|
عقدان ويزيد على تجربة حزب العدالة والتنمية 🇹🇷 / تحديات الحزب في الانتخابات القادمة …
مروان صباخ
الحوار المتمدن-العدد: 7344 - 2022 / 8 / 18 - 21:36
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
/ لم يكن حزب العدالة والتنمية أكثر دهاءً من حزب الام الرفاه بقيادة الاب التاريخي للحركة الإسلامية في تركيا 🇹🇷 ( نجم الدين اربكان ) ، بل وهو المقام الأول ، كانت إدارة اربكان أقل شبابية وأيضاً تتقلب بين التردد والاستعجال ورد الفعل والاستسلام احياناً والاهتزاز والغموض ، وثانياً ، كانت سمعة رئيس بلدية اسطنبول سابقاً والرئيس الحالي أوردغان الجيدة والتى اكتسبها من الانجازات ، وأيضاً حالة الغضب الذي اجتاح الشعب التركي والذي أوشك على الانفجار بسبب فساد حكم العسكر ، وهي جميعها كانت أسباباً في التغيير الجذري ، أخيراً أدركوا جنرالات الجيش بضرورة نقل السلطة لمجموعة لها تاريخ قريب بالشفافية والبناء والتنمية ، والصحيح أيضاً ، أن حزب العدالة والتنمية لا تخلو بالتأكيد 🙄 استراتيجيته السياسية من وضع ركائز تمكنه بالاستمرار بالسلطة وبناء التنمية في البلاد بهدف تعزيز سيرته ومسيرته ، وبالفعل ، شكلت تجربة الحزب ، الذي مضى عليه أكثر من عقدين حالة فريدة ومميزة في الوطن العربي والإقليم ، وليست هي فقط محصورة على المستوى الداخلي في تركيا 🇹🇷 ، لقد تركت التجربة انطباعاً على الحياة الاقتصادية وباتت التجربة التركية لدى الشعب العربي مقياساً ، بل دون أدنى شك ، هي التى أسست إلى حقبة جديدة في الصناعة والإنتاج وتطوير الخدمات حتى وصلت إلى الإنتاج الحربي ، فعلاً 😟 ، لقد أنتقلت تركيا 🇹🇷 من عهد التهميش والفقر والمساعدات إلى عهد التطور والديمقراطية والنمو الاقتصادي والتمدد الاقتصادي والعسكري ، وقد تكون التجربة التركية صالحة للدول العربية والأفريقية وعموم الدول التى ساد فيها الفساد والاستبداد ، لأنها أزماتها السابقة تتشابه مع أزمات الآخرين ، مثل التضخم والبيروقراطية وفساد النخب والأقليات / الطائفية .
اللافت أكثر وهو الأوضح أيضاً ، لم يقع الحزب في حيص وبيص السياسة أو أنه في بداية الأمر لم ينخرط في الشؤون العسكرية أو الدبلوماسية الخارجية ، ولأن أعضاء الحزب خاضوا تجربتهم بدايةً من بلدية إسطنبول ، بالفعل 😟 ، بدأوا بتفكيك أزمات بلادهم وعلى رأسها أزمة الاقتصاد الخامل ، لقد وضعوا أساتذة الجامعات 🏫 برامج متعددة لإصلاح الاقتصادي والذي تكفل في البداية معالجة التصدير ، وهذا تطلب بالطبع إلى إعادة هيكلة جميع المؤسسات من خلال إعتماد إداراتها المواصفات الدولية ، لقد انتقلت الصادرات من حدود المليار دولار 💵 إلى أن قاربت 230 مليار دولار 💵 ، كل هذا عزز مكانة الحزب بين الناس وصنع ثقة قوية 💪 حتى بين المعارضة أو الجمهور الذي ينتهج الحياة الأوروبية 🇪🇺 ، وهذا التفكير يعود إلى سلوك الدولة العثمانية التى جمعت تحت رايتها مختلف الأقوام والأجناس ، ومع الآخذ بالاعتبار الشروط التى عادةً يفرضها الاتحاد الأوروبي 🇪🇺 لاندماج أي دولة ، بدأت الحكومات التركية المتعاقبة والتى قادها حزب العدالة في تحقيقها🤨 واحدة☝تلو الأخرى ، إبتداءً من رفع حالة الطوارئ إلى مراجعة شاملة لحقوق الأقليات الثقافية والاجتماعية وليس انتهاءً بحرية الاعتقاد ، فكما أصبح الحجاب متاح ايضاً حافظت الدولة على الحريات العامة وحقوق الآخرين في العيش كما يرغبون ، وهذا أنعكس أولًا على السياحة وثانياً على مكانة تركيا 🇹🇷 عالمياً كدولة تراعي التنوع .
