-تماثيل. تتحطم نحو عالم جديد-

محمد سعد خير الله

الحوار المتمدن-العدد: 6606 - 2020 / 6 / 30 - 11:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

"حياة السود مهمة " ليست عبارة عابرة وليس هتاف احتجاجي استنكاري لمقتل المواطن الأمريكي من أصل أفريقي #جورج_ فلويد.

بقدر ما هي بلورة ونتاج لحالة غير مسبوقة من العصف الذهني للمجتمعات الإنسانية والعالم الحر ، والتي تسببت أزمة وجائحة وباء الكورونا بالنسبة لهم في إعادة التأمل والتفكير والقراءة،، للتعاطي مع الواقع بنظرة متأملة بعيدة عن ماكينة الالهاء الحياتية ، كانت هذة المجتمعات تنتظر حادث فلويد أو اي فلويد بأحد مدنها لكي تخرج تعلن لنا تمردها على السيستم العام الذي تبين زيفه في الكثير من الأمور بالنسبة لهم .

من كان يتخيل ولو للحظة أن الأنظمة الحاكمة التي تصدع ادمغتنا ليل نهار عن غزو الفضاء والتحكم في الكوكب.

تنسحق مثل هذا الانسحاق امام الفيروس للدرجة التي يتضاءل معها النظام الصحي داخل المشافي ويكون قرار العيش لإنسان يتحدد بوجود جهاز تنفس شاغر من عدمه.

كان هذا الواقع المر الكارثي ولحظات فقد الاحبة والمغادرة هو قلب لحظة الصعق لينتج لنا هذة الفورة الإنسانية النادرة الغير مسبوقة في وعيها الجمعي بعد إعادة أنسنة العقل والضمير




لتخرج معها الجموع الهاردة بالعواصم الأوربية في لحظة استثنائية من التطهر الإنساني لترجمة التمرد

والاحتجاج والاعتراض، على سيستم عام مكنونه ومتنه وصلبه الادعاء الأجوف، خرجت الجموع بعد مراجعات وتأمل وتفكير لكي تعلن لنا عن عقد محاكمات شعبية لكل من ارتكب جرائم لا تسقط بالتقادم ،خرجت فحطمت تماثيل كريستوف كولومبوس، ونستون تشرشل ،ليوبوك الثاني ، ربورت مليجان ، ادوار كولستون وجميعهم له انجازات متفردة في نهضة بلدانهم ولكنهم بطريقة أو بأخرى سقطوا سقوطا زريعا في الاختبار الإنساني ووقعوا في فخاخ الكراهية والعنصرية والتمييز.


تتمرد الحشود تعترض تحتج تطالب بعالم أكثر إنسانية وتعايش وتسامح وانصهار ما بين الجميع، فتخرج أجهزة وسيستم وفرق ترسيخ الأمر الواقع والاستفادة والاستمرارية للأنظمة الحاكمة ، وما بين كر وفر هنا، وتحقيق بعض التقدم هناك إلا أن الواقع ينذرنا بأن الأمور مهما تعطلت أو تعثرت إلا أنها تمضي في الطريق المأمول ،تراكم اليوم ذخيرة للغد نحو آفاق أكثر رحابة وسمو إنساني، ولكن ما يحزني أننا في قلب عالمنا العربي لم نبارح إلى الان مواقع المشاهدة فإلى متى ؟؟. وهذا عنوان لمقال اخر.

---

قناة الحوار المتمدن على اليوتيوب
نحو يسار عربي جديد حوار مع الباحث الماركسي اللبناني د. محمد علي مقلد	واقع ومستقبل اليسار العالمي والعربي حوار مع المفكر الماركسي الفلسطيني غازي الصوراني

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات