أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - باسم محمد حسين - مواقف الصين التحالفية مع العراق وشعبه














المزيد.....

مواقف الصين التحالفية مع العراق وشعبه


باسم محمد حسين

الحوار المتمدن-العدد: 7362 - 2022 / 9 / 5 - 23:48
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


تحل علينا الذكرى الـ64 لتأسيس العلاقات بين جمهورية الصين الشعبية جمهورية العراق. هذه العلاقات ليست وليدة التاريخ المنظور، بل هي متجذرة منذ ما يقارب 6000 عام، وتعززت تجارياً في العصر العباسي حيث كان الناس في ذلك الوقت يعيشون في بحبوحة اقتصادية، الامر الذي مَكَّنهم من اقتناء الملابس والمستلزمات الحريرية الباهظة الثمن والمصنوعة في الصين.

بعد ثورة الرابع عشر من تموز المجيدة عام 1958 في بغداد، والقضاء على الحكم الملكي البغيض، وإقامة النظام الجمهوري الوليد على يد مجموعة من أبطال القوات المسلحة العراقية، الذين ساندتهم القوى التقدمية العراقية، كانت الصين من أوائل الدول التي مَدَّت يديها للصداقة والتعاون مع الشعب العراقي، حيث اعترفت بالجمهورية العراقية الوليدة يوم 16/7/1958، أي بعد أقل من 48 ساعة من قيام جمهورية الشعب العراقي، وفي اليوم التالي اعترف العراق بجمهورية الصين الشعبية.

ولحسن النوايا والروح الرفاقية الوثابة، وتقارب الرؤى لدى الطرفين، أُقيمت العلاقات الرسمية في 16/8/1958، وعَقَدَ الطرفان عدة اتفاقيات ذات أهمية كبيرة للتعاون الانمائي، وتدر بالمنفعة على شعبي الدولتين الصديقتين. ومِمَّا عزَّز تلك العلاقة كون جمهورية الصين الشعبية مناصرة لحركة عدم الانحياز التي كان العراق أحد أعضائها، ومتمسك برؤيتها لمستقبل الشعوب المحبة للسلام، كما أن الصين عنصر منتقد للسياسات الأميركية المُعادِية للشعوب الناهضة أو التي تحاول النهوض وكسر قيود الاستعمار.

هناك مواقف واماني مشتركة بين شعبي الدولتين، منها الثقافية والاقتصادية والسياسية، ومناهَضة العولمة ومحاولات الهيمنة والتدخل العسكري في الدول، والسيطرة على ثرواتها المتنوعة، تحدث عنها العديد من المسؤولين في البلدين، وفي مختلف المناسبات. ولعلَّ مبادرة الحزام والطريق التي أطلقها الرفيق الرئيس (شي جين بينغ) منذ العام 2013 هي فرصة كبيرة ومهمة للغاية لتطوير هذهِ العلاقات، وتوطيد أواصرها، فلكِلا الدولتين تاريخ وحضارة عريقين ممتدة إلى فجر التاريخ، والحق يُقال بأن الشعبين يعملان بجدٍ للإفادة وتبادل المنفعة من خلال دَفع العراق ليكون واحداً من الشركاء الرئيسيين في هذهِ المبادرة، لِمَا نتوقعه من فائدة وربح وفيرين على جميع الصُّعد.

هناك مواقف مبدئية لجمهورية الصين الشعبية إزاء العراق وشعبه لابد من ذكرها، لكونها كانت ذات تأثير ايجابي، وسجلت موقفاً انسانياً راقياً وصبت في مصلحة كل من البلدين:

1/ امتنعت جمهورية الصين الشعبية عن التصويت على قرار مجلس الأمن المرقم 678 في 29/11/1990، والقاضي السماح باستخدام القوة ضد العراق نتيجة لغزوه دولة الكويت، ودعت إلى حل المشكلة بالطرق السلمية، وهذا شأنها دائماً كونها دولة محبة للسلام وذاقت ويلات الحروب سابقاً، وعلى العراق أن يستجيب لنداء جامعة الدول العربية والوساطات الدولية، وذلك انطلاقاً من علاقاتها الجيدة مع العراق، وتوضيحاً لاستقلالية الصين في اتخاذ القرارات التي تتناسب مع المصالح المشتركة لدول العالم والحفاظ على السلم العالمي ومحاولة التشارك في بناء مستقبل مشرق للإنسانية.

