أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد عبد الستار - الاضرابات العمالية في أوربا، إلى أين؟














المزيد.....

الاضرابات العمالية في أوربا، إلى أين؟


احمد عبد الستار

الحوار المتمدن-العدد: 7407 - 2022 / 10 / 20 - 10:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الأزمة الأوكرانية، التي استحالت حالياً إلى معضلة إلى حدٍ ما، بسبب تداعياتها في الساحة الدولية وكذلك بين الطرفين المتصارعين روسيا وأوكرانيا. إنها عملياً بؤرة لتصفية حسابات بين ندين قويين، أمريكا والغرب المتمثل بحفل الناتو داعماً لأوكرانيا، من جهة، وروسيا صاحبة الترسانة النووية الجهنمية والصين وحلفائهما من جهة مقابلة، كل طرف يهدف من خلال هذه الأزمة المتسعة النيل من غريمه، وإنهاكه ودفعه بالنهاية للرضوخ. ولسنا بصدد الخوض في صلب هذه الأزمة وما خلفته من آثار متفاعلة، تتشابك خيوطها ويتسع مداها، لكنّنا نود الإشارة إلى شأن آخر.
الأزمة هذه لم تتخذ الوسائل المسلحة أسلوباً للحرب فحسب، بل اتخذت بنفس الشراسة حرباً اقتصادية ودبلوماسية وإعلامية، ومن أولى عواقب الحرب الاقتصادية أو ما يُعرف بحرب الطاقة بين روسيا والغرب، موجة التضخم بأسعار السلع الأساسية، مثل الغذاء والطاقة والصحة والنقل...الخ، التي أصبحت باهظة، وزادت من تكاليف المعيشة على العمال وعلى كاهل سائر الجماهير الكادحة، ومن جهة أخرى حصلت إغلاقات واسعة في المصانع والمؤسسات الخدمية بسبب نقص الوقود، بوجه عشرات الملايين من العمال وأدى إلى تسريحهم من العمل، أو تقليص أجورهم بحجة صعوبة سدادها.
نقص "الطعام على الطاولة" كما يقول العمال في أوروبا ونقص التدفئة في المنازل مع استهلال فصل الشتاء الأوروبي القارس وغيرها من متطلبات الحياة الأولية، لارتفاع تكاليف فواتيرها عليهم، دفعهم إلى المطالبة بحقوقهم هذه؛ والاحتجاج على الفشل الحكومي، في معالجة الأزمات التي تضرب بهم، والخروج في تظاهرات واسعة في جميع ارجاء بلدان أوروبا الصناعية، من بريطانيا إلى فرنسا وألمانيا والنمسا وإيطاليا وبلدان أخرى غيرها.
نادوا لوضع حدٍ للإهمال الحكومي باتخاذ التدابير الازمة لحمايتهم، ورفعت شعارات تندد بالحرب في أوكرانيا والعقوبات على روسيا، "لا حرب ولا عقوبات بل سلام وعمل"، "الناتو والاتحاد الأوروبي، اتركونا وشأننا"، و "لا تدفع" المقصود فواتير الطاقة.
لكن الحكومات التي تقف، كسد منيع أمام الطبقة الرأسمالية في أوروبا، بوجه العمال وضد كل مطالب من شأنها إفساد حسابات جني المال، " لم تـصـخ سـمـعاً لمن ندبا" ولم يكن قد فضلتْ يوما، أولوية سوى أولويات مصالح الطبقة الرأسمالية السائدة.
فقد ألفتْ الاحتجاجات العمالية والمطالب الاجتماعية منذ عقود، دون تقديم أي تنازل يذكر، على حساب سلطتها السياسة والاقتصادية. لأن هذه الاحتجاجات كانت اقتصادية فقط، من أجل تحسين جزئي لأوضاع العمال، تجود به الطبقة الرأسمالية المسيطرة على المجتمع.
الاحتجاجات العمالية والاضرابات التي يمكن أن نقول عنها الجديدة، أي التي انطلقت حالياً كرد فعل على سياسات حكومات الاتحاد الأوروبي تجاه الأزمة الأوكرانية. قد اتخذت زخماً متصاعداً، حاداً ويومياً، ودخول الطبقة العمالية الصناعية بجبروتها، وخصوصيتها الاجتماعية، إلى ساحات المواجهة مع العديد من فئات السكان المتضررة، كشفت عن قضية مهمة لنا نحن الماركسيون.
الطبقة الرأسمالية الأوربية تتعامل بلا مبالاة مع هذه الاحتجاجات، كونها لحد الآن لم تمضي باتجاه العمل السياسي، بل كانت ومنذ زمن غير قصير، ليست سوى مطالب اقتصادية جزئية ومحدودة.
وستبقى هكذا إلى الأبد ما لم يتحول النضال الاقتصادي الى نضال سياسي وطبقي شامل.
ينبه لينين، إلى الفرق بين الفهم الاستسلامي أن صح القول، وبين الفهم الثوري للعبارة التي وردت في البيان الشيوعي بأن " كل نضال طبقي هو نضال سياسي قائلاً (لينين) " من الخطأ فهم عبارة ماركس الشهيرة هذه بمعنى أن كل نضال يقوم به العمال ضد أرباب العمل هو دوما نضال سياسي. يجب فهم العبارة على النحو الآتي: يصبح نضال العمال ضد الرأسماليين بالضرورة عملا سياسيا بقدر ما يصبح نضالا طبقيا".
إن الاحتجاجات والمطالب التي تحصل أمامنا الآن، يمكن فهمها بضوء الاسترشاد الذي بسطه لينين إلينا، لم ترتقِ إلى مستوى النضال الطبقي الذي حدده أعلاه، ولم تكن سوى نضالات جزئية معزولة وذات طابع عفوي، ضد أرباب وشركات عمل رأسماليين وليست ضد طبقة رأس المال كطبقة.
والفصل في هذا التحرك الحاسم، هو عندما يتبلور الوعي الطبقي عند كل عامل، بصفته فرد من أفراد طبقة واحدة وفي مواجهة عدو طبقي موحد، وكذلك وعي الطليعة التي تتقدم الصراع الطبقي، بصفتها قائدة لهذا الصراع من أجل الهدف النهائي بضفر العمال بالسلطة السياسية وانتزاعها من الرأسمالية.
وعلى منْ تقع هذه المهمة التاريخية، اللابد منها لكل منْ ينشد حياة متقدمة بلا استغلال ولا عبودية من أي لون كان. بالتأكيد على عاتق الشيوعيين، الطراز العمالي الخاص الذي يتقدم صفوف الطبقة العاملة، ويعمل بجد ومثابرة، على نقل عمل العمال النقابي الصرف إلى عمل سياسي، وتغذية العمال بالوعي اللازم لهذه المهمة.
فما يحصل منذ ما يقارب قرناً من الزمان، قيام النقابات بصرف النضال العمالي نحو النضال الاقتصادي وتقبل الصدقات من الحكومات الرأسمالية، دون المساس بأسس المجتمع الرأسمالي.
أي التدخل في مساعدة العمال في نضالهم اليومي، ضد أرباب العمل وتركيز انتباههم إلى كافة ألوان الاضطهاد والاستغلال، والاصرار على ضرورة الاتحاد بوجه مستغليهم. إن التساهل في مسألة النضال السياسي تحت طائلة النضال الاقتصادي الصرف، هو بمثابة التخلي عن الهدف الأساسي لنظرية ماركس، في إقامة سلطة العمال، وكل إشارات التحركات العمالية تشير إلى هذا الاتجاه، في أوروبا بالذات وفي هذا الوقت بالذات، بانتظار اللحظة الحاسمة التي لابد أن يقولها ناطقا بها تاريخ الصراع الطبقي في هذا المكان من العالم الذي يمور اليوم بجنون الرأسمالية الغربية، وإلا سيستحيل العالم إلى بربرية وخراب لا ينجو منه أحد.



