أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مصطفى الحسناوي - هلْ الحَياة الكريمَة مُمْكِنَة ؟















المزيد.....

هلْ الحَياة الكريمَة مُمْكِنَة ؟


مصطفى الحسناوي

الحوار المتمدن-العدد: 7382 - 2022 / 9 / 25 - 18:21
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تظل الحياة دائما هشة ، مسكونة بالهزات، مطرزة بالفجوات والشروخ .هناك حَيَواتٌ لا حياة واحدة ، والقدرة على الاختيار بين أشكال الحياة المختلفة هي التي تضع الإنسان سلفا في وضع القدرة على العيش. قد تتخذ الحياة أحيانا شكلا محددا وقد لا تتخذه. لذا يلزم التمييز بين الحياة القابلة للعيش وشكل الحياة. الأولى تحضر باعتبارها محددة للثاني، إذ يجب أن تكون الحياة جديرة بأن تعاش أولا لتتخذ ثانيا شكلا محددا. لا يعني عدم اتخاذ الحياة شكلا بأنها بدون شكل أي حياة هلامية ، بل أنها قد تنخرط في سلسلة من عمليات الانزياح والأشكال غير المسبوقة ، بعضها مميز وقابل للتحديد وبعضها الآخر غير قابل لذلك، مثلا قد تلفي الحياة نفسها مضطرة للاضطلاع بسيرورات غير مسبوقة ترتبط بالأمراض المزمنة، والفقر، والبؤس الاجتماعي والإقصاء والتهميش والعزلة، أو غيرها من أشكال الاختلال القصوى التي تجعلها غير قابلة لأن تُعاشَ، أو أنها لم تعد بكل بساطة حياة.
يجب أن نتذكر بأن غاية الدولة هي ضمان تحقق الحرية ، وتبعا لذلك، فإن وظيفة الدولة لا يمكن أن تتمثل في تحويل الكائنات الإنسانية إلى "وحوش" أو إلى "آلات صماء" كما قال سبينوزا (الفصل العشرين من رسالة في اللاهوت والسياسة)، أي إلى "كائنات آلية" محرومة من عالم مشترك، ومن القدرة على بنائه والمساهمة في ذلك. ويضيف قائلا في نفس الكتاب: "عندما أقول بأن أحسن الدول هي التي يعيش الناس فيها حياتهم في وئام، أعني بذلك حياة إنسانية، حياة لا تتحدد أبدا بجريان الدم وباقي الوظائف المشتركة بين كل الحيوانات، ولكن أولا وقبل كل شيء عبر الحياة الحقيقية للروح، للعقل والفضيلة"، والمقصود هنا ذلك النوع من الفضائل المدنية التي لا علاقة لها بالقيم الميتافيزيقية. يحدد سبينوزا دائما تصوره للقيم من داخل مبحث "الإتيقا"، لا من داخل مبحث الأخلاق.
بعض أشكال الحياة غير قابلة للعيش، كما هو الحال في تجربة السجن والعنف والتعذيب والتشرد في الشوارع، والفقر المدقع، حيث تصير الحياة مستحلية تقريبا، أو حين تكون غاية شكل الحياة هي التنقيص من الحياة نفسها، ومعاملتها كما لو أنها نفايات أو تدميرها، أي تلك الشروط القاسية قد تحول الإنسان إلى وحش أو إلى آلة عمياء. الأمر يبدو واضحا مثلا في زمن الحرب حيث تفقد حَيَواتٌ كثيرة شرعية وجودها. سبق لفرانز فانون أن تساءل عن سيرورة التذويت (من الذات) تحت نير الاحتلال الاستعماري، ويمكن التساؤل عن معنى أن نحيا الحياة بالنسبة لمن يتم التعامل مع حياته كما لو أنها نفايات. الأمر ذاته يصدق على الوضع الاعتباري للحرب الاجتماعية اليومية. إذا كانت الحياة التي يفترض عيشها عارية، فيمكن التساؤل عما يعنيه أن نحيا ككائن إنساني، تظل إنسانيته معلقة ومؤجلة باستمرار، كشخص تظل مواطنته معطلة وحياته غامضة وغير قابلة للعيش، مجرد حياة بلا أفق تنتهك حرمتها من طرف الديماغوجية السياسية ، وقرارات التفقير والحرمان وتعميق التفاوتات الطبقية بين الأفراد. في ظل هذه الشروط تصير الحياة مثل مرض مزمن، وهي السمة المرضية التي تقتل القدرة على تخيل حياة مغايرة ، تخيل زمن ما وراء الحاضر أو "شكلا ممكنا للحياة الكريمة".
لا وجود لحياة حقيقية داخل الحياة الزائفة ورغم هذا فإن ذلك لا يجب أن يقودنا إلى اليأس من إمكانية انبجاس أخلاق وجودية، أو إتيقا عملية لعيش حياة طيبة داخل الحياة السيئة. المشكلة التي تُطرح هي كيف يمكن للمرء أن يعيش حياته الخاصة، بحيث يمكن أن تكون حياة جيدة تعاش داخل عالم سقطت فيه الحياة الطيبة بنيويا ومنهجيا كرهينة في يد الكثيرين، سواء كانوا أفراد أو جماعات أو طوائف وأحزاب، كل همهم ينحصر في مراقبة الحياة وقتلها والإجهاز على الحريات والكرامة؟.
قد يذهب البعض إلى اعتبار الحياة الكريمة منحصرة فقط في الرخاء الاقتصادي وفي الاستقرار والأمن، ولكن حتى الذين يعيشون حياة سيئة في ظل أنظمة القهر والاستبداد، يمكن أن يعيشوا الرخاء الاقتصادي والاستقرار والأمن، ويستغلون الآخرين وقوة عملهم لمُراكمة الثروات على حسابهم، مستندين في ذلك إلى نظام اقتصادي يقوي ويكرس الظلم الاجتماعي وانعدام المساواة. من هنا ينبغي الانطلاق للبحث عن قيم معيارية أخرى، غير المعيارين الاقتصادي والأمني. إن البحث عن الحياة الكريمة هو البحث عن السياسة الحقيقية، لا السياسة المزيفة الخاضعة للأنانيات المريضة والمصالح الذاتية الضيقة، إذا ما كان تصور كهذا لسياسة حقيقية ممكنا التوصل إليه اليوم في ظل الأعطاب العامة. لقد علمنا هيجل ذلك حين قال بأن "الأنا"التي تتعرف على نفسها وتعترف بحياتها، تعترف دائما أيضا بحياة الآخر.




