أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عبير سويكت - قراءة تحليلية هل خطاب البرهان مأزق أم مخرج؟















المزيد.....

قراءة تحليلية هل خطاب البرهان مأزق أم مخرج؟


عبير سويكت

الحوار المتمدن-العدد: 7301 - 2022 / 7 / 6 - 04:00
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    



قرر رئيس مجلس السيادة السودانى عبدالفتاح البرهان، و القائد العام للقوات المسلحة عبر خطاب الأمس الإثنين الموافق 4 يوليو 2022 الآتى:

‏‎• عدم مشاركة المؤسسة العسكرية في المفاوضات الجارية والتي تسهلها الآلية الثلاثية.
‏‎• إفساح المجال للقوى السياسية لتشكيل حكومة من الكفاءات المستقلة تتولى إكمال الفترة الانتقالية.
‏‎• بعد تشكيل الحكومة سيتم حل مجلس السيادة وتشكيل المجلس الأعلى للقوات المسلحة.

فى الوقت الذى تباينت فيه آراء و مواقف القوى السياسية السودانية من جانب، و الشارع من جانب أخر ، لا زال التصعيد الثورى مستمر بعد مظاهرات الثلاثين من يونيو2022.

و السؤال الذى يطرح نفسه بقوة من حيث رؤيتى التحليلية: هل خطاب البرهان مأزق ام مخرج من الأزمة السياسية السودانية ؟

حقيقةً، لم يسعفني الوقت، و التفاعل العاطفى مع قضية الشارع فى إيصال الرسالة التحليلية كاملة و شاملة اثناء استضافتى فى حلقة ال بى بى سى مع السيدة سلمى القيادية فى الحرية و التغيير المجلس المركزى ، و لكن لا بأس القلم فى يدى، و عليه سوف تكتمل الصورة بهذا المقال.

1/ من جانب خطاب البرهان يعتبر مأزق حقيقي حيال الأزمة السودانية للأسباب الآتية:

