أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - احمد عبد الستار - آذان الكاظمي الغدار !!















المزيد.....

آذان الكاظمي الغدار !!


احمد عبد الستار

الحوار المتمدن-العدد: 6781 - 2021 / 1 / 7 - 15:44
المحور: كتابات ساخرة
    


آذن الكاظمي الغدار!!
هدد احد قادة الميلشيات، رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بقطع إذنيه كما تقطع آذان الماعز. واصفا إياها في تغريدةٍ له ب" الكاظمي الغدر"... ما لم يكف عن "اختبار صبر المقاومة" ...ضد حماقات ترامب الذي جعل المنطقة تغلي على صفيحٍ ساخن، ونيته بإشعال حرب شاملة ضد إيران".
ويبدو الرجل من خلال مقارنته بين الكاظمي والماعز، بأن خلفيته أما رعوي أو قروي من مربي الماشية، فهذه البيئات يشتهر فيها تربية الماعز، وعادة قطع آذانها الطويلة. يُرجع بعض الرُعيان سبب قطع آذان الماعز، لإضفاء مسحة جمالية على هذا الحيوان او لكي لا تشغله اثناء الرعي حتى يسمن، أو لتجنب الاصابات ولحرية الحركة. وإلا لو كان قد اختار قطع الآذان لمجرد العقوبة مثلما صرح الرئيس الإيراني حسن روحاني بعد هذا التهدد بأيام قليلة ليعاقب الامريكيين قائلا " إننا سنقوم بقطع أقدام الامريكيين في المنطقة، كما قطعوا يد قاسم سليماني في العراق" ، لما عقد هذه المقارنة بين رئيس الوزراء والماعز، فكيف حضر في ذهنه هذا الاسلوب في التحقير لو لم يكن قد استعاره من واقع قد عاشه.
صلم الإذن، من العقوبات المعمول فيها منذ اقدم العصور، منذ مصر الفرعونية، واوروبا القديمة، وفي سجل تاريخ الامويين والعباسيين الزاخر بألوان العقوبات الوحشية والشاذة، وأغربها على سبيل المثل نفخ الدبر بالنمل، حيث ينفخ النمل في دبر المعاقب وتركه ينهشه من الداخل. وصدام لمّا اختار صلم إذن المتخلفين عن الخدمة العسكرية في التسعينات، وشوه وجوه عدد كثير منهم، مثل وسم التخاذل في جبين المتخاذلين قديما، لكنه اختار قطع الاعضاء، إمعانا في إيلام من تمرد على سلطته. هي عقوبة تسمى في قانون العقوبات، بالعقوبة الاستئصالية، مثل قطع الرأس، وقطع اليد واللسان وسمل العين وجدع الانف، مورست الوان العقوبات هذه على مر التاريخ وهناك مناطق كثيرة حول العالم، لا زالت باقية تستعمل فيها مثل هذه العقوبات. وهي غير تقطيع الاوصال الهجومي، الذي يمارسه مجرم ما ضد ضحاياه يقطع أوصالهم، إرضاءً لخلل نفسي عنده وسادية، او كما كان يُستلذ بها عند قبائل آكلي لحوم البشر، يقال تستهويهم آذان أعدائهم المشوية، مثل شرائح البطاطا المقرمشة.
نفاذ صبره وشعوره بالضيق واضح جدا، بظل التهديدات الامريكية المتسارعة، في المنطقة، واستعراض وتحشيد قواتها العسكرية الاستراتيجية، ودعمها للقوات المسلحة العراقية، بثلاثين عجلة مدرعة لحماية المنطقة الخضراء حسبما كشف بيان سفاراتهم في العراق قبل ايام. تقول التغريدة بأن المنطقة تقف على صفيحٍ ساخن، واحتمال نشوب حرب شاملة قائم. تطور الاحداث يتجه نحو التصعيد للحرب، من الطرفين، هناك نجد في المقابل تحشيد واستعدادات قتالية في العراق للفصائل الموالية لإيران، وفي سوريا ايضا وحزب الله في لبنان، وقيام الفصائل المسلحة الفلسطينية بمناورات عسكرية داخل غزة، والحوثيون في اليمن يدخل تفجيرهم الاخير لمطار صنعاء وسقوط عشرات القتلى والجرحى، في اتجاه التصعيد نحو الحرب وتأزم الاوضاع السياسية وسيادة التوتر، وكأننا نشهد حاليا مقدمات ما قبل العاصفة.
ولذلك أعلنَ ناصحا الكاظمي، بالالتزام الحذر وتجنب الانحياز لأمريكا، فهي لا تحميه من غضب (المقاومة) وكذلك المخابرات الإيرانية (الاطلاعات) لا تحميه ايضا، وهنا يكمن الغموض في هذه الجملة الاخيرة، سوى إنه أراد أن يصور عراقية (المقاومة)، للوجود الامريكي، وعدم تبعيتها لأي جهة خارجية حتى ولو كانت إيران.
والكاظمي بدوره كرئيس للحكومة، وبشعوره بقوة السند الخارجي ومن جهات داخلية كذلك، تُراهنُ معه على الفوز بأغلبية كبيرة في الانتخابات المُعد لخوضها بعد أشهر، لا يبدو إنه يلتفت الى تهديداتهم، أو يعيرهم (آذنا) صاغية، فهو مشغول كما يصرح كثيرا، بحماية العراقيين وإرادتهم بالتوجه لانتخابات مبكرة ونزيهة؛ ومن السلاح المنفلت وتهديده للمواطنين وأمنهم.
الكاظمي متفاهم جيدا مع امريكا ومع مؤسسات المال العالمية، والشركات الاستثمارية الغربية، ومع دول الخليج، وتركيا، وهذه الدول والمؤسسات تقف جميعها بالضد، من السياسة الايرانية المتعبة في المنطقة؛ وحتى روسيا مؤخرا لمحت من انزعاجها من الوجود الايراني في سوريا وحشر نفسها في مشاريع إعادة الاعمار.
