منذر ابو حلتم
قاص وشاعر ، عضو رابطة الكتاب الاردنيين
()
الحوار المتمدن-العدد: 7393 - 2022 / 10 / 6 - 09:24
المحور:
الادب والفن
منذرة بالمطر
مرتعشة تدق اصابع الريح زجاج النوافذ العتيقة .. يتثاءب المساء .. وعلى مهل يلقي الليل عباءته على خدر الغروب . .
كطفلة مشاغبة تداعب الاغصان اليابسة زجاج نافذة لا تصد الريح …
مساء اخر تقول صورة معلقة على الجدار ..
وشيئا فشيئا يتسلق مربع الضوء الباهت شقوق الحائط .. ليختفي في تعرجات السقف العتيق ..
مساء شتائي آخر تهمس صورة معلقة على الجدار ..
وفي الافق تصهل خيول الغيم منذرة بالمطر ….
قطارات
في طفولتي .. كان بيتنا قريبا من سكة القطار … ولهذا فقد كنت اراه واسمع صوته يوميا .. بكل حجمه الهائل ولونه الاسود ودخانه الكثيف .. واقترن في ذاكرتي الطفولية بالقوة والمهابه … كنت احبه واخافه في ذات الوقت .. واعتبره رمزا للقوة والحريه واحلم دوما بركوبه لاكتشاف عوالم ما بعد الافق البعيد .. كيف لا .. وهو يسافر دوما قادما من البعيد وذاهبا الى البعيد المجهول !
وكبرت .. وعرفت ان القطار رغم جبروته وحريته الوهمية الظاهره وترحاله الدائم .. هو في الحقيقة اسير مقيد بسكة حديدية وضع خطوطها اناس هو لا يعلم عنهم شيئا .. وانه لا يستطيع تغيير مساره عنها ابدا وان حاول فسيكون الدمار مصيره الحتمي الوحيد ..
عندنا كبرت .. كم صرت احزن عليها هذه القطارات .. !!
#منذر_ابو_حلتم (هاشتاغ)
#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