامل لتصنع مشهد اقليمي جديد.
نحن ندرك بأن خروج ح م ا س من سوريا ،نتج عنه خسارة كبيرة ل ح م ا س ولسوريا ولمحور ال م ق ا و م ة،فالرهان على ما عرف ب" ثورات " الربيع العربي،قاد الى اسقاط الكثير من الخطوط الحمراء للإنخراط في المشروع الأمريكي من قبل العديد من دول النظام الرسمي العربي،من أجل تدمير سوريا واسقاط هويتها الوطنية القومية العروبية،وهذا بطبيعة الحال اسقط المكانة التي يفترض ان تبقى فيها فلسطين والمقاومة كبوصلة ترسم وجهة المعارك وأولوياتها لصالح وهم أولوية الديمقراطية.
تبدو عودة حماس الى دمشق إعلاناً بسقوط الأوهام والأحلام على الربيع العربي، ومراجعة جدية لخيار قبول التموضع مع الأميركي الذي يدخل مراحل من التأزم والتراجع، وعودة الى أولوية معيار فلسطين والمقاومة في رسم الأولويات.
نحن ندرك بأن هناك من سيضعون العصي في الدواليب، وسيشنون حرباً شعواء على ح م اس،وسيوظفون كل إمكانياتهم وقدراتهم المالية و"ماكناتهم" الإعلامية،ومرجعياتهم الدينية من اخونج وغيرهم،لكي يثنوا ح م ا س عن هذه العودة،وسيدخلونهم في معارك سياسية واعلامية جانبية،ولكن قيادة ح م اس التي اتخذت هذا القرار ،باتت على قناعة تامة،بعد مسلسل الهرولة التطبيعية العربية الرسمية والإقليمية لحواضنها السياسية والمالية مع دولة الكيان،بأن الجغرافيا تضيق أمامها للعمل،وبأنه سيجري تقييد أنشطتها ووجودها وحرية حركتها،ولذلك كان ذلك جزء من مراجعة حركة ح م اس لمواقفها،والقرار بالعودة لدمشق.
انا أقول بشكل واضح هناك من حاولوا تشويش العقل العربي حول سوريا،بجعلها عنوان انقسام،وليس توحد لموقف فلسطيني وعربي حولها،...ولكن ثبت بأرض الواقع بأن العلم الفلسطيني لن يكون محايداً عندما ينقسم العرب بين ال م ق ا و م ة والتطبيع،ويكفي سوريا فخراً ان تظهر وتشرعن نصرها من البوابة الفلسطينية كحاضنة لقوى ال م ق ا و م ة وقلعتها الحصينة ،فسوريا رئيساً وجيشاً وشعباً ،بذلوا تضحيات معنوية كبيرة لطي صفحة مليئة بالجراح والآلآم ،لكي يعبدو الطريق نحو عودة حماس الى سوريا وتكامل حلقات محور ا ل م ق او م ة.

فلسطين – القدس المحتل
21/10/2022
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما الذي جعل استراليا ترفض نقل سفارتها للقدس..؟؟
- هل ينجح الإحتلال في -كي- وعي المقدسيين
- هل تحتاج القدس لقيادة شعبية علنية ...؟؟
- بريطانيا خطيئة وخطايا مستمرة بحق شعبنا الفلسطيني
- الأقصى ...والأعياد اليهودية ..واحتمالات إنفجار الوضع
- التصعيد في الضفة ...مقدمة للحرب على لبنان
- إنتصار العواودة.....يجب ان يعيد تقييم الإضرابات الفردية والف ...
- مع بداية العام الدراسي الجديد.....حرب شاملة على المنهاج الفل ...
- قراءة في الحرب العدوانية على قطاع غزة
- الرئيس والقيادة الفلسطينية وانتظار -غودو- والمسيح
- زيارة بايدن للمنطقة والسعودية نجاح وفشل
- في العيد ...تيه فلسطيني وضياع عربي
- يا غسان في ذكراك الخمسين لا تعود
- الإنتخابات التبكيرية الخامسة لن تنقذ دولة الكيان من أزمتها ا ...
- ماذا سيعرض بايدن على السعودية وماذا سيطلب منها...؟؟
- تحليل سياسي مطول غاز المتوسط ...ومعركة الحسم النهائي
- المعادلة - لا غاز في قانا مقابل لا غاز في كاريش-
- لماذا تأجلت زيارة بايدن للمنطقة اكثر من مرة
- جنين .......وحرب الإنهاك المستمرة
- المقدسيون كانوا أهلاً لحمل الراية بجدارة


المزيد.....




- الإمارات.. حكم سجن الملياردير -أبو صباح- الذي دفع 9 ملايين د ...
- برلمانية أمريكية تنتقد صفقة المعادن مع كييف
- صربيا تحيي ذكرى مرور ستة أشهر على كارثة انهيار سقف محطة قطار ...
- الأمير هاري يقول خلال مقابلة حصرية مع بي بي سي إنه يرغب في - ...
- الأيام القادمة ستحدث فرقا في إرث ترامب بأكمله
- طهران على استعداد لمواصلة التفاعل مع الأطراف الأوروبية بشأن ...
- ترامب لا يستبعد حدوث ركود في الولايات المتحدة لفترة قصيرة
- الجيش الإسرائيلي: منظوماتنا الدفاعية اعترضت صاروخا أطلق من ا ...
- الجيش الأمريكي ينشئ منطقة عسكرية جديدة على حدود المكسيك
- ترامب يدخل السباق نحو البابوية بطريقته الخاصة! (صورة)


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - قراءة في عودة حركة ح م اس الى دمشق