وكذلك داخليا اعتمد الكاظمي للنجاح سياسيا، على التفاهم وتبادل المنفعة مع التيار الصدري، وتصريح حاكم الزاملي القيادي البارز في التيار الصدري، قبل مدة عن احتمال حصولهم على 100 مقعد نيابي في البرلمان في الانتخابات المقبلة، يدخل في نفس هذا التوجه والإطار المشترك بينهم وبين الكاظمي. في حالة الفوز بأغلبية كبيرة سيضمن لهم منصب رئيس الوزراء، كاستحقاق انتخابي، ولا يبتعد بطبيعة الحال عن شخص الكاظمي، الذي يعمل الآن ويمهد السبيل لهذا الحصاد المشترك للطرفين.
اتجاه الاحداث في المنطقة، وفي العراق. الى تضييق الخناق على ايران، وتحجيم دورها، واستعراض القوة من جانب امريكا، خلق أزمة نفسية وشعور بالنقمة، داخل ايران وعند حلفائها وتابعيها، في كل مكان.
هذا الشعور بالنقمة، منشأه عجز ايران عن مواجهة امريكا عسكريا، فالأخيرة تقوم باستعراض لقوتها الساحقة في الخليج والعراق، مظهرها تفوقها غير الممكن لإيران التصدي له، او مجاراته بأي شكل من الاشكال. تقوم في خطوتها الاستعراضية هذه، متخذه من مناسبة ذكرى اغتيال قاسم سليماني، كذريعة من التخوف من قيام ايران برد فعل انتقامي وتوجيه ضربة للجيش الامريكي واحداث خسائر.
يمكن لخطوتها (استعراض القوة) أن تفسر بوجه آخر. إنها ارادت بعث رسالة لإيران، بتبيان حجم التفاوت الهائل بين القوتين، والقول إننا نملك إرادة الفعل وأي فعل نراه مناسبا، وانتم عاجزون على الرد؛ وإلا سيكون جوابنا قاصما. وهي تعلم ويعلم الايرانيون كذلك جيدا بأنهم غير قادرين على مثل هذا الرد المباشر. ستنتهي هذا الجولة قريبا دون خوض قتال، ولا يتعدى الامر من الطرف الايراني سوى القصف الكلامي لأمريكا من قبيل تصريح احد السياسيين إن "أمريكا - رغم أنها أكبر دولة صانعة للحروب في العالم - تقوم حاليا بنشر السلاح في أنحاء العالم تخوفا من إيران"، وتهديد قآني قائد فيلق القدس " إلى ان الانتقام لمقتل قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني قد يكون من داخل الأراضي الأميركية".
الحرب دائما مكلفة، وتكلفتها على ايران أثقل، لأنها قد تؤدي الى سقوط النظام السياسي برمته هذه المرة، فيما إذا اقدمت على خيار الحرب، وهذا هو الطريق الوحيد الذي تعمل امريكا لإجبار ايران على اتخاذه، او ان تقف عاجزة وتنكفأ داخل حدودها دون اذرع وميليشيات بالخارج تعمل لصالحها، وتفسد الاوضاع على مصالح امريكا وحلفائها في المنطقة، وتقلق استقرار إسرائيل.
حجم القوة الهائل من وجه آخر، الذي نشرته امريكا في المنطقة، يصعب القوم إنه يستهدف ايران، فالأخيرة لا تملك قوة مكافئة، امريكا اتخذت من ايران في هذه المناسبة ونزاعها معها، حجة لاستعراض العضلات للتلويح للصين منافسها الكبير، بأن المنطقة مؤمنة لنا وهذه قوتنا وسيادتنا عليها.
كل الاستعراضات العسكرية الامريكية الكبيرة، واستعراض ايران العسكري او الكلامي، يتخذ من العراق ساحة صراع، ويدور حوله. ويقف العراق الآن كبلد مجرد من نظام سياسي حقيقي، مهمته تأمين الحياة السليمة للمجتمع ومتطلباته وأمنه الداخلي والخارجي، عاجزا كليا عن صيرورته كحد ادنى كدولة، تضمن حياة المجتمع واستقراره. لأنه بلد يعيش حاليا في عين الصراع الدولي، ولا تدخل مصالح جماهيره وملايينه المحرومين في حسابات اي طرف من اطراف النزاعات هذه، ولا في حسابات الجماعات السياسية الحاكمة الممثلة لهذه الاطراف الخارجية، وسواء صُلمتْ آذان الكاظمي او قطعت يد سليماني، الجماهير العراقية في منأى عن كلِ ما يدور، الجماهير في وادٍ والاطراف العراقية المتنازعة على السلطة، والحكومات الاقليمية التي تتكالب على الهيمنة على العراق، والصراعات الدولية الكبرى، في وادٍ آخر. للجماهير مطالبها وحاجاتها الحياتية، العمال والعاطلين والمعطلين تحتاج الضمان المعيشي، ملايين الكادحين والمحرومين تحتاج الخبز والخدمات، وحتى ابسطها من كهرباء وماء صالح للشرب، تحتاج الأمن والاستقرار، وتتطلع ملايين من نساء العراق الى قانون مساواتي، يحميها من افكار بالية، لطالما عبثت بحياتها وكرامتها الانسانية. لقد انفجرت الجماهير منذ عام بوجه السلطة الفاسدة، وعندها تعرضت للقمع الدموي، بشكل سافر وعلني؛ وهذا القمع يمنحه صفة شرعية طرف من اطراف النظام، وآخر يعتبر الاحتجاج عمالة، وآخر يستخدم السلاح لقتل المحتجين باعتبارهم مخربين. كل الوان العنت والقهر التي تعرضت له الجماهير المنتفضة، جاء من سلطة غاشمة، ما هي إلا امتداد لمصالح من خارج الحدود. والجماهير رغم كل ما أحاط بانتفاضتها من عثرات وتراجع، فإنها قد ارست اللبنات الأولى لدعائم نظام جديد يلبي تطلعاتها بحياة مستقلة وكريمة.
بعيدةٌ عما يتطلع اليه الكاظمي ومن يقف خلفه وبجانبه، وعن غرمائه من ميليشيات واحزاب، ولصالح من يعملون.