- خطاب البرهان لخص حل الأزمة السياسية و احتواءها فى (تسليم السلطة "للمدنيين ").
- و بهذا يكون قد اختزل جوهر القضية السودانية، و احتواء الازمة من حيث خطابه يكمن فى تسليم السلطة "للمدنيين"، مع العلم ان حكومة الإنقاذ "الجبهة الإسلامية" التى ثأر عليها الثوار الاحرار فى ديسمبر كانت حكومة "مدنية"، و تاريخ السودان السياسي يشهد بان جميع الانقلابات التاريخية فى السودان قامت بها الأحزاب "المدنية"، مستغلةً العسكر كأداة تنفيذية ، بدءًا من أنقلاب حزب الأمة الشهير و عملية التسليم و التسلم بين عبدالله خليل و العسكرى عبود، و دام ذلك "6 " سنوات تقريبًا ، ثم انقلاب الشيوعيين و القوميين العرب مع العسكرى جعفر نميري و دام الحكم "16 "سنةً تقريبًا ، تلى ذلك انقلاب "89 "الجبهة الاسلامية بقيادة الترابى و العسكرى عمر البشير"الأداة التنفيذية المستغلة " حيث كان التخطيط و التحضير للانقلاب و التدبير و حتى البيان من فعل و صنع ايادى المدنيين فى الجبهة الاسلامية، و ما كان البشير إلا مجرد غطاء و ستار ، و دام الحكم المدنى الديكتاتوري "30 سنة "، ختامًا انقلاب ابريل 2019 بين قحت الانقلابية و ابن عوف، و تقاسم السلطة نهارًا جهارًا مع المكون العسكرى بعد حادثة فض إعتصام القيادة العامة الشهير الذى كان ضحاياه أراوح "الشباب "الطاهرة.
- هى ذاتها نفس الاحزاب الانقلابية على مر التاريخ السودانى، التى وقعت على ميثاق حماية الديموقراطية فى عهد الصادق المهدى، و عندما تم الانقلاب على الديموقراطية آنذاك لم يتحرك لها ساكن ، لم تثور و تمور، و لم تحرك حتى جماهيرها فى مظاهرات عارمة تنفيذًا لميثاق حماية الديموقراطية و إدانةً للانقلاب ، و حتى الرئيس الديمقراطي المُنقلب عليه آنذاك لم يقوم باى اجراء قانونى لإدانة الانقلاب و المطالبة باسترداد الحكومة الديموقراطية، فظلت لعنة الشعب تلاحق تلك الاحزاب المدنية واصفةً إياها باستغلال العسكر كأداة تنفيذية ، و الانقلاب على الديموقراطيات، و التفريط فى الديمقراطية، و خيانة ثقة الشعب، و العمل من اجل المكاسب و المصالح الحزبية، و البعد كل البعد عن المصلحة الوطنية العظمى .
- اذن المعطيات و التاريخ يكشف بان "المدنية" لا تعنى "ديموقراطية"، و ممكن جدًا ان تكون مدنى انقلابى، مدنى و صاحب سلوك و فعل ديكتاتوري، و خير انموذج لذلك حكومة الإنقاذ "ون "، و الإنقاذ "تو "المتمثلة فى "قحت" التى انقلبت على الثوار و الشعب عندما اختطفت الثورة، عندما باعت دماء الشهداء و جلست مع شركاء الدم للتحاور و لتقاسم السلطة مع العسكر، قحت عندما خانت القضية الثورية، و هذا اقبح انقلاب مر على تاريخ السودان.
- تلاه انقلاب قحت على حلفائها شركاء السلام منذ أيام المفاوضات مع العسكر حيث قامت بتهميشهم و اقصائهم، و انفردت قحت بالمفاوضات حسب مزاجها و مصلحتها، ثم انفردت بالسلطة، و حاولت متعمدة اقصاء حلفائه شركاء السلام، حلفائها فى نداء السودان و فى الجبهة الثورية و فى تكوين قوى الحرية و التغيير، لم تشفع لهم تلك التحالفات المتعددة ، و سرعان ما قامت قحت باقصائهم عندما تمكنت من الحكم و الإدارة التنفيذية، بعد ان تم استغلالهم فى تحالفات مرحلية كان فيها شركاء السلام بالنسبة لى قحت عبارة عن "م ن" المغفل النافع .
- و جميع هذه الأسباب مجتمعة تأكد على ان المدنية لا تعنى الديموقراطية، و هناك انماذج عدة لديكتاتوريات مدنية، و عليه حل الأزمة يكون عبر "مشروع تحول ديمقراطي"، يمهد لانتخابات حرة نزيهة للخروج من الأزمة الاقتصادية، و تحسين معاش المواطنين، و حلحلت الملفات الدولية و الخارجية العالقة، و ضمان تنفيذ اتفاقية السلام، و عودة النازحين و اللاجئين، و غيرها من القضايا ذات الأهمية القصوى التى لا يمكن ان تحل او يفصل فيها فى ظل "حالة اللادولة و غياب السلطة التنفيذية"، و ضمانًا لاجراء انتخابات حرة نزيهة شفافة يستحسن ان تكون برعاية و مراقبة اقليمية و دولية( الأمم المتحدة، الإتحاد الاوروبي، جامعة الدول العربية، الإتحاد الافريقي، الترويكا).
- من جانب أخر لابد ان تسلم السلطة عبر عملية توافيقة، فى أجواء و ظروف خالية من الصراعات العسكرية المدنية، و الصراعات المدنية المدنية، و المشاكسات السياسية، و دون اقصاء لأى طرف .
- لان خطر الإقصاء يكمن فى إحتمالية و حتمية تكون جبهة معارضة واسعة بحجم و قدر الاقصاء الذى يقع على أطراف بعينها، و الجبهة المعارضة قد تعصف باى خطوة و محاولة للتقدم فى مشروع الانتقال السياسي الديموقراطي.
- كذلك خطر التصعيد دون المبرر ، ان لم يك نتاج لتعنت او رفض الطرف العسكرى لمطالب واضحة و موضوعية و عقلانية يضر بالقضية ككل ، و يكون بمثابة العثرة فى تجاه اى خطوة جادة نحو مشروع تحول ديمقراطي .
- أيضًا إنفراد فئات معينة بالسلطة و هى فاقدة للسند الشعبى و الجماهيرى، و لا تحظ بتأييد الأغلبية، فقط لانها تتصف بصفة "مدنية"، هذا نذير شؤوم بجبهة سياسية معارضة عريضة تقف أمام اى مشروع تحول ديمقراطي.
- ازدواجية المعايير خطر اعظم، فكما ان اعاده هيكلة و تشكيل الجيش مطلب شعبى، بالمقابل المطلب المرادف له هو تفكيك و إعادة تشكيل و تكوين الأحزاب السياسية المدنية المتهمة بالفساد الاداري فى بيتها الداخلى، و اختزال الديموقراطية داخل أحزابها، و اختطاف إرادة العضوية الحزبية، و هيمنة شخصيات و قيادات معينة على القرار و المناصب فيها، و فى حالات اخرى اختطاف داخلى و خارجى و فى آن واحد و لكم فى حديث "ابراهيم الامين" قدوة حسنة، و بما ان الأحزاب السياسية المنوط بها إدارة امر البلاد و العباد مستقبلًا، و هى التى سوف تخوض الانتخابات، و زمام الأمور السلطوية ستعود لها، و بالطبع هذا شأن عام لا تهاون فيه، فعليه لابد لها من مراجعة داخلية و محاسبة، و تفكيك التمكين الحزبى الداخلى، و إعادة الهيكلة و عدم اختطاف إرادة العضوية و القواعد المغلوب على أمرها ، فمن عجز فى ان ينفذ إدارة رشيدة داخل حزبه كيف سيكون الحال عند تولى شأن وطن بأكمله.

