أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق إطيمش - غباء السياسيين















المزيد.....

غباء السياسيين


صادق إطيمش

الحوار المتمدن-العدد: 7308 - 2022 / 7 / 13 - 19:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا اتحدث هنا عن ساستنا في العراق بشكل خاص ، فهم ليسوا اغبياء بقدر ما هم لصوص باحتراف وقدرة عالية في التفنن باللصوصية ، حتى انهم ابتكروا طرقاً ووساءل لا تخطر على البال حينما افتوا مثلاً ، وهم اهل دين وورع كما يعلم اهل العراق !!! ، بان اموال الدولة وكل ما يعود لها من عقارات وموارد ارضية ، كالنفط مثلاً ، تعتبر شرـ عاً مجهولة المالك ، لذلك يحق للرعية المؤمنة المتدينة الورعة فقط ، وهم هذه الرعية ، الإستحواذ عليها ، وليس كائن من كان من غير اهل الدين واحزابهم .
لا لم اقصد ساسة العراق اليوم ، الذين برعوا بابتكار طرق اللصوصية ، كما برع نظام البعثفاشية المقيتة بابتكار طرق الجريمة والتعذيب الوحشي وكل وساءل التغييب لمعارضيه ، بل اعني بمفردة الغباء هذه جملة سياسيي الإتحاد الأوربي الذين يوجهون سياسة هذا الإتحاد وبالتالي مردودها على شعوبهم .
لم يدر بخلدي يوماًما ان ان يوجه السياسة الاوربية وما يرافقها من تطور اقتصادي وموقع سياسي عالمي ، ساسة اغبياء كساسة اليوم .
الغباء الذي تبلورت عنه سياسة الإتحاد الاوربي بارتماءها باحضان السياسة الامريكية وتنفيذها لمخططات لم تجن من وراءها غير تحطيم اقتصادها وانحسار تاثيرها على السياسة العالمية لا يمكن تفسيره إلا بلوثة غباء تجتاح عقول الساسة الأوربيين وتعمي بصائرهم عن النتائج الوخيمة التي تنتظر شعوبهم جراء انجرارهم وراء تنفيذ مخططات امريكية هدفها انقاذ الإقتصاد الامريكي الذي بدأ يعاني تبعات انحسار تصدير الاسلحة ومن انهيار سمعة سياسة الولايات المتحدة الأمريكية على النطاق العالمي وما تكنه الشعوب ، حتى شعوب بعض حلفاءها ، لهذه السياسة من بغض ورفض ، اضافة الى الدور المتعدد الاوجه الذي تبديه امريكا تجاه المشاكل العالمية الملحة التي لها تأثير على تاجيجها وإشعال الحروب هنا وهناك بسببها . على العكس من ذلك بدأ الإتحاد الأوربي ، خاصة بعد توحيد العملة ، على ان يبرز الى العالم كقوة اقتصادية فعالة عالمياً الى جانب القوى الأخرى ، ودور سياسي متميز ومؤثر على الساحة السياسية الدولية . لقد ادركت اوربا بعض الحقائق التي ساهمت في خلق هذا الإتحاد منها :
1. ان اوربا لم تعد بحاجة الى القوة العسكرية التي كانت الدول ترصد المبالغ الطائلة لها . فالحروب التقليدية القديمة بين دول اوربا الكبرى لم تعد ممكنة في الوقت الحاضر وسوف لن تكون ممكنة في المستقبل بين دول هذا الإتحاد . وقد تجلى ذلك واضحاً حينما راجعت الدول الأوربية وضع جيوشها بعد انطلاق الحرب في اوكرانيا فوجدتها في حالة بائسة وتعاني من النواقص في شتى المجالات مما اضطر بعضها ، كالمانيا مثلاً ، الى تخصيص مبالغ اضافية طائلة لإعادة تسليحها وإكمال ما تعاني منه من نواقص مادية وبشرية . بينما جرى الإهتمام طيلة السنين الماضية بتوظيف الأموال الى التطور الإقتصادي والجانب الخدمي.
2. ومما ساعد على ذلك ايضاً يتجلى في ان دول الإتحاد الأوربي لم تعش منذ اكثر من سبعين عاماً حروباً على نطاق واسع اجبرتها على ان تسخر مواردها المادية والبشرية لها . لذلك كان التوجه نحو ترسيخ سياسة السلام فيما بينها هو الذي جعلها ذات ثقل دولي يمكنه ان يلعب دوراً مؤثراً على الساحة السياسية العالمية، كما شكل ذلك عاملاً من عوامل الثقة العالمية باقتصادها وسياستها ايضاً .
