أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصطفى محمد غريب - الفرق بين الشجاعة والتضحية ونبْلهما ومهزلة والجبن وعاره الأبدي















المزيد.....

الفرق بين الشجاعة والتضحية ونبْلهما ومهزلة والجبن وعاره الأبدي


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 473 - 2003 / 4 / 30 - 04:19
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

يحضرني ذلك المشهد الذي  يرقدُ في ذهني منذ ذلك التاريخ ولا يفارقني أبداً عندما كان الزعيم عبد الكريم قاسم رحمه الله  يدخل إلى وزارة الدفاع مبتسماً وملامح الشجاعة والإقدام ظاهرة على قسمات وجهه  صباح انقلاب 8 شباط الدموي في عام 1963 وآلاف من الجماهير مجتمعة أمام وزارة الدفاع  تهتف بحياة الجمهورية والزعيم  وتطالب بالسلاح للوقوف ضد الإنقلاب..

 ويحضرني لو أن عبد الكريم قاسم قدم السلاح لتلك الجماهير العراقية العظيمة لكان بالتأكيد قدغيرت مجرى التاريخ وأنقذت العراق وشعبه من الفواجع والمآسي التي حدثت بعد ذلك.. هذه الجماهير كانت ستقدم حياتها ثمناً للحرية وعدم تدنيس ثورة 14 تموز وأرض العراق بشراذم وشذاذ آفاق حزب البعث والمتحالفين معهم من عملاء وخونة وبائعي الضمير..

ويحضرني أولئك المتآمرين الحقراء وعلى رأسهم المقبور مصطفى نصرت الذي قتل بعد انقلاب 1968 بأيدي رفاقه الأعزاء!! الذي  تعاون معهم، وهم يحملون صور الزعيم على دباباتهم خداعاً وخوفاً من الجماهير المحتشدة  ليصوبوا مدافعها بعد ذلك نحو وزراة الدفاع ، مما زاد من غضب الجماهير وهجومهم على تلك الدبابات وقد لاذ من يقودها بالفرار كالجرذان المريضة بمرض الطاعون..

 ويحضرني  طه الشيخ أحمد وفاضل عباس المهداوي ووصفي طاهر وعبد الكريم الجدة والعديد من رفاق عبد الكريم قاسم الذين أبعدهم عن المراكز الحساسة في الجيش أو في المؤسسات الأخرى وهم يهرعون إلى وزارة الدفاع للدفاع عن الجمهورية وعنه مفضلين الإستشهاد بدلاً من الهروب والجبن الذليل لإنقاذ حياتهم ..

ويحضرني أم صلاح تلك المرأة الأمية المناضلة وهي تقود مظاهرة نسائية  تحدياً للإنقلابين وسلاحهم وهنَ من دون سلاح، ويحضرني كيف هب الشعب للمساندة والدفاع عن الجمهورية وكذلك المقاومة البطولية في العديد من مناطق بغداد وغيرها بسلاح بسيط جداً مقارنة مع أسلحة الإنقلابين من مدرعات ودبابات وطائرات..

ويحضرني الشهيد حسن سريع وصحبه وكيف كانوا شامخين يتحدون جلاديهم بجسارة وإيمان بقضيتهم العادلة التي هي قضية الشعب العراقي برمته ما عدا الخونة والمرتزقة وعبيد السلطة والمال..

ويحضرني اولئك الخالدين الأبطال الذين صعدوا على منصات الإعدام في الموصل وكركوك وغيرها بشجاعة مفرطة وهم يهتفون بحياة الشعب العراقي وبالعزة لوطنهم العراق..

كل هذا يحضرني وأنا اقارن بعد ذلك  بين قيادة حزب البعث العراقي واعضائه والحرس اللاقومي المدججين بالسلاح وجبنهم بعد انقلاب 18 تشرين 1963 .. وكيف خلعوا ملابسهم ورموا باسلحتهم في الجداول والمزارع والطرقات جبناً وخوفاً من الشعب..

