أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - كاظم فنجان الحمامي - حقوقنا السيادية في خور عبدالله / الجزء (19)














المزيد.....

حقوقنا السيادية في خور عبدالله / الجزء (19)


كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 7357 - 2022 / 8 / 31 - 00:43
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


مما لا خلاف عليه ان العراقيين كانوا أول من استعان بالفنارات والمنائر البحرية، ونشروها على الخطوط الساحلية لحوض الخليج العربي من البصرة وحتى مضيق هرمز، وكانت تهتدي بها السفن لكي تضمن وصولها بسلام إلى بر الأمان. وكانت الفنارات المقامة على خور عبدالله عبارة عن أعمدة خشبية عاليـة الارتفاع، يمكن مشاهدتها من مسافات بعيدة في عرض البحر، وتضاء ليلا بإضرام النيران، عن طريق إشعال المحروقات الطبيعية التي كانت توضع في شبكة معدنية كبيرة مثبتة فوق كل عمود. فالحديث عنها ذو شجون، ويحتاج إلى الغوص في أعماق التاريخ الملاحي لبلاد ما بين النهرين. لكننا سنكتفي هنا بالحديث عن الفنارات التي أضاءت الممرات الملاحية المؤدية إلى موانئنا، ونورت مياهنا الإقليمية في القرن الماضي..
فقد كانت بمثابة علامات مضيئة ترسخت في ذاكرتنا الملاحية، وطبعت صورتها على صفحات الخرائط الملاحية الأدميرالية، وغرست قوائمها في أعماق مياهنا الوطنية. وكانت شاهدة على سيادتنا البحرية المتأصلة في أغوار الخليج العربي، وفي مدخل خور عبدالله، ومقتربات شط العرب، وسواحل الفاو، وكانت مياهنا الإقليمية ومسطحاتنا المائية تتحول في الليل إلى كرنفال يسر الناظرين، ويزين الأفاق البعيدة بالأنوار المتألقة بكل الألوان المتلألئة في الفضاءات البحرية المشبعة بعطر البحر. .
فنارات من كل صنف تشترك في عزف سيمفونية لونية متناغمـة مع متطلبات حركة السفن المتحركة في المسالك الملاحية، وكانت أنوارها تنبعث باتجاهات محددة، وتتراقص بإيقاعات مدروسة بعناية. وكانت بألوانها وبحزمهـا الضوئية وبتكرر ومضاتها، تحمـل من المعاني والمفاهيم والتوجيهات التي لا يجيد قراءتها وفك رموزها إلا الملاح المتمرس. فلكل حزمة ضوئية دلالة رمزية تستدل بها السفن في ضبط وجهتها وتحديد مسارها الصحيح. .
كانت الفنارات العراقية في خور عبدالله هي التي ترسم على سطح الماء معالم الطريق الذي تسلكه السفن، وهي التي تحدد مواقع تغيير المسار الذي سلكته السفن، وتؤشر المواقع المحفوفة بالمخاطر، وتعطي قراءات دقيقة لارتفاع مناسيب المد والجزر، وكانت لدينا فنارات أخرى تعطي الأذن بالحركة، وأخرى تعطي الإشارة بغلق القناة الملاحية بوجه السفن السائرة باتجاه معين، بينما تسمح للسفن السائرة في الاتجاه المعاكس مواصلة الإبحار. .
ولو نظرت إلى مواقع تلك الفنارات فستحسبها مبعثرة في عرض البحر، أو أنها مثبتة بطريقة عشوائية على جانبي الممر الملاحي. لكنها في حقيقة الأمر وضعت في أماكن مدروسة بعناية، ولا تحتمل أي خطأ. فقد تم اختيار أماكنها استنادا إلى أدق الحسابات الهندسية، والقواعد الملاحية. .
كانت مسطحات خور عبدالله مؤثثة بأحدث الفنارات المبنية وفق أرفع الأسس العلمية الصحيحة. وكانت تخضع للصيانة اليومية بإشراف فرق متخصصة في هذا المضمار. يساندها أسطول من الزوارق والسفن الخدمية المصممة لهذه الغاية. بدأت عام 1919 بالسفينة (نياركوس) وانتهت بالسفينة (النسر).. وتميزت الفنارات العراقيـة بنظامها الملاحي المتكامل، وبتصاميمها الفريدة، وبحسن أدائها وكفاءة عملها. وكانت منسجمة تماما مع طبيعة مسطحاتنا البحريـة وممراتنـا الملاحية. وانفردت قناة خور عبدالله، التي تمثل المدخل الرئيس لموانئنا، بكثافة فناراتها التي رسمت المسارات الملاحية عبر المياه الوطنية العراقية. وأشادت بها جميع الهيئات البحرية الدولية، وشركات خطوط الشحن البحري ، أما أشهر الفنارات العراقية فهو فنار شط العرب SHATT AL ARAB LIGHT VESSEL الذي كان يرسم حدودنا السيادية في عرض البحر، ويقف بشموخ في منتصف شمال الخليج العربي، ويحدد أقصى نقطة جنوبية من مياهنا الإقليمية. .
ونذكر أن صورة الفنار التي كانت مثبتة في كتاب (Admiralty Pilot Book) التقطت له عام 1930، وتظهر فيها السفينة العراقية التي كانت تحمله على ظهرها، وقد كتب عليها اسم شط العرب بالحروف اللاتينية: (SHATT-AL-ARAB). .
وسوف نختم حديثنا عن خور عبدالله في الجزء القادم الذي يحمل الرقم (20) ان شاء الله. .



#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقوقنا السيادية في خور عبدالله / الجزء (18)
- حقوقنا السيادية في خور عبدالله / الجزء (17)
- حقوقنا السيادية في خور عبدالله / الجزء (16)
- حقوقنا السيادية في خور عبدالله / الجزء (15)
- حقوقنا السيادية في خور عبدالله / الجزء (14)
- حقوقنا السيادية في خور عبدالله / الجزء (13)
- حقوقنا السيادية في خور عبدالله / الجزء (12)
- حقوقنا السيادية في خور عبد الله / الجزء (11)
- حقوقنا السيادية في خور عبدالله / الجزء ( 10 )
- حقوقنا السيادية في خور عبدالله / الجزء التاسع
- حقوقنا السيادية في خور عبدالله / الجزء الثامن
- حقوقنا السيادية في خور عبدالله / الجزء السابع
- حقوقنا السيادية في خور عبدالله / الجزء السادس
- حقوقنا السيادية في خور عبدالله / الجزء الخامس
- حقوقنا السيادية في خور عيد الله / الجزء الرابع
- براقش التسقيط
- حقوقنا السيادية في خور عبدالله / الجزء الثالث
- حقوقنا السيادية في خور عبد الله / الجزء الثاني
- حقوقنا السيادية في خور عبد الله / الجزء الأول
- موجات مدية متمردة تهدد السواحل


المزيد.....




- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة


المزيد.....

- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي
- حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما ... / اكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - كاظم فنجان الحمامي - حقوقنا السيادية في خور عبدالله / الجزء (19)