2/ رفضت الصين العدوان الأميركي على العراق في 20/3/2003، ودعت الولايات المتحدة الاميركية إلى وقف إطلاق النار، وأكدت بشدة على هدف (شعب العراق يحكم العراق)، وضرورة احترام استقلال البلد وسيادته ووحدة أراضيه، والحفاظ على ارواح الناس، وفسح المجال للأمم المتحدة لمعالجة الموضوع.

3/ استقبلت الصين الرئيس العراقي الراحل جلال الطالباني، في حزيران عام 2007، وكان أول رئيس عراقي يزور الصين. وفي هذه الزيارة تنازلت الصين عن 80% من ديون العراق المستَحَقة لها، وأيضاً تم التوقيع على اتفاقات بين وزارتي خارجية البلدين، واتفاقات اقتصادية، وإعداد برامج لتدريب الموارد البشرية العراقية في مختلف التخصصات.

4/ و.. للمحافظة على الاستقرار والسيادة الوطنية ولتحقيق السِّلم الاهلي، ساعدت جمهورية الصين الشعبية جمهورية العراق في إنجاح الإعداد لانتخابات عام2010، من خلال الدعم اللوجستي بتجهيز مفوضية الانتخابات بمستلزمات العملية الانتخابية، من الاوراق الانتخابية، والأحبار، والاجهزة المستخدمة في هذه الفعاليات.

وفي بلدي العراق، تعمل اليوم شركات صينية عديدة في المجال النفطي للاستخراج والخزن والنقل، وشركات أخرى مختصة بصيانة محطات الكهرباء، وهناك غيرها حكومية وخاصة شرعت بإنشاء محطات لضخ وتصفية، وأخرى لتحلية المياه في البصرة، وفي يوم أمس كان هناك عرضاً تقديمي لشركة شانغهاي، حضره محافظ البصرة للتهيئة لإنشاء محطة توليد كهرباء عملاقة، يُضاف إليها مشروع لتحلية مياه البحر، بواقع مليون متر مكعب ليكون صالحاً للاستخدام البشري.

من الطريف أن نَذكر هنا، بأن الأجانب في العراق يتهيبون من التواجد في الاسواق والمحتشدات الشعبية، تخوفاً من الوضع الأمني وبعض المتشددين المعادين للأجانب، باستثناء المواطنين الصينيين الذين يتواجدون في هذه الأماكن دون وجل، لإيمانهم بعمق الصداقة بين الشعبين، ومحبة واحترام العراقيين لهم.

ـ البصرة 4/9/2022



#باسم_محمد_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لابد من الخصخصة
- ماذا بعد التظاهرات والاعتصامات
- مزيداً من النجاحات للحزب الشيوعي الصيني
- سلام ايها الشيوعي المتمرد
- استغلال الفائض من الموازنة
- 367 مليون دولار
- الصين وأربع نقاط مضيئة
- قرن من التميز والمثابرة
- النجاح مستمراً
- شي جين بينغ وحديث الرجل الواثق
- الحريات الدينية في الصين
- ما تريده الصين لأبنائها من الأقليات
- ميناء الفاو 3
- هل هي رسالة ام حادثة؟
- ماذا بعد اللقائين؟
- الصين وأميركا.ماذا بعد؟
- فعلها أحفاد لينين
- ميناء الفاو الكبير
- هل من سبيل للنجاح
- العراق بين نارين


المزيد.....




- انتشار التعبئة الطلابية ضد الإبادة الجماعية الإسرائيلية
- بيلوسي للطلبة المتظاهرين: انتقدوا إسرائيل كما شئتم لكن لا تن ...
- فرنسا: القضاء يوجه اتهامات لسبعة أكراد للاشتباه بتمويلهم حزب ...
- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - باسم محمد حسين - مواقف الصين التحالفية مع العراق وشعبه