أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحميد فجر سلوم - هل عرف العرب كيف يستغلون التنافُس الأمريكي الروسي عليهم؟.















المزيد.....

هل عرف العرب كيف يستغلون التنافُس الأمريكي الروسي عليهم؟.


عبد الحميد فجر سلوم
كاتب ووزير مفوض دبلوماسي سابق/ نُشِرَ لي سابقا ما يقرب من ألف مقال في صحف عديدة

(Abdul-hamid Fajr Salloum)


الحوار المتمدن-العدد: 7322 - 2022 / 7 / 27 - 20:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذُ اندلاع الحرب في أوكرانيا في 24 شباط 2022، وكلٍّ من أمريكا وروسيا، يتسابقان لِكسبِ كلٍّ منهما دعمِ وتأييد أكبر ما يمكن من دول العالم إلى جانبهِ سياسيا ودبلوماسيا واقتصاديا.. في آسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية..
العرب كانوا موضع مُنافسة شديدة بين الطرفين نظرا لِموقع المنطقة العربية القريبة من أوروبا ومن روسيا، وما تمتلكه من الثروات الباطنية، النفط والغاز، وحاجة أوروبا وأمريكا لذلك للتعويض عن الغاز والنفط الروسي.. إذ تزداد قناعة أوروبا كل يوم أكثر بضرورة الاستغناء عن مصادر الطاقة الروسية نهائيا.. لاسيما بعد أن تقلّص توريد الغاز إلى أوروبا إلى 20% من طاقة خط نورد ستريم 1، بدءاً من الأربعاء 27/ 7 / 2022، لأسباب فنية وبحجة اعطال في التوربينات، حسب الرواية الروسية التي لم يُصدِّقها الغرب..
**
أوروبا قد تكون أمام أزمة غاز لبعض الزمن، ولكنها تبحث عن البديل في كل مكان، وسوف يتوفر لها ذلك أخيرا..
فقد وقّعت المفوضية الأوروبية مذكرة تفاهُم مؤخرا مع أذربيجان لاستيراد الغاز الأذري..
كما تسعى كازاخستان في تنويع أسواق تصدير النفط، ليصل إلى أوروبا، إلّا أنّ موسكو وضعت عراقيل أمام ذلك، إذ أنه يُنقَل عبر أنابيب بحر قزوين التي تشترك فيها كازاخستان وروسيا.. ومن ثمّ إلى محطة بحرية بالقرب من ميناء "نوفوروسيك" الروسي، حيث يتمُّ تحميله بالناقلات للأسواق العالمية.. ولكن كازاخستان لديها الرغبة في ذلك.. وقد تجدُ سبُلا لتصدير نفطها بعيدا عن الضغوط الروسية.. وهي بعكس ما كان مُتوقّعا من انحيازها لروسيا في أوكرانيا، فقد حرصت على النأي بالنفس والوقوف على الحياد..
**
كما يجري الحديث جدّيا لدى الأوروبيين عن إحياء مشروع خط أنابيب الغاز (ميد كات) من إسبانيا إلى جنوب فرنسا.. وهذا المشروع كان قد توقف عام 2019 ، لأنه لم يكُن ذي جدوى اقتصادية حينها، أما اليوم فقد اختلف الأمر.. وتعتمد إسبانيا في 40 % من الغاز على الجزائر، ويمكن أن تكون الجزائر، بديلا عن الغاز الروسي لأوروبا..
**
وكان قد سبق للاتحاد الأوربي أن وقّع في أواسط حزيران 2022 مذكرة تفاهم مع مصر وإسرائيل لاستيراد الغاز.. وذلك تحت مظلة ما يُعرَفُ بمنتدى غاز شرق المتوسط..
وهذا سيسمح بتصدير الغاز الإسرائيلي عبر مصر..
**
كما يسعى الاتحاد الأوروبي لزيادة استيراد الغاز المُسال من نيجيريا..
