أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نبيل حاجي نائف - الحب والصداقة














المزيد.....

الحب والصداقة


نبيل حاجي نائف

الحوار المتمدن-العدد: 1686 - 2006 / 9 / 27 - 08:01
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


هناك العلاقات البشرية التي تصنف على أنها صداقة والعلاقات التي تصنف على أنها حب أو أخوة أو رفقة .
والحب يشمل عدة أنواع منها الحب الأمومي والأبوي , والعلاقة بين الآباء والأبناء ليست علاقة صداقة , صحيح أن هناك علاقات قوية بين الآباء والأبناء فالآباء يعطون الحب والعطف والرعاية لأبنائهم وهم يتلقون السعادة الناتجة عن حبهم لأولادهم , والسعادة والفخر بنموهم ونجاحهم .
وهناك الحب بين الذكر والأنثى وله خصائصه , وهناك الصداقة والحب بين الأفراد إن كانوا من جنس واحد أو من جنسين مختلفين .
وهناك علاقة الأخوة وعلاقة القرابة وعلاقة الجيرة وعلاقة الزمالة في العمل أو غيره مثل النوادي والجمعيات والمؤسسات .
وهناك المنفعة والمتعة والواجب والعادات ، وهي الدوافع والقوى التي تحرك كافة أفعال الإنسان .

في الصداقة والحب تحدث مبادلة أخذ وعطاء , وفي الصداقة تتحقق دوافع وتحدث أحاسيس ومشاعر مرغوبة , فالأخذ والعطاء في الصداقة والحب يشمل الأحاسيس بالدرجة الأولى بالإضافة إلى باقي المنافع المادية والاجتماعية.
إن للتكرار والممارسة المستمرة والتعود دورهم الهام في نشوء الصداقة ، وإن الأخذ والعطاء هو الذي ينشئ الروابط وبالتالي ينشئ العلاقات .
وكذلك في الصداقة فهي تتشكل بين فردين أو أكثر نتيجة أخذ وعطاء متكرر ينشئ روابط تماسك بينهم نتيجة التكرار والتعود , وهذه الآلية - آلية الأخذ والعطاء المتكرر - هي التي تنشئ كما قلنا أغلب البنيات الاجتماعية والاقتصادية ، فتكرار الأخذ والعطاء ، وطبيعة ونظام هذا الأخذ والعطاء، يقرر البنية المتشكلة وخصائصها
دور الحب والصداقة .
إن عواطف وانفعالات وغرائز الأمومة والأبوة والحب والجنس والصداقة والانتماء...الخ لها دور كبير وفعال في بناء وتماسك المجتمعات البشرية , وفي نمو واستمرار الجنس البشري.
فالحب والانتماء والتعاضف والحب والصداقة بأشكالهم الكثيرة هم أكبر عامل يقف في وجه الأنانية والذاتية ويعدل من تأثيرها .
فالأنانية أو الفردية ضرورية ولابد منها للمحافظة على الذات واستمرارها , وهي تجابه أنانية الآخرين بالتنافس والصراع المفيدان في أوضاع كثيرة .
وهذا ما تم اعتماده بقاء الأنانية مع وجود الحب والصداقة والانتماء والتضحية من أجل الآخرين فهذا هو المناسب لبقاء الفرد والنوع و تطورهم معاً .
وقد كانت آليات الحب والصداقة والانتماء , المتوضعة غريزياً وتربوياً واجتماعياً والمنتشرة في أغلب الأنواع الحية , وهي متنوعة حسب كل نوع .
وبالنسبة للمجتمعات البشرية دعمت ونظمت وطورت هذه الآليات بالعادات والتقاليد والأخلاق والعقائد ثم بالتشريعات والقوانين الاجتماعية والمدنية , والتي تتطور باستمرار لتجابه كل وضع تطغى فيه الأنانية والفردية وتتجاوز حدودها وتصبح خطرة على الآخرين وعلى المجتمع ككل.
إن هذا ينبهنا إلى الدور الهام للغرائز والعواطف والانفعالات التي نحملها , فدور الحب والصداقة والانتماء واضح لنا , ولكن غيرها من العواطف والانفعالات والغرائز ليس كذلك , وأي تعديل عليها يمكن أن تكون له تأثيراته ونتائجه غير المحسوبة على البنيات الاجتماعية الموجودة.
وليس معنى هذا أن التعديل غير وارد فالكثير من الغرائز والعواطف والانفعالات أصبحت غير ملائمة أو غير ضرورية ويجب تعديلها أو إلغاؤها, لذلك يجب أن تدرس أية تغيرات دراسة دقيقة واسعة و مدعمة بالتطبيق والتصحيح لتناسب الأوضاع الموجودة.
وفي الواقع فإن التغيير والتعديل للغرائز والعواطف والانفعالات جار دوماً إنما ببطء , وذلك نتيجة تفاعل وتطور الأفراد والبنيات الاجتماعية, ولكننا الآن نتدخل فيه بقوة وبسرعة وهنا يكمن الخطر, فالكثير من التدخلات كانت غير حكيمة.
وكذلك يضخم مفهوم المساواة والديمقراطية دون داع لتغليبهما على الأنانية والفردية , مع أن لكل منهم دوره ووظيفته في توازن ونمو الأفراد والبنيات الاجتماعية



#نبيل_حاجي_نائف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحظة على ذكاء الإنسان و علاقته الإيجابة بطول عمره
- الكائنات الفكرية 2
- الكائنات الفكرية
- التفكير الواعي والحدس
- هل من الممكن يوماً أن نفهم ما هو الزمن ؟
- إمبراطورية المعتقدات
- الصفقة والصراع
- كتاب - اللعبة والصفقة والوجنة - الخاتمة والمصادر
- التقليد والمحاكاة
- الإنسان ليس البنية الأكثر تطوراً على الأرض
- تأثير النجاح والفشل على الإنسان
- كتاب اللعبة والصفقة والوجبة - تمهيد -
- غسيل الدماغ واقعة حقيقية
- العقل المناعي أحد العقول المتعددة الموجودة لدينا
- نظرية الميمات أو نظرية الأفكار
- نظرية الوارث أو طبلوجيا الحقيقة أهم النظريات العلمية
- تعرف بصورة مختصرة على البنيات والقوى الفيزيائية
- نعم أننا كلنا مثله . إنه السكران الذي راح يبحث عن مفاتيحه تح ...
- تسويق ونشر الأفكار
- الدوافع والانتماءات وعلاقتها بالتصرفات البشرية


المزيد.....




- حادثة غريبة.. سرب من النحل يهاجم قطيعًا من الدجاجات ليسقطها ...
- لحظات مرعبة.. نيران تلتهم منطاد هواء ساخن يحمل أشخاصًا فتسقط ...
- خاص يورونيوز: بيلاروسيا تفرج عن سجناء سياسيين من بينهم زعيم ...
- من الملاجئ إلى قبرص: شبان يروون لحظات الخوف في إسرائيل
- المؤرخ جوني منصور: كيف يُكتب -تاريخ واحد- للفلسطينيين؟ وهل م ...
- تونس: الحكم على الرئيس السابق منصف المرزوقي بالسحن لـ22 عاما ...
- الاحتلال يحاصر الرُضّع.. منع إدخال الحليب يهدد حياة آلاف الأ ...
- كارينثيا.. جوهرة النمسا الجنوبية وأرض البحيرات والجبال
- ماكرون: سنسرّع المفاوضات مع إيران لتفادي تفاقم الحرب
- أميركا تحرك الشبح -B-2-.. هل بدأ التحضير لقصف -فوردو-؟


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نبيل حاجي نائف - الحب والصداقة