#احمد_عبد_الستار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما وراء التراشق الكلامي بين الكاظمي ومعارضيه؟
- هل انتهت حقا انتفاضة اكتوبر؟؟
- بمناسبة يوم تأسيس حزبنا حزب الطبقة العاملة.
- رواية (صوت الطبول من بعيد) ووجعنا العراقي
- من الصراع الطبقي في فرنسا، من السترات الصفر، يستلهم العالم ا ...
- الدرس السادس عشر، للسترات الصفر، -إن النضال عالمي-!!
- وزراء الموقع الألكتروني لعبدالمهدي
- البصرة... إلى أمام
- المجرب لا يجرب، من هو الذي يجب أن لا يجرب
- تقييم فني أم نقد إيديولوجي لفيلم (ماركس الشاب)
- انطباعي عن رواية -حبات الرمل حبات المطر-
- حكام السعودية ودورهم في نشر التطرف والكراهية في المنطقة والع ...
- الجمهورية الاسلامية الايرانية وتحقيق حلم الانبياء
- لاغارد ناصحة للحكومات العربية
- ترامب العلني في الكراهية
- ملاحظة حول تجدد الاحتجاجات المطالبة بالعمل في تونس
- لأجل من دموعك يا اوباما؟
- فنزويلا : -خرج الحزب الحاكم-!!
- الاقتصاد في العراق : القادم أسوء!
- حادثة مجلة شارلي ايبدو، شرارة اخرى لإشعال صراع الحضارات


المزيد.....




- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - احمد عبد الستار - آذان الكاظمي الغدار !!