أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعود سالم - أوريفيوس والمثلية














المزيد.....

أوريفيوس والمثلية


سعود سالم
كاتب وفنان تشكيلي

(Saoud Salem)


الحوار المتمدن-العدد: 7330 - 2022 / 8 / 4 - 12:44
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أركيولوجيا العدم
العودة المحزنة لبلاد اليونان
١٧ رسالة اوريفيوس

رافقت شخصية أورفيوس الأسطورية الفن والأدب الإغريقي ثم الأوروبي منذ عدة آلاف من السنين، وألهم العديد من الكتاب والفنانين في العصور القديمة كما في العصر الحديث: مونتيفيردي Monteverdi، جلوك Gluck، أوفنباخ Offenbach في مجال الموسيقى، بروغل الشاب Breughel، تينتوريتو Tintoret، روبانس Rubens، بوسّان Poussin، ديلاكروا Delacroix في مجال الرسم ، جان كوكتو Cocteau ومارسيل كامو Marcel Camus للسينما وغيرهم من الفنانين في مختلف المجالات ولاسيما مجال الشعر، حيث أبوللينير Guillaume Apollinaire الشاعر الفرنسي، كون سنة ١٩١٢، حركة فنية سماها "الأورفية - orphisme"، وقد ـنتسب أو كان قريبا من هذه الحركة كل من روبرت وسونيا دي لوني Robert et Sonia Delaunay، فرنان ليجيه Fernand Léger وبيكابيا Picabia وغيرهم من الفنانين التشكيليين. كما تبناه العديد من الفنانين المثليين، حيث رؤوا فيه رمزا للحرية الجنسية وإرتباطها بالإبداع الفني، ذلك إن حداده على يوريديس أبعده عن النساء الأخريات، وكان هذا الازدراء أو الإبتعاد عن المرأة يؤدي حتما، في نظرهم إلى المثلية. ونحن نعرف إدانة أفلاطون للشعر والشعراء، بخصوص هوميروس بالذات، ولكن كراهيته للموسيقى تكاد تفوق كراهيته للشعر. ففي حوار المـأدبة le Banquet يمكن أن نقرأ ما تقوله فيدر Phèdre بخصوص أوروفيوس :
"هم [ آلهة العالم السفلي] أرسلوا أورفيوس، ابن أويجر، من هادس، دون أن يحقق غايته التي جاء من أجلها. أظهروا له شبح زوجته التي جاء ليطلبها ولكنهم لم يردوها له، لأنهم اعتبروه مخنثًا، لأنه كان عازفا على القيثارة citharède وأنه لم تكن لديه الشجاعة الكافية من أجل الحب ليموت من أجلها كما مات Alceste، بالعكس من ذلك إستعمل الخداع ليدخل العالم السفلي حيا. ولهذه الأسباب أوقعت به العقوبة وجعل موته على يد النساء." يعطي إفلاطون، على لسان فيدر سببين لفشل أورفيوس في إعادة زوجته إلى عالم الأحياء، كونه مخنثا وكونه جبانا، وربط هذين السببين بكونه عازفا.
ولقد أسهبنا في ذكر العديد من التفاصيل بخصوص أسطورة أوريفيوس، رغم كون العديد من هذه التفاصيل أضيفت لاحقا وتدريجيا، أي بعد زمن طويل من نشوء الأسطورة، وذلك لمحاولة فهم الديانة الأورفية وعلاقتها بالديانات الإغريقية السابقة، وعلاقتها أيضا بالمسيحية.
أورفيوس حسب بعض الروايات قام في شبابه برحلة إلى مصرحيث رحب به الكهنة وقضى عشرين عامًا في دراسة أسرار الديانات والآلهة، ثم عاد إلى تراقيا وأحدث تحولات وقام بإصلاحات عميقة في التنظيم الديني القائم. العلاقة بين أوريفيوس وديونيسوس والأساطير المتعلقة بديانة ديونيسوس واضحة وعديدة. من بين أوجه التشابه الأخرى، يتم دائمًا وصف موت وتقطيع أوصال Orpheus في سياق ديانة ديونيسوس، حيث تم قتل ديونيسوس نفسه وتقطيع أوصاله من قبل الجبابرة التيتان، ويشير حظر الطقوس الأورفية للتضحية صراحة إلى هذا الحدث. بالإضافة إلى التشابه الكبير في شخصية أورفيوس وهويته الجنسية مع ديونيسوس الذي تربى بين النساء وكان يلبس لباس النساء ليهرب من مؤامرات الآلهة هيرا.
ففي الأسطورة ألأورفية، أي استنادًا إلى قصص أورفيوس، كان ديونيسوس - تحت اسم زاغريوس Zagreus - ابن زيوس من ابنته بيرسيفوني Persephone. وبأمر من هيرا Hera، تم تمزيق الرضيع Zagreus / Dionysus إلى أشلاء وطهيها ثم أكلها الجبابرة الأشرار Titans. لكن أثينا Athena أنقذت قلبه، وأعيد ديونيسوس للحياة من قبل زيوس من خلال سيميلي Semele، وصعق زيوس الجبابرة بالبرق، فأحترقوا والتهمتهم النار. من رمادهم جاء البشر الأوائل، الذين امتلكوا بالتالي الطبيعة الشريرة للجبابرة والطبيعة الخيرة أو المقدسة للآلهة. وهدف الديانة الأورفية هي تخليص البشر من هذا الجانب المظلم الموروث من التيتان وتطهير الإنسان بواسطة طقوس وعبادات وتراتيل سرية.
وقبل الذهاب أبعد من ذلك في وصف الديانة الأورفية، علينا أن نعود إلى الوراء قليلا لإستكشاف ديانة ديونيسوس وأبوللون، لأن هذين الإلهين لا يمثلون فقط الميثولوجيا الإغريقية، ولكنهم كانوا يُعبدون فعلا، لهم معابد وطقوس وكهنة وأتباع، وأوروفيوس جاء كمصلح لهذه الديانات القديمة وتقديم رؤية جديدة للعلاقة بين المرئي واللامرئي، بين الحياة المادية والروحية وبين الموت والميلاد.

