أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منذر ابو حلتم - بعد السبات .. قصة قصيرة














المزيد.....

بعد السبات .. قصة قصيرة


منذر ابو حلتم
قاص وشاعر ، عضو رابطة الكتاب الاردنيين

()


الحوار المتمدن-العدد: 7397 - 2022 / 10 / 10 - 11:02
المحور: الادب والفن
    


فتح عينيه بصعوبه .. صفير حاد يملأ اذنيه .. أغمض عينيه وفتحهما عدة مرات . ترى كم الساعة ؟ .. حاول رفع يده .. لكن يده ثقيلة .. ثقيلة جداً ، وألم حاد غريب يمزق عضلات يده .. ومفاصله جميعها ..
بعد جهد كبير نظر إلى ساعته .. كانت الساعة واقفة .. ومغطاة بالتراب .. ذهنه مشوش .. وأخيلة وصور غريبة وغير مترابطة ترتسم على جدران مخيلته .. وبين النوم واليقظه نظر إلى سقف الغرفة .. حاول التشبث بالواقع .. ولكن ، لماذا يشعر بكل هذا الألم والتعب والإرهاق ..؟ وكأنه تعرض لضرب قاس مبرح ..
هو لم يشرب شيئاً ليلة أمس .. بعد العشاء دخن سيجارتين وشرب فنجان قهوة .. وبعد أن قرأ الصحيفة استلقى على سريره ونام ..
انتبه للمرة الأولى إلى السقف .. يا إلهي ..كانت زوايا السقف مغطاة بنسيج العنكبوت ..وبكثافة غريبة .. من أين جاءت كل هذه العناكب .. ومتى استطاعت أن تبني كل هذه المستعمرات العنكبوتية .. ؟
حاول الجلوس في السرير .. شعر بالدوار .. الجدران تدور حوله بسرعة مخيفة .. أغمض عينيه و استجمع قواه.. وجلس في السرير ..
هل هو مريض إلى هذه الدرجة ؟! فتح عينيه .. الجدران تخفف من سرعة دورانها .. جال بعينيه في أنحاء الغرفة الصغيرة .. ماهذا ؟ .. الغبار يغطي كل شيء .. الطاولة .. المكتبة .. خزانة الملابس الصغيرة .. الأرض والجدران ..ومستعمرات النسيج العنكبوتية في كل مكان .. اللعنة ..! من أين جاء كل هذا الغبار ..؟ هل هي عاصفة رملية .. ؟ لكن النافذة مقفلة ..نظر إلى زوايا السرير الحديدية بدهشة .. كانت مغطاة بالصدأ .. لمح فجأة رأساً مخيفاً يطل عليه من المرآة المثبتة على باب الخزانة .. رأس مغطى بشعر أبيض أشعث وكثيف .. وعينان مذهولتان تطلان من وجه تغطيه لحية بيضاء تطاير شعرها الكثيف في كل الاتجاهات .. شعر بالرعب .. من هذا ؟..
استجمع كل قواه وحاول النهوض .. لكنه سقط على الأرض بجانب السرير .. زحف بصعوبة .. إلى أن وصل إلى الخزانة .. نظر إلى وجهه في المرآة .. وجه نحيف مخيف ينظر إليه بذهول من خلال الشعر الأبيض الكثيف .. انتبه إلى يديه المعروقتين .. وأظافره الطويلة المقوسة .. ماذا يجري ؟ .. تذكر قصة أهل الكهف .. ابتسم بذهول .. ثم صرخ بصوت متحشرج مبحوح :
– اللعنة .. ماذا يجري ؟
هل نام مثل أهل الكهف ؟.. نظر إلى صحيفة الأمس على الطاولة .. كانت بنية اللون .. متآكلة الأطراف ومغطاة بالتراب والعفن ..
زحف إلى جهاز الراديو المغطى بالتراب .. أدار مفتاحه ولكن لم يصدر عنه أي صوت ..زحف إلى النافذة .. فتحها بصعوبة .. لكنه لم يرَ شيئاً .. ضباب أبيض كثيف يغطي كل شيء .. وأصوات غريبة مبهمة تصل إليه مصحوبة بذلك الصفير الحاد ..
ماذا يجري .. وفي أي زمان أنا ؟ نظر إلى قميصه المهترئ وهو يتمزق مع كل حركة بسيطة يقوم بها .. نظر إلى باب الغرفة .. يجب أن يخرج من قبر الجنون هذا ..زحف إلى الباب ..جاهد طويلاً حتى تمكن من زحزحة الباب القديم المتهالك ..ثم زحف إلى الخارج ..
زحف على يديه وقدميه .. الضباب يحيط به من كل الجهات ..
صرخ :- ماذا يجري .؟ .. أين أنا ؟
اصطدم بشخص آخر يزحف مثله ويتساءل برعب :- ماذا يجري .. قل لي ماذا يجري ؟
شخص آخر .. وآخر .. وآخر .. الجميع يزحفون بصعوبة ويتساءلون :- ماذا يجري ..
زحف مع الزاحفين في الضباب .. وأصواتهم المبحوحة ترتفع من كل مكان :
– أين نحن ..؟
– ماذا حدث ..؟
– ماذا يجري ؟



#منذر_ابو_حلتم (هاشتاغ)       #          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وجهي والمدينة ..
- امن .. وقصص اخرى
- قطارات ...
- الكلب والتماثيل ..
- ثلاثة اصداء لصوت واحد ...
- لا تسمحوا لهم باحتلال ارواحنا ..!
- تقدم .. تراجع .. ايها الرقم المدجن !
- الشباب ووهم الحضارة الغربية
- الموتى لا يحلمون ... وقصص اخرى
- دراسة نقدية بقلم الدكتور  عماد علي الخطيب  - المطر في الشعر ...
- انشودة المدن الخاوية ..
- ذات سفر ..
- الشتاء دافئ هناك !
- القطيع والثورة .. وقصص اخرى
- سرب ايائل مذعورة يفر من قلبي !
- ما بين روسيا القومية .. وروسيا الشيوعية
- مرثية لمساء جديد ..
- وكمم عقلك !
- ايها الرقم المدجن ...
- اولغا وفاطمة .. والجنود


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منذر ابو حلتم - بعد السبات .. قصة قصيرة