أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - علاء الدين أبومدين - عيد الأضحى وطريق انتصار ثورة ديسمبر














المزيد.....

عيد الأضحى وطريق انتصار ثورة ديسمبر


علاء الدين أبومدين

الحوار المتمدن-العدد: 7304 - 2022 / 7 / 9 - 22:38
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


بقلم: علاء الدين ابومدين

أعاد الله عيد الأضحى المبارك على كل أحبابنا وأهلنا وأصدقائنا ومعارفنا بالخير واليمن والبركات.
وجعله الله مناسبة يستذكر فيها السودانيون قيم ثورة ديسمبر 2018 في الحرية والسلام والعدالة والتوق للرفاهية، ويستلهمون من روحها وقيمها العالية وتضحياتها الغالية، أسباباً لوحدة قوى الثورة على أساس من نسب التمثيل العادل للفصائل السياسية وليس الكتل.. وكذلك آلية ديمقراطية لاتخاذ القرار قائمة على موافقة ثلثا قوى الثورة في القضايا الدستورية مثل: التوجه الاقتصادي للدولة، وطبيعة العلاقات الخارجية، ونظام الحكم؛ والعلاقة بين المركز والأقاليم، ونوع مدنية الدولة وعلاقتها بالأديان وكريم المعتقدات والأعراف، وكذلك العلاقات ما بين الأقاليم.. إلخ.
على أن تكون آلية اتخاذ القرار قائمة على موافقة نصف قوى الثورة زائدا واحد ( 50 + 1) فيما دون القضايا الدستورية.. وذلك حتى نكون أقرب لمنهج وممارسات الديمقراطية التي نناضل من أجل تحقيقها..
ففي مثل ذا القول من اقتباس من دين غالبية السودانيين في هذا العصر {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} ما يتطابق مع دارج القول المأثور (فاقد الشيء لا يعطيه).. في معنى أن التغيير الحقيقي إنما يبدأ في دواخلنا أولاً، ثم ينتقل إلى مؤسساتنا المدنية السياسية وغير السياسية، ثم يتحقق ويصير واقعاً..
فأي تجربة لا يتعلم منها الفرد او المجتمعات أو الشعوب والدول، تتكرر كما حدثت من قبل أو تتكرر بطريقة أكثر حدة.. وفي قول آخر (التاريخ يعيد نفسه)..
ومن تجاربنا المتكررة: الانقلابات العسكرية على تجاربنا الديمقراطية (قصيرة الأجل) سواء كما حدث في انقلاب 17 نوفمبر 1958، أو في انقلاب 25 مايو 1969، او انقلاب الإسلاميين في 30 يونيو 1989 أو حتى الانقلاب الحالي.. فكل تلك الانقلابات إنما حدثت بعد اختلافات حادة بين القوى السياسية ترافق معها عجز عن حل تلك الخلافات بشكل ديمقراطي.. الأمر الذي استدعى تدخلاً للعساكر بدعوة من فصيل واحد أو أكثر، وأحيانا جراء انتهاز الفرص من طرف العساكر تأسياً بأقرانهم في المنطقة، وبتحريض منهم في أحيان أخرى؛ مثل ما جرى في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، كظاهرة انتظمت عموم المنطقتين العربية والافريقية وما عرف اصطلاحا بـ "دول العالم الثالث".. والنتيجة أنه من جملة 63 عاماً تمثل عمر استقلال السودان حتى الانتصار الجزئي لثورة ديسمبر المستمرة في 2019.. عاش السودان فترات حكم عسكري شمولي بلغت 52 عاماً، سنوات الديمقراطية فيه أقل من 11 عاماً، إذا قمنا بخصم ثلاث سنوات انتقالية سبقت الانتخابات العامة في فترات الديمقراطية الثلاث السابقة..
وبالطبع لم ينجح الحكم العسكري الشمولي في السودان في تحقيق نجاحات شبيهة بما جرى في دول أخرى مجاورة، إزاء اختلاف طبيعة الثقافة والقيم المجتمعية الحاكمة في السودان، وعلى رأسها سمة الاعتداد الشديد بالنفس كسمة رئيسية غالبة في الشخصية القومية السودانية... وهذا مبحث مهم كنت قد كتبت عنه في 2007 وقد أعود له في مقام آخر.. الشاهد أن السودان القديم قد سبق إمبراطوريات وممالك ودول زامنت نظامه السياسي (القديم) قبل آلاف السنين حين تبنى صيغ ديمقراطية للغاية بمقاييس ذلك الزمان في اختيار قائد الجيش أو/ وزير الدفاع حاليا عبر موافقة أهل الحل والعقد.. وهو أمر نجد مظاهره تمتد حتى دولة الفونج الحديثة نسبياً وطبيعة نظام الحكم الفيدرالي بها.. بل حتى في اختيار العمدة في السودان قبل أو/ رغم تدخلات الانقليز والحكومات الوطنية، مقارنة بالتوريث، ليس في وظيفة العمدة فحسب، بل حتى في المهن الحديثة في حقول الطبابة والقضاء والشرطة والجيش والمخابرات والتمثيل الدرامي.. إلخ، كما جرى عليه الحال في دولة شقيقة وجارة مثل دولة مصر..
كما أنه في ميادين الاعتصام بكل ولايات السودان في ثورة ديسمبر 2018 استحضرت قيم سودانية تعود لآلاف السنين في تأكيد على (ثباتية) معهودة للقيم في معظم الشعوب ذات الحضارات العريقة.. ومن ذلك صور التكافل الاجتماعي النبيلة، والشجاعة حد التهور، والنجدة حد الجود بالنفس؛ لدى المجتمعات السودانية، وكذلك (عندك خت، ما عندك شيل).. كما استدعى السودانيون لقب (كنداكة) وأطلقوه على شريكاتهم في النضال من الثائرات السودانيات.. وريثما نتمثل قيم وروح ثورة ديسمبر العظيمة كما عبر عنها شعار (حرية، سلام وعدالة) والشوق للرفاهية النابع عن إدراك ووعي بمقدرات السودان الطبيعية والبشرية، ثمة تضحية أخرى منتظرة في عيد الفداء الأكبر، ألا وهي: الاشتغال الإيجابي لسمة الاعتداد الشديد بالنفس بأن يكون الأكرم بين الأحياء، من لا تأخذه العزة بالإثم وتبقيه في طور الجمود والتكلس مما يخلق عوائق ملموسة أمام وحدة القوى الثورية السودانية، وبالتالي يعطل أو / يمنع تحقيق أهداف الحرية والسلام والعدالة والرفاهية للشعب السوداني.



#علاء_الدين_أبومدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تداعيات بزوغ النظام الدولي الجديد ومسؤولية وزراء القطاع الاق ...
- بكائية قحت الاختطاف!؟
- ليت ذلك كذلك يا صديقي..
- أزمة حمدوك وأزمة خلية الأزمة
- البعث السوداني وتطرف بعض قوى الاختطاف
- قراءة في الإعلان السياسي الجديد لحكومة حمدوك – البرهان
- مبادرة حمدوك وعدل ميزان القوى لصالح ثورة ديسمبر 2018
- خطاب حمدوك والنزاع بين وجدي و جبريل
- تجربتي في علاج (كورونا) أو كوفيد - 19
- مظاهرات الطلاب ودور الحكومة الجديدة
- صحيح أن توقيت استرداد الأراضي غير ملائم... ولكن
- توقعات ومآلات الانتخابات الرئاسية الامريكية في نوفمبر 2020
- تقييم مختصر لخطاب حمدوك التلفزيوني
- حمدوك و البدوي يدعوان لمؤتمر اقتصادي يوم القيامة
- حمدوك التكنوقراطي ووصفة الفشل
- حول قرار قوى الحرية والتغيير استمرار التفاوض غير المباشر بعد ...
- مشاركة البعث السوداني وعدد من القوى الناشطة في ندوة الحركة ا ...
- المركزية الديمقراطية وانتهاء صلاحيتها
- أوراق من الواحة: صحفي في بيوت الأشباح
- فى ندوة الجامعة الامريكية، دعوة لتوحيد قوى التغيير السودانية ...


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - علاء الدين أبومدين - عيد الأضحى وطريق انتصار ثورة ديسمبر