أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصطفى محمد غريب - كَرَهْتُ أنْ يُبْطئ عَليكَ خَبِرِي















المزيد.....

كَرَهْتُ أنْ يُبْطئ عَليكَ خَبِرِي


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 500 - 2003 / 5 / 27 - 03:05
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


  

يقول الحكيم لتلاميذه أنا تلميذ مثلكم.. أتعلم منكم ما لا أعرفه لأسد نقص معرفتي بما لا أعرفه، وهيهات.. هيهات لو أنني أستفيد في كل رمشة عين، ولعلكم تفقهون قولي لكي تبقون تلاميذ تتعلمون وتُعَلمون .. كل هذا الحلم والنزاهة والتواضع مجبول بدم وعروق هذا الحكيم  يفقد ميزة التكبر وتعظيم الذات ليقفز فوق ترهات الشهرة والصدارة ..

اما الأحمق الجاهل فيدعي العلم بطريقة ارتداء التواضع كما يرتدي الجلباب ليخرج للناس على غير حقيقته، فيدعي الحكمة طمعاً في ذاته وتخلصاً من فقره المعرفي..

لم يغير الزمن صفات الحكيم ومآثره وتجلياته من خلال ما قدمه ويقدمه للخير، ولا ترهات الجاهل الأحمق وحماقاته حتى ولو كان حاكماً بصفاته الكثيرة في الحكم، وأكبر مثال صدام حسين..

وكم مر علينا في التاريخ قَبله من قادة وملوك وحكام  كانوا حمقى وجهال ولو لم يكونوا كذلك لكان الحديث عن عدلهم قائم لحين يبعثون " مع الإستثناء لقليل منهم "

وبما أن أنواع الطرق للحكمة وللجهل والحمق مرتبطة بنفوس البشر فإنها مثلها مثل اية قضاية أخرى تتوحد معها بالسبب والنتيجة وبالمظهر والجوهر..

ولكون الحكيم الحقيقي حاكما أو قائداً سياسياً الغني بحكمته ومعارفه لا يرضى مدحه ويقبل نقده فسوف نتركه لحاله على الأقل في هذا الزمن النكسة الذي قاد البلاد حاكم أحمق ظنّ أنه خالد إلى الأبد ورضى الناس به دهراً، وعندما زال وليس من قبلهم وإنما من أناس كنا نعتبرهم حمقى وضعفاء لأنهم لا يأكلون التمر " الزهدي " بدأ يتحرك على شاكلة القديم ولكن بثوبٍ جديد ليحتل المكان الفارغ بالإعتماد على الغرباء واستمرار بقائهم.. هذا الجديد يريد منا أن نصدق حمقه وكذبه حتى على نفسه..

قال أبي يوسف القاضي " ثلاث صدق بإثنتين، ولا تصدق بواحدة، إن قيلَ لك إن رجلاً كان معك فتوارى خلف حائطٍ فمات فصدق، وإن قيل لك رجلاً فقيراً خرج إلى بلدٍ فاستفاد مالاً فصدق، وإن قيل لك إن أحمق خرج إلى بلد فاستفاد عقلاً فلا تصدق"

وقال أحد الحكماء شعراً

    وعلاجُ الأبدان أيسرُ خطباً            حين تُعْتَلُّ من عِلاج العقولِ

 

 وقال آخر

 

 لكـــــــل داء دواء يستطب به            إلا الحماقة أعيت من يداويها

 

لن يكون سهلاً القبول مرةً أخرى بتحكم جاهل وأحمق بنا إذا تذكرنا وتعلمنا من التجربة الطويلة من الحكام ومريديهم وزبانيتهم الذين يكانوا يحكمون بطرق جاهلية توصلوا إليها بحماقاتهم وجهلهم لأنهم بقوا يتجاهلون قوانين التطور والحياة.. يتصورون كحمقى أنهم باقون إلى الأبد، أما إذا لم نتعلم من هذه الحقبة المذلة التي اذلت القريب والبعيد فذلك الشأن يقع علينا نحن بالذات.. نتحمل مسؤوليته منذ الآن ولا يحق لنا في المستقبل أن نضع ما نصاب به من خراب جديد على عاتق الآخرين.

الألقاب التي تطلق على الحمقى كثيرة ولأن الكثير من الناس لا يعرفون إلا اليزر القليل منها فقد وجدت من المستحسن ذكرها كما ذكرها القدماء وهي ليست من اختراعي معاذ الله ، وأعترف أني على الرغم من عودتي لبعض القواميس العربية أجهل لحد هذه اللحظة معاني البعض منه..

" الأحوق، الرقيع، المائق، الأزيق، الهجهاجة، الخطل ،الخرف، الهلباجة، المِلغ، المأفوك، الألفت، الهجأة، الالق، الملغ، الماج، الأعفك، الفقاقة، المسلوس، الخوعم، الرطئ ، الباحر، الهجرع، المجع، الأنوك، الاهوج، الهبنك، الاخرق، الهبنق، الداعك، الهداك، الهنبنقع، المدله، الذهول، الجعبس، الأوره، الهوف، المعضل، الفدم، الهتور، عياياء، طباقاء..

قال ابن عرابي " سمّي الرجل أحمق لأنه لا يميز كلامه من رعونته " و " الرقيع هو الذي يحتاج أن يرقع عقله" وعلى ما أتذكر كان الكثيرون يميزون صفة الرعونة  عند صدام حسين  أليس كذلك ؟

وسأل أحدهم " ما الفرق بين الاحمق والمائق ؟.. فقيل له الاحمق مثل المائح على رأس البشر، والمائق الذي هو أسفل البشر، فبينهمامن الجودة في الحماقة ما بين الإثنين "

الآن هل نستطيع أن نقول من هو الأحوق ، الأحمق، الأزيق  أو أي اسم آخر من الأسماء التي ذكرناها..

الذي قال : أن امريكا تريد أن تحتل العراق وتجلس فيه بدلاً عن دكتاتورية صدام وحزبه وبطانيته واطمعها في نفطه !

أو الذي قال : أمريكا ستحرر العراق من الأوغاد البعثيين وتسلمه للعراقيين الذين سيديرونه ويديرون نفطه بأنفسهم !

الذي قال : ان الذين اجتمعوا في لندن وصلاح الدين تحت المظلة الأمريكية سوف يكونون ملزمين بتنفيذ ما تخططه واشنطن لمصلحتها قبل كل شيء، ولن يستطيعوا مخالفتها بقيد أنملة إلا اللهم بكلمات خجلة ( لأن النار جوه يخيار ) !

والذي قال : سيرحل الأمريكان فور تشكيل الحكومة المؤقته.. ولن يستغرق التشكيل إلا وقت قصير جداً !

الذي قال : أن الوعود على لسان دبليو بوش وإدارته عبارة لذر الرماد في العيون وانتظروا بما يفعلون وسوف يغيرون ما قالوه !

والذي قال خذوا افغانستان أكبر مثال.

لقد ظهر الخيط الأبيض من الخيط الأسود، القوات الأمريكية باقية والحمد لله، والمصيبة أن صدام والأكثرية من جماعته وملايين الدولارات باقين والحمد لله.. قادة البعث العراقي والنظام الدكتاتوري الذين تم إلقاء القبض عليهم أو سلموا أنفسهم باقين ولا نعرف كيف ستتم اللعبة وما هي الإجراءات وهل سيوفي الأمريكان بوعدهم ويسلمونهم للحكومة العراقية لتحاكمهم أم هناك طبخة لا نعرفها ( للعلم الأمريكان لايكنون عداوة لهؤلاء بسبب سياستهم الإرهابية ضد الشعب العراقي فجميع القبور التي تكتشف هم من العراقيين وليس الأمريكان  )..

 رفع الحصار الإقتصادي الذي يعتبره أحد (الدكاترة ) وربما غيره انتصاراً ثاني للعرقيين والحمد لله، بينما الجانب الثاني إدارة العراق من قبل قوات الإحتلال يُغَيّب على طريقة الوعود الأمريكية السابقة ( فقط الحمقى لا يرون مشروع رفع الحصار وابقاء القوات المحتلة وتقديم الولايات المتحدة الأمريكية تقريرها كل ثلاثة أشهر حول الوضع في العراق ) كل أنسان غيور يطالب برفع الحصار الإقتصادي الجائر عن بلده وشعبه ولكن ليس بثمن بقاء قوات الإحتلال بحجج ضلالية..

البعض يريدون منا أن نكون حمقى وجهال لكي تستمر اللعبة، وهنا أقول بكل صراحة يستطيعون.. لأننا غير موحدين فالقوى الوطنية تراهن على الوقت وكل واحد يريد لنفسه ما لايريد لغيره، بالإضافة إلى قضايا كثيرة منها النظرة حول بقاء قوات الإحتلال  وتشكيل حكومة مؤقتة " إنشاء الله " لكي تقول كلمتها.. الجماهير في جرٍ وعرٍ تركض بلا هدف ولا تميز، المصائب والمصاعب في قضايا الأمن والرواتب والمعيشة والمستقبل وغيرها..

الوقت يمر وسوف لن يكون لصالح العراق والشعب العراقي إذا لم تتوحد القوى الوطنية التي تريد خيراً للبلاد في كلمتها ( إذا وافقت أمريكا أو لم توافق ) وتضع لها برنامجاً موحداً لفترة انتقالية يجري تنفيذه من قبل حكومة انتقالية.. عند ذلك ستجد هذه القوى كيف يستطيع الشعب أن يحميها وينهي الإحتلال ويحاسب المجرمين الذين أوصلوا البلاد إلى هذه الحالة المأساوية..

لقد كتب الكثير حول هذا الموضوع  فوجدنا أن نعيده ونسلمه بأيدينا ولكن ليس عن طريق الحمق والجهل كما ذكر أبو الحسن علي بن محمد المدائني " جاء رجل من أشراف الناس إلى بغداد، فأراد أن يكتب إلى أبيه كتاباً يخبره، فلم يجد أحداً يعرفه، فانحدر بالكتاب إلى أبيه وقال : كرهت أن يبطئ عليك خبري ولم أجد أحداً يجيء بالكتاب فجئت أنا به ودفعته إليك "

                                                             

 



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثقافة والوعي عند الإنسان
- مغامرة الحلم في اليقضة
- فسيفساء المقابر
- فسيفساء فكرية
- الطبقة العاملة العراقية وحركتها النقابية - الجزء الرابع - ال ...
- مهزلة زبيبة والملك وجمال الغيطاني والحديث عن الماضي اليساري
- انتخبوا محمد الفرطوسي رئيساً جديداً للعراق!! - شر البلية ما ...
- الطبقة العاملة العراقية وحركتها النقابية - الجزء الثالث - ال ...
- ألا تتقيؤن الشعار العار.. - بالروح بالدم - ؟!
- الطبقة العاملة العراقية وحركتها النقابية تاريخ ونضالات وآفاق ...
- الطبقة العاملة العراقية وحركتها النقابية تاريخ ونضالات وآفاق ...
- لنحتال على الضحك........!
- هل جاء الإحتلال رحمة لأقطاب النظام العراقي ؟
- الفرق بين الشجاعة والتضحية ونبْلهما ومهزلة والجبن وعاره الأب ...
- المثقف وحرية الجماهير في طقوس الممارسة العكسية
- هل نستطيع التخلص من الغوغائية في الفكر والضوضائية في العمل ا ...


المزيد.....




- السعودية.. القبض على مواطن بتهمة ابتزاز قاصرين على شبكات الت ...
- ما هي مطالب طلاب الجامعات الأمريكية بخصوص الحرب في غزة؟
- عشرات الملايين يستخدمون تطبيق واتساب سرا في الدول التي تحظره ...
- بسبب دعمه لحماس على تطبيق واتساب.. ضابط شرطة بريطاني يواجه ت ...
- ترمب يستغل توقف محاكمته لاستئناف حملته الانتخابية
- تركيا تعتقل 41 شخصا للاشتباه في ارتباطهم بتنظيم -داعش-
- قراءة في المتن على هامش -انتفاضة الجامعات الأميركية-
- صحف عالمية: نتنياهو تائه وكمين إستراتيجي ينتظره برفح
- ما سيارات أشهر وأهم الشخصيات في عالم التقنية الآن؟
- محكمة إسرائيلية ترفض التماسا للأسير مروان البرغوثي


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصطفى محمد غريب - كَرَهْتُ أنْ يُبْطئ عَليكَ خَبِرِي