أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عبير سويكت - ماذا بعد إقرار حميدتي بفشل الحكم العسكري في السودان؟3-1















المزيد.....

ماذا بعد إقرار حميدتي بفشل الحكم العسكري في السودان؟3-1


عبير سويكت

الحوار المتمدن-العدد: 7330 - 2022 / 8 / 4 - 04:40
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


عبير المجمر (سويكت).

قراءة تحليلية لتصريح نائب رئيس مجلس السيادة السودانى حميدتى لى بى بى سى الدولية.

الجزء الأول

قناة بى بى سي الفضائية الدولية أجرت حوارًا مع نائب رئيس مجلس السيادة السودانى الفريق أول محمد حمدان دقلو، القائد الأعلى لقوات الدعم السريع،
حميدتى الذى تحدث "كمكون عسكرى"، كان تصريحه مؤكدًا على مصداقية المكون العسكري السوداني فى خروجه من الحياة السياسية السودانية انحيازًا لمصلحة الوطن ، نافيًا اى مراوغة سياسية.

داعيًا فى ذات الوقت المكونات المدنية للاتفاق فيما بينها، و ان حدث الوفاق و لم تجد وفاءًا بالعهود من المكون العسكري حينها يكون الحديث عن نفاق سياسى او مراوغة سياسية.
مبينًا كذلك انه سابقًا كان يكره السياسة و السياسيين، و لا طموح له فى القيادة، مضيفًا أن الأمر فى الاساس مرهون بالواقع السياسي السودانى، مشيرًا إلى انه فى السنوات الثلاث الماضية أصبح السودان ماضيًا نحو هاوية، و عليه ان أتت حكومة مدنية "اشترط" فيها المواصفات الآتية :
1- حكومة مسؤولة،2- من يديرها أُناس وطنيون، 3- قادرين على المحافظة على السودان و أمنه، 4- يحافظوا على إستقلال السودان، 5- حريصون على نهضته و استقراره ، 6- لا يعتمدون على سياسة المحاور و ليس لديهم أجندة مع اى جهة،7- لا يسعون لتفكيك السودان "طوبة طوبة"، 8- ناس وطنيين، 8-همهم السودان و يريدون بناءه،اذا تشكلت حكومة بهذه المواصفات، حينها بالتأكيد لن يكونوا جزءا من موضوع الترشح الانتخابي لإدارة السودان، و ستجد تلك الحكومة كل دعم منهم، و لكن فى حال حدث العكس، و رأوا ان السودان ينهار سيكونوا حاضرين، و هم جزء من الشعب السوداني، وما ينطبق على الآخرين ينطبق عليهم.

من جانب أخر جاء رده على سؤال محاوره من قناة ال بى بى سي حول إجراءات 25 أكتوبر التى أسماها البعض "إجراءت تصحيحه"، و آخرين انقلابًا عسكريًا ؟ و هل هم نادمون على تلك الخطوة؟. جاء رد نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو موضحًا انه : للأسف الشديد أنهم "لم ينجحوا فى التغيير"، لأسباب لن يتحدث عنها الآن على حد قوله، مبينًا انه بلا شك هناك أسباب لعدم نجاح "خطوة التغيير"، و انه بالتأكيد كانت هناك رؤية و أهداف لهذا التغيير، لكن للآسف الشديد لم تتم بحسب ما كان مخطط له، و فشلت الحكاية، و أصبحوا متجهين نحو الأسوأ، مضيفًا ان الخطوة كان لها إيجابيات و سلبيات.

مردفاً فى ذات السياق أن :
1- "دعم المجتمع الدولى" مهم للسودان، 2-المظاهرات اليومية تفقد السودان شبابه،3- و ترهق القوات النظامية التى دائمًا ما تكون فى حالة مجابهة و مواجهة، 4-و إنعدام الوفاق، جميع هذه الأشياء مجتمعة خصمًا على الناس، او بالاحرى خصمًا على السودانيين….الخ.

هذه التصريحات و اخرى سابقة لها من نائب رئيس مجلس السيادة السودانى، أحدثت ضجة في الوسط السودانى الشعبى و السياسى على حد سواء، و تباينت وجهات النظر حولها، كما تباينت تفاعلات القوى السياسية الحزبية أيضًا ، حيث أعتبرها البعض :
1- إقرارًا بفشل ما أسموه انقلاب 25 أكتوبر.
2-آخرين أعتبروا هذا التصريح جاء رضوخًا لمطالب القوى السياسية الضاغطة سياسيًا عن طريق مظاهرات الشارع.
3-و قوى المقاومة الثورية الشبابية اعتبرت التصريحات انتصارًا لإستمرار مقاومة الحركة الجماهيرية.
4-كذلك هناك من أعتبر ذلك مؤشرًا على تطور فى مسار الاحداث السياسية السودانية الداخلية ، و احتمال تسوية سياسية قريبة تعود بقوى الحرية و التغيير.

5-كما وصف البعض تلك التصريحات بالمناورة و المراوغة السياسية.

6-من جانب أخر هناك من أعتبر تصريحات حميدتى تشى بانقسامات و صراعات و خلافات داخلية بينه و رئيس المجلس السيادة و القائد الأعلى للجيش عبدالفتاح البرهان.

7- فى ذات الوقت هناك من استبشر بالخطوة و بأنها قد تكون بداية إنفراج للازمة السودانية.

و فى ظل انقسام و تباين الآراء السودانية الشعبية و القوى السياسية، إلا ان التسلسل التاريخ لتطور الأحداث فى الساحة السياسية السودانية، بالإضافة الى القراءة التحليلية و المهنية لسلسلة تصريحات حميدتى، ختامًا بتصريحه للقناة الفضائية ال بى بى سى، و بناءًا على الوقائع التاريخية السياسية، تقودنا تلك الوقائع مجتمعة إلى انه :
1- لا يوجد خلاف حاليًا بين رئيس مجلس السيادة السودانى البرهان و نائبه حميدتى، بل العكس يوجد توافق فى الرؤى على "التغيير التوافقي المُجمع عليه"، للخروج من النفق المظلم، و تجنيباً للسودان من كارثة محتملة بسبب التدهور الاقتصادى المؤثر سلبًا على الوضع الاجتماعي و الضائقة المعيشية، و مخاطر و مهددات أخرى .
2- تاريخ الرجلان، العسكرى"بالتحديد"، و ما ترتب عليه، يؤكد ان مصيرهم واحد، و مرتبط بعضهم البعض، و ليس من مصلحة أيًا منهما الانقلاب على الاخر.
3-كذلك مصير السودان يقع على عاتقيهما بعد إعلان المنظومة العسكرية الانحياز لمطالب ثورة ديسمبر السودانية المعتصمة آنذاك أمام القيادة العامة معقل الجيش السودانى و حصنه الحصين، و بيته الكبير.
4-إجراءات 25 أكتوبر كانت بإتفاق كامل شامل من المكون العسكرى، و توافق ثنائى بين البرهان و حميدتى، كذلك إجراءات 4 يوليو أصدر فى شأنها سعادة الفريق حميدتى بيانًا يوضح فيه تأييده لقرارات البرهان، كاشفًا عن أنها أتت عبر توافق داخلى بينهم كمنظومة عسكرية.
5- كما انه فى تصريحه لى قناة ال بى بى سى لم يصف حميدتى إجراءات 25 أكتوبر بالانقلاب، بل العكس، واصل في وصفها بإجراءات "التغيير"، الذى لم ينجح كما ينبغي له، لأسباب "لم يكشف عنها كلها"، و معروف فى السياسة أنه ليس كل ما يعرف يقال، لدواعى سياسية و أمنية و فنية و أستراتيجية، و لكنه فى ذات التصريح لى قناة ال بى بى سي أستمر فى شرح مبررات "إجراءات 25 أكتوبر" او على حد وصفه "خطوات التغيير"، موضحًا انه بلا شك عندما شرعوا فى "خطوات التغيير" فى إشارة لى "إجراءات 25 أكتوبر " بالتأكيد كانت هناك رؤية و أهداف لهذا التغيير على حد قوله ،مواصلاً : لكن للآسف الشديد لم تتم بحسب ما كان مخطط له، و فشلت الحكاية، لكن الخطوة كان لها إيجابيات و سلبيات .

6-فى ذات الصدد تصريحات حميدتى، يمكن قراءتها مهنيًا كمحاولة لتقييم تجربتهم، بإجابياتها و سلبياتها، نقد الذات، و إحداث مراجعات.

7- كما ان نائب رئيس مجلس السيادة يكشف بلا مراوغة سياسية انه فى حالة الفراغ السياسي، و إذا إقتضت الحاجة السياسية و الوطنية قيادتهم للدولة ، عبر عملية سياسية"إنتخابات"سيكونوا حاضرين، و هم جزء من الشعب السوداني، وما ينطبق على الآخرين ينطبق عليهم، إذن الرجل لا يستبعد خوضه عملية سياسية إنتخابية.

و يبقى السؤال القائم هو :
ما مدى حظوظه فى النجاح الانتخابي ؟ و ما مدى إحتمالية ان يجد قبول شعبى مجتمعى سودانى؟و ما مدى احتماليات تقبل العالم الاقليمى و الدولى له؟.

و من المعلوم ان السياسة فن الممكن، لا مستحيل فيها، و ميزانها غير ثابت، بل متغير، و يمكن ان تفاجئنا السياسة بما لا نتوقع، عنصر المفاجأة فيها حاضر لا يغيب.
كما انه من المعروف ان العالم الاقليمى و الدولى لا يعرف "العداوات الدائمة"، و لا الصداقات الدائمة، بل يميل لمفهوم "المصالح المشتركة"، و علاقات متنوعة و مختلفة مع أفريقيا أهمهما "العلاقات الإقتصادية" المتبادلة مع القارة البكر ذات الموارد العظيمة من بترول، غاز ، يورانيوم ، دهب…الخ.

و المجتمع الدولى لا يهمه من يحكم فى القارة السمراء؟ او كيف تحكم؟بقدر ما يشغله توفر بعض الأساسيات الرئيسية: من أمن و آمان، و سلم و سلام، ضمانا للسلم و السلام الدوليين، و عليه إن توفر مناخ جيد لإي بلدٍ ما داخلياً، و خارجيًا، سهل ذلك فى تعزيز علاقات جيدة و مربحة للطرفين ، و شراكات تستفيد منها الجهات
المعنية، و عليه تعبد السُبل لذلك و تيُسر المُعسرات .


نواصل للمقال بقية

2/08/2022



#عبير_سويكت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعى السفير السودانى جبير إسماعيل جبير
- خطاب السيسى فى قمة جدة بين طمأنت الخارج، و توجسات الميليشيات ...
- الصمت يغذى القمع، إستمرارية حصاد الأعضاء البشرية القسرى فى ا ...
- تدهور الأوضاع الأمنية بولاية النيل الأزرق بالسودان
- قراءة تحليلية فى خطاب رأس الدولة السودانية عبدالفتاح البرهان ...
- قراءة تحليلية هل خطاب البرهان مأزق أم مخرج؟
- فلنرفع أيدينا سويًا، و رؤوسنا معاً نحو السماء للثورية الوطني ...
- حول مظاهرات 30 يونيو بالسودان.
- وفاة وزير الرى و الموارد المائية بدولة جنوب السودان مناوا بي ...
- حول مقتل أحد أصوات الحقيقة و روح الحرية و الكفاح و النضال ال ...
- حول مظاهرات الكلاكلة بالسودان، و أستمرار إستخدام العنف المفر ...
- إستمرارية الاعتقالات التعسفية بالسودان، تردئ أوضاع المعتقلين ...
- حول أحداث أبو نعامة و الاستيلاء على أراضي المواطنين السوداني ...
- رحيل رجل السلم و السلام سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئي ...
- حول أحداث مخيم جنين بالضفة الغربية، وفاة الصحفية شيرين ابو ع ...
- حول أحداث مظاهرات الخميس بالسودان و المطالبة بمثول شهود قناة ...
- معرض-فرعون الأرضين: الملحمة الأفريقية لملوك نبتة- بمتحف اللو ...
- فى ذكرى مجزرة 29 رمضان و فض اعتصام القيادة العامة بالسودان.
- بمناسبة ذكرى مجزرة 29 رمضان بالسودان : فض الإعتصام ولجنة تحق ...
- من السودانيين رجالًا صدقوا ما عاهدوا الشعب عليه وجدى صالح أن ...


المزيد.....




- مزاعم روسية بالسيطرة على قرية بشرق أوكرانيا.. وزيلينسكي: ننت ...
- شغف الراحل الشيخ زايد بالصقارة يستمر في تعاون جديد بين الإما ...
- حمير وحشية هاربة تتجول على طريق سريع بين السيارات.. شاهد رد ...
- وزير الخارجية السعودي: حل الدولتين هو الطريق الوحيد المعقول ...
- صحفيون وصناع محتوى عرب يزورون روسيا
- شي جين بينغ يزور أوروبا في مايو-أيار ويلتقي ماكرون في باريس ...
- بدء أول محاكمة لجماعة يمينية متطرفة تسعى لإطاحة الدولة الألم ...
- مصنعو سيارات: الاتحاد الأوروبي بحاجة لمزيد من محطات شحن
- انتخابات البرلمان الأوروبي: ماذا أنجز المشرعون منذ 2019؟
- باكستان.. فيضانات وسيول عارمة تودي بحياة عشرات الأشخاص


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عبير سويكت - ماذا بعد إقرار حميدتي بفشل الحكم العسكري في السودان؟3-1