أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حميد حران السعيدي - مُتحَفٌ قادم














المزيد.....

مُتحَفٌ قادم


حميد حران السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 7328 - 2022 / 8 / 2 - 16:06
المحور: كتابات ساخرة
    


سيتحول العراق الى متحف حربي بعد أن صار ساحة قتال فذات يوم ستكون كل بقاياه آثار حروب سابقه.
نجوم مجتمعنا اليوم ليسوا رياضيون او فنانون حصدوا جوائز محليه وأقليميه ودوليه بل رجال يجيدون إستخدام السلاح ويجيدون توجيهه الى رؤوس وصدور أبناء جلدتهم وألى مبان ومؤسسات تحولت كلها الى اهداف .
فلاحونا تركوا (أرض السواد) لرياح التصحر ومؤمرات التجفيف ليحملوا (الكلاشنكوف وال Rbg 7 و الهاون ) بدلا من (المنجل والمسحاه) .
عمال البناء يشغلهم رفع الأنقاظ وإزالة آثار المعارك بدلا من بناء صروح ومعالم عمران حديثه .
أطبائنا وجهوا مشارطهم نحو أجساد الجرحى لإستخراج ما إستقر في أجسادهم من رصاص وشظايا بدلا من ان تعمل تلك المشارط في التجميل ومعالجة مايعالجه الأطباء في سائر بلدان الله الأخرى.
غادر الشعراء التغني بزقزقة العصافير ليتركوا للمهاويل الأشاده بأزيز الرصاص ومايخلفه (من أمجاد) سداها ولحمتها القتل والدمار ومايلحق بالعمارة من خراب .
الثارات هي الهم الأول لمصدري الموت والضغائن هي غرسهم الأكثر إنتشارا وكل مايجري على ألسنتهم هو تجييش ونشر ثقافة العسكره وطرح أفكار جديده لمواجهة (العدو) لإلحاق الهزيمه به وجذب أكبر عدد ممكن من القادرين على حمل السلاح لتنفيذ هذه المهمه (المقدسه) .
كلنا مشدود لمعارك الماضي ومن إنتصر جده في معارك( داحس والغبراء) يزهو ويفتخر ومن ذاق جده مرارة الهزيمه في تلك المعارك وماتلاها يشعر بالحيف ويريد غسل عار هزيمته بنصر يخطط له ويواصل ليله بنهاره مفكرا بما سيتبعه من طرق ومايعمل به من آليات .
الكل يجتهد وكل من موقعه بالعمل على توفير السلاح والعتاد بأكبر كميه ممكنه فلم يعد النصر سهل التحقق بما هو متوفر من أكداس عتاد وعديد أسلحه لان العدو جدد سلاحه وعلى الطرف الآخر ان يبحث عما هو أفضل وما زالت تروس مكائن مصانع الأسلحه تدين لنا بالفضل لأنناسبب دورانها المستمر وتجديد منتجاتها .
مقاييس إنتصاراتنا هي عدد ماأنزلناه في صفوف العدو من قتلى ومن حضوا بشرف الأعاقه ومن نالتهم نعمة النزوح ،وكلما زادت أعدادهم حق لنا ان نفتخر بما أنجزنا ولا بأس ان يضاف لذلك ماتم هدمه من مباني وجسور وشواهد حضاره ومعالم عمران .
غدت البساتين والأشجار أهداف إستباحها كل طرف من أطراف النزاعات المستمره لتدمير الجمال بحجة إلحاق أكبر الخسائر بمعسكر الأعداء !.
أطفالنا إكتسبوا مهارات خاصه في تمييز مصدر الأطلاق فهم بالسماع فقط يعرفون هذه طلقة (أحاديه) أو (p.k .c) أو (كلاشنكوف) ، بل انهم يميزون بين اصوات الاسلحه أثناء (المواجهات البطوليه) وأصواتها حين تطلق إحتفالا بعرس او ختان أو فوز فريق أسباني على فريق أسباني آخر أو حين تشييع أحدهم الى مثواه الأخير .
لا احد من سكان المعموره يتفوق علينا في خلق اجواء مناسبه لنشوب القتال ، فقد يكون حفل زفاف أحدهم مناسبة لمهوال يطلق كلماته الناريه محرضا على مهمة قتاليه قادمه ليكون احد عوامل تعجيلها ، ولربما كان تشييع أحدهم مناسبة لزفر مفردات الحقد والكراهيه ورفع معنويات الحضور وإستعدادهم ليوم موعود .
قد تجد بين شبابنا من يشعر بالخيلاء إعتزازا بسلاحه الشخصي أكثر من فخر المصنع الذي أنتجه ، لم تعد المدرسه هدف لأبنائنا يتبارون فيه بالذكاء والفطنه أو بالمواهب الرياضيه والفنيه لان هذه الأمور لم تعد من مستلزمات حياتنا اليوميه ،ولا بأس من مصادرة العقول بالمخدرات لأنها من عوامل تحفيز المقاتل على حسن الأداء.
أجيالنا القادمه _ إن كان ثمة أجيال ستعيش فوق هذه الأرض_ ستفتخر بأننا وفرنا على (اليانكي) مغبة قتلنا كما فعل مع (الهنود الحمر) وأخذنا على عواتقنا مهمة قتل بعضنا للبعض الآخر .



#حميد_حران_السعيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حضور(زعيبل)
- لحوم الماعز
- صخلة زويد
- بيتنا وبيوت الجيران
- الفتنه وما أدراك ما الفتنه
- أموال منهوبه
- أفضال (شنور)
- وجع راس
- عتب صديق
- فلوس (الهايشه) وين
- جديد البرلمان
- العجله من الشيطان
- الشعب والقياده
- أوكرانيا... العراق
- الحمى النزفيه
- ساحة الحبوبي
- (زمان) أضرب من أبوه
- آما آنَ لهذا العالم أن يستقر ؟
- كذبة القريه
- تحرير المسؤوليه


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حميد حران السعيدي - مُتحَفٌ قادم