بل يجري التسريع بمشروع مد خط أنابيب عبر البحر من نيجيريا إلى المغرب بطول سبعة آلاف كيلومتر، ثم إلى أوروبا..
**
وفي ظل المساعي الأوروبية في كل اتجاه، أعلنت هولندا وألمانيا عن مشروع مشترك للتنقيب عن مزيد من حقول النفط في بحر الشمال..
**
بالنتيجة سوف يتمكن الأوروبيون، عاجلا أم آجلا، بتأمين البديل عن الغاز والنفط الروسيين، وحتى يتحقق ذلك لا بُدّ من الكثير من الصعوبات، وبعدها ستعاني روسيا من وجود أسواق كافية لاستيعاب نفطها وغازها، وهذا سوف يؤثِّرُ على اقتصادها..
**
الاتحاد الأوروبي يتّهم روسيا باستخدام الغاز كسلاح سياسي، ولكن أوروبا ذاتها هي من استخدمت أيضا الغاز كسلاح سياسي، حينما قرّرت تقليل الاعتماد على الغاز الروسي رويدا رويدا، حتى يتمّ الاستغناء عن ذلك بالكامل لاحقا، وذلك في إطار العقوبات الأوروبية، والهادفة إلى إجبار روسيا لوقف الحرب والانسحاب من أوكرانيا..
**
في ظل هذا التنافُس الشديد، بين الغرب وروسيا، فإن هذا سوف يُعطي دورا للدول الأخرى من عالَم الجنوب، لِتشعُر بأهميتها والحاجة لها..
فحينما يتّفق الكبار، يأكلون الصغار، ولكن إن اختلف الكبار، فعلى الصغار أن يعرفوا كيف يستغلون ذلك لأجل مصالهم، لاسيما أننا في عالمٍ لا يستحي فيه أحدا حينما يتعلق الأمر بمصالحهِ ومصالح بلاده..
جاء الرئيس الأمريكي بنفسهِ إلى السعودية في أواسط تموز/ يوليو 2022 ، واجتمعَ في جدّة مع قيادات المنطقة، وانعقدَ مؤتمرا للأمن والتنمية، واصدروا بيانا مُشتَركا يُشكِّلُ خارطة طريق للعلاقة بين الولايات المتحدة وهذه الدول..
**
بعدها بأيامٍ اتّصل الرئيس الروسي بوتين مع ولي العهد السعودي، كي يجسَّ النبض ويعرف إلى أي مدى أثّرت زيارة بايدن بعلاقات المملكة مع روسيا..
**
وقبل زيارة بايدن للمملكة، كان وزير الخارجية الروسي لافروف، قد زار الرياض في أواخر أيار 2022 والتقى وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، بينما كانوا يعقدون الدورة 152 للمجلس الوزاري الخليجي، وذلك للاطمئنان أنهم سيبقون ملتزمين باتفاق (أوبك بلس+) وأن لا يستجيبوا للضغوط الأمريكية برفع سقف الإنتاج..
واتفاق (أوبك بلس+) هو اتفاق يضمُّ 23 دولة مُنتجة للنفط، بينها روسيا، إضافة إلى 13 دولة عضوا في منظمة أوبك.. ويهدفُ إلى خفض الإنتاج لتحسين أسعار النفط العالمية..
**
أيامٍ على مغادرة بايدن للمنطقة، وصل إلى القاهرة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في 23 تموز / يوليو 2022 والتقى الرئيس السيسي، وأجرى مباحثات مع نظيرهِ المصري، وزار أمين عام الجامعة العربية.. وألقى كلمة أمام مجلس الجامعة على مستوى السفراء المندوبين ليشرح الأوضاع والتطورات من وجهة نظر روسيا.. وهذا بمثابةِ ردٍّ على اجتماع بايدن مع زعماء المنطقة والتحدُّث معهم من وجهة نظر الولايات المتحدة..
ثم أكملَ نحو إثيوبيا وأوغندة والكونغو الديمقراطية..