يتبع



#سعود_سالم (هاشتاغ)       Saoud_Salem#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أي شيء
- عذاب اوريفيوس
- أورفيوس والنزول إلى الجحيم
- عروس البحر
- عودة الدين
- إنبعاث الأسطورة
- أناكسيمين وبداية العقل العلمي
- ورع الذئاب الإلهية
- أناكسيماندر وتحرر العقل
- وخلقنا من الماء كل شيء حي ؟
- طاليس وإختراع الفلسفة
- الخوف من الخوف
- ماهي الفلسفة ؟
- هزيود، الشاعر النبي
- في البداية، كان الشعر
- ليعم الصمت
- مقابلة صحفية مع الله - الحلقة الأخيرة
- مقابلة صحفية مع الله - الحلقة الثانيةَ عَشْرَةَ
- مقابلة صحفية مع الله - الحلقة الحاديةَ عَشْرَةَ
- عن السماء وفلسفة الكون


المزيد.....




- -لم أنم منذ الأمس-.. وزير داخلية الكويت فهد اليوسف يكشف قضية ...
- سوريا.. أحمد الشرع يصدر مرسوما بإعفاء ضريبي للأعوام 2024 وما ...
- مادورو يتهم الولايات المتحدة بـ-القرصنة- بعد احتجاز ناقلة نف ...
- واشنطن تقترح ممثلا في -مجلس غزة- وضغوط لبدء المرحلة الثانية ...
- كيف علق مادورو على احتجاز الولايات المتحدة ناقلة النفط؟
- ضغط أميركي على طرفي حرب السودان لقبول هدنة إنسانية
- تقرير إسرائيلي: نتنياهو يخطط لزيارة القاهرة ولقاء السيسي
- زلزال بقوة 6.5 درجة قبالة شمال اليابان وتحذير من تسونامي
- حرب السودان ترفض الحلول.. قيود إخوانية أم مخاوف قانونية؟
- فيضانات عارمة تتسبب في عمليات إجلاء جماعية بولاية واشنطن


المزيد.....

- العقل العربي بين النهضة والردة قراءة ابستمولوجية في مأزق الو ... / حسام الدين فياض
- قصة الإنسان العراقي.. محاولة لفهم الشخصية العراقية في ضوء مف ... / محمد اسماعيل السراي
- تقديم وتلخيص كتاب " نقد العقل الجدلي" تأليف المفكر الماركسي ... / غازي الصوراني
- من تاريخ الفلسفة العربية - الإسلامية / غازي الصوراني
- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعود سالم - أوريفيوس والمثلية