هنا 👈 ، هو لا يتحدث بوحي من الدين أو يتكئ على المرجعية الحزبية ، بل تشير☝مقولته الشهيرة ، وبها أرسى الرئيس اوردغان في نفوس الأتراك 🇹🇷 الاستقرار الاجتماعي والسياسي ، قال بالحرف ( أنني مسلم وأقود دولة علمانية ) ، لكن الحزب قدم للشعب الديمقراطية المحافظة ، والتى جمعت أغلبية التيارات وفي مقدمتها ، الليبراليون ، فالناخب التركية على إختلاف اعتقاداته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والقومية ، وجد بطرح حزب العدالة للديمقراطية المحافظة مسار لتحقيق التعايش والتى ستحقق له حقوقه الوطنية ، لكن في المقابل ، كانت محاولة الانقلاب عام 2016 م وتدهور علاقة الحزب مع جماعة غولن بالمفصلية ، لأن الصدمة صنعت تحول عميق 🧐 في أركان الحكم ، لقد تحول حزب العدالة كحليف لجماعة غولن إلى حليف للقوميون الأتراك ، وهذا أنعكس سلباً على الأحزاب الليبرالية وتحديداً ، الفئات التى ثقافتها قريبة من الغرب ، باتوا يشعرون بالعزلة والغربة بعد ما كانوا شركاء الحزب منذ عام ال 2010 م ، لم يكن قبل الانقلاب الخطاب القومي ظاهر بهذه القوة ، لكنه بات أمر يقلق الليبراليين وغيرهم مثل الأكراد ، فالعلاقة بالأصل هي هشة ، وزادت هشاشتها مع استباحة ميليشيات ايران🇮🇷 لسوريا ، تحول هم حزب العدالة والدولة عموماً إلى إيجاد حلولا ًسريعة بنهوض بالجيش ، بالفعل ، تطورت الصناعات العسكرية وعلى رأس ذلك ، ( المسيرات التركية ) ، وهذا إذ ما وضع المرء جانباً كل ما أسلفناه ، تبقى هناك 👈حقيقة😱 دامغة ، هي التعديلات الدستورية والتى أتاحت لأردوغان جمع بين رئاسة الحزب والجمهورية ، لقد انصهر الحزب في شخصه ، لم تعد القيادة جماعية كما بدأت .
هنا 👈 قد تكون الانتخابات القادمة هي الأهم للجمهورية الجديدة 🇹🇷 ولحزب العدالة وشخص الرئيس أوردغان تحديداً ، لأنها تأتي بعد تفكك حزبي والذي أدى إلى صنع الكثير من الخصوم ، صحيح أن الحزب له رصيد كبير بين الشعب أو بالأحرى أرصدة ممتدة بطول وعرض البلاد ، لكن أيضاً لقد خسر الحزب القيادة الجماعية وكثير من الأحزاب والتوجهات الأخرى والتى أستبدلت بقيادات الأحزاب القومية ، وهنا 👈 لا بد للحزب العدالة أن يعي المتغيرات التى هو ذاته حققها في المجتمع ، وبالأخص بالجيل الحالي ، تحديداً لأن هذا الجيل لم يعيش المحظورات السابقة ، فاليوم الناس تعيش في بحبوحة الاختيارات العقائدية والأيديولوجية والتتمتع بحرية وطريقة إختيار أسلوب حياتها ، تماماً👌كما هي تاريخياً منطقة البحر الأسود ، وتحديداً منطقة أزدهار والتى تعتبر جامعة لكثير من الحضارات الإنسانية ، وهو أمر عكس على طبيعة سكان تركيا 🇹🇷 إجمالاً ، فهذه المنطقة عرفت بالتنوع العرقي من اليونانيون 🇬🇷 والروس 🇷🇺 والجورجيون 🇬🇪 والأرمن 🇦🇲 والشعب اللاز والأتراك ، وكل ذلك الفسيفساء آثر بشكل كبير على الثقافة عامة واللهجة خصوصاً ، بالإضافة إلى الموسيقى والفن وحتى طريقة الحياة ، فنحن أمام ثقافة مستمدة من هذه الشعوب ، بالطبع ، كل هذا بالنسبة للجيل الحالي صار ضمن الطبيعي ، ولم يعد رصيداً لحزب العدالة والتنمية ، لكن ما يهم الناس جميعاً ويتطلعون له ، هو الاقتصاد وتحسين الدخل وتطوير الخدمات وقوة ومكانة تركيا 🇹🇷 اقليمياً ، وهذا الشيء شاهده 👀 المراقب في إنتخابات بلدية اسطنبول التى جاءت بالشاب أكرم اغلو ، فقط لكي لا ننسى .والسلام 🙋✍
#مروان_صباخ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بين الغيبة الصغرى والكبرى / ضاعت المنطقة / لم يجدوا سوى رشدى
...