وبموازاة ذلك، قام الرئيس الفرنسي إيمانويل ما كرون بزيارة إلى عدّة دول افريقية، ما بين 25 و 28 تموز/يوليو 2022 ، وهي الكاميرون، ذات الوزن المهم في وسط أفريقيا، وجمهورية بينين، وغينيا بيساو، والبحث في تجديد الشراكات العسكرية في أفريقيا، وأزمة الغذاء الناجمة عن الحرب في أوكرانيا، وقضايا الإنتاج الزراعي والمسائل الأمنية..
**
طبعا في كل هذه الجولات للمسؤولين الرُوس والغربيين، يسعى كلٍّ منهم أن يُقنِع الرأي العام، أنهُ ليس هو المسؤول عن أزمة الغذاء العالمية وإنما الطرف الآخر..
فروسيا تقول أن الغرب هو المسؤول بسبب العقوبات، والغرب يقول أن روسيا هي المسؤولة لأنها تمنع تصدير الحبوب الأوكرانية عبر مرافئ أوكرانيا على البحر الأسود..
للأسف إنها كما قصص الأولاد في قاعات الدّرس الابتدائية.. كل تلميذ يقول لستُ أنا المسؤول عن هذا الفعل الشنيع، إنهُ فلان..
**
بكل الأحوال، مصائبُ قومٍ عند قومٍ فوائدُ.. صراعات الغرب وروسيا، جعلتهم يتسابقون نحو الدول العربية والأفريقية (وهذا ليس حُبّا بهم) وكلٍّ يتودّدُ ويُذكِّرُ بعلاقات بلادهِ التاريخية، مع هذه الدولة أو تلك، ولولا الحرب والسعي للاستقطاب لما كان كل هذا الاهتمام والتودُّد..
**
والمفارقة أن روسيا وأمريكا تتنافسان وتختلفان في كل مكان بهذا العالم، ولكن تتفقان بالمُطلق حينما يتعلق الأمر بإسرائيل، وكلٍّ منهما يُزايدُ على الآخر بحرصهِ وغيرتهِ على إسرائيل وأمن إسرائيل.. رغم أن بوتين منزعج في هذا الزمن من انحياز إسرائيل لجانب الناتو، وربما لم يكُن يتوقّع ذلك، وكردِّ فعلٍ قام بحلِّ فرع (الوكالة اليهودية للهجرة) في روسيا، والتي تتعاملُ بشكلٍ أساسٍ مع الهجرة إلى إسرائيل.. ودعم الروابط مع يهود شتات العالم.. ولكن متى جاء ذلك؟. بعد هجرة مليون روسي يهودي إلى فلسطين المُحتلّة..
**
نعود لعنوان الموضوع، هل عرف العرب كيف يستغلون هذا الصراع الروسي الغربي لصالح قضية فلسطين؟.
الجواب كلّا..
إنها فرصة تاريخية ولكن العرب لم يعرفوا كيف يستفيدوا منها، بانتزاع اعتراف واضح وخطِّي ومكتوب وبموجب وثائق رسمية (بيانات وغيرها) تتعهدُ فيها روسيا وأمريكا، بالالتزام التزاما مُطلقا لا لُبس فيه بالمبادرة العربية للسلام، وعدم الاعتراف على أي حل لا يستند إلى ذلك.. والضغط على إسرائيل لتنفيذ بنود تلك المبادرة، ووقف كل الإجراءات والممارسات الإسرائيلية التي لا تنسجم مع جوهر وروح تلك المبادرة.. ورفض الاعتراف بها كأمر واقع.. وتبنّي تلك المبادرة بقرار يصدر عن مجلس الأمن الدولي تتبناهُ كلٍّ من روسيا وأمريكا، والدول الأخرى دائمة العضوية.. وأنه لا يمكن قبول حل للقضية الفلسطينية إلا بموجب ذلك..
فرصة تاريخية للعرب.. ولكن للأسف بعض العرب لم يعتبروا إسرائيل في أي يومٍ عدوا لهم.. وكل بلد عربي يبحث عمّا يمكن أن يستفيدهُ هو من الصراع الروسي الغربي، وليس فلسطين، او الجولان..



#عبد_الحميد_فجر_سلوم (هاشتاغ)       Abdul-hamid_Fajr_Salloum#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قمّة طهران.. وتركيا وإيران من زمن العباسيين وجالديران إلى من ...
- لماذا يقول القادَة العرب شيئا ويفعلون عكسهُ إزاء فلسطين؟. وه ...
- وانتهت جولة الرئيس بايدن في المنطقة.. فماذا كان الحصَاد؟.
- هل يمكن تصحيح تاريخ سورية مع لبنان أسوة بتصحيح تاريخ روسيا م ...
- ما العمل إن فشلت وساطة طهران بين دمشق وأنقرة؟.
- التاريخُ يُعيدُ نفسهُ والحربُ الباردة بدأت من جديد فكيف ومتى ...
- هل رهانُ الرئيس بوتين على مجموعة البريكس في قيادة عالَمٍ متع ...
- هل اجتماعات آستانة بخصوص سورية هي لإيجاد الحل أم لترسيخ نفوذ ...
- زيارة الرئيس جو بايدن المُزمَعَة للسعودية
- لماذا لم يُحسِن العرب استغلال المضايق الاستراتيجية القريبة م ...
- في الذكرى 55 لنكسة حزيران.. كيف تمكنت إسرائيل من هذا الاخترا ...
- لماذا لم يعرف العرب كيف يستغلون الجُزر الاستراتيجية في الخلي ...
- نهايةُ جولةٍ جديدةٍ للجنة الدستورية السورية دون الإعلان عن أ ...
- الطائفية هي المُنتصِر الوحيد في الانتخابات النيابية اللبناني ...
- الانتخابات البرلمانية في لبنان وتكريس الطائفية والانقسام
- هل ستدفعُ سورية ثمنا للصراع الأمريكي الروسي في أوكرانيا؟. وم ...
- واغتصابٌ جديدٌ للشرف العربي على أرضِ جِنين !!..
- لماذا تقفزُ فورا للأذهان العصبيات الطائفية في كلِّ حادثةٍ وو ...
- هل عاد الرئيس أردوغان للعمل بنظرية أحمد داوود أوغلو؟.
- أيها الفلسطينيون أيها العرب أيها المسلمون: كيف ستخشاكم إسرائ ...


المزيد.....




- بتدوينة عن حال العالم العربي.. رغد صدام حسين: رؤية والدي سبق ...
- وزير الخارجية السعودي: الجهود الدولية لوقف إطلاق النار في غز ...
- صواريخ صدام ومسيرات إيران: ما الفرق بين هجمات 1991 و2024 ضد ...
- وزير الطاقة الإسرائيلي من دبي: أثبتت أحداث الأسابيع الماضية ...
- -بعضها مخيف للغاية-.. مسؤول أمريكي: أي تطور جديد بين إسرائيل ...
- السفارة الروسية في باريس: لم نتلق دعوة لحضور الاحتفال بذكرى ...
- أردوغان يحمل نتنياهو المسؤولية عن تصعيد التوتر في الشرق الأو ...
- سلطنة عمان.. مشاهد تحبس الأنفاس لإنقاذ عالقين وسط السيول وار ...
- -سي إن إن-: الولايات المتحدة قد تختلف مع إسرائيل إذا قررت ال ...
- مجلة -نيوزويك- تكشف عن مصير المحتمل لـ-عاصمة أوكرانيا الثاني ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحميد فجر سلوم - هل عرف العرب كيف يستغلون التنافُس الأمريكي الروسي عليهم؟.