أن نحيا ليس هو أن نحافظ على البقاء
حين نتساءل عن شكل الحياة الذي قد يجعلنا نحيا حياة كريمة ، فإننا نصوغ أفكارا حول الحياة نفسها. هناك أشكال عديدة للحياة لا يمكن اعتبارها حَيَوات فعلا، لأنها منذورة للهشاشة ، مشوهة وميتة. من يستطيع الادعاء بأن حياة المشردين وأطفال الشوارع وممتهنات الدعارة والفقراء ومعطوبي الحرب اليومية ليست حَيوات ميتة ومحترقة. إنها حَيوات مرمية على قارعة الطريق مثل النفايات بدون مساندة اجتماعية أو تكافل اجتماعي، تظل مجرد شعار فارغ بلا مضمون يردده محترفو السياسة. إن نقد الحياة الهشة والعديمة القيمة مهمة حيوية من أجل الصراع أي من أجل الحياة، الصراع لكي نحيا داخل مجتمع عادل لا تسيطر عليه الامتيازات التي يستفيد منها الأغنياء والسياسيون، ولا تسوده التفاوتات الطبقية. كيف يمكن للمرء أن يحيا حياته إذا لم يمتلكها ويتحكم فيها، وإذا كانت تفلت منه باستمرار كإناء يرشح، وتتحكم فيها شروط وسياقات برانية قاسية، تضعه كفرد داخل الوضع الاعتباري للعبودية بمختلف تلويناتها، وتحول حياته إلى نوع من الكابوس أو الجحيم. حين نحيا حياة مشوهة معطوبة، فكأننا نسكن ألما وجوديا يوميا. هكذا تتعرض الحياة للعنف وأشكاله اليومية، حياة الضحايا المدنيين في مناطق الحرب، أو تحت نير الاحتلال أو الاستبداد، أو داخل شروط الفقر المدقع، حيث يتعرض الضحايا للعنف المادي والرمزي بدون أدنى حماية، للحفاظ على أمنهم أو للهروب حتى. نفس الشيء يمكن قوله عن اللاجئ الذي يعبرُ حدود الدول في ظروف قاسية، الشيء نفسه يُقال عن العمال والعاملات الذين يشتغلون في ظروف بالغة البؤس والهشاشة. هناك فئات وشرائح اجتماعية وجماعات كثيرة العدد من الساكنة الآن، في ظل الليبرالية المتوحشة ، قد فقدت نهائيا الإحساس بالمستقبل والثقة فيه، أو بالانتماء السياسي على المدى البعيد، لأنها تعيش حياة مشوهة تتلاعب بها الليبرالية المتوحشة.
لكن الأمل الإنساني العميق الذي يلوح في الأفق هو أن كائنات إنسانية أخرى توجد أيضا في وضعية خطر. داخل شروط الخطر القصوى لا يغيب الوازع الأخلاقي ولا ينمحي أبدا، لكن هناك في الجانب الأخر أولئك الذين لا يمدون يد المساعدة للآخر المهدد في حياته. تؤكد حنا أرندت في كتابها "حياة العقل/1981" على الفرق الضروري بين الرغبة في العيش، والرغبة في العيش بطريقة أحسن أو بالأحرى عيش حياة كريمة. ترى حنا أرندت أن الحفاظ على البقاء لا يمكن ولا يجب أن يكون هدفا في حد ذاته، إذ وحدها الحياة الكريمة جديرة بأن تعاش. تقدمُ أرندت لهذا التناقض المحرج حلا قد لا يفسر أي شيء وذلك حين تقول بضرورة فصل حياة الجسد جوهريا عن حياة العقل، وهذا هو السبب الكامن وراء الفصل بينهما في كتابها "الوضع البشري" بين الدائرة العامة والدائرة الخاصة، حين ترى أن هذه الأخيرة مساندة للأولى التي يميزها الفعل. هناك في نظر حنا أرندت ممر واضح يؤدي من الخاص إلى العام، عبر الكلام الذي يتحول إلى فعل ناظم للفضاء الذي يسود فيه النقاش السياسي .لا يمكن أن نصارع من أجل حياة كريمة، حياة قابلة للعيش دون الاستجابة للحاجات التي تضمن للجسد الاستمرار، وتسمح للفكر بالتبلور بشكل فعال. هذان شيئان تحتاج لهما الأجساد لا للحفاظ على البقاء فقط بل للتمتع بحياة كريمة. لا تنحصر سياسة الأجساد فقط في الجانب الاقتصادي/الاجتماعي بل هناك أيضا الجانب الوجودي/ الثقافي.
