أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - مرزوق الحلالي - العلاقات الدولية : ما هو مآل تحالفات الكتل ؟ - 2 -















المزيد.....

العلاقات الدولية : ما هو مآل تحالفات الكتل ؟ - 2 -


مرزوق الحلالي
صحفي متقاعد وكاتب

(Marzouk Hallali)


الحوار المتمدن-العدد: 7341 - 2022 / 8 / 15 - 09:57
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


"أزمة" نموذج هنتنغتون
" The Crisis of the Huntingtonian Model"

هذه التطورات ( المشار إليها في الحلقة السابقة )، هي أيضا وسيلة لنزع فتيل قنبلة "هنتنغتون" (1) ، قنبلة "حرب الحضارات". ما كان خطيرًا في نظرية "صموئيل هنتنغتون" هي طبيعتها كنبوءة تحقق ذاتها. من الناحية المنطقية ، لم تصمد الأطروحة ، لكن تم استثمارها كثيرًا وبشكل واسع حتى انتهى بها الأمر إلى اعتبارها منطقية و"حقيقة قائمة"، ومع مرور الوقت بدا هذا الأمر كأنه تواطؤ. إن الدول التي يمكن أن تميل إلى "هنتنغتون" في دبلوماسيتها ، مثل المملكة العربية السعودية أو الإمارات العربية المتحدة أو إيران أو تركيا ، هي الأكثر حماسة في هذه الدبلوماسية البراغماتية والتواطؤ. هنا هو يكمن كل التعقيد - ولا يمحو ، مع ذلك ، أسلوب هوية هذه الدبلوماسية أو ، بشكل عام ، أشكال التعبئة التي تنبع منها، مما أدى إلى مفارقات مذهلة.
_______________________________
(1) - "صموئيل هنتنغتون" - Samuel Huntington - (1927 - 2008 ) ، كان أستاذًا أمريكيًا في العلوم السياسية ، اشتهر بكتابه المعنون "صراع الحضارات" الذي نُشر عام 1996. نشأ هذا الكتاب من مقال بنفس العنوان نشرت في صيف 1993 في "مجلة الشؤون الخارجية" - Foreign Affairs – سمحت له هذه المقالة باكتساب الشهرة. وسلطت هجمات 11 سبتمبر 2001 الضوء على رؤيته الجيوسياسية وأثارت جدلا واسعا عبر العالم. اعتبر أنه يجب أن نفكر في الصراعات ليس من الناحية الأيديولوجية ولكن من الناحية الثقافية: "في هذا العالم الجديد ، لن يكون المصدر الأساسي والأول للصراع أيديولوجيًا ولا اقتصاديًا. الانقسامات الكبيرة داخل البشرية والمصدر الرئيسي للصراع ثقافية. ستظل الدول القومية أقوى الجهات الفاعلة على المسرح الدولي ، لكن الصراعات المركزية في السياسة العالمية ستعارض الدول والجماعات التي تنتمي إلى حضارات مختلفة. سوف يهيمن صراع الحضارات على السياسة على نطاق كوكبي. ستكون خطوط الصدع بين الحضارات هي الخطوط الأمامية لمعارك المستقبل. وللإنصاف، إن أول من استخدم عبارة "صراع الحضارات" هو المفكر المستقبلي المغربي، الراحل "المهدي لمنجرة"، وهذا ما أقر به "هنتنغتون" علنيا.
_________________________________

في الواقع ، بصفة داعمين مباشرين أو غير مباشرين لـ "القضية الجهادية" في إفريقيا ، نجد دولًا أصبحت دبلوماسيتها على المستوى العالمي أكثر براغماتية ، مثل المملكة العربية السعودية أو الإمارات العربية المتحدة أو حتى قطر. وهكذا استمرت هذه الممارسات الجهادية في أجواء ما بعد هنتنغتون!

إن خاصية التواطؤ هي عدم اتساقها مع النموذج. والآن لماذا يُمنع أن تكون الدبلوماسية مستوحاة ، عند الضرورة ، من اعتبارات براغماتية ، وعند ضرورة أخرى ، من خلال الهوية أو المراجع الثقافية أو الأيديولوجية؟ وهذه ليست المرة الأولى في التاريخ. فلم يزعج "فرانسيس الأول" – المسيحي- التحالف مع "سليمان القانوني" - المسلم ، ولم يزعج الدبلوماسية الأمريكية دعم أسامة بن لادن عندما كان من الضروري محاربة السوفييت في أفغانستان ، ويمكن مواصلة اجرد أمثلة أخرى...

الخطأ هو الاستمرار في التفكير من حيث الكتل. يخاطر الأيديولوجيون "الغربيون" بأن يكونوا ضحايا سذاجتهم الزائفة بافتراض أن الثقافة التي يشيرون إليها هي تعبير عن استثناء يجب ، في جميع الأوقات ، أن يحل محل جميع الاعتبارات الأخرى ، حيث يعتمد شركاؤهم ، على العكس من ذلك ، على البراغماتية الكاملة . يدين الرئيس الصيني " شي جين بينغ" النشاط الجهادي عندما يتعلق الأمر بوصم "الأويغور" – مسلمي الصين- لكن وزير خارجيته ظهر جنبًا إلى جنب مع "الملا عبد الغني بارادار" (2) في أغسطس 2021 ، لإبرام تعاون مع أفغانستان. وقد لاحظ البعض أن رؤية البراغماتية في بلد "الثورة الثقافية" هي أكثر حزما مما هي عليه في البلدان تعددية التي تطلق على نفسها اسم ليبرالية.
__________________________
(2) - أحد مؤسسي حركة طالبان ، نائب رئيس الوزراء للحكومة الانتقالية في أفغانستان.
_________________________

منذ فترة طويلة ، أكد "برتراند بديع" في أعماله السابقة ، إن "الأخ الأصغر" اليوم يميل إلى التغلب على "الأخ الأكبر". وعرض المثال التالي : مواجهة "بنيامين نتنياهو" لــ "باراك أوباما" أو "دونالد ترامب". هناك قدرة مذهلة للقادة الإسرائيليين على عدم السماح لأنفسهم بأن يقودهم "الأخ الأكبر" الأمريكي ، بل وحتى أن يملوا إرادتهم عليه. هناك عاملان يلعبان هنا : نزع الاستقطاب ، وهو ما يعني أن "الأخ الأكبر" لم يعد يتمتع بوضع رسمي ، كما كان الحال عندما كان زعيم إحدى الكتلتين المتنافستين، وأدى تآكل منطق القوة إلى الباقي. وميزان القوى لم يعد يحكم العالم كما كان من قبل.

لقد تبين بوضوح ، بشكل منهجي ، الذين كانوا الأقوى في العالم وقتئذ، هم أولئك الذين هزموا في أفغانستان (الاتحاد السوفيتي) ، والذين هزموا في فيتنام وأفغانستان والعراق والصومال (الولايات المتحدة) أو في الساحل (فرنسا). وبالتالي ، منذ اللحظة التي لم يعد فيها "الأخ الأكبر" لديه حجة وقوة معصومة وهو المالك الوحيد لها ، فلماذا يطيعه الآخرون بشكل سلبي؟ عندما يكون لدى الشخص الذي يسيطر عليك أسلحة لم تعد تعمل ، فإنك تميل إلى تجاهل ما يخبرك به. ولكن وجب التدقيق ، إذ وإن لم يعد "الأخ الأكبر" لم يعد هو "الزعيم" ، ففي جعبته القدرة على التلاعب استنادا على حزمة غير مرئية من الموارد ، والتي يضمن بها التأثير على الصعيد العالمي. ومع ذلك ، فإن هذا الشكل "الفقير" من القيادة الجديدة له وزن كبير ، لأنه يؤدي إلى إعادة تصنيف الصراعات: من حرب التحلل الاجتماعي ، ينزلق الصراع في الساحل نحو هوية أخرى بسبب وجود الجيش الفرنسي على الأرض.


لم يعد الناتو يستجيب للتحديات الجديدة

لا يمكن فهم النظام الدولي الحالي إلا بالرجوع إلى سيولة التواطؤ هذه. يستخدم العديد من المراقبين ، عبارة "الفوضى" أو "الفوضى الدولية". لكن العالم ليس فوضويا، لكن الأمر ليس كذلك كما قد نعتقد. لأنه بساطة ، يتم النظر إلى حالة العالم اليوم من خلال "النظارات القديمة" للتحالفات الدائمة ، وبالتالي يبدو أن كل شيء أصبح غريبًا ولم يعد يعمل: المرء لا يفهم "الدوران والقفز البهلواني" لتركيا ، أو موقف الإمارات العربية المتحدة ، أو الانعكاسات التي تحدث في بعض الأحيان في أفريقيا. وواقع الحال هذا، هو في الواقع نموذج جديد ناتج عن قطيعة عميقة: إنه يوفر عناصر من التقدم وأيضا تحديات جديدة ، ومصادر لشكوك غير مسبوقة. من وجهة نظر معينة ، هناك تقدم ، لأن العالم ثنائي القطب كان عالماً شديد الخطورة: بالتأكيد ، تم توضيح أن الردع قد نجح بفضل التعايش السلمي، لكن كلفته كانت باهظة جدا (وفاة 36 مليون شخص ). كانت هذه القطبية الثنائية في نهاية المطاف نظامًا أكثر فتكًا بكثير مما كان يعتقد. وبالتالي، فإن هذا التعدد في التواطؤ غير المستقر والمتكرر باستمرار يمكن أن يكون اليوم وسيلة لكبح حريق معمم ينسف العالم.

لكنها أيضًا تعتبر مصدر لمخاطر جديدة لأن النتيجة الرئيسية لتعميم هذا التواطؤ وسيولته هي عدم القدرة على التنبؤ بالمواقف. لا أحد يعرف كيف سيتفاعل هذا أو ذاك مع حقيقة جديدة ، في فلسطين ، أو إذا كانت دولة جديدة ستنهار في إفريقيا ، إذا اندلعت أزمة جديدة في الخليج ... يكفي النظر إلى الصراع الأوكراني لقياس لعبة الشكوك هذه. إن الأمر ليس منحصر في مواجهة الغرب لروسيا فحسب ، بل هناك شبكة من الدبلوماسية شديدة التعقيد وغير المستقرة ، تخلق لعبة "منظومية" - systemic - يصعب حلها ويعتمد مآل نتيجة الصراع عليها! كما أن ولوج عصر العولمة يجعل هذه اللعبة الدولية معقدة جدا.

فالغرب "الديكارتي" – نسبة لـ "ديكارت – أي العقلاني، يبدو أنه يجد صعوبة جامة في التأقلم مع هذه "اللعبة الدولية الجديدة" ودواليبها المعقدة التي لا تمت بصلة بـ "العقلانية الديكارتية".عندما يلاحظ المرء - يقول "برتراند بديع" – أن الغرب واجه
في مواجهة العدوان الروسي على أوكرانيا ، كان رد الفعل الغربي هو توسيع الناتو ، تنكشف حقيقة الفجوة فيما يتعلق بالسياق، أي الاستجابة لموقف جديد تمامًا بالطرق القديمة.

_____ يتبع : يعيش العالم اليوم "أزمة "منظومية" - a systemic crisis _____



#مرزوق_الحلالي (هاشتاغ)       Marzouk_Hallali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلاقات الدولية : ما هو مآل تحالفات الكتل ؟ - 1 -
- قوة اقتصادية مقابل قوة عسكرية: هل روسيا قوة عظمى؟
- على دروب… الجغرافيا السياسية
- الاستبداد مقابل الديمقراطية بعد غزو أوكرانيا: رسم خريطة الطر ...
- كيف يمكن للاتحاد الأوروبي أن يصبح لاعبًا عالميًا ؟ الجزء الث ...
- كيف يمكن للاتحاد الأوروبي أن يصبح لاعبًا عالميًا ؟ الجزء الث ...
- كيف تدمر -الأوليغارشية- الروسية الكوكب
- قضايا جيوسياسية و جيوسراتيجية
- الصين في الشرق الأوسط - الجزء الأخير
- الصين في الشرق الأوسط - الجزء الخامس
- الصين في الشرق الأوسط - الجزء الرابع
- الصين في الشرق الأوسط - الجزء الثالث
- الصين في الشرق الأوسط - الجزء الثاني
- الصين في الشرق الأوسط - الجزء الأول
- كيف يمكن للاتحاد الأوروبي أن يصبح لاعبًا عالميًا ؟ الجزء الأ ...
- تأملات في أوروبا بعيون جنوب الكرة الأرضية
- الجيوسياسة والفضاء السيبراني
- نصف قرن من الصراع في الصحراء الغربية 8
- نصف قرن من الصراع في الصحراء الغربية 7
- نصف قرن من الصراع في الصحراء الغربية 6


المزيد.....




- تطاير الشرر.. شاهد ما حدث لحظة تعرض خطوط الكهرباء لإعصار بال ...
- مسؤول إسرائيلي لـCNN: الاستعدادات لعملية رفح مستمرة حتى لو ت ...
- طبيب أمريكي يصف معاناة الأسر في شمال غزة
- بالفيديو: -اتركوهم يصلون-.. سلسلة بشرية من طلاب جامعة ولاية ...
- الدوري الألماني: شبح الهبوط يلاحق كولن وماينز بعد تعادلهما
- بايدن ونتنياهو يبحثان هاتفيا المفاوضات مع حماس والعملية العس ...
- القسام تستدرج قوة إسرائيلية إلى كمين ألغام وسط غزة وإعلام عب ...
- بعد أن نشره إيلون ماسك..الشيخ عبد الله بن زايد ينشر فيديو قد ...
- مسؤول في حماس: لا قضايا كبيرة في ملاحظات الحركة على مقترح ال ...
- خبير عسكري: المطالب بسحب قوات الاحتلال من محور نتساريم سببها ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - مرزوق الحلالي - العلاقات الدولية : ما هو مآل تحالفات الكتل ؟ - 2 -