ويحضرني حينما كنتُ أسمع من أقطاب النظام الدكتاتوري أنهم وزعوا 8 ملايين قطعة سلاح على الشعب العراقي ليدافعوا عنهم وعن نظامهم المعزول عن الشعب،  ولكن هذا الشعب لمجرد أن حانت فرصته حتى مرغل وجه صنم كبيرهم في التراب و عاقبوه

 " بالنعال" بدلاً من الرصاص.. ولم يستعمل هذا السلاح إلا المجرمين القتلة الذين سلموا أنفسهم بعد فترة وجيزة..

 وما أراه الآن هؤلاء الذين حكموا العراق بالنار والحديد يدعون بأنهم قادة الحزب والشعب وعلى رأسهم هبلهم الكبير وولديه من الجبن والخوف وتعري عنترياتهم الباطلة التي كانوا يمارسونها ضد الشعب العراقي فقط ، لأنهم يمتلكون السلاح والمال والسلطة، هذا الجبن الذي سيضرب به المثل على مدى الآجيال القادمة ليكون عبرة لكل مجرم تسوول نفسه ممارسة الإضطهاد والتعسف بحجج خادعة وكاذبة..

كيف يمكن أن ينسى المرء غرورهم وشمخرتهم وتحدياتهم وتهديداتهم ووعودهم بالموت على الأسر، مثلما كانوا يقولون وها هو طارق عزيز أم أسميه بأسمه القديم (طوبيا ميخائيل حنا) أحد ابرز أقطاب نظام القتلة الذي بقى يكرر مواقفه العنترية الزائفة بأنهم سيقاتلون حتى الموت.. وهو لن يقبل المنفى ويفضل الموت والقتال إلى آخر طلقة على أن يذهب ألى معتقل غونتنامو كسجين حرب،ولم يكاد يمر على تصريحه الأول شهر واحد حتى طلب عن طريق دولة أخرى اللجوء إلى بريطانيا على أن يقدم معلومات مهمة عن النظام العراقي،وعندما رفض طلبه قرر أن يسلم نفسه ذليلاً تافهاً بعد أن عاث فساداً في الأرض بضمير ميت وعقل مريض بالخنوع لسيده وعبادته إياه من خلال المديح والتعظيم الذي كان يعلنه في كل مناسبة أن زعيمهم معبود الجماهير، والجماهير هي التي تصنع ثماثيله وجدارياته وأعتباره من مقدساتهم التي يقدسوها!! .. وأين صاحب الخطب الرنانة والتحديات الصاخبة محمد سعيد الصحاف  لعله الآن يفكر كيف يسلم نفسه إلى العُلوج وهو يرتجف من الخوف والرعب وربما قد يصاب بهستريا أبدية حيث يبقى يغني طوال حياته البائسة أغنية " وين العلج وين ـــ وين الدرب وين" وهاهو سيده الجرذ الكبير المتخفي عن أعين الناس الذي قال عنهم أنهم سيقاتلون دفاعاً عنه حيث مازالت جملته " بأبي أنتم وأمي "  يختبأ معتقداً..  ربما أنه سيعود معهم إلى دست الحكم مرةً أخرى بواسطة 5% من نفط كركوك المسروقة التي قال عنها يوماً أنها ستعيدهم للسلطة إذا فقدوها..

لماذا يسلمون أنفسهم للعلوج والعملاء وليس للشعب؟ الذي كانوا يدعون بأنهم ممثليه.. هذا الشعب الذي انتخب زعيمهم بـ 100%  حسبما نشروه،  وادعته وسائل اعلامهم ووسائل اعلام المرتزقة في الدول العربية وغيرها.. هنا تكمن حقيقتهم لأن الشعب كان سيعاملهم مثلما عامل الصنم في ساحة الفردوس ببغداد وغيرها من المدن.

أليس هو عار الجبن حتى الموت إذا ما قورن بإستشهاد الزعيم عبد الكريم قاسم وصحبه وانصاره وكافة الوطنين والديمقراطيين والشيوعيين والشرفاء من العمال والفلاحين والكسبة والمثقفين والضباط والجنود وغيرهم من أبطال الشعب العراقي بمختلف قومياته وطبقاته ومشاربه.. أنه الفرق بين الشجاعة ونبلها الرائع وبين الجبن وخسته وعاره الذي سيلاحقهم مدى الحياة..

