أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - تظاهرات تشرين














المزيد.....

تظاهرات تشرين


كاظم حسن سعيد
اديب وصحفي


الحوار المتمدن-العدد: 7335 - 2022 / 8 / 9 - 00:26
المحور: الادب والفن
    


انه يقف امام الجدار الذي يحجب خلفه وحدة عسكرية تهتم بشؤون الجنود المتطوعين ..حيث كانت الجموع المتفرقة تمر من هنا لتتشكل او تلتحق بالمتظاهرين على بعد مائة وعشرين مترا .الجدار يغص بصور ملونة زاهية وكالحة تمجد الثورة وكتابات لشعارات او ذكريات تافهة خطها مراهقون شبه اميين .من بعيد تظهر اكوام احجار وبقايا سرادق تهاوت ونقلت وفي الارض المقرنصة اثار اشياش ضعيفة غطيت بعلب بلاستيكية .. خيمة كتب عليها (كفى ) كانت موقعا لمعالجة جرحى الانتفاضة .انه يقف على يمين البوابة العسكرية المغلقة ابدا ... على يسارها كتب (يمنع التصوير ـ وحدة عسكرية ).. تتقدمها نخلة ميتة .تأمل طويلا في لوحة تجسد نصب الحرية في بغداد.. رسمت بلون رمادي واجتزئت من منتصف النصب ... سحره منظر الجندي وهو يمزق قضبان السجن والاصابع المفتوحة ليد امرأة في اتجاه السماء.
تذكر انضمامه في احدى التظاهرات .. الوقت بعد الغروب كان يقف على مرتفع اسمنتي وتحته امرأتان وطفلان يصفقون .. بعد الصلاة انطلق ايقاع الهيوة (يا بصرااوي ...دمك عسل حبوبي ... يا بصراوي . هوو هوو حنطاوي .. عليك تلوك الكحلة .. يا بصراوي ) ومع الطبول والدفوف والطرق بالعصي على علب الصفيح وصوت الة الصرناي .. اشتعل الجو واندمج الجمهور في حماس ملتهب . وهم يرددون .
بعض الصور السوداء على الجدار مثل اشباح بشرية غاضبة وادرك بان اكثر من رسام وهاو اشترك بالرسم بسبب اختلاف المستويات بالاداء .. ولا يدري كيف وجد نفسه يعد اصابع المرأة المفتوحة في النصب هل لانه توقع ان يرى اصبعا زائدا او مفقودا .. وراى لوحة لشاب يجلس على صخرة يضع على وجهه قناع الغاز..مرت في سره لوحات دموية لشبان صغار تخترق خاصرتهم ورؤوسم القنابل المسيلة للدموع في ساحة التحرير ـ العاصمة ..
في البصرة مع بداية الظلام كان المحتجون وجلهم شبان يندفعون الى مبنى المحافظة يحملون الحجر والمصيادات اقواسها من اطر السيارات... متظاهر فكاهي يعلو صوته (بن الكلب .. كل يوم يمطرنا بقنابل الغاز وحين اشتريت قناعي كف من التصويب .. اشتريته ب 35 دينار ) وتذكر شابا اخر ينطلق كالبرق الى المسيلة ويقلب عليها اناء ويستقر فوقه فيخمدها فيما يندفع اخر بحماس الى المسيلات ويركلها للخلف مستمتعا باقواس الدخان التي تتشكل من قدمه الى ما بعد ظهره .
مر في خاطره (جبل احد )... احد الظرفاء وهو بدين يخاطب قوات الشغب فجرا عبر مكبرة الصوت : ( شباب فد مسيلة دموع يللله ترى ضجنا ... ونسونه بكم قنبلة ) ,,,, فيما يصرخ اخر من على سطح المطعم التركي : صارخا ( حططله... حططله ..) وهو يجري ومعه هب اخرون من مراهقين محاولين الامساك بالطير .سينسى الناس الاف الجرحى والمعاقين خاصة من بتّروا او فقدوا ابصارهم... ولكن سيبقى الشعار الخالد مغروزا بعمق في ذاكرة الاجيال (( باسم الدين باكونة الحرامية !!)).



#كاظم_حسن_سعيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرة الى الامام ليلة الدلالة..( مذكرات )
- الاصرار على الهش : مقطع من رواية (صنارة وانهار)
- العربة اليدوية : من مجموعة (بائع الجنائز)
- نص من كتاب (البريكان)
- الحريق نص من رواية (حي سليطة )
- نظرة شاملة


المزيد.....




- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...
- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - تظاهرات تشرين