#احمد_عبد_الستار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لطالما الصراع الطبقي والعامل موجود، يبقى العداء للشيوعية! (ح ...
- عالم أفضل ممكن.
- ما وراء العنف في أمريكا!!
- الناتج الاجمالي المحلي، كذبة لا نصدقها.
- أزمة مصر في نظر السيسي.
- لماذا ينتحر (العشرينيون) في الناصرية؟
- عن سنوات الصراع الطبقي في السودان.
- بمناسبة اليوم العالمي للمرأة الريفية. لنتطرق إلى شيء من معان ...
- لعبة نكز الخواصر بين إيران وإسرائيل، إلى أين؟
- -تغيير العالم- بين مفهومين.
- خدمة أي علم وصندوق أي أجيال؟!!
- عندما يكون الفساد إبادة جماعية!!
- أبداً...لم يكنْ لحمنا لحمكم، ولا مثلنا مثلكم !!!
- إبراهيم رئيسي رهان خاسر!!
- دائنا عراقي، ولم يكن هولندي!!
- هل ما حصل في الناصرية مؤخرا، نهاية مطاف الانتفاضة؟!
- زيارة البابا للعراق، -لإعلاء قيمة الانسان- !!؟
- ماذا أرادت البرجوازية، وماذا تريد جماهير تونس ومصر؟!
- آذان الكاظمي الغدار !!
- ما وراء التراشق الكلامي بين الكاظمي ومعارضيه؟


المزيد.....




- رصدته كاميرات المراقبة.. شاهد رجلًا يحطم عدة مضخات وقود في م ...
- هل تعلم أنّ شواطئ ترينيداد تضاهي بسحرها شواطئ منطقة البحر ال ...
- سلطنة عُمان.. الإعلان عن حصيلة جديدة للوفيات جراء المنخفض ال ...
- في اتصال مع أمير قطر.. رئيس إيران: أقل إجراء ضد مصالحنا سيقا ...
- مشاهد متداولة لازدحام كبير لـ-إسرائيليين- في طابا لدخول مصر ...
- كيف تحولت الإكوادور -جزيرة السلام- من ملاذ سياحي إلى دولة في ...
- محاكمة ترامب -التاريخية-.. انتهاء اليوم الأول دون تعيين مُحل ...
- حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني في عمان يتقبل التهاني ...
- كاتس يدعو 32 دولة إلى فرض عقوبات على برنامج إيران الصاروخي
- -بوليتيكو-: الاتحاد الأوروبي بصدد فرض عقوبات جديدة على إيران ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد عبد الستار - الاضرابات العمالية في أوربا، إلى أين؟