نقلة أخرى
 

ان الأمر سيبقى غامضاً وبخاصة بعد أن يتم إلقاء القبض على جميع القتلة الذين مارسوا أبشع إرهاب جماعي وتلطخت أيديهم بدماء عشرات الآلاف من العراقيين ، نقول يجب أن يقدموا جميعهم إلى المحاكمة العلنية ليعرف العالم أجمع بما اقترفت أيديهم بحق الشعب العراقي، وليس إخفائهم أو التفريق بينهم ( هذا مجرم حرب وآخر ليس بمجرم حرب ) جميعهم اشتركوا بالجريمة الواحدة التي كانت تريد خراب العراق وتدمير شعبه، وليس محاكمتهم حسبما تبتغيه الإدارة الأمريكية لأجل إخفاء الحقائق وتمويه الأعمال التي بالتأكيد ستكشف الدعم السابق المتنوع الأشكال وفي مقدمتها السلاح الذي قدمته الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الغربية لهذا النظام، ان إخفاء الحقائق عن العراقيين والعالم لا يمكن أن يخدم التوجهات حول بناء وإعمار البلاد أو تحقيق الديمقراطية التي تظهر عريها اليوم على لسان كل من هب ودب حتى اولئك الذين كانوا بالأمس القريب من أشد أنصار الدكتاتورية المدافعين عنها بحجة الخداع والأموال والتصريحات الرخيصة الكاذبة ( عاشت فلسطين حرة عربية)..

على العالم وفي مقدمتهم العراقيين والمعارضة العراقية التي تحترم نفسها أن تعرف عن مجريات التحقيق مع أقطاب النظام الدكتاتوري، وليس إخفائها حسب مصالح أمريكا والغرب.. تعرف ماذا كانوا يخططون ؟ كيف كانت ممارساتهم الإجرامية في سجن وإعتقال وقتل وإعدام وتغيب عشرات الآلاف من أبناء الشعب العراقي؟ أين هي الأموال التي سرقوها خلال 35 عاماً ؟ من تعاون معهم وقبض عشرات الآلاف من الدولارات لكي يبيض وجه النظام الدكتاتوري الأسود أمام العالم ؟ من هم عملائهم ومخابراتهم في الداخل والخارج؟ كيف كانوا يعقدون الصفقات التجارية وغيرها ؟ من هم المسؤولين الرئيسيين عن التعذيب والإغتيال ومطاردة المعارضين ؟ وغيرها من عشرات القصايا التي يتطلب اعلانها وتوضيحها للرأي العالمي والداخلي..

الديمقراطية والحرية والعدالة مرتبطة بدولة القانون والتعددية وليس سلطة الإحتلال أو سلطة تمثل الإحتلال..

 



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثقف وحرية الجماهير في طقوس الممارسة العكسية
- هل نستطيع التخلص من الغوغائية في الفكر والضوضائية في العمل ا ...


المزيد.....




- -يعلم ما يقوله-.. إيلون ماسك يعلق على -تصريح قوي- لوزير خارج ...
- ما الذي سيحدث بعد حظر الولايات المتحدة تطبيق -تيك توك-؟
- السودان يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن للبحث في -عدوان الإم ...
- -عار عليكم-.. بايدن يحضر عشاء مراسلي البيت الأبيض وسط احتجاج ...
- حماس تبحث مع فصائل فلسطينية مستجدات الحرب على غزة
- بيع ساعة جيب أغنى رجل في سفينة تايتانيك بمبلغ قياسي (صورة)
- ظاهرة غير مألوفة بعد المنخفض الجوي المطير تصدم مواطنا عمانيا ...
- بالصور.. رغد صدام حسين تبدأ نشر مذكرات والدها الخاصة في -الم ...
- -إصابة بشكل مباشر-.. -حزب الله- يعرض مشاهد من استهداف مقر قي ...
- واشنطن تعرب عن قلقها من إقرار قانون مكافحة البغاء والشذوذ ال ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصطفى محمد غريب - الفرق بين الشجاعة والتضحية ونبْلهما ومهزلة والجبن وعاره الأبدي