أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق إطيمش - المعدن الطائفي















المزيد.....

المعدن الطائفي


صادق إطيمش

الحوار المتمدن-العدد: 7393 - 2022 / 10 / 6 - 17:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبدو ان الأصالة الطائفية تسير في دماء البعض بشكل لا تؤثر على قوة جريانه في شرايينهم كل الإدعاءات بالعلمانية والإنفتاح نحو الحضارة والدولة المدنية التي لا تصوم ولا تصلي، لذلك فإنها لا يمكن ان تكون دينية او تلتزم بدين معين، وغير ذلك الكثير من الإيضاحات التي قدمها السيد اياد جمال الدين فاضحاً فيها توجهات احزاب الإسلام السياسي وخاصة الشيعية منها التي طالبها بفسح المجال له او لغيره حتى بافتتاح محلات السمسرة الجنسية التي تحتكرها هي الاخرى لنفسها ايضاً ولا تفرط بها لأي شخص آخر حتى وإن كان من مذهبها نفسه *
هذه المواقف التي كررها السيد اياد جمال الدين وعزى الكثير منها الى مواقف دولة ولاية الفقيه الإسلامية الشيعية التي دعمت هذه الاحزاب سابقاً اثناء مواقفها المعارِضة لدكتاتورية البعث، وتدعمها اليوم بعد ان اتى بها الإحتلال الأمريكي للعراق ليضعها على قمة السلطة السياسية فيه، حيث اعتبرالسيد اياد ان سياسة هذه الاحزاب تسير نحو الخنوع التام للمصالح الإيرانية التي وسمها في كثير من مواقفه وتصريحاته بانها مصالح فارسية بحتة تسعى نحو السيطرة والتوسع والإنتشار على حساب دول الجوار التي خلقت فيها الفتن والإضطرابات تحقيقاً للمصالح الذاتية ليس إلا.
بعد هذا كله وبعد هذه التصريحات النارية الناقمة على ايران والأحزاب الشيعية الحاكمة التي تسير في فلكها في العراق، يخرج علينا السيد اياد العلماني الديمقراطي المدني ليتراجع ويعلن ندمه على ما صدر منه من مواقف معادية للدولة الإسلامية الشيعية في ايران، واعلانه بكل صراحة وقوفه الى جانب هذه الدولة التي كانت في يوم ما طائفية توسعية دكتاتورية في نظره .
فما سبب هذا التحول المفاجئ يا ترى؟ وهل للإنتفاضة الجماهيرية الآن في ايران علاقة بذلك؟
الجواب على هذه الاسئلة ينطق بها الفيديو الأخير للسيد اياد جمال الدين من خلال المقابلة التي اجراها معه السيد عماد مقدِم برنامج سحور سياسي.
لقد تحدث السيد اياد عن الإنتفاضة الجماهيرية التي تعم مناطق كثيرة من ايران اليوم،واصفاً اياها بانها تدعو بشعاراتها الى تنصيب عاهرة ( معذرة للفظ الذي جاء به السيد على لسنه حرفياً) على البلد، وقد قصد بذلك زوجة الشاه السابق وولده، وان اسرائيل وامريكا تؤيدان ذلك، في الوقت الذي لا تؤيدان فيه حركة مجاهدي خلق وهي اكبر واقوى منظمة معارِضة لدولة ولاية الفقيه. واستنتج سماحته اسباب ذلك مشيراً الى ان اسرائيل وامريكا تخططان لمحو التشيع وبالتالي الإسلام الذي يشكل عامل خوف لهما.
ولم يتوان السيد اياد عن شرح ذلك تفصيلاً حينما قال بان امريكا واسرائيل تريان في منظمة مجاهدي خلق التزاماً دينياً اسلامياً وذلك من خلال لبس الحجاب من قبل النساء المنضويات تحت هذا التنظيم، ولذلك فإن دعمهما يعني دعماً للدين وهذا ما لا تريده اسرائيل ولا امريكا، لذلك ينصب دعمهما للإنتفاضة القائمة الان في ايران كمساهمة في القضاء على الإسلام وعلى التشيع .
وهنا لابد لنا من مناقشة السيد اياد على ما تفضل به انطلاقاً من ارتداده عن كثير من مواقفه التي كان يتبجح بها كسيد معمم في مواجهة معارِضة لكثير من المعممين الآخرين من مذهبه او غير مذهبه.
اولاً: ان اعتبار السيد اياد منظمة تلتزم بالدين الإسلامي وثوابته لا ينطبق والواقع الذي تشكلت فيه هذه المنظمة ولا بسياستها في عملها المعارض للنظام في ايران. ان اختيار مفردة الجهاد الدينية له مغزى سياسي اكثر مما هو ديني، ولا يشير الى الإلتزام الديني الحرفي بتعاليم الإسلام. اما مسالة الحجاب للمقاتلات فلا يتعدى كونه لباساً رسمياً للنساء مقابل اللباس الرسمي للرجال في نفس المنظمة. والدليل على ذلك يتجلى في الحياة والعلاقات العامة لأفراد المنظمة ، حيث لا يشكل الحجاب التزاماً شرعياً لهم.
ثانياً: يا سيدي الفاضل، هذه المنظمة التي تدافع عنها ، منظمة مجاهدي خلق ، سبق وان نالت الدعم الأمريكي من خلال دعمها لدكتاتورية البعث، وخاصة في الوقوف الى جانب جلاوزة النظام البعثفاشي في قمع انتفاضة الشعب العراقي في آذار عام 1991، حيث شكل اتباعها فصائل مسلحة تلاحق المنتفضين، اضافة الى قيامها باعمال تجسسية ضد العراقيين الذين يعيش افراد هذه المنظمة الإرهابية بينهم.ولقد كان لقوى المعارضة العراقية في اوربا مواجهات ميدانية مع افراد هذه المنظمة الذين كانوا يسخرون طاقاتهم للدعاية للدكتاتور المجرم رأس النظام البعثفاشي المقيت في العراق.
ثالثاً:انت الذي وصفت يا سيد اياد بان خمسين دولة اسلامية ( طايح حظها ) ، ثم جاء الشيعة، وبدعم من ايران، ليحكموا او يؤثروا على الحكم في العراق ولبنان واليمن والبحرين وسوريا فازداد طيحان الحظ اكثر واكثر حيثما حلت المليشيات الإيرانية الشيعية المحلية او المستوردة من ايران نفسها. الإسلاميون اينما تتوفر لهم فرصة الحكم المباشر او غير المباشر يعيثون في الارض فساداً ما بعده فساد ويعيدون اهل البلاد عشرات السنين الى الوراء ويشيعون التخلف والجهل والبطالة والفقر وكل ما يسيئ الى الإنسان. فهل تريد اسرائيل او امريكا اكثر من ذلك؟ ما هو السبب الذي يجعل امريكا واسرائيل يخافان من الإسلام، والمسلمين انفسهم يوفرون لهما في بلدانهم كل ما لذ وطاب من اسباب السيطرة والهيمنة ولاستمرار باحتلال الأراضي واستغلال موارد البلدان المادية والبشرية.
ليس من المعيب ان يراجع الإنسان مواقفه بين حين وآخر، وقد يلزم الأمر والوقائع الجديدة التي تحيط به نوعاً من التصحيح في هذا الموقف او ذاك، إلا ان هذا التصحيح لا ينبغي له ان يقفز على المبدأ الثابت الذي تبناه الفرد قناعة والذي يتسم بكل القيم الإخلاقية والإنسانية. اما ان يجري الإنقلاب على المبدأ بجرة قلم والسير بالإتجاه المغاير المعادي الذي لا ينم الى الإنسانية بصلة، فذلك امر يدعو الى العجب حقاً، اللهم إلا اذا اعتبرنا ان تبني الطائفية، بعد رفضها ومحاربتها نوعاً من الترف الفكري الذي يمارسه البعض سداً لبعض الثغرات.
الدكتور صادق إطيمش
• راجع مقابلة السيد اياد جمال الدين في برنامج " سحور سياسي ". هذا الفيديو والفيديو الآخر المذكور اعلاه لم استطع نقلهما هنا لأسباب فنية، ارجو من تتوفر لديه الإمكانية لعمل ذلك ان يربطهما بهذا المقال ، مع جزيل الشكر



