أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحميد فجر سلوم - زيارة الرئيس جو بايدن المُزمَعَة للسعودية















المزيد.....

زيارة الرئيس جو بايدن المُزمَعَة للسعودية


عبد الحميد فجر سلوم
كاتب ووزير مفوض دبلوماسي سابق/ نُشِرَ لي سابقا ما يقرب من ألف مقال في صحف عديدة

(Abdul-hamid Fajr Salloum)


الحوار المتمدن-العدد: 7282 - 2022 / 6 / 17 - 17:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تأتي زيارة الرئيس جو بايدن للسعودية في أواسط تموز / يوليو 2022 وسط أجواء دولية عاصفة..
فرياح الحرب في أوكرانيا تلفحُ وجه أوروبا، والعالم.. لِما تسبّبت به من أزمة طاقة وأزمة غذاء نتيجة مساعي الغرب للاستغناء عن الغاز والنفط الروسي، ونتيجة العراقيل أمام تصدير القمح..
وفي شرق آسيا، في منطقة المحيط الهادي، تزداد الأوضاع توترا، بين الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة من جهة، وبين الصين من جهة أخرى.. وكذلك بين حلفاء أمريكا وكوريا الشمالية..
فالصين تهدد بالحرب في حال اعترفت الولايات المتحدة باستقلال (تايوان) التي تتمتع حاليا باستقلال ذاتي، وتعتبرها الصين جزءا لا يتجزّأ، من أراضيها..
بينما يُحذِّر التحالف الرباعي للحوار الأمني المعروف أيضًا باسم "كواد"
(Quad)
والذي يضمُّ(الولايات المتحدة وأوستراليا واليابان والهند) يُحذِّرُ الصين من محاولات تغيير الوضع القائم بالقوة، عن طريق الغزو..
وفي ذات الوقت، اثارت الاتفاقية العسكرية بين الصين وجُزُر سليمان(وهي دولة عضوا في الأمم المتحدة) القلق لدى الولايات المتحدة وأوستراليا وبريطانيا(وهُم أعضاء في تحالُف "أوكوس"
) ..AUKUS
فضلا عن قلق بعض الجُزُر الأخرى في المنطقة(وهي دولٌ أعضاء في الأمم المتحدة أيضا)..
كما تسعى بكينٍ لعقد اتفاقات أخرى مع جُزُر عديدة في المنطقة، مما يوسِّع من نفوذها في أهم مناطق المحيط الهادي استراتيجيةً، وهذا يُقلِقُ الولايات المتحدة وحلفائها..
وقد أثار تزويد أوستراليا بغواصات نووية في وقتٍ سابقٍ، قلق الصين..
**
عدا عن التوتر في منطقة الخليج، والتهديدات المُتبادَلة بين إيران وإسرائيل، فهذه تقول أنها طوّرت طائرات إف 35 لضرب أهداف في إيران، وإيران تقول أنها تنتظر خطأً من إسرائيل كي تزيل تل أبيب وحيفا عن الأرض..
هذا عدا عن خشية دول الخليج المتزايدة من برنامج إيران النووي والصاروخي.. واتجاهها نحو إسرائيل للبحث عن الحماية والتزوُّد بالسلاح، وأنظمة الصواريخ والرادارات الحديثة..
وكذلك الحالة المتوترة في سورية، حيث يهدد أردوغان باجتياح جديد للأراضي السورية بعمق 30 كم .. والاعتداءات الإسرائيلية التي لا تتوقف على السيادة السورية، وآخرها قصف مطار دمشق الدولي في العاشر من حزيران 2022 ، وإخراجه من الخدمة لبعض الزمن..
يضافُ لذلك عشرات الملفات الساخنة في أرجاء عديدة من العالم، ومنها في الوطن العربي ملف الخلافات بين المغرب والجزائر، وملفات ليبيا والسودان واليمن..
عدا عن التوتر في القدس والأقصى..
**
إذا في خضم هذه التوترات الإقليمية والدولية تأتي زيارة بايدن، وذلك بعد حضورهِ أيضا القمة التاسعة للقارتين الأمريكيتين، في 6 /6/ 2022 في لوس أنجلوس، وعدم دعوته لكلٍّ من كوبا ونيكاراغوا وفنزويلا، تحت ذريعة عدم الالتزام بالديمقراطية..
**
فماذا حدا بالرئيس بايدن للقيام بهذه الزيارة في هذا التوقيت، وبعد تردُّدٍ، وتجاهُلٍ لِكافة تصريحاته بالماضي المُعادية لولي العهد السعودي وتحميله المسؤولية عن دم الصحفي (جمال خاشقجي)؟
الجميع يحفظ المقولة الشهيرة، لا يُوجدُ في السياسة صداقات دائمة ولا عدوات دائمة، وإنما يوجد مصالح دائمة..
والمثل الشعبي الذي يقول (الرجال عند حاجاتها أرانب)، هذا المثل ينطبق على الدول وزعامات الدول أيضا.. واليوم الرئيس بايدن أمام حاجتهِ يضعُ خلف ظهرهِ كل المعاني والقيم التي تحدث عنها بالماضي.. حتى بات موضع استهزاء في العديد من وسائل الإعلام، والسياسيين، لدرجةِ قولِ أحد المسؤولين السعوديين السابقين أن بايدن سيحصل على الشرعية من ولي العهد السعودي، بعد انخفاض شعبيته في الولايات المتحدة، نتيجة أزمة الطاقة الحالية، والغلاء والتضخم، وزيادة أسعار المحروقات..
فهل سيفلح في تحقيق أهدافه من هذه الزيارة؟
**
زمن أول تحوّل.. ودول الخليج التي كانت رهن إشارة واشنطن بالماضي، يبدو أنها لم تعُد كذلك اليوم.. وباتت العلاقة بالنسبة لها علاقة مصالح تخدم الطرفين وليس طرفا واحدا.. وكل خطوة تخدم واشنطن يجب أن تقابلها خطوة تخدم السعودية، أو غيرها.. ولم يعُد هناك عطاءً دون أخذِ مُقابِل..
وهذا يعني أنه سيكون هناك إعادة صياغة للعلاقة الأمريكية السعودية التي أرسى دعائمها كلٍّ من الملك عبد العزيز آل سعود، والرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت على متن الطرّاد (كوينسي) في شباط 1945 وقامت على مُعادلَة (الأمن مقابل النفط أو الطاقة).. أي تضمنُ واشنطن أمن السعودية (ودول الخليج) بكل ما يعني ذلك من تسليحٍ ٍ ودعمٍ ومساندةٍ، مُقابل حصولها على النفط ومصادر الطاقة..
ومعادلة (الأمن مقابل النفط) القديمة، دخلت بين مدٍّ وجزرٍ منذ وصول باراك أوباما لرئاسة البيت الأبيض في كانون ثاني 2009.. وخاصّة بعد توقيعه على الاتفاق النووي مع إيران في تموز/يوليو 2015 دون الأخذ بعين الاعتبار مشاغل السعودية ودول الخليج، فاعتبروا ذاك الاتفاق طعنة لهم وإطلاقا ليد إيران بالمنطقة.. وكذلك بعد الحرب في اليمن..
ولا سيّما بعد أن ضعُفَ اهتمام أمريكا بنفط المنطقة إثر استخراج النفط الصخري، ولكنه عاد اليوم من جديد بعد حرب أوكرانيا وأزمة الطاقة العالمية وحاجة أوروبا للبحث عن مصادر طاقة بديلة عن المصادر الروسية.. وهنا تتجلّى الفرصة النادرة للسعودية في تحقيق طلباتها من واشنطن..
تماما كما يفعل أردوغان في استغلال حاجة الناتو لهُ كي يقبل عضوية فنلندة والسويد ويفرض عليهم مناقشةَ شروطٍ ما كانوا على استعداد لمناقشتها بالماضي..
فهل ستفلح السعودية لجعلِ هذه العلاقة أشبهُ بالعلاقة بين دول الناتو، إن ما تعرّضت أيٍّ منها للخطر فكافة دول الحلف مُلزمة بالدفاع عنها، والوقوف إلى جانبها.. والالتزام بالتعاون والتنسيق في كافة القضايا التي تهمُّ الجانبين؟
وهل ستفلح في إعادة معادلة (الأمن مقابل النفط) التي صبغت العلاقات السعودية الأمريكية على مرِّ الزمن؟
ولكن ألَن تطلب واشنطن أيضا، اصطفاف السعودية إلى جانبها في صراعاتها مع روسيا وإيران والصين، أسوة باصطفافات دول الناتو مع بعضها بعضا؟
**
طبعا كل هذا سوف يُمهِّد إلى إنشاء تحالفات عسكرية جديدة، لا يُستبعَد أن تكون إسرائيل جزءا منها، إن ما أفلحت واشنطن في التطبيع بين الرياض وتل أبيب..
وما قرار" بايدن" بعقد قمة مع كل زعماء دول الخليج فضلا عن مصر والأردن، ورئيس وزراء العراق(الكاظمي) سوى مسعى لتعويم إسرائيل أكثر بين دول المنطقة، ودمجها كاملا في منطقة الشرق الأوسط.. لاسيما أن زيارته إلى تل أبيب ستسبق زيارتهِ للرياض..
**
فهل المنطقة أمام مُنعطفٍ جديدٍ ومرحلة جديدة في تاريخها؟
تبدو الأمور كذلك.. وللأسف الشديد أن كل ذلك يبدو وكأنهُ يصبُّ في مصلحة إسرائيل التي لم تُقدِّم حتى اليوم أي تنازُل في القضية الفلسطينية، والتي تبدو وكأنها أصبحت من الملفات القديمة غير المهمة بالنسبة لغالبية العرب.. أو كأننا أمام تحقيق بعض الخرافات الدينية الصهيونية.. كما هرمجدون وما شابهها..



#عبد_الحميد_فجر_سلوم (هاشتاغ)       Abdul-hamid_Fajr_Salloum#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا لم يُحسِن العرب استغلال المضايق الاستراتيجية القريبة م ...
- في الذكرى 55 لنكسة حزيران.. كيف تمكنت إسرائيل من هذا الاخترا ...
- لماذا لم يعرف العرب كيف يستغلون الجُزر الاستراتيجية في الخلي ...
- نهايةُ جولةٍ جديدةٍ للجنة الدستورية السورية دون الإعلان عن أ ...
- الطائفية هي المُنتصِر الوحيد في الانتخابات النيابية اللبناني ...
- الانتخابات البرلمانية في لبنان وتكريس الطائفية والانقسام
- هل ستدفعُ سورية ثمنا للصراع الأمريكي الروسي في أوكرانيا؟. وم ...
- واغتصابٌ جديدٌ للشرف العربي على أرضِ جِنين !!..
- لماذا تقفزُ فورا للأذهان العصبيات الطائفية في كلِّ حادثةٍ وو ...
- هل عاد الرئيس أردوغان للعمل بنظرية أحمد داوود أوغلو؟.
- أيها الفلسطينيون أيها العرب أيها المسلمون: كيف ستخشاكم إسرائ ...
- لماذا ينتظر التُجار والباعةُ في سورية شهر رمضان ومواسمُ الأع ...
- ما هذا الأمن القومي العربي الذي ستتكفّلهُ إسرائيل؟.
- الجدلُ الدولي حول التدخُّل العسكري الروسي في أوكرانيا وموقف ...
- ما هو الدور الذي لعبتهُ ثقافة الفساد والمُحاباة ورأسمالية ال ...
- هل من دولة توسعت عبر التاريخ إلّا بالقوة؟. وما أفضل أشكال ال ...
- بعد 11 عاما حمراء وسوداء هل أصبح السوريون أوراقا في مهب الري ...
- ألَسنَا اليوم في عالمٍ متعدِّد الأقطاب؟. أم يجب الاتفاق رسمي ...
- بعد 59 سنة من وصول البعث للسلطة ألَا نشعُر أننا بحاجة لِمُرا ...
- الحرب في أوكرانيا تفتح جروح أوروبا التاريخية..فلا غَرَابة في ...


المزيد.....




- لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م ...
- توقيف مساعد لنائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصا ...
- برلين تحذر من مخاطر التجسس من قبل طلاب صينيين
- مجلس الوزراء الألماني يقر تعديل قانون الاستخبارات الخارجية
- أمريكا تنفي -ازدواجية المعايير- إزاء انتهاكات إسرائيلية مزعو ...
- وزير أوكراني يواجه تهمة الاحتيال في بلاده
- الصين ترفض الاتهامات الألمانية بالتجسس على البرلمان الأوروبي ...
- تحذيرات من استغلال المتحرشين للأطفال بتقنيات الذكاء الاصطناع ...
- -بلّغ محمد بن سلمان-.. الأمن السعودي يقبض على مقيم لمخالفته ...
- باتروشيف يلتقي رئيس جمهورية صرب البوسنة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحميد فجر سلوم - زيارة الرئيس جو بايدن المُزمَعَة للسعودية