أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - احمد عبد الستار - الاقتصاد في العراق : القادم أسوء!














المزيد.....

الاقتصاد في العراق : القادم أسوء!


احمد عبد الستار

الحوار المتمدن-العدد: 4985 - 2015 / 11 / 14 - 01:22
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


يمر العراق منذ اعوام بأزمة اقتصادية خانقة تلقي بظلالها القاتمة على كل مفاصل وتفاصيل الحياة لجماهير العراق وبمقدمهم العمال ومختلف الشرائح العمالية الكادحة والموظفين، وميزان التدهور يؤشر باستمرار نحو التراجع والهبوط ومظاهر البؤس تنتشر والفقر يتعمق والانفاق على الحرب على داعش وسوء الادارة والفساد يأخذ كل شيء ولا يعطي .
الاقتصاد في العراق يعاني ازمة بنيوية اصلا، للتعارض الحاد بين سعي الحكومة لخصخصة القطاع الصناعي العام تلبية لنصائح الراعي الامريكي وصندوق النقد الدولي وبين تمسك العمال بمصانعهم ومؤسساتهم الصناعية المختلفة، التي هي مصدر خبزهم لا يمكن المساومة على التفريط به رغم الخناق الذي تفرضه الحكومة وسياسة اللامبالاة، ولازال الوضع مشلولا لا الحكومة قادرة على الخصخصة بسبب مقاومة العمال وبين عدم قدرتها وعدم رغبتها بتفعيل الصناعة والزراعة بخطط شاملة تنهض بالبلد بسبب حيائها من امريكا وصندوق النقد الدولي.
وهذا الوضع حتمي نتيجة لسياسة امريكا المدروسة على بلد تابع تماما، فهي لم تجبر الحكومة العراقية على الخصخصة ولم تسمح لها باعتماد التصنيع في القطاع الصناعي أو الزراعي كي تبقي البلد معتمدا على انتاج النفط فقط.

وعندما اهتز الاقتصاد العالمي باسره بسبب الازمة الاقتصادية العالمية تعرض العراق كباقي البلدان الاخرى ولاسيما وهو بلد تابع الى انتكاسة كبيرة بسبب تراجع اسعار النفط الذي يعتمد على انتاجه كليا.

ونلاحظ إلى أي نفق مظلم يتجه العراق بظل ادارة احزابه غير المسؤولة فالاقتصاد العالمي لا زال يعاني من الجراح البليغة التي خلفتها ازمته التي خلقتها الرأسمالية العالمية وتديرها غير معنية بما يحصل بالعراق من موت وجوع, لقد حذر صندوق النقد الدولي من استمرار الازمة وتفاقمها معلنا حسب لغته (خفض التوقع حول نمو الاقتصاد العالمي للعام الحالي والقادم أيضا) و(جاء تراجع التوقعات على الرغم من الدفعة الهامة للاقتصاد العالمي، والمتمثلة في التراجع الحاد في أسعار النفط، والذي يمثل حدثا ايجابيا للكثير من البلدان) لكنه يمثل حدثا سلبيا جدا على العراق المعتمد على انتاج النفط فقط وبنفس الوقت لم يملك سلطة على ادارة انتاجه وهذا واضح بشكل جلي من خلال تصريح وزير النفط عادل عبد المهدي بأن الحكومة تسعى لإيجاد اتفاقية وخطط لتقليص الميزانية الانفاقية لتطوير الانتاج لعام 2016 نتيجة تدهور اسعار النفط، وبالمقابل كشفت شركة ( برتش بتروليوم ) العاملة في حقل الرميلة الكبير ( وهو من هدايا السيد الشهرستاني لهذه الشركة سيئة الصيت )، انها قد قدمت مقترحات للحكومة العراقية بأن تقوم الاخيرة بتغيير عقودهم النفطية من عقود خدمات الى صيغة اخرى اقرب من اتفاقيات شراكة بالإنتاج!! واضاف المدير التنفيذي لهذه الشركة تاونسهيند ان "الشركات تتسلم اجورها الان على شكل رسوم اما بالتسديد النقدي او ببراميل نفط، وذلك استنادا لتلبيتها للسقوف الانتاجية المرسومة"، مبيناً ان "اتفاقيات الشراكة الانتاجية ستتيح للشركات الحصول على حصة مباشرة من النفط الخام المنتج". يعني بعبارة اخرى ان انتاج النفط ستستمر الشركة بإنتاجه وترفع من انتاجه رغم انخفاض سعره فهي غير معنية بذلك وما يهمها هو حصتها على شكل براميل نفط لها ولشركائها في اوربا وامريكا حتى لو تراجعت اسعار النفط الى الصفر دولار فهي تقبض حصتها من النفط واصحابه يتسلمون الصفر دولار.

وفي مزيد من التخبط توجه خبراء من وزارات المالية والنفط والتخطيط والبنك المركزي العراقي لاستحصال قرض من صندوق النقد الدولي وجرت مباحثات شارك فيها وزير المالية هوشيار زيباري وعلي العلاق محافظ البنك المركزي ومظهر محمد صالح مستشار رئيس الوزراء للشؤون المالية قيمة هذا القرض الجديد سيكون أكبر «عدة مرات» من التمويل الطارئ البالغ 1.24 مليار دولار الذي وافق الصندوق على تقديمه في تموز، لكن لصندوق النقد الدولي شروطه المتمثلة بكبح الانفاق العام وخفض العجز في ميزانية وخفض دعم اسعار الطاقة وإصلاح المشاريع المملوكة للدولة اي تحويلها وبيعها للقطاع الخاص .

نرى من كل ما سلف ان ما يدور الآن بالعراق هو المزيد من التدهور بسب تبعية الاحزاب البرجوازية الحاكمة بالعراق للرأسمالية العالمية بمؤسساتها وشركاتها ولا ضوء بنهاية هذا النفق المظلم سوى ارادة اصحاب المصلحة ببناء اقتصاد يكفل كرامة الانسان العراقي ومشروع شامل ينهض بارتقاء العراق كبلد ينعم الجميع تحت ظله بالرخاء والمساواة يدوره العمال وملايين الكادحين لا غيرهم.



#احمد_عبد_الستار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حادثة مجلة شارلي ايبدو، شرارة اخرى لإشعال صراع الحضارات
- وحدها شجرة الرمان ووحده الحزب الشيوعي العمالي
- نهاية العالم.. أم استنفاد الرأسمالية وسائل بقائها ؟!
- مع كأس أمم أوربا .. وأزمة اليورو !!
- المالكي يختزل الطبقة العاملة إلى شريحة ، ولا يقبل باللافتات ...
- من الإدارة بالأزمة إلى الإدارة بالفوضى ، تطور الإستراتيجية ا ...
- فتوى البابا بندكتس السادس عشر بأن - الماركسية أصبحت غير واقع ...
- أسلمة الثورات العربية .. ثورة مضادة !!
- مصادرة الحقوق الفردية للمواطنين بين الحظر التعسفي والعبوات ا ...
- مَنْ ينتخب عمال العراق
- مرور عام على تنصيب أوباما والانتخابات النيابية في العراق!!
- هل تعبأ الرأسمالية حقاً بنقاذ الارض !!
- الانتخابات- الصورية آلية من آليات الاحتلال والرجعية
- تظاهرات اليونان وقبلها عمال أمريكا رأس الجبل الجليدي الغاطس
- طبقية العنف ضد المرأة
- حول الأزمة الاقتصادية العالمية ودور الطبقة العاملة
- عن الأول من أيار
- من تاريخ وتحديات الطبقة العاملة العراقية
- دفاعا عن فرع الناصرية لاتحاد الممجالس والنقابات العمالية في ...
- أوضاع العمال في العراق الآن من حيث حقوقهم الإنسانية والاقتصا ...


المزيد.....




- حوار مع الرفيق فتحي فضل الناطق الرسمي باسم الحزب الشيوعي الس ...
- أبو شحادة يدعو لمشاركة واسعة في مسير يوم الأرض
- الوقت ينفد في غزة..تح‍ذير أممي من المجاعة، والحراك الشعبي في ...
- في ذكرى 20 و23 مارس: لا نفسٌ جديد للنضال التحرري إلا بانخراط ...
- برسي کردني خ??کي کوردستان و س?رکوتي نا??زاي?تيي?کانيان، ماي? ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 28 مارس 2024
- تهنئة تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج بالذكرى 9 ...
- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!


المزيد.....

- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي
- بصدد الفهم الماركسي للدين / مالك ابوعليا
- دفاعا عن بوب أفاكيان و الشيوعيّين الثوريّين / شادي الشماوي
- الولايات المتّحدة تستخدم الفيتو ضد قرار الأمم المتّحدة المطا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - احمد عبد الستار - الاقتصاد في العراق : القادم أسوء!