ومضة ضوء -درس إسرائيلي جديد في الديمقراطية لدول الشرق الأوسط..-

محمد سعد خير الله
محمد سعد خيرالله عضو رابطة القلم السويدية
(Mohaemd Saad Khiralla)

الحوار المتمدن-العدد: 7308 - 2022 / 7 / 13 - 17:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

صباح يوم الثلاثين من يونيو الشهر الماضي وفي نصف ساعة تم حل الكنيست وتحدد موعد للانتخابات القادمة ،رئيس الوزراء بينيت أعلن اعتزاله للسياسة، ويائير لبيد أصبح
رئيسا للوزراء، وبعدها
بستة أيام وفي مؤتمر صحفي مراسمي لتسليم السلطة تبادل
الثنائي "بينيت ولبيد " عبارات الثناء والتشجيع والتمني بالتوفيق ،لتتحول الحكومة إلى حكومة تسيير أعمال ويكون يائير لبيد رئيس الوزراء رقم 14 في تاريخ إسرائيل ،تم تحديد نوفمبر القادم لكي يكون موعداً للانتخابات الخامسة في أقل من أربعة أعوام، كل ذلك يتم في سهولة ويسر بدون أدني مشاكل بدون كوارث بدون "دم " مشاهد عصية على التكرار في واقعنا العربي بالشرق الأوسط دروس في الديمقراطية والانتقال السلس للسلطة، بعيداً عن التصفية والاغتيالات والفوضى والرغبات الشعبية الجارفة المستحقة لخلع حكام التصقوا بمقاعد السلطة وهيلمان الحكم وحولوا أنفسهم بمساعدة كهنة الدين إلى "آلهة مقدسة " وما أكثرهم
في عالمنا، أظن أن الأسئلة المنطقية لكل من شاهد "بتجرد " المؤتمر المراسمي لتسليم السلطة من بينيت إلى لبيد ،كانت هى "متى نرى تلك المشاهد في دولنا ؟ وما هو المطلوب لكي تتحقق ؟ وما هي الأثمان واجبة الدفع ؟ومن أين نبدأ؟ وكيف تكون البداية؟ وغيرها !!!

وفي الحقيقة فإن ذلك الدرس لم يكن الأول في السنوات الأخيرة، الدرس الأهم من وجهة نظري كان "رحيل نتنياهو " بالديمقراطية وهو صاحب الرقم القياسي في عدد سنوات حكم إسرائيل أكثر من مؤسس الدولة ذاته "دافيد بن غوريون "
واختلفنا أم" اختلفنا" معه فلا ينكر عاقل ومنصف الانجازات الهائلة التي حققها على كل المستويات لدولة إسرائيل وهي انجازات لو تحققت على يد حاكم شرق أوسطي لبلده لكان الآن
"مقدساً فوق الدولة والقانون " مطلق العنان يفعل ما يريد وقتما يريد دون حسيب أو رقيب ،،فإذا بنا نجده في لحظات ينتقل من مقعد السلطة إلى صفوف المعارضة ويتم محاكمته على
كل اتهامات الفساد التي انتهجها أثناء فترة حكمه وهي اتهامات في "مجملها " لا ترقى لما يقدم عليه بعض رؤساء الأحياء في منطقتنا "بقائمة الاتهامات تلقّي السجائر والشمبانيا "تخيلوا" ممن لهم مصالح، على مدى سنوات

ولكنها الشفافية والمحاسبة وتأكيد للمؤكد بأن الدول لن تحيا وتتقدم وتزدهر إلا بالعدل و سيادة القانون والفصل بين السلطات والعمل المؤسسي "

وبالذهاب إلى آخر استطلاع للرأي العام الإسرائيلي، نشر منذ عدة أيام أجرى "معهد كنتار " واذاعته قناة كان أظهرت نتائجة
حصول كتلة اليمين برئاسة نتنياهو على 59 مقعداً ،يقابلها
55 مقعداً لكتلة المركز واليسار برئاسة لبيد ،وهو ما يعني فشل المعسكران السياسيان في إسرائيل بالحصول على الأغلبية المطلوبة لتشيكل الحكومة ومن ثم احتمالية الذهاب إلى انتخابات سادسة إن لم تتغير خريطة التحالفات خلال الشهور المتبقية لحين إجراء الانتخابات والظروف مواتية جدا لتلك التغييرات في ضوء ما يتردد وما يلوح في الأفق ويتعلق بزيارة "بايدن" للمنطقة ،بدأت منذ ساعة ومفاوضات الاتفاق النووي الإيراني و تطورات محاكمة نتنياهو
وما يتردد عن قرب انضمام السعودية إلى الأتفاق الإبراهيمي
"اتوقع حدوثه قبل نهاية العام " والتوتر الأخير ما بين "إسرائيل وحزب الله " بعد تصعيده للأحداث وإطلاقه لعدد من المسيرات نحو حقل كاريش
للغاز..

في جميع الأحوال نحن على موعد مع خريف استثنائي غير عادي لسجالات ومبارزات في الديمقراطية تبدأ بالانتخابات السويدية هنا في سبتمبر القادم والمتوقع لها أن تكون ساخنة
بدرجة لم تحدث من قبل وتلك قصة أخرى وموضوع لمقال آخر
وينتهي بالانتخابات الإسرائيلية في نوفمبر القادم أخر شهور الخريف ،لنستمتع ونشاهد ونتعلم
وأتمنى من كل قلبي معايشة ورؤية انتقال كل ما نشاهدة ونتحدث عنه إلى دولنا العربية عن ما قريب.

لوند الأربعاء 13يونيو 2022

#محمد_سعد_خير_الله (هاشتاغ)       Mohaemd_Saad_Khiralla#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل