أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - ابراهيم صالح حسن - الحداثات الثلاث ( الحداثة وما بعد الحداