أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - بريطانيا خطيئة وخطايا مستمرة بحق شعبنا الفلسطيني















المزيد.....

بريطانيا خطيئة وخطايا مستمرة بحق شعبنا الفلسطيني


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 7382 - 2022 / 9 / 25 - 11:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بقلم :- راسم عبيدات
اكاد اجزم بأن كل المآسي والهجرة القسرية والتشرد والنكبات التي لحقت بشعبنا الفلسطيني،هي بفعل بريطانيا الإستعمارية، التي منح وزير خارجيتها بلفور في الثاني من تشرين ثاني/1917،وعداً للملياردير اليهودي روتشيلد،بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين على حساب الشعب الفلسطيني وأرضه،وهذا العطاء ممن لا يملك لمن لا يستحق،لم يكن عفوياً أو بدون تخطيط ورؤيا واستراتيجية استعمارية، بل كانت واحد من اهدافه الإستعمارية،بأن هذا الكيان يقع في قلب العالم العربي،ويفصل شماله عن جنوبه،ويمنع أي عملية توحد في المستقبل وقيام أي مشروع قومي عربي،وسيطرة العرب على ثرواتهم وخيراتهم،وكذلك حدد مهمة استراتيجية لهذا الكيان،بأن يكون رأس الحربة للدول الإستعمارية،في قمع ومهاجمة أي دولة او حركة تحرر عربية، تطرح الخروج على قوى الإستعمار والإنعتاق منها،وضمن هذه الرؤيا عملت بريطانيا على تسهيل الهجرات اليهودية الى فلسطين،وكذلك تزويد هذا الكيان بالسلاح،بما يضمن تمدد المشروع الصهيوني على كامل الجغرافيا الفلسطينية...وبريطانيا كانت تمارس اشد العقوبات بحق المقاومين الفلسطينيين،بحيث كانت حيازة رصاصة واحده كافية لحكم بالإعدام او السجن المؤبد لمالكها،...بفعل سياسات بريطانيا الإستعمارية وتواطؤ ما عرف بجيوش الإنقاذ العربية،والتي ليس لها نصيب من الإنقاذ سوى الإسم،حيث كان اغلبها يقاد من قادة جيش الإستعمار البريطاني،وأسلحتها فاسدة واستعداداتها للحرب كانت لفظية وكلامية وشعاراتية،وفي الواقع تساوقت مع المشروع الإستعماري والإحتلالي. ...بريطانيا وهي التي دعمت دولة الكيان،ودائماً كانت تقف الى جانبها،وتدعمها بكل مقومات القوة والبقاء عسكرياً ومالياً واقتصادياً وسياسياً،وترى في كفاح ومقاومة شعبنا،شكل من أشكال "الإرهاب" وان دولة الكيان،من حقها الدفاع عن نفسها في وجه " الإرهاب" الفلسطيني والعربي....وضمن هذه الرؤيا،وجدنا بان الحكومات البريطانية المتعاقبة،كنت تقف وتفشل أي قرارات او عقوبات يجري طرحها أو السعي لفرضها في المؤسسات الدولية من قبل مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة على دولة الكيان لقيامها بإرتكاب الجرائم بحق شعبنا الفلسطيني،وممارسة العنصرية وكل اشكال التطهير العرقي بحقه،بل وذهبت الى ما هو ابعد من ذلك بتعديل قوانينها،لمنع إعتقال ومحاكمة أي من جنود وقادة الإحتلال المتهمين بإرتكاب جرائم حرب على أراضيها،وكذلك جرمت من يقوم بالدعوة الى مقاطعة دولة الكيان ومؤسساتها بفعل سياستها العنصرية،وكذلك كل من يدعو الى سحب الإستثمارات منها،واعتبرت حركة المقاطعة الدولية (BDS) منظمة غير مشروعة ...ولم تكتف بذلك،بل صنفت العديد من التنظيمات الفلسطينية بجناحيها العسكري والسياسي مثل حركة حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية كمنظمات " إرهابية" ،وكذلك هي جزء رئيسي من سياسة دول الإتحاد الأوروبي، التي تصر على تقديم المال المشروط للمؤسسات الأهلية ومنظمات المجتمع المدني الفلسطيني،حيث مطلوب من تلك المؤسسات التوقيع على ملحق في العقود التمويلية،بالموافقة على اعتبار العديد من التعبيرات السياسية للنضال الوطني الفلسطيني كمنظمات " إرهابية" ،وكذلك بضرورة التحقق من المستفيدين من هذه الأموال.
بريطانيا مع مرور اكثر من قرن على بعد بلفور،رفضت ان تعتذر عن هذا الوعد المشؤوم،بل حتى في ذكرى مرور مئة عام عليه،حيث طالبها شعبنا الفلسطيني وقواه السياسية بضرورة تقديم اعتذار للشعب الفلسطيني،وتحمل مسؤولياتها السياسية والقانونية والأخلاقية والمادية عن هذا الوعد الظالم،لكنها رفضت ذلك واقامت احتفالاً في الذكرى المئوية لهذا الوعد،في إصرار على التنكر لحقوق شعبنا وقضيتنا وحقوقنا الوطنية، وما حديثها الممجوج عن أنها تؤيد حل قائم على أساس الدولتين،ليس أكثر من ذر للرماد في العيون.
بريطانيا وغيرها من دول الغرب الإستعماري وأمريكا،والذين يقولون بأنهم ضد جواز الإستيلاء على أرض الغير بقوة ،كما هو الحال في اوكرانيا،حيث وصفوا حربهم هم وأمريكا على روسيا في أوكرانيا،بأنه لا يحق لروسيا ان تغزو بلد آخر وتحتل أرضه،وهم يعرفون جيداً بأن العملية العسكرية التي قامت بها روسيا،هي اضطرارية لحماية امنها القومي،ولمنع وصول "حلف " الناتو" الى غرف "نوم" القيادة الروسية،وكذلك ضم اوكرانيا الى حلف "الناتو" ونشر اسلحة استراتيجية على أراضيها تهدد الأمن القومي لروسيا.
هذه المعايير المزدوجة والسياسة الإنتقائية،نتلمسها بشكل واضح في المناقشات التي تجري في الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها ال77 ،حيث أن امريكا وبريطانيا، ستكون من أول الدول المبادرة لرفض أي قرار،يجري التصويت عليه في مجلس الأمن الدولي،بعد حصوله على تسعة أصوات واتخاذ حق النقض " الفيتو" بحقه ،بالإعتراف بدولة فلسطينية تحت الإحتلال.
بريطانيا رئيسة وزرائها اليمينية الجديدة ليزا تراس"والتي وعدت اصدقائها من اللوبي اليهودي،عندما كانت وزيرة للخارجية في حكومة بوريس جونسون،بنقل سفارة دولتها من تل أبيب الى القدس،التقت رئيس وزراء الكيان في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة،وأبدت رغبتها بنقل سفارتها من تل أبيب الى القدس، أسوة بأمريكا التي قادت في عهد الرئيس الأمريكي السابق ترامب،عملية نقل سفارتها من تل ابيب الى القدس في ذكرى نكبة شعبنا الفلسطيني 15/آيار/2018 ، وتبعتها ثلاث دول أخرى غواتمالا وهندورس وكوسوفو...بريطانيا هذه المعادية والمتنكرة لحقوق شعبنا والحامية لدولة الإحتلال،هي وقوى الغرب الإستعماري وأمريكا من أية قرارات أو عقوبات قد تتخذ بحقها او تفرض عليها نتيجة لخرقها السافر للقانون والمعاهدات والإتفاقيات الدولية ، وجدنا العديد من قادة النظام الرسمي العربي،يتقاطرون لحضور جنازة ملكتها والتي هي جزء من التركة الإستعمارية البريطانية،والأدهى من ذلك العديد منها اعلن الحداد عليها...في مفارقة عجيبة غربية،فتلك الدول لم تنكس اعلامها او تعلن الحداد بوفاة او إستشهاد العديد من القادة العرب والفلسطينين.
ها هي بريطانيا التي تقاطرتم لحضور جنازتها تصفعكم على وجوهكم وعلى " أقفيتكم" ،وتقول لكم بأنها لن تكون إلا لجانب لدولة الكيان في إحتلالها وخرقها للقانون الدولي .

فلسطين – القدس المحتلة
24/9/2022
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأقصى ...والأعياد اليهودية ..واحتمالات إنفجار الوضع
- التصعيد في الضفة ...مقدمة للحرب على لبنان
- إنتصار العواودة.....يجب ان يعيد تقييم الإضرابات الفردية والف ...
- مع بداية العام الدراسي الجديد.....حرب شاملة على المنهاج الفل ...
- قراءة في الحرب العدوانية على قطاع غزة
- الرئيس والقيادة الفلسطينية وانتظار -غودو- والمسيح
- زيارة بايدن للمنطقة والسعودية نجاح وفشل
- في العيد ...تيه فلسطيني وضياع عربي
- يا غسان في ذكراك الخمسين لا تعود
- الإنتخابات التبكيرية الخامسة لن تنقذ دولة الكيان من أزمتها ا ...
- ماذا سيعرض بايدن على السعودية وماذا سيطلب منها...؟؟
- تحليل سياسي مطول غاز المتوسط ...ومعركة الحسم النهائي
- المعادلة - لا غاز في قانا مقابل لا غاز في كاريش-
- لماذا تأجلت زيارة بايدن للمنطقة اكثر من مرة
- جنين .......وحرب الإنهاك المستمرة
- المقدسيون كانوا أهلاً لحمل الراية بجدارة
- هل ستقود مسيرة الأعلام هذا العام لمعركة- سيف القدس 2- ..؟؟
- اعتقال ومحاكمة حامل التابوت
- -غزوة- المشفى الفرنسي بالقدس
- لن يسقط التابوت


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - بريطانيا خطيئة وخطايا مستمرة بحق شعبنا الفلسطيني