و نواصل للحديث بقية



#عبير_سويكت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلنرفع أيدينا سويًا، و رؤوسنا معاً نحو السماء للثورية الوطني ...
- حول مظاهرات 30 يونيو بالسودان.
- وفاة وزير الرى و الموارد المائية بدولة جنوب السودان مناوا بي ...
- حول مقتل أحد أصوات الحقيقة و روح الحرية و الكفاح و النضال ال ...
- حول مظاهرات الكلاكلة بالسودان، و أستمرار إستخدام العنف المفر ...
- إستمرارية الاعتقالات التعسفية بالسودان، تردئ أوضاع المعتقلين ...
- حول أحداث أبو نعامة و الاستيلاء على أراضي المواطنين السوداني ...
- رحيل رجل السلم و السلام سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئي ...
- حول أحداث مخيم جنين بالضفة الغربية، وفاة الصحفية شيرين ابو ع ...
- حول أحداث مظاهرات الخميس بالسودان و المطالبة بمثول شهود قناة ...
- معرض-فرعون الأرضين: الملحمة الأفريقية لملوك نبتة- بمتحف اللو ...
- فى ذكرى مجزرة 29 رمضان و فض اعتصام القيادة العامة بالسودان.
- بمناسبة ذكرى مجزرة 29 رمضان بالسودان : فض الإعتصام ولجنة تحق ...
- من السودانيين رجالًا صدقوا ما عاهدوا الشعب عليه وجدى صالح أن ...
- نداء لإطلاق سراح معتقلى لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو و ...
- حول الأحداث فى ولاية غرب دارفور ( مدينة الجنينة و محلية كرين ...
- تهنئة فخامة الرئيس الفرنسي الشاب إيمانويل ماكرون بمناسبة فوز ...
- حول تطورات أحداث تسعة طويلة في السودان.
- عصفورنا الروّح كلمتو و صيتو يكوس يسأل عنك
- لمن سيصوت المهاجرون من العرب والمسلمين في الانتخابات الرئاسي ...


المزيد.....




- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عبير سويكت - قراءة تحليلية هل خطاب البرهان مأزق أم مخرج؟