#صادق_إطيمش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أُممية كارل ماركس
- المراجِع الدينية بين الجباية والهداية
- أفتونا مأجورين ...
- غباء السياسيين
- جذور الأيزيدية تحت عدسة صباح كُنجي
- أوار الذاكرة ..... قبسات من جمر النضال الوطني
- ستقراء ونقد الفكر الشيعي للباحث الدكتور فالح مهدي
- حُكمُ الإسلاميين نقمة ام نعمة ؟
- تنبهوا واستفيقوا .....
- المؤتمر الحادي عشر للحزب الشيوعي العراقي
- مع الزحلاوي ومزة الباجلة بالدهن
- حينما تتهاوى الشموس وتزداد الحياة ظلاماً
- ديمقراطية للگِشر
- وهل تُصلح الأيام ما افسد البعثُ ؟ الشرقية مثالاً
- وا حرَّ قلباه .....
- خطابنا التنويري وخطابهم الظلامي
- جمهور وجمهور
- الإنتخابات بين ارهابين
- فقهاء السياسة الدولية في مدينة الثورة
- ماجد الخطيب يجسد الصراع بين الخير والشر، بين العلم والجهل، ف ...


المزيد.....




- أضرار البنية التحتية وأزمة الغذاء.. أرقام صادمة من غزة
- بلينكن يكشف نسبة صادمة حول معاناة سكان غزة من انعدام الأمن ا ...
- الخارجية الفلسطينية: إسرائيل بدأت تدمير رفح ولم تنتظر إذنا م ...
- تقرير: الجيش الإسرائيلي يشكل فريقا خاصا لتحديد مواقع الأنفاق ...
- باشينيان يحذر من حرب قد تبدأ في غضون أسبوع
- ماسك يسخر من بوينغ!
- تعليقات من مصر على فوز بوتين
- 5 أشخاص و5 مفاتيح .. أين اختفى كنز أفغانستان الأسطوري؟
- أمام حشد في أوروبا.. سيدة أوكرانية تفسر لماذا كان بوتين على ...
- صناع مسلسل مصري يعتذرون بعد اتهامهم بالسخرية من آلام الفلسطي ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق إطيمش - المعدن الطائفي