-
لا شيء 👎 يعجبني / صراع على الحكم وأخر إيديولوجي …
-
خادمات لبنان 🇱🇧 الطلقة التى أماطت اللثام الأ
...
-
صاروخان 🚀 ، واحد☝يتجنب المدنيين والأخر يسوقهم
...
-
إحياء الحلف الأمريكي الآسيوي / الاسترالي
-
المعركة بالأصل على المحيط الهادئ وليست كما يشاع على تايوان &
...
-
الكسكس واحد من القواسم المشتركة للبحر الأبيض ، تاريخ طويل من
...
-
أماه نحبك إلى الأبد / اسيا كانت وآسيويون سنكون …
-
لماذا🤬الانتماء للصهيونية والانتساب لليهودية ✡
...
-
حضارة الأسفلت 👣وهمجية الكعب العالي 💃/ يد
...
-
سريلانكا 🇱🇰 من دولة نامية إلى مفلسة …
-
شينزو أبي 🇯🇵 المحافظ والباحث 🔬Ԏ
...
-
لم تدين ليبيا 🇱---🇾---/ للشعب أو للطبقة السي
...
-
معركة الأرباح بين الميتافيروس والواقعيون …
-
بين طريقين الحرير الصيني 🇨🇳 والأخر الغربي ال
...
-
رافضاً 🙅♂ للقيم الديمقراطية ويعتبرها سبباً لل
...
-
مقتدى الصدر يستقيل ✍ بروحية مقاومة الموت وبالمحبة للحي
...
-
عقل 🧠 تختي 🛌 وأخر 🧠 نوبلي🥉
...
-
بين الجهيض الفكري🧠 والإجهاض الروحي👶 …
-
بقرات 🐄🐄🐄 تتسب بالجوع وأخرى بالغنى …
المزيد.....
-
ترامب يعلن إزالة ضمادة الأذن -الشهيرة- بعد ساعات من حسم الجد
...
-
مجموعة العشرين تتعهد -التعاون- لفرض ضرائب على أثرى الأثرياء
...
-
العلاقات الأميركية الإسرائيلية على مفترق طرق
-
-للحد من الحصانة القضائية للرؤساء ومسؤولين-.. بوليتيكو: بايد
...
-
انطلاق الألعاب الأولمبية وسط خروقات أمنية
-
نتنياهو يدرس تعيين جدعون ساعر وزيرا للدفاع مكان غالانت
-
فيديو: الشرطة الإماراتية تشارك في تأمين أولمبياد باريس
-
ترامب: الإدارة الحالية أسوأ من حكم الولايات المتحدة
-
فريق كامالا هاريس يرد على انتقادات إسرائيلية لتصريحاتها عن غ
...
-
العراق.. قصف على قاعدة عين الأسد
المزيد.....
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
-
تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1
...
/ نصار يحيى
-
الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت
...
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
هواجس ثقافية 188
/ آرام كربيت
-
قبو الثلاثين
/ السماح عبد الله
-
والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور
/ وليد الخشاب
-
ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
المزيد.....
|