أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عماد عبد اللطيف سالم - جاسميّة أم الكَيمر وقانون تناقص الغِلّة














المزيد.....

جاسميّة أم الكَيمر وقانون تناقص الغِلّة


عماد عبد اللطيف سالم

الحوار المتمدن-العدد: 7303 - 2022 / 7 / 8 - 22:34
المحور: كتابات ساخرة
    


بينما كنتُ مُنشغِلاً بـكيفيّة الذهاب من "يرموكٍ" سابق، والوصول لأسواق"التفّاحِ الأخضرِ"، في "مأمونٍ" سابق .. بينما أنا مُنشَغِلٌ بهذا الأمر الجَلَل.. وإذا بـ جاسميّة "أمّ الكَيمَر"(وكانت تُكنّى سابقاً بـ جاسميّة "أمّ الِلبَن"، ولكنّ "الحِراك الاجتماعي الزائف" هو من عمل على إنجاز " نقلتها النوعيّة " من حالٍ إلى حال)، تتوجَّهُ نحوي مباشرةً، وهي تحملُ بيديها الكريمتين صحنَ" كَيمرٍ"، ناصع البياض، وذو رائحة ريفيّة باذخة، يستحّقُ أن يخون الأنسانُ من أجله بلاده كلّها( من "سبتة ومليلة"، إلى مضيق هرمز)، ليحصلَ على كيلو واحدٍ منه.
"جاسميّة" هذه تعرفُ أنّني"إقتصادي" فظيع ، و"مسودَن"، بسبب نقاشٍ سابقٍ معها حول سريان قانون "تناقص الغِلّة" على إنتاج أبقارها من الحليب" كامل الدَسَم".. وهو الأمرُ الذي دفعها إلى بيع كيلو "الكَيمر"( العربيّ القُحّ ) بـ 40 الف دينار في عيد الأضحى المبارك من العام الهجري المُنصَرِم.. ( وأودّ التاكيد هُنا على كلمة "مُنصَرِم"، لأن دلالاتها اللغويّة، والسلوكيّة، تعجبني جداً) .. يومها قالت لي بثقةٍ استفزّت "كرامتي الأقتصاديّة" المهدورةِ دائماً، أنّها فعلت ذلك استناداً إلى مبدأ "الكلفة ـ العائد" في مزرعتها السعيدة.
"جاسميّة" صاحت بي وأنا أحاولُ اقتحام أبواب"التفّاح الأخضر"، التي اشتبكت على عتباتها أرجل وأذرع "أقوام" قادمة من جميع احياء بغداد: لا يابه خوش اقتصاديّين، ودولاركم بـ 1500 دينار .. ثم مدّت رأسها نحوي، فأمتلأ "المأمون" كلّه برائحة الحليب الطازج .. و بصوتٍ خفيضٍ يشبهُ الهمس، قالت لي وكأنّها تبوحُ بسرٍّ خطير، وبلُغَةٍ اقتصاديّة سليمة: سأعوّضُ "خسائري الدولاريّة" في عيد الأضحى"المُنصَرِم" ، و سأبيعُ كيلو "قيمر العرب" غداً بـ 60 الف دينار .. وسنرى كيف سيتدخلُ البنك المركزي لمنعي من ذلك.. وسنرى أيضاً، كيف سيتمكنُ "المؤمنون – المسلمون" من تعويض هذا الأرتفاع "الحلزوني- الجامِح" في المعدل العام للأسعار(وجاسمية "العارِفة" تقصد بذلك معدل"التضخّم" استناداً للرقم القياسي لأسعار المُستهلِك) ، وهي "مُعادلة" لا يعرفها الكثير من "أساتذة" الإقتصاد الحاليّين، ومعهم عدد هائل من طلبة الدراسات العليا!!! ..
واختتَمَت " جاسميّة " تهديدها ،وهي "تركبُ" سيّارتها البيكاب نيسان دبل قمارة الـ "فُل أوبشن" موديل 2022، بلونها "الكَيمريّ" الضارب للزرقة، وتشيرُ لي بأصابعها الرقيقة، التي تشبهُ أصابع رجال الأعمال في شارع "الوول ستريت":[ وقد أُعذِرَ .. من أنذَر].
أوّلُ سؤالٍ تبادَرَ إلى ذهني وأنا أنظرُ إلى "جاسمية" الصارمة هذه، بإرادتها التسويقيّة التي لا تلين هو: ما دامت مشاكلنا الرئيسة هي مشاكل اقتصادية أساساً .. فلماذا لايتم ترشيح "جاسميّة" هذه لمنصب رئيس الوزراء ؟؟
كانتْ يدي المعروقة لاتزالُ ملتصقةً بـ "جامة" مدخل "التفّاح"، من شدّة الحر.
أفلَتُّ يدي من مقبض الباب، ودفعتُ عنّي "الجموع" الغاضبة.. وعدتُ إلى غرفتي لاهثاً مثل جُروٍ عطشان..
ولابو حتّى "المسواك".. وحتّى الدولار.. وحتّى"كَيمر العرب".. وحتّى الإقتصاد.. وحتّى المفاوضات للتوافق على رئيس للوزراء.. ولا بو حتّى قانون تناقص الغلّة لإنتاج"أبقارنا" الضاحكة من الحليب كامل الدَسَم .. في مزارعنا السعيدة.



#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- و بعدَ عامينِ يا هِشامُ.. انتَصَرَ القَتَلَة
- أُمّي وأنا والموت و خِرفانِ العيدِ المَرِحَة
- قبلَ أن تنتَبِهَ العصافير
- لا شيءَ.. ولا شيءَ.. ولا أنتَ حتّى
- أنا صديقُ الأشياء والأشياءُ أصدقائي
- غسيلُ الأموالِ والأنفُسِ والوجوهِ المُريبة
- أكاذيب همنغواي
- سيّارات السَخام العراقي الجميل
- عن روّاد مقاهي الشأن السياسي في فضائيّات العراق
- مثلُ وجعٍ محذوف.. يشتاقُ إليكِ قلبي.
- سعرُ صرفِ أرواحنا
- العراق.. سينما
- استفتاءٌ على موتنا والنخيل
- مولات الدولة وكهرباءها الوطنيّة
- رومُ بغدادَ و رومُ قلبي
- 50 مئوي.. داخل العائلة
- النساءُ.. وجوه
- في عيد الأب
- وزير المالية الإتّحادي في العراق: بين الورقة البيضاء للإصلاح ...
- في نهايةِ قميصها الأبيض.. هذا اليوم


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عماد عبد اللطيف سالم - جاسميّة أم الكَيمر وقانون تناقص الغِلّة