أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عماد عبد اللطيف سالم - الملكة أليزابيث الثانية والأمير وليم في معركة البسيتين














المزيد.....

الملكة أليزابيث الثانية والأمير وليم في معركة البسيتين


عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث

(Imad A.salim)


الحوار المتمدن-العدد: 7366 - 2022 / 9 / 9 - 14:15
المحور: سيرة ذاتية
    


في عام 1982 ..
كنتُ جنديا في جبهة"البسيتين"، أتمرّغُ في الوحلِ الدامي لواحدة من أشرس معارك الحرب العراقيّة- الأيرانية.
كانت الـ BBC يومها توّجهُ نداءها الرقيق لسكان كوكبٍ، لم يكن الجنود المتحاربون جزءاً منه، ولكنهم كانوا يسمعون النداء بذهول من خلال راديوات الترانزستر، وكأنه شأن عائلي خاص بهم:
"الملكة اليزابيث الثانية تناشدكم أن لا تتسبّبوا للأميرة ديانا بأيّ أزعاج، لأنها ستضعُ قريبا مولودها الأوّل".
في عام 2011..
أنا في بغداد..
أتمرّغُ في السخامِ الخانقِ لحروبٍ أخرى.. بينما الأمير"وليم" الذي ولد في"البسيتين" تلك.. في عام 1982 ذاك.. يتزوجٌ من أميرةٍ أخرى إسمها "كيت".. وفي عام 2013 إذاعة الـ BBC ذاتها تزفّ ليّ البشرى:
الأميرة "كيت".. دوقة كامبريدج.. وضعت مولوداً ذَكراً في الساعة 16.24 بتوقيت لندن الصيفي.. وهذا المولود هو الأمير"جورج"، وهو الثالث في ترتيب وراثة العرش البريطاني".
وكما يتمُ الأعلانُ عن ولادة أطفالنا (وموتهم) في العراق.. أرسلَ المستشفى(وهو ذاته الذي ولد فيه الأمير الأب)، مظروفا يحتوي على تفاصيل الولادة الى الملكة في قصر بيكنجهام، ليتمّ بعد ذلك نشر الخبر على لوحٍ في باحة القصر، وفقا للتقاليد الملكية.
في عام 2022 ..
أنا في بغداد..
أخوضُ في الوحلِ واللغوِ والسَخامِ العراقيّ "العظيم"..
والـ BBC العتيدة ذاتها تنعى الملِكةَ العتيدة، وتزِفُّ لي بشرى تتويج تشارلز الثالث ملِكاً لبريطانيا.
الملكة اليزابيث الثانية.. هي ذاتها.. ملكة "البسيتين"تلك.
والأمير المولود في"البسيتين"، أصبحَ وليّاً للعهد.
والـ BBC هي ذاتها ال BBC التي تجاهلت دمنا، قبل أربعينَ عاماً.. وانشغلت بما يحولُ دون تعكير مزاج أميرةٍ بريطانية على وشك الولادة .
أمّا نحنُ..
وعلى أمتداد تاريخنا الرخيص ما بين نهر"الحويزة"، ونهر"جاسم"، ونهر "الكارون"، ونهر دجلة(وكُلّها جفّت الآن).. فإن أطفالنا "الدوقات" ما يزالون يخوضون في مزابلنا الفسيحة.. بينما آباؤهم"الأقنان" ما يزالون يستنسِخون موتهم العاديّ منذ قرون.. وكأن لا فسحة لهم للحياة على هذه الأرض.. ولا أمل .
وبينما يتحولُ أطفال بريطانيا العظمى، كلّهم، إلى أُمراء(بفضل الملكة والدوق والأمير ورئيس الحكومة والوزراء) .. فأن "ملوك" الطوائف لدينا، و"أمراء"المُكوّنات"، لا يجيدون شيئاً غير قتلنا ..
كأن شيئاً لم يتغير..
ما بين مخاض أميرةٍ.. و"أميرة"
وولادة أميرٍ.. و"أمير"
وموت مَلِكَة.. وتتويج "مَلِك"
وحياةُ أُمّةٍ "بريطانيّة"، حافَظَت على"إرثها"، وأسّست لنا "دولتنا"..
وموت "أُمّةٍ"عراقيّة.. أضاعت"اُسسها" في كُلّ شيء.



#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)       Imad_A.salim#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تروتسكي العراق القادم.. بين قوى الإنتاج الجديدة وعلاقات الإن ...
- عن جنود أيلول وأشياءَ أخرى (2)
- الدولة و القطاع الخاص وسياسات التشغيل في العراق: أبعاد المشك ...
- هل سَمِعتَ الأخبار؟
- عن جنودِ أيلول وأشياءَ أخرى (هذيان جندي قديم.. من بقايا الحر ...
- في وطنٍ غير سعيد
- الفاصوليا واليود والخيام الفسيحة
- عندما تموتُ الأشياءُ جدّاً
- البطالة في العراق: مؤشرّات رئيسة (2021)
- الكتابة من شدّة الخوف - 2 -
- الكتابة من شدّة الخوف
- نظرية ذيول التنّورات في العراق
- كما كان يحدثُ دائماً في الحروبِ الرديئة
- هل هذا وطنٌ أم طاعون؟
- السيّدُ المُستشار
- السيد رئيس مجلس الوزراء القادم في العراق
- لم يَحدُث هذا أبداً.. وسيحدثُ لي
- قاطرات الهموم
- عندما تكون الإستقالة شرفٌ للمستقيل
- العراق ونظرية ذيول التنّورات


المزيد.....




- أبرز المشاهير ونجوم هوليوود في زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز ...
- رئيس مجلس النواب الأمريكي يوجه رسالة لإيران بشأن المفاوضات - ...
- خان أمريكا ودخل السجن.. من هو نوشير غواديا مهندس طائرة الشبح ...
- روسيا تستولي على مستودع ليثيوم استراتيجي في أوكرانيا.. هل تن ...
- التطلعات الأوروبية في الخليج - مجرد صفقات سلاح؟
- مخرجات قمة الناتو في لاهاي في عيون الصحافة الألمانية والغربي ...
- السلوقي التونسي: كنز تراثي مهدد بالانقراض
- غرينلاند .. حين ينكسر الصمت
- -أطباء بلا حدود- تطالب بوقف مؤسسة غزة الإنسانية وسط اتهامات ...
- جامعتا هارفارد وتورنتو تضعان خطة طوارئ للطلبة الأجانب


المزيد.....

- كتاب طمى الاتبراوى محطات في دروب الحياة / تاج السر عثمان
- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عماد عبد اللطيف سالم - الملكة أليزابيث الثانية والأمير وليم في معركة البسيتين