وهذا هو الدور الذي كان يجب ان تقوم به اوربا تجاه النزاع القائم بين روسيا وامريكا والوقوف بوجه السياسة الامريكية الرامية الى جعل اوربا ساحة حربها مع روسيا .
في العام 1964 حينما ارادت كوبا وضع صواريخ روسية على اراضيها نشأت آنذاك ازمة ما يسمى ازمة الصواريخ في كوبا والتي هددت فيها الولايات المتحدة الأمريكية العالم بقيام حرب عالمية اذا ما تم نصب هذه الصواريخ على ارض كوبا . لقد عللت السياسة الامريكية تهديدها هذا آنذاك بانها لن تسمح بوجود قواعد عسكرية روسية على القرب من حدودها بالنظر لما يمكن ان يشكل ذلك من تهديد لأمن امريكا .
ألم يفكر ساسة الإتحاد الأوربي بهذا الامر حينما رضخوا للسياسة الامريكية التي ارادت وضع قواعد عسكرية لحلف الناتو العدو الأول لروسيا على الأراضي الاوكرانية وبالضبط على الحدود الشرقية الملاصقة لروسيا ؟ المسافة بين اقرب حدود بين كوبا وامريكا تصل الى 200 كم تقريباً ، ومع ذلك اعتبرت امريكا وجود الصواريخ على ارض كوبا يشكل تهديداً على امنها القومي . فكيف تنتظر امريكا ومعها ذيلها الإتحاد الأوربي ان توافق روسيا على نصب قواعد عسكرية لحلف الناتو ، كألد اعداء روسيا، على حدودها مباشرة دون ان يبدو منها اي رد فعل على هذا التهديد ؟ هل هو الكيل بمكيالين مرة اخرى وعلى نمط الكيل فيما يتعلق بحقوق الإنسان ؟؟؟
لقد سعت السياسة الامريكية ، وبكل خبث ، الى ان تحد من تطور وتنامي الإتحاد الاوربي كقوة اقتصادية وسياسية لها اثرها الفعال على السوق العالمي وعلى السياسة الدولية لقد ظلت السياسة الامريكية تعاني من منافسة روسيا والصين واليابان واستيلاء اقتصاد هذه الدول على الاسواق العالمية سواءً على نطاق الإنتاج السلعي او فيما يتعلق بمصادر الطاقة والمواد الغذائية .لذلك شكل الإتحاد الاوربي مصدر خطر آخر . إلا ان هذا الخطر يمكنها الحد من تطوره ، بالعكس مما هو عليه الحال مع الصين وروسيا واليابان، فعمدت الى اللعب بورقة الناتو، هذا الحلف الذي لم يعد هناك مبرر لوجوده بعد انهيار حلف وارشو الذي كان يشكل جبهة العدو بالنسبة للسياسة الغربية على العموم في وقت ما ولى وانتهى . الم يتبادر الى اذهان الساسة الأوربيين سؤالأً ولو بسيطاً عن مدى حاجة اوربا الى حلف عسكري على اراضيها وبهذه الكثافة التي تخطط لها الولايات المتحدة الأمريكية ؟ وحتى لو فرضنا ان دول الإتحاد الأوربي مقتنعة بوجودها ضمن حلف الناتو ، الم يسأل الساسة الأوربيون انفسهم عن سر وفائدة ومغزى ان تكون قواعد حلف الناتو على الحدود الروسية مباشرة ، دون ان يكون هناك رد فعل موازي من روسيا ؟ انه الغباء السياسي ولا غيره الذي عبر عنه الخنوع الأوربي للسياسة الأمريكية، دون ان يفكر ساسة اوربا بما سيجلبه هذا الخنوع من ويلات على شعوبهم؟ وهذا ما يحدث اليوم وما سيتبعه من مآسي تنتظر دول الإتحاد الأوربي .
المصيبة الأولى تتجلى بالتفكير بالمصير المجهول لتداعيات المشاركة في الحرب التي كان من الممكن إبعاد اوربا عنها لو فكر الساسة الأوربيون بلعب دور الوسيط بين روسيا وامريكا ، لاسيما وإن لبعض دول اوربا علاقات جيدة مع الإثنين قبل قيام هذه الحرب المجنونة . المصير المجهول للحياة في اوربا في الشتاء القادم وربما ما يليه من السنين القادمة بسبب انقطاع مصادر الطاقة الروسية وانقطاع بعض المنتجات الزراعية وتاثيرها اليومي الآن على حياة الفلاحين وطبيعة عملهم سواءً في المجال الزراعي او في مجالات تربية الحيوانات واستغلال منتجاتها.
تزايد معدلات انتشار الفقر بسبب الغلاء الذي رافق صعود الاسعار مع تزايد الشحة في مصادر الطاقة والوقود . وتشير آخر الإحصائيات في المانيا الى ان 70 بالمئة من الشعب الألماني يعاني الآن من تبعات الغلاء وارتفاع الأسعار امام قلة الموارد المالية لكثير من السكان .ولا يوجد من يستطيع من هؤلاء الساسة الأغبياء ان يخطط لمستقبل خال من تزايد هذه الأزمات ومن ازدياد التقشف والإقتصاد في استعمالات مصادر الطاقة. وقد بدت منذ الأشهر الاولى للحرب نداءات بعض وزراء الطاقة في اوربا بالتهيؤ لشتاء قاس ومطالبتهم الناس بتوقع شحة مصادر الطاقة الى حدود قد تشكل ارهاقاً مادياً ونفسياً لكثير من الناس .
ما يصرح به مسؤولون كبار من توقعات بانهيار الإقتصاد الأوربي وتناقص وتائر الإنتاج وبالتالي فقدان العملة الأوربية لقيمتها في الأسواق العالمية .
وقد حدث هذا بالفعل الآن حينما اصبح التعامل بالأيرو بقيمة مساوية للدولار بعد ان كانت العملة الأوربية بالأويرو تعادل ما يقارب ضعف قيمة الدولار الأمريكي. لقد اصبح التعامل بالأويرو غير مامون الجانب في الاسواق العالمية التي عادت لتفضل التعامل بالدولار . ان سبب انهيار الأويرو ليس ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي فقط ، كما يحاول البعض تبرير ذلك ، بل بسبب المشاركة في الحرب الأوكرانية ضد روسيا ايضاً ، وتبني سياسة اقتصاد الحرب التي تسير بدول الإتحاد الاوربي نحو المجهول.
إن غباء الساسة الذين يوجهون سياسة اوربا جعلهم يتخبطون في افكارهم التي لم تعد تتفق والمنهج العلمي في التحليل السياسي . فاغلبهم مقتنعون بان بوتين ذو نزعة دكتاتورية في حكمه ، وقد يكون هذا صحيحاً ، إلا انهم لم يفقهوا بان هذه النزعة الدكتاتورية ما هي إلا وسيلة من وسائل تثبيت اركان الحكم الذي يريد استمراره في روسيا ويكون له الدور المتميز فيه . النزعة الدكتاتورية لبوتين لم تبدو كنزعة استعمارية او ذو تاثير خارج نطاق روسيا وانها سياسة يمكن التعامل معها من خلال الحوار ، وقد بدى ذلك واضحاً في ازمة شبه جزيرة القرم . بالإضافة الى ذلك كان على الساسة الاوربيين ان يعوا مفردات التاريخ الذي يتحدث عن الحروب مع روسيا ، من اية جهة كانت ، بانها حروب لا يمكن الإنتصار فيها على بلد كروسيا بإمكانياته الجبارة التي تطورت بمرور الزمن لتجعل من هذا البلد قوة عالمية عظمى .
الولايات المتحدة الأمريكية التي دفعت باوربا الى هذا المأزق الخطر الذي ادخل شعوب اوربا في مآزق سياسية واجتماعية واقتصادية مجهولة النتائج ، ظلت توجه هذا الصراع من خلال الأموال التي تدفعها لتعود اليها من خلال شراء اسلحتها ،في الوقت الذي يعاني فيه العالم من مجاعة بحاجة ماسة الى مثل هذه الأموال لمكافحتها . وتشير آخر الإحصائيات العالمية الى وجود 811 مليون انسان يعانون من الجوع .
تأبى السياسة الأمريكية إلا ان تعمل على تاجيج الوضع بحيث بدى الساسة الأوربيون يتسابقون في ترديدهم لمصطلحات الحرب والأسلحة الثقيلة واقتصاد الحرب ، بعد ان كانت شعارات السلام والتعايش والإنسجام بين الشعوب الاوربية هي الغالبة على سياسة هذه الدول .
الدكتور صادق إطيمش



#صادق_إطيمش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جذور الأيزيدية تحت عدسة صباح كُنجي
- أوار الذاكرة ..... قبسات من جمر النضال الوطني
- ستقراء ونقد الفكر الشيعي للباحث الدكتور فالح مهدي
- حُكمُ الإسلاميين نقمة ام نعمة ؟
- تنبهوا واستفيقوا .....
- المؤتمر الحادي عشر للحزب الشيوعي العراقي
- مع الزحلاوي ومزة الباجلة بالدهن
- حينما تتهاوى الشموس وتزداد الحياة ظلاماً
- ديمقراطية للگِشر
- وهل تُصلح الأيام ما افسد البعثُ ؟ الشرقية مثالاً
- وا حرَّ قلباه .....
- خطابنا التنويري وخطابهم الظلامي
- جمهور وجمهور
- الإنتخابات بين ارهابين
- فقهاء السياسة الدولية في مدينة الثورة
- ماجد الخطيب يجسد الصراع بين الخير والشر، بين العلم والجهل، ف ...
- بلاء الولاء
- رأس الرمح دوماً
- ماجينا يا ماجينا
- متى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود ؟


المزيد.....




- سلاف فواخرجي تدفع المشاهدين للترقب في -مال القبان- بـ -أداء ...
- الطيران الإسرائيلي يدمر منزلا في جنوب لبنان (فيديو + صور)
- رئيس الموساد غادر الدوحة ومعه أسماء الرهائن الـ50 الذين ينتظ ...
- مجلس الأمن السيبراني الإماراتي يحذّر من تقنيات -التزييف العم ...
- -متلازمة هافانا- تزداد غموضا بعد فحص أدمغة المصابين بها
- ناشط إفريقي يحرق جواز سفره الفرنسي (فيديو)
- -أجيد طهي البورش أيضا-... سيمونيان تسخر من تقرير لـ-انديبندت ...
- صورة جديدة لـ -مذنب الشيطان- قبل ظهوره في سماء الليل هذا الش ...
- السيسي يهنئ بوتين بفوزه في الانتخابات الرئاسية
- الفريق أول البحري ألكسندر مويسييف يتولى رسميا منصب قائد القو ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق إطيمش - غباء السياسيين