إن الطريقة التي يتجمع حسبها الناس في الشارع، ينشدون ويرددون الشعارات أو يصمتون أحيانا جزء من هذا الجانب الوجودي/الثقافي لسياسة الأجساد، والذي يجعل من الخطاب فعلا جسديا من ضمن أفعال أخرى. تنجز الأجساد أفعالا حين تتكلم، لكن الكلام ليس الطريقة الوحيدة للفعل سياسيا. حين تحتج الأجساد وتقوم بأفعال ذات طابع سياسي ضد الهشاشة الاجتماعية أو الفقر والبطالة وغيرها، فإنها تطرح هذه المواضيع باعتبارها الموضوع الرئيس.لا يمكن الاكتفاء بالحفاظ على البقاء، لأن ذلك سيختزل الحياة في دائرة الحاجات البيولوجية المحضة، أو يحول الناس إلى وحوش أو مجرد آلات. مؤكد أن الحفاظ على البقاء هو شرط قبلي سابق على كل المطالب التي يتم التعبير عنها من طرف الناس. نحافظ على البقاء مؤقتا، في أفق أن نحيا حياة كريمة وفعلية، لأن الحياة يجب أن تكون أرقى من مجرد الحفاظ على البقاء. أحيانا وفي ظل شروط قصوى من الهشاشة الاجتماعية والسياسة (الفقر، القمع السياسي، انعدام الحريات الفردية...إلخ) وفقدان كل تضامن اجتماعي يصير الحفاظ على البقاء نفسه مستحيلا. إن الالتزام الوحيد والأساس الذي يُطرح في الأفق يجب أن يكون هو ضرورة حياة قابلة للعيش وجديرة به، أي حياة إنسانية.
في سياسة الحياة.
بعض الأطر الاجتماعية المهيمنة تعمل على إخضاع الحياة، تطمس تعدديتها وتقتل حيويتها. إنها ليست أطرا علائقية فقط ولكنها "أطر خطابية" أيضا وأنسجة سردية وأنماط قانونية، يلفي الفرد نفسه متورطا فيها، بحكم الشروط الاجتماعية التي يعيش داخلها، والتي تفرض نفسها عليه بطرق إكراهية (وسائل وشبكات التواصل المرئية والمسموعة، سرد وتعليقات، ممارسات وحركات اجتماعية مندمجة، استدعاءات اجتماعية وأنماط تذويت ليست بالضرورة منسجمة في ما بينها ولا متناسقة). إن ما يكون مسموحا به للأفراد لكي يعيشوا حياتهم داخل الفضاء العام تحدده مواضعات وأشكال للرقابة الاجتماعية معلنة أو مسكوت عنها. كيفما كانت الأشكال السائدة للفضاء العام، فإنها تتحدد انطلاقا من التمثلات التي تصاغ عنها في وسائل وشبكات التواصل، وهي التي تقبلها أو ترفضها، داخل حدودها المشروعة. لو رسمنا خريطة ذلك لوقفنا عند الطريقة التي من خلالها يتشكل هذا الفضاء العام المتعدد، عبر إقصاء كل المحتويات الاختلافية الحارقة أو "المثيرة للجدل"، أو التي تعتبر لا شرعية. يقودنا هذا بالضرورة إلى إعادة التفكير في آليات الإقصاء التي يتشكل عبرها الفضاء العام، التفكير في الكيفية التي تعمل من خلالها الدولة وبعض الطبقات والشرائح الاجتماعية، وقنوات التواصل الخاصة أو العامة لتحديد إنتاج ما هو قابل للرؤية والسماع والمعرفة وما هو ممنوع. كل ما يحدث للأفراد داخل الفضاء الاجتماعي هو نوع من الخضوع للهيمنة، سواء للسلطة التي تأتي من أعلى، أو تلك تأتي من الأسفل، وكل هيمنة وخضوع هما إعادة تأويل تنجزه القوى المهيمنة سياسيا، اقتصاديا وثقافيا، انطلاقا من نوايا جديدة أو تزعم أنها كذلك.
لا تصير الحياة موضوعا للهيمنة والخضوع اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا، بل موضوعا أيضا للتأويل وإعادة إنتاجه. لا يمكن أن نزعم التخلي بطريقة اعتباطية ومجانية عن بعض تشكيلات السلطة والتأويل، لأنه حتى تلك التي نتخلى عنها ونتجاهلها تستمر في ملاحقتنا بطريقة ما. إذا ما أردنا معارضة تشكيلة ما للسلطة، فيجب أن نلج اصطلاحاتها ونستوعب لغتها ونفرض عليها بأن تنتج معاني أخرى مغايرة لما ظل دائما متوقعا من منها، وما لم يشكل أبدا جزءا من البنية الأصلية لتشكيلة السلطة هذه .
إن السؤال المتعلق بعيش حياة كريمة لا ينفصل عن السؤال الحقيقي المتعلق بالمعنى أو المعاني التي نمنحها للحياة، وربما بالأحرى معرفة كيف نضمن استمرارية القوة المتمردة لهذه المعاني، وكيف نبلور نظريا هذا البعد الدلالي/التأويلي للصراع الاجتماعي والسياسي، وكيف تتمفصل هذه المعاني مع تجسيدات وأنماط مغايرة للصراع؟ إن الصراع من أجل التأويل صراع سياسي بامتياز، خصوصا وأن للغة سلطتها. إن مسألة الحياة كمفهوم وكتجربة وجودية تُطرح كمسألة سياسية، والبحث عن الحياة الجيدة والحقيقية يضاهي البحث عن السياسة الحقيقية، لا السياسة الزائفة. تعمل السلطة دائما على تدبير الحياة من حيث هي سياسة حيوية، تنظمها وتضعها مباشرة في محك العري والهشاشة والإقصاء عبر تدبير للساكنة بوسائل حكومية محددة، وتقييم معياري زائف للحياة، انطلاقا من التفاوتات الاجتماعية العميقة. بمجرد ما أتساءل عن الطريقة التي سأحيى بها حياتي، انخرط سلفا في نوع من التفاوض حول شكل السلطة الذي يليق بنا وبحياتنا، إذ لا يمكن لسلطة استبدادية قمعية أن تهيئ الشروط لحياة كريمة. حتى الأسئلة القيمية التي قد تبدو مغرقة في الفردانية، تُطرح كأسئلة سياسية أساسا. إن الحَيوات الفقيرة والهشة والمشوهة الميتة سلفا هي نتيجة لاختيارات سياسية واقتصادية واجتماعية يختارها ويطبقها الحكام.
بدون مجتمع تسوده العدالة الاجتماعية والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان، ومن بينها الحق في الاختلاف والتعبير عنه، وبدون مجتمع يضمن لأفراده الحد المقبول لعيش حياة كريمة، لا يمكن أن توجد حياة. هناك فرق بين حياة الزومبي (أي الجثة المتحركة أو الميت الحي) وحياة المواطنين الأحياء فعلا. إن مستقبل حياة الفرد متعلق بهذا الدعم وبشروط تحققه الملائمة، وإذا لم يكن الفرد مدعوما معنويا وماديا فستعتبر حياته فقيرة هشة، غير جديرة بأن تتم حمايتها من كوارث العيش وأعطاب الوجود، من الفقدان والضياع والتشرد، وبالتالي لن تكون حياة جديرة بان يذرف عليها أحد ما الدموع حين تطال الموت صاحبها. تتمثل شروط دعم الحياة الجيدة الحرة والكريمة، في الدعم الاجتماعي والاقتصادي وفي الحرية السياسية، في توفير السكن اللائق، والصحة العمومية، وفرص الشغل والتعليم العقلاني الديمقراطي الذي لا يتحول إلى مأساة ظلامية، وتتمثل تلك الشروط أيضا في أشكال الاعتراف الجماعي وفي القدرة على المشاركة الفعالة في الحياة السياسية المفتوحة، بعيدا عن الحياة السياسية الشبيهة بعالم المافيا. إن الصراع من أجل حياة كريمة وحرة، هو الصراع من أجل العيش داخل مجتمع عادل تسوده المساواة الفعلية، مجتمع يكون فيه كل الأفراد سواسية أمام القانون وتسوده روح المواطنة الإيجابية والفعالة، والذي يُمكن أن يُمارس بداخله النقد، وإعلان الاختلاف بشكل حي وفعال وعقلاني .



#مصطفى_الحسناوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سبينوزا: في أن الإنسان الحر هو الإنسان العقلاني
- كارل شميث أو تصورٌ للسياسة قائم على الصراع
- مع ماركس
- الشعب يريد...


المزيد.....




- بالأسماء.. 48 دول توقع على بيان إدانة هجوم إيران على إسرائيل ...
- عم بايدن وأكلة لحوم البشر.. تصريح للرئيس الأمريكي يثير تفاعل ...
- افتتاح مخبأ موسوليني من زمن الحرب الثانية أمام الجمهور في رو ...
- حاولت الاحتيال على بنك.. برازيلية تصطحب عمها المتوفى إلى مصر ...
- قمة الاتحاد الأوروبي: قادة التكتل يتوعدون طهران بمزيد من الع ...
- الحرب في غزة| قصف مستمر على القطاع وانسحاب من النصيرات وتصعي ...
- قبل أيام فقط كانت الأجواء صيفية... والآن عادت الثلوج لتغطي أ ...
- النزاع بين إيران وإسرائيل - من الذي يمكنه أن يؤثر على موقف ط ...
- وزير الخارجية الإسرائيلي يشيد بقرار الاتحاد الأوروبي فرض عقو ...
- فيضانات روسيا تغمر المزيد من الأراضي والمنازل (فيديو)


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مصطفى الحسناوي - هلْ الحَياة الكريمَة مُمْكِنَة ؟