أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياحة والرحلات - احمد الحمد المندلاوي - مهزلة في خفايا المنطاد ..














المزيد.....

مهزلة في خفايا المنطاد ..


احمد الحمد المندلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 7312 - 2022 / 7 / 17 - 10:19
المحور: السياحة والرحلات
    


# تسلّق إحدى القمم العالية هرباً من أشياء كثيرة تجلب له ألوان التعاسة و الضجر و الرتابة،ولا يرغب أن يبقى هكذا و هو في أذيال عقده الخامس أسيراً لأمور تافهة،وأوهامٍ فارغة ؛و معلقاً بحبال واهية مهزوزة من الآمال المجهضة..

في لحظة وردية راودته فكرة اقتنع بها كليّاً ،من هنا قرّر أن يتحرر من كلّ قيد و صفد يريد أن يعكر مزاجه الشفّاف،ويخالف خلجات نفسه بحكمة واقعية،و يهجر حفنات من التملق و حُقنٍ من الزيفِ والتي يلفّها حبُّ الذات والمصلحة الشخصية.

لذا تراه باحثاً عن عشٍ جديدٍ يأوي اليه بلا إكدارٍ و إهدارٍ؛ آوى الى هذه القمة الحصينة ليبني له صومعة فيها بعيداً عن هزاهز الحب العنيفة..وتباريحِ الهوى؛و أروقة التباهي الفارغ،و ليهجر ميدانها المتقلب الى الأبد،و يفتح قلبه للأثير اللامتناهي..
عاش هادئاً مرتاحاً لا تلدغه عقارب الجفاء؛ولا أفاعي الهجران،و ديدان التخلف، سعيداً بتأملاته الملوّنة التي جمعتْ عمر الخيام، وبابا طاهر العريان كلٌّ منهما يتبطّأُ رباعياته العرفانية في مربد هذا الفضاء..والحلاج الدرويش ينتظر بلهف الشروع بتلاوة الأشعار ليعبأ في كشكوله العجيب شيئاً منها..هنا فرهاد ،و ررويش عبدي ،و زمبيل فرووش،وهناك شاعر العرفان سعدي الشيرازي ينثر حكمه من سماءِ شيراز الى أنحاء المعمورة..الى دلهي لتتواءم مع مقطوعات طاغور الساحرة،في سرادق سرمدية حكم زرادشت .

وذات صباحٍ رأى منطاداً زاهياً تسلّل الى ثنايا صومعته المتواضعة بهدوء؛و بلا إستئذان؛ولا جواز سفر،تلمس أركانه الرقيقة ليجدَ علامة للدولة الصانعة (ميد إن ..Mead In ،ساخت كشور ..) فلم يعثر على شيء غير كلمتينِ أزليتينِ (الإنسان- القدر) ، الصمت خيّم عليه برهبة ساخنة.. ثمَّ خاطب المنطادَ الزائر بلا دعوة:
- ماذا جاء بكَ الى هنا أيُّها المنطاد الجميل؟ هل جئت لتزاحمني..أم تبحثُ عن وكرٍ أكثر سعادة في هذه الصومعة المنسلخة من أتربة الأرض..ودخان المكائن و العجلات المزعجة؛والكروش المنتفخة،و القهقهات الزائفة،أم ما دافع مجيئكَ الى هنا تاركاً وراءكَ المصابيح الملونة،والأزاهير والوجوه المشرقة و ضجيج الأطفال..أم وراء الأكمةِ ما وراءها ؟ أم هناك في جعبتك أشياءُ من الصعب الخوض في غمارها؛أو التحدث عنها بهذه العجالة..تكلم أيها المنطاد الأبله؟؟
- غادرْ المكان فوراً .. و إرحلْ الى حيثُ شئتَ بعيداً عني.

صمتٌ بعد هذا الهذر من الكلام لأنَّه يخاطب جماداً،حتى و إن كان زاهياً جميلاً يبقى جماداً بلا روح..المهم عنده إنَّــه أفرغ شحناتٍ متنافرة كانت تنقرُ مخابئ ذاكرته..يكاد أحياناً يسمع أصواتَ النقر من بين حشاياه و تعاريج مخه.

بانت عليه ابتسامة هازئة..ساخرة من نفسه حيناً ،ومن هذا المنطاد الفضولي حيناً آخر . وفي أثناء هذا المعمعان راوده سؤال جدّي :

- أنا سعيد و مرتاح في صومعتي هذه..في أعالي هذا الجبل، فكيف بي اذا ما حلقتُ بهذا المنطاد الى قمة أشم،وأبعد من هذه ..قد تقارب الثريّا و درب التبّانة؛أو نلجُ في عالم الثقب الأسود..و بذا سأكون أسعد من هذه الحالة حتماً..إذاً سأمتطي صهوة هذا المنطاد الزاهي باحثاً عن سعادة أشمل،وهناء أكمل للروح، نائياً عن تباريح الجوى و سراديب الألم ..
ما إنْ ركب المنطاد حتى سقط الى الأرض فتعثر بحبٍّ جديدٍ؛ ومأوى أتعس!!
ر



#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسماء قديمة في الذاكرة الإنسانية/ج1
- أسماؤنا..سفراؤنا/قسم1 ،
- أغاريد من كومه سنك 1
- قرأتُ لكم ..1
- جولات ثقافية من مندلي/1
- هناس - 6
- غائب جمعة ,,,
- كفن تحت الطلب..
- موهوب من كنكير...
- رجال من مندلي /المدرس -1
- من شهداء حرية الرأي و العقيدة
- إحصائية أولية .. 2022م
- سياحة غراب في فضاء غير مرئي ..
- و سرابايل الوهَنْ ..
- هناس مندلي -022-
- ما شاء الله المندلاوي المكاري
- هناس مندلي -01-
- الى عكد المندلاوي ..
- الديالاوي ...
- .الموسوعي د.عدنان محمد قاسم


المزيد.....




- محمد عبده يكشف تلقيه -العلاج الكيماوي-.. ماذا دار في آخر محا ...
- استبدلا جنسيات وأسماء كثيرة. قصة أشهر زوجين في تاريخ الاستخب ...
- فيديو: توقيف ناشطين فرنسيين بعد رشهما قاعة المرايا الشهيرة ب ...
- في اليوم العالمي للصحافة.. الجزيرة ممنوعة في إسرائيل بأمر من ...
- شاهد: اغتيال مسؤول روسي بعبوة ناسفة في مدينة زاباروجيا الأوك ...
- بي بي سي تدخل مخيم احتجاج طلابي مؤيد لغزة في جامعة نيوكاسيل ...
- نبيل بنعبد الله ضيف برنامج Le Debrief – حلقة 4 ماي 2024
- بعد أن حظرتها إسرائيل.. خمسة أشياء يجب معرفتها عن قناة الجزي ...
- حزب الله يرد على القصف الإسرائيلي لقرى الجنو ب باستهداف مستو ...
- -كتائب القسام- تعلن مسؤوليتها عن قصف موقع -كرم أبو سالم- الع ...


المزيد.....

- قلعة الكهف / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياحة والرحلات - احمد الحمد المندلاوي - مهزلة في خفايا المنطاد ..