أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مصطفى الحسناوي - حول بيوغرافيا ديريدا















المزيد.....



حول بيوغرافيا ديريدا


مصطفى الحسناوي

الحوار المتمدن-العدد: 7403 - 2022 / 10 / 16 - 14:46
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


انشغل ديريدا عميقا بالمسألتين الأتوبيوغرافية و البيوغرافية،كتب عنهما في فصول ومقاطع عديدة من كتبه، وخصها بنص طويل circonfession نشره تباعا في الجزء السفلي من صفحات كتاب (ديريدا ) لجوفري بننغتون (1)وعالجها بطرق مختلفة في البعض من حواراته.ثم أتت وفاة الفيلسوف بتاريخ 9 أكتوبر 2004 وبعدها بست سنوات، صدرت سنة 2010 بيوغرافيا ضخمة بعنوان (ديريدا) لمؤلفها بونوا بيترس، لنكتشف بأن للفلاسفة حياة يحيونها،هي مجموعة الأحداث،الصدف،الواقع،اللقاءات ،الهزات، خطوط الفرح وخطوط الحزن التي تماهوا معها، وأن حياة الفلاسفة قد تكون على نفس الدرجة من الغنى والتنوع التي تكون عليها مفاهيمهم ونظرياتهم وكتبهم الفلسفية.يقول ديريدا في circonfession نصه الأنف الذكر والذي هو مصطلح مزجي بين circoncision (ختان) و confession (اعتراف) : (لا أحد سيعرف أبدا السر الذي انطلاقا منه أكتب وأن أقوله لا يغير في الأمر شيئا).خلف أي كتابة إذن مهما كانت درجة تعقيدها، المفاهيمي والفلسفي يكمن سر ما، وليس مهما أن يبوح به الكاتب أو الفيلسوف أم لا .الكثير من الفلاسفة من فرط التركيز على وضعهم الاعتباري كفلاسفة، ومعرفة أنساقهم ونظرياتهم ومفاهيمهم الفلسفية لا نكاد نتخيل بأن لهم حياة شخصية، وأنهم عاشوا وقائع وأحداث وهزات ارتبطت بتجاربهم الحياتية، وذلك عكس آخرين مثل ماركس الذي نعرف الكثير من الأشياء عن حياته كفرد،كرب أسرة عانى ضنك العيش وانشغل طويلا في ظل ظروف قاسية بتأليف كتبه الأساس ومن ضمنها الرأسمال،أو مثل نيتشه الذي لاتكاد فلسفته تنفصل عن مراحل حياته لتصل مرحلة العشر سنوات التي عاشها طاعنا في أحضان الجنون الى حين وفاته سنة 1900،وخصوصا داخل التاريخ الحاسم 1889 الذي شهد سقوطه في ساحة كارلو ألبرطو وسط مدينة طورينو، حين رأى حوذيا يضرب بالسوط الحصان فعانق هذا الأخير باكيا وانهار نهائيا.نتذكر في هذا السياق ما قالته أم نيتشه حين شكرت الجنون الذي أعاد إليها ابنها إلى أحضانها بعد سنوات التيه.يذهب ديريدا بعيدا في إحدى اللقطات الأخيرة من الفيلم الذي خصصه له كل من كيربي ديك وايمي زيرينغ كوفمان، حين يجيب بنبرة مستفزة نوعا ما عن سؤال : (ما الذي قد يريد اكتشافه في فيلم وثائقي عن كانط،هيجل أو هيذغر؟) :(قد أريد سماعهم يتحدثون عن حياتهم الجنسية.ما هي الحياة الجنسية لهيجل أو هيذغر؟ لأنها شيء لايتحدثون عنه .قد أود سماعهم يتحدثون عن شيء ما لا يتكلمون عنه.لماذا يقدم لنا الفلاسفة أنفسهم في مؤلفاتهم ككائنات غير محددة الجنس asescués؟ لماذا محوا حياتهم الخاصة من أعمالهم ؟لماذا لا يتكلمون أبدا عن أشياء شخصية ؟لا أريد القول بأنه قد يتوجب إخراج فيلم بورنو عن هيجل أو هيذغز. أريد سماعهم يتحدثون عن الدور الذي يلعبه الحب في حياة كل منهم). والحق أن هذا القول يصدق على ديريدا نفسه، الذي لم يتحدث كثيرا عن حياته واختياراتها الشخصية،ولا عن الهزات التي طالت وجوده ،والذي قدم لنا نفسه باستمرار ككائن نظري/فلسفي محض .تستعيد بيوغرافيا ديريدا إذن ،بالنسبة لفيلسوف التفكيك ذلك الرابط المسكوت عنه بين الاشتغال المفاهيمي والتجربة اليومية .لقد اهتم ديريدا بشكل دال بالأتوبيوغرافيا الخاصة بالآخرين،أمثال روسو ونيتشه في المقام الأول وأيضا بالأتوبيوغرافيا خاصته،اعتبرها بمثابة موضوع فلسفي قائم بذاته،جدير بالاعتبار في مبدئه تماما كما في تفاصيله. بل إن الأتوبيوغرافيا في نظره كانت النوع الكتابي بامتياز، الذي منحه بدءا الرغبة في الكتابة،ولم يكف أبدا عن الانسكان به.ظل منذ المراهقة يحلم بنوع من المذكرات العائلية حول الحياة والفكر،بنص غير منقطع، متعدد ومطلق إذا ما جاز التعبير.يقول في إحدى حواراته لإحدى المجلات الإيطالية بعنوان"مذاق السر" بأن المذكرات les Mémoires ، تحت أي شكل كانت هي الشكل العام لكل ما يهمه،الرغبة المجنونة في الحفاظ على كل شيء، جمع كل شيء داخل سننه الفلسفية،وخصوصا الفلسفة الأكاديمية،كانت دائما بالنسبة له في خدمة هذه المآلية الأتوبيوغرافية للذاكرة .تلك المذكرات كما تحدث عنها صاحب (الكتابة والاختلاف) والتي لم تتخذ بالضرورة شكل مذكرات،تركها منثورة داخل العديد من مؤلفاته( : circonfession(خثان- اعتراف)، ،البطاقة البريدية،أحادية اللغة عند الآخر، أشرعة،مذكرات أعمى، la contre –allée- ونصوص أخرى) كالحوارات المتأخرة التي رسمت خريطة أتوبيوغرافية متشظية،لكنها غنية بالتفاصيل الملموسة والحميمية أحيانا.نستحضر في هذا السياق بأن الفلاسفة كثيرا ما نفروا من كل إحالة على حيواتهم والعناصر البيوغرافية المتعلقة بهم، حتى أن الفلسفة التقليدية أقصت البيوغرافيا واعتبرتها شيئا ما كائن خارج الفلسفة.وهنا يلزم التذكير بجواب هيذغر حين طرح عليها سؤال بصدد أرسطو :(ما الذي كانت عليه حياة أرسطو؟).أجاب صاحب (الكينونة والزمن)في جملة واحدة : " لقد ولد ،فكر ،ومات....".كتابة بيوغرافيا (ديريدا)(2) إذن هي سير في الاتجاه المعاكس للتقليد الفلسفي.لقد ظل ديريدا كما يرى نفسه وكما رآه قراءة ومريدوه مجرد نص ولا شيء يوجد خارجه، وفق مقولته الشهيرة ضمن كتابه (في الغراموتولوجيا) : (لا وجود لخارج النص)(3).النص الديريدي هو الذي يرسم حدوده كنص وينسج الخيوط المتشابكة، التي يمكن أن تصير بمثابة خيط أريان يضيء طريق القراءة.يبدو مفهوم النص العام اذن في فكر ديريدا، في نفس الآن الذي يظهر فيه تحديد لوظيفة"المؤلف"،لأن ما يروم الحديث عنه (في الغراموتولوجيا)هو استحالة أن يتموقع الكاتب ببساطة خارج اللغة، وخارج منطق الخطاب الذي ينتجه .يختزل النص العالم عند ديريدا وهي خطوة انتقادية للفينمنلوجيا كما طرحها هوسرل حين تحدث عن "الاختزال للفينمنلوجيا،أي المنهج الذي يسمح بالوصول الى كينونة الظواهر،و السير كما يكرر هوسرل ذلك دون إنقطاع ،(مباشرة ووفق مستقيم نحو الأشياء نفسها).منذ البداية يطرح بونوا بيترز علاقة الفيلسوف بحياته كإشكالية : (هل للفيلسوف حياة؟هل يمكن كتابة بيوغرافيته؟ لقد دعا ديريدا إلى ابتكار "إشكالية جديدة للبيوغرافي biographique عموما، و لبيوغرافيا الفلاسفة خصوصا"، ليعيد تفكير الحد بين "المتن والجسد" corpus/corps.ولم يتخل عن هذا الاهتمام أبدا ) (4). استعاد ديريدا ذلك في إحدى حوارته الأخيرة حين قال بأنه من بين أولئك القليلين جدا الذين يقولون بضرورة إعادة الاعتبار لبيوغرافيا الفلاسفة وللانخراط الموقع من طرفهم، وخصوصا الانخراط السياسي ،باسمهم الشخصي سواء تعلق الأمر بهيذغر كما هيجل ،فرويد أو نيتشه وسارتر أو بلانشو...الخ.يقرر ديريدا في محاضرة عن نيتشه سنة 1976 بأن :( بيوغرافيا "فيلسوف" ما لا نعتبرها أبدا كمتن من الحوادث الأمبريقية يترك وراءه اسما وتوقيعا خارج نسق قد يكون هو نفسه ممنوحا لقراءة فلسفية محايثة،الوحيدة التي قد يمكن اعتبارها شرعية فلسفيا : انعدام فهم أكاديمي بأجمعه للإلزام النصي الذي ينظم وفق الحدود الأكثر تقليدية للمكتوب ،وحتى لما ينشر .انطلاقا من هذا يمكن بعدها ومن جهة أخرى كتابة "حيوات-للفلاسفة"،روايات بيوغرافية في أسلوب جزل ومنمط كما يفعل أحيانا مؤرخوا الفلسفة الكبار.روايات بيوغرافية ،وبيوغرافيات درامية تدعي إظهار تكون النسق حسب سيرورات أمبريقية ذات طابع نفسي،أو حتى تحلينفسي ،تاريخاني أو سوسيولوجي)(5).ظل الفلاسفة إذن لمدة طويلة ملتزمين بما يمكن تسميته "الممنوع البيوغرافي أو الأتوبيوغرافي" l’interdit autobiographique. .صحيح أن مقام ديريدا، وضعه الاعتباري والكثافة الفلسفية الملغزة لكتاباته قد تحرج الكثيرين ممن يحاولون كتابة بيوغرافيته، ولكن المزج الواثق من نفسه الذي قام به بونوا بيترز بين وقائع وأحداث من حياة ديريدا، ولحظات وموافق من تطور فلسفتة جعل الأمر ممكنا، وأعطانا نتيجة ذلك هذه البيوغرافيا الضخمة لحياته (1930-2004)بدءا من طفولة ذلك اليهودي الصغير في الجزائر العاصمة، الذي طرد من المدرسة في الثانية عشرة من عمره بعد قرارات حكومة بيتان الفاشية ضد اليهود،والذي نما وتطور وصار الفيلسوف الفرنسي الذي ترجمت نصوصه أكثر إلى سائر لغات العالم. من أجل كتابة هذه البيوغرافيا قرأ بونوا بيترز كل ما كتبه ديريدا، واستمع إلى مئات الشهادات في حقه من أفراد عائلته ومجايليه وأصدقائه، وكان أول من اطلع على الأرشيف الشخصي الهائل الذي راكمه ديريدا طيلة حياته (لم يكن يرمي في سلة المهملات بأي شيء) واطلع على رسائله.لم يكن ديريدا فكرا فلسفيا ألمعيا بل كان نسيج صداقات، ارتبطت بالهزات التي عاشتها العديد من العوالم التي عاش فيها : الجزائر قبل الاستقلال، العالم المصغر للمدرسة العليا للأساتذة في شارع أولم ulm، المجرة البنيوية،أحداث ثورة ماي 1968،ثم العديد من الصداقات المدهشة مع كتاب وفلاسفة من لويس ألتوسير الى موريس بلانشو مرورا بجان جوني،هيلين سيكسو،ايمانويل ليفيناس، جان لوك نانسي،ثم سجالاته مع فوكو،كلود ليفي-ستروس ،جاك لاكان،جون سيرل أو يورجن هابرماس. ليس سهلا أبدا انجاز هذا النوع من البيوغرافيا لأنها تنهض على توازن هش،على نوع من الأمل وسوء الفهم،لأنه من أجل الذهاب للقاء مع مؤلف، لابد من المراهنة على المعادلة بين مساره الوجودي،ومساره الثقافي ،بين التجربة اليومية والتأمل المفاهيمي.لكن ديريدا شأنه في ذلك شأن مؤلفين وفلاسفة آخرين لا ينمنح للممارسة البيوغرافية بسهولة،بل بمكر شديد لأنه فيلسوف. لقد حذر ديريدا في criconfession، كتابه الأكثر حميمية، أولئك الذين قد يريدون مساءلة حياته لينتزعوا منها "اعترافات" فلسفية :" إظهار الحقيقة لا علاقة له أبدا مع ما تسمونه الحقيقة،ذلك لأنه من أجل الاعتراف لا يكفي الإخبار، أو معرفة ما هو كائن ،مثلا أن أخبركم بأنني قتلت،خنت،جذفت ، لعنت،لا يكفي أن أمثل أمام الله أو أمامكم الحقيقة الأساس للاعتراف لا علاقة لها إذن مع الحقيقة ".يسائل قول كهذا الجدوى من كتابه وصدور بيوغرافيا ديريدا ويدعوا الى طرح سؤال : ما الذي تعنيه حياة "فلسفية"؟.يرى بونوا بيترز كاتب البيوغرافيا بأنه لا يقترح تأويلا لعمل فلسفي ضخم معقد وغني جدا يتحدى المؤولين بل ما يروم انجازه هو : "اقتراح بيوغرافيا فكر على الأقل وأيضا تاريخ فرد.سألتزم إذن كأولوية بالقراءات والتأثيرات ،تكون المؤلفات الرئيسة، وتقلبات التلقي، المعارك التي خاضها ديريدا،والمؤسسات التي أسسها.لا يتعلق الأمر رغم ذلك ببيوغرافيا ثقافية بالنسبة لديريدا نفسه،كما شرح ذلك لماوريسيو فيراريس،فإن تعبير" بيوغرافيا ثقافية"كان على أي حال إشكاليا بوضوح وأيضا،تعبير"حياة ثقافية واعية" الذي ظهر قرنا بعد ميلاد التحليل النفسي، تماما كما بدا له ( : أي ديريدا) هشاو مشوش ذلك الحد بين الحياة العامة والحياة الخاصة)(6) . واجه بونوا بيترز تحديين : أولا أن يدشن كتابة أول بيوغرافيا عن ديريدا، وثانيا أن يجابه فيلسوفا بقامة فارهة، وبأعمال فلسفية هائلة وشاسعة تتضمن حوالي ستين مؤلفا وعددا كبيرا من المحاضرات في الندوات التي بدأت دار النشر"غاليلي"نشرها تباعا، بعدما انبرى تلامذته وعاشقوا فلسفة الى جمعها وتفريغها وضبط شكلها وكتابتها .لكن مؤلف البيوغرافيا اختار،عن حق ،لا معالجة وتتبع العمل الفلسفي في تكونه ومحتواه،بل حياة الشخص الذي كان مؤلفه، طفولته،أسرته ،علاقاته مع النساء،صداقاته، جاذبيته،شبكات معارفه ،قلقه وإحباطه، أذواقه سواء في الأدب ،أو اللباس أو الطبخ،ثم تدريسه للفلسفة ومساره السياسي.أنجز بونوا بيترز بيوغرافيا إذن على الطريقة الأنجلوسا كسونية لا على الطريقة الفرنسية مثلا، حيث يتم التركيز كثيرا على أدب الكاتب أو فكر الفيلسوف أكثر من حياته، ويمكن هنا المقارنة بين بيوغرافيا ديريدا هذه، والمدخل البيوغرافي الذي كتبه جان-بول سارتر في سبعمائة صفحة كمدخل للأعمال الكاملة لجان جوني تحت عنوان :"القديس جوني، ممثلا وشهيدا "أو البيوغرافيا التي ألفها يان موليي بوتانغ عن لويس ألتوسير في جزئين بعنوان (لويس ألتوسير بيوغرافيا : 1992).إزاء ديريدا تماما كما إزاء مفكرين أساس، تنطرح العلاقة الملتبسة والحادة بين البيوغرافيا و الأسطورة، فقد كان صاحب (الكتابة والاختلاف) ،مع ألتوسير،فوكو،لاكان رولان بارط ودولوز وغيرهم واحدا من الأساطير الثقافية الكبرى منذ الستينات وعلى مسار أربعة عقود من القرن الماضي، وهنا بالذات ينطرح السؤال/الأسئلة : هل نكتب الأتوبيوغرافيا مع الأسطورة أم ضدها.من اللافت النظر أن كبار المفكرين والفلاسفة يمكن الكتابة ضد فكرهم من داخله بالذات، اذ يوجد داخل كل فكر أساس مناقض جواني يشتغل فيه/عليه un contradicteur intérieur ،كما الكتابة ضد الجانب الأسطوري الذي نهض عليه مسارهم المعرفي والفلسفي.إن كتابة الفكر وألوان الحياة لسيت لهما نفس الطابع من البداية الى النهاية .هكذا يصير الهم الأساس للبيغرافيا هو إعادة بناء هذه الجوانية التي تشكل الحياة .لسيت البيغرافيا التي كتبها بونوا بيترز مجرد سرد بسيط لوقائع حياتية،بل كانت نتيجة بحث طويلا جدا ولقاءات وحوارات مع الكثير من الشهود الأساس على حياة ديريدا. بونو بيترز هو أول من استطاع الاطلاع على أرشيف الفيلسوف الذي تم وضعه في معهد ذاكرات النشر المعاصر (IMEC)، وفي مكتبة لانغسون بجامعة ايرفاين Irvine بكاليفورنا حيث ألقى محاضرات لسنوات.لذا استطاع مؤلف البيوغرافيا إعادة بناء مراحل حياة ديريدا، انطلاقا من الحفاظ على مسافة ضرورية معها بدءا،من المرحلة الأولى (1942.1930) التي حمل فيها لقب le Négus لأن بشرته كانت مائلة الى السواد.انها الحياة التي قادت اليهودي العلماني الشاب المزداد سنة 1930 ،في البيار على مرتفعات الجزائر العاصمة،والذي طرد من الثانوية حيث كان يدرس في أوكتوبر 1942 من طرف نظام فيشي الفاشي تطبيقا لقوانينه الاقصائية ضد يهود فرنسا ومستعمراتها،الى السفر الى باريس سنة 1949 لمتابعة دراسته في ثانوية لويس الأكبر louis le grand ثم بعدها ولوج المدرسة العليا للأساتذة (ENS). كانت سنة 1966 حاسمة في البدايات الفلسفية لديريدا ،اذ بعد أن قضى سنوات يقرأ ويستوعب أعمال الفينمنلوجي إدمون هوسرل شارك في الندوة الشهيرة حول البنيوية التي نظمتها جامعة جون هوبكنز في بالتيمور بالولايات المتحدة والتي شارك فيها الى جانبه كل من رولان بارت ،روني جيرار،جان بيارفرنان،جان هيبوليت ولاكان .تلك كانت احدى اللحظات المخصبة جدا في التاريخ الثقافي الفرنسي الأمريكي.كانت تلك الفرصة الأولى التي تعرف فيها جاك لاكان وجاك ديريدا على بعضها البعض .(أثر السفر الى الولايات المتحدة تأثيرا حاسما في مساره .تعلق الأمر بندوة بالتيمور الشهيرة "لغات النقد و العلوم الانسانية " التي أراد أستاذان في الجامعة العتيدة جون هوبكنز وهما ريشارد ماكسي وأوخينيو دوناطو تنظيمها للتعريف بالتطورات الراهنة للفكر الفرنسي.فإذا كانت البنيوية تعرف كموضة انتشارا كبيرا في باريس،إبان تلك السنة،فإنها كانت مجهولة كلية في الولايات المتحدة،في المكتبات والجامعات.)(7) .كانت الندوة هامة بالنسبة لديريدا، لأنه خلالها تعرف على بول دومان منظر النقد الأدبي، الذي فتح له أبواب الجامعات الأمريكية.سنة 1967 أصدر ديريدا كتابين هامين افتتاحيين أعلن عبرهما دخوله حقل الفكر بقوة، وهما (في الغراماتولوجيا /مينوي) و( الكتابة والاختلاف /سوي)،كتابان عبدا له طريق النجاح والشهرة، ليصير سنوات بعد ذلك مجايلا ومعاصرا لجيل متميز من المثقفين لم يكف أبدا عن محاورة أقطابه : بلانشو،ايما نويل ليفناس، جان جوني ،ميشيل فوكو، بيير بورديو ،لويس ألتوسير، جيل دولوز،جان فرانسوا ليوتار..لكن موقعه داخل الثقافة والفكر الفرنسيين ظلت هندسته متغيرة،ومتأرجحة باستمرار اذ جوبه بصراع ورفض الكثيرين له ولفكره،فهاجمه البعض وأعلنوا كراهيتهم له ،بالرغم من تميز العمل النظري والبحث الفلسفي الاستثنائي الذي انخرط فيه، تعليما ونشرا.يكفى هنا التذكير بكراهية ورفض دهاقنة المدرسين الجامعيين الكبار والمؤثرين في جامعة السوربون له،ووضع عراقيل دائمة أمام إمكانية ولوجه لها لتدريس الفلسفة والأمر ذاته يصدق على الكوليج دوفرانس، الذي وضع أمام ديريدا العديد من الحواجز لمنع انتمائه له بالرغم من كونه أعظم فلاسفة والمنظري الفرنسيين في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، وأكثر شهرة على الصعيد العالمي.هذه الكراهية وهذا الحقد المجاني الذي جابهه وعامله الكثيرون بها هي التي حالت دون إلقائه دروسا في الكوليج دوفرانس، ويكفي هنا العودة الى كتاب مثل (الفكر68)(68la pensée) لكل من لوك فيري وألان رونو، لأخذ نموذج على الموقف الشرس للمثقفين الفرنسيين منه .سنة 1983أسس ديريدا مع آخرين الكوليج الدولي للفلسفة، وانضم لهيئة التدريس في معهد الدراسات العليا في العلوم الاجتماعية (Ehess) ، ومع ازدياد شهرته وعطائه الفلسفي واجتياح موجة عاتية للرأي العام الفرنسي بدءا من 1986 ، تنتقد بشدة وحدة الماركسية والبنيوية والمثل الذي نهضت عليها ثورة ماي 1968 ضد النظام السائد ،تفاقم الهجوم أيضا على جاك ديريدا في وسائل الإعلام. كان ديريدا دائما اشتراكيا ديمقراطيا، ضد الاستعمار،مؤيدا للحركة النسائية،ومن دعاة إلغاء عقوبة الإعدام، وريث الأنوار وعصرها، مرتبطا أشد الارتباط بالمدرسة الجمهورية، ومعجبا بديغول ونلسون مانديلا.إلا أنه انطلاقا من سنتي 1987-1988 ،كما يشير الى ذلك بيترز،ثم وصفه بالعدمي اللاديموقراطي، المدافع عن المنظرين النازيين كارل شميتث ومارتن هيذغر،اللذين قام بتأويل أعمالهما النظرية والفلسفية، ووصف أيضا باليساري المتطرف بعد أن أصدر كتابه (أطياف ماركس/1993)، الكتاب الأساس الذي عالج فيه مفهوم الثورة.تم أيضا وصفه بالنازي بعد أن دافع سنة 1987 عن صديقه بول دومان ،الذي تم كشف ماضيه كمتعاون مع جريدة بلجيكية مضادة للسامية وهو ما تم بعد وفاة هذا الأخير.
(السنتان من الصراع الدائم اللتان عاشهما ديريدا 87-1988 تشيران مع ذلك الى نوع من نقطة الانفصال أو القطيعة، وستتميز الفترة التي تلتهما بتحالفات جديدة،وبانبحاس ديريدا ذي سلوك هادئ جدا، كما لو أن الأمر يتعلق بجواب على الاتهامات فإن القضايا الاطيقية والسياسية سرعان ما ستحتل الأولوية) (8).عالج بونوا بترز ذلك بالوقوف عند التفاصيل،وعند مختلف وجوه الفيلسوف الشغوف بالتأويل،الدائم السفر بالرغم من خوفه من الطائرات والمبتكر لطريقة جديدة في الكتابة الفلسفية.لم يكن ديريدا عابرا /مسافرا خلل الحدود بل أراد،عبر اشتغاله التأويلي الفلسفي الذي يجعله قريبا جدا من هرمسية وغنوصية التأويل في القبالا اليهودية، زحزحة الحدود.كل أشكال التعبير وتنويعات الكتابة أثارت اهتمامه : الأدب ،القانون،التحليل النفسي،العلوم السياسية...الخ،وكل الأوضاع الاجتماعية استدعته : المقصيون ،المثليون الجنسيون ،الأقليات...الخ ،وكل المعارك المرتبطة بالتمييزات العرقية العنصرية،بمعاداة السامية،و القسوة في معاملة الحيوانات. الميزة الأساس التي ميزت ديريدا وجعلته باستمرار مصدر إزعاج للآخرين سواء داخل النخبة المثقفة أو النومنكلاتورا الجامعية، هو أنه ظل دوما مفكرا يقظا وعنيدا دائم الإنصات وعميق المساءلة لما يحدث في المناطق اللامفكر فيها واللامقولة : التفكير في اللامتوقع،في الهوامش والأقاصي في المنتثر (الانتثار)، وهذا هو المعنى المحدد للمصطلحين اللذين ساهما في شهرته "التفكيك" الذي هو سيرورة ترمي إلى تفكيك نسق فكري مهيمن ومقاومة استبداد الواحد (او الوحدة)، من أجل التقدم أحسن نحو المستقبل، ونحن في موقف الوفاء لإرث ما وخيانته في الأوان ذاته،ثم "الاختلاف"la différance بحرف a والذي حار المترجمون والدارسون باللغة العربية في ترجمة مصطلحه فاقترحوا "الاختلاف المرجأ" إلى آخره، والذي يسمح بالتفكير في غيرية كونية دون السقوط في مصيدة النزعة الاختلافية الزائفة أو الاختلافوية .(ظهر مفهوم رئيس ،عبره سيتم وصف وتمييز فكر جاك ديريدا في أغلب الأحيان،في المقال وهو التفكيك)(9) المقصود هنا مقال l’écriture avant la lettre الذي أعجب به كل من ميشيل ديغوي وجان بييل مدير مجلة Critique الذي وصفه بالدراسة (الكثيفة جدا، الغنية والمستجدة)، ونشره في احدى الأعداد سنة 1966، والذي شكل فيما بعد الجزء الأول من كتاب (في الغراماتولوجيا) .يأتي هذا الحذر المنهجي من الاختلافوية أو النزعة الاختلافية الزائفة، الى كون ديريدا ينظر الى نفسه كيهودي عربي ،فرنسي وأوربي مسكون بالفلسفة الإغريقية،لكنه ذو موقف عنيد وحاسم إزاء "سياسات أعداء إسرائيل"تماما كما"أمام سياسة إسرائيلية تعرض للخطر خلاص وصورة أولئك الذين تقول بأنها تمثلهم".من بين الوقائع واللحظات القوية التي تقف عندها بيوغرافيا بونوا بيترز نجد الحكاية المرتبطة بليلة براغ (1981)،وهي التجربة الغريبة في حياة ديريدا والتي ألقي القبض عليه فيها من طرف رجال المخابرات والبوليس في دولة تشيكوسلوفيا الشيوعية أنداك ،واتهم من طرف السلطات بكونه مهرب مخدرات.(ظلت قضية براغ بالنسبة لديريدا ذكرى مؤثرة،نوعا من الصدى لذلك اليوم الكئيب من أوكتوبر 1942،حين طرد من ثانوية بن عكنون.كما لو أن حياته كلها مسيجة بشباكين اثنين،ممنوعين ثقيلين من الحديد :" سواء طردت من المدرسة،أو رميت في السجن ،فقد اعتقدت دائما بأن الآخر يجب أن تكون لديه أسباب وجيهة لا تهامي ". وضعه هذا الاعتقال في واجهة الأحداث،بطريقة لا إدارية .لكن هذا الحدث دون شك هو من بين الأشياء التي قادته الى الانخراط بشكل متزايد خصوصا في الحقل السياسي."اعتقال براغ هذا،كما كتب ديريدا يوما،هو في العمق السفر الأكثر جدارة بحمل هذا الاسم ،في حياتي"(10). إنها الحياة كأثر، كلحظات،كمجموعة آثار هي كل بيوغرافيا ديريدا و(الأثر بالنسبة له ليس فقط مفهوما فلسفيا،بل هو واقع يعاش في كل لحظة)(11) .كتب ديريدا نص Circonfession على هامش نص بننغتون حوله،ونشرت شذراته المستمرة أسفل صفحاته،كتبه كأوتوبيوغرافيادون القول بأنه كذلك، وكان بإمكانه كما في لوحة ماغريت الشهيرة أن يقول عن ذلك النص :"هذا ليس أتوبيوغرافيا".يزرع ديريدا داخل المنطقة الملتبسة لما يسميه "نهج سيرة" أو كلمات مفاتيح، بيوغرافيمات، عناصر بيوغرافية ديريدية متناثرة. هناك أمكنة ارتبط بها ديريدا ما سماه (nostalgérie)، مازجا بين كلمتي "حنين"و "جزائرنا" في البيار عند ضواحي الجزائر العاصمة، حيث قضى طفولته دون الخروج منها تقريبا عدا بعض السفريات مع أبيه داخل الجزائر. ولعل جوابه الساخر نوعا ما والذي اتخذ شكل شذرة أو مثال عن رد فعله إزاء التحديد الأتوبيوغرافي لتعبير "ولدت في..." (آه،تريدوني أن أقول لكم أشياء مثل : ("ولدت في البيار ضاحية الجزائر العاصمة لعائلة يهودية بورجوازية صغيرة مندمجة لكن...".هل هذا ضروري؟لن أتمكن من إنجاز ذلك .يجب مساعدتي). لكن اسم الزقاق الذي عاش فيه طفولته لا علاقة له بأية سخرية وقد استعاده في "Circonfession" بكل زخمه وقوته المركبتين : (زقاق القديس أو غسطين، في المدينة حيث عشت مع والداي الى سن الرابعة ماعدا في الصيف،تذكرته منذ شهور، حين أصبت بشلل في الوجه، كنت أسوق سيارتي في باريس بجوار دار الأوبرا واكتشفت زقاق القديس أو غسطين الآخر لذلك الموجود في الجزائر العاصمة حيث عاش والداي تسع سنوات بعد زواجهما،وولد فيه أخي الأكبر روني ،بول موسى،الذي عوضته،ولد ومات فيه قبلي...لقد تذكرته...ممر معتم،دكان أسفل المنزل...)(12). تحدث ديريدا كثيرا عن استحالة الأتوبيوغرافيا و خاص الحرب ضد الطريقة التي تكتب بها بيوغرافيات الفلاسفة،انطلاقا من تفكيره في Eccehomo (هذا هو الإنسان) لنيتشه ،لأن إشكالية جديدة للبيوغرافي biographique عموما، ولبيوغرافيا الفلاسفة خصوصا،يجب أن تشتغل على مصادر أخرى وعلى الأقل على تحليل جديد للاسم الشخصي والتوقيع.ذاك ربما ما حاول القيام به في Circonfessions .كانت هناك المحاولة التي بلورها في كتابه Monolinguisme de l’autre,Gallilé,1996)) والتي رصد فيها استحالة الأتوبيوغرافيا )ما أضع خطاطة أولية له هنا،ليس خصوصا بداية أولية لأتوبيوغرافيا أو نسيان ،ولا حتى لمحاولة خجولة لرواية تكون ثقافية .انه بالأحرى عرض الذات ،قد يكون عرضا لما كان عائقا، حسبي أنا،للعرض الذاتي.لما سيعرضني إذن ،لهذا العائق، ويرمى ضدي).بتاريخ 22 ماي 2003 الذي صادق اليوم الأول للندوة المنظمة حول كتابات صديقته هيلين سيكسو، أعلن ديريدا خبر مرضه للقريبين منه، هو الذي كثيرا ما ردد بأنه يشتغل بالموت تماما نقول عن محرك بأنه يشتغل بالبنزين،لم يكن بإمكانه سوى أن يبين ،رغما عنه،الى أي حد كان ذلك صحيحا،ورغم تلقيه لنتائج التحليل المختبري المرعبة فقد ألح على إلقاء محاضرته في الندوة .طار في يوم غد الى القدس ليتلقى هناك دكتوراه شرفية وألقى محاضرة يوم 25 ماي عن بول تسيلان، قال لزوجته مارغريت بأنه إذا كان يرى ويحضر جنازته الخاصة فذلك لأنه مازال حيا.هكذا ألفى نفسه في مواجهة السؤال/الأسئلة ذاتها الفادحة التي صاغها في نص كتبه بعد غياب صديقه لويس ماران في أوكتوبر 1992 :(لماذا نعطي وما الذي يمكنه منحه لصديق ميت؟(....)و إذن لماذا؟ ؟ لماذا انتظار الموت؟ لماذا ننتظر الموت قولوا لي؟) (13).حين مات لم يحمل معه هذا الشيء أو ذاك، من الأشياء التي اقتسمها في هذه اللحظة أو تلك مع أصدقائه ومعارفه لقد حمل معه العالم نفسه،أصلا ما للعالم نوعا ما ،أصله هو وأصل العالم الذي عاش فيه.قال في آخر حوار له في جريدة "لوموند" مع الصحافي الثقافي جان بيرنباوم : (لم أتعلم قبول الموت.نحن كلنا باقون قيد الحياة بشكل موقوف التنفيذ لكنني أظل غير قابل للتربية في ما يتعلق بحكمة معرفة الموت أو إذا أردتم ،معرفة الحياة لقد اهتممت دائما بتيمة البقاء قيد الحياة،التي لاينضاف معناها للحياة وللموت.إنها أصلية : الحياة هي الحفاظ على البقاء).(2004. 08. 19 . In le Monde).

هوامش :
1-G. Bennington , Derrida Jacques, Seuil . 1991.
2-Benoit Peeters , Derrida , Flammarion .2010.
3-Derrida , De la grammatologie Minuit.1967.p.227.
4-Benoit Peeters, Derrida , op .cit .p.9.
5-Derrida , otobiographie Galilée , 1984 . p .39-40.
6-Benoit Peeters, Derrida , op.cit .p . 11-12.
7-Ibid . p . 209.
8-Ibid . p . 492.
9-Ibid . p . 201.
10- Ibid . p . 421.
11-Ibid . p .518-519.
12-Bennington, op . cit . p . 123.124.
13-Cité in : Benoit Peeters . op . cit .p . 641.



#مصطفى_الحسناوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السلطة عند فوكو
- هوامش حول -عين الاختلاف- لمحمد الهلالي
- سقراط في زنزانته
- بصدد دولوز وكاتاري أو نحو خرائطية فلسفية رحالة
- هلْ الحَياة الكريمَة مُمْكِنَة ؟
- سبينوزا: في أن الإنسان الحر هو الإنسان العقلاني
- كارل شميث أو تصورٌ للسياسة قائم على الصراع
- مع ماركس
- الشعب يريد...


المزيد.....




- بالأرقام.. حصة كل دولة بحزمة المساعدات الأمريكية لإسرائيل وأ ...
- مصر تستعيد رأس تمثال عمره 3400 عام للملك رمسيس الثاني
- شابة تصادف -وحيد قرن البحر- شديد الندرة في المالديف
- -عقبة أمام حل الدولتين-.. بيلوسي تدعو نتنياهو للاستقالة
- من يقف وراء الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل في الجامعات الأمريك ...
- فلسطينيون يستهدفون قوات إسرائيلية في نابلس وقلقيلية ومستوطنو ...
- نتيجة صواريخ -حزب الله-.. انقطاع التيار الكهربائي عن مستوطنت ...
- ماهي منظومة -إس – 500- التي أعلن وزير الدفاع الروسي عن دخوله ...
- مستشار أمريكي سابق: المساعدة الجديدة من واشنطن ستطيل أمد إرا ...
- حزب الله: -استهدفنا مستوطنة -شوميرا- بعشرات صواريخ ‌‏الكاتيو ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مصطفى الحسناوي - حول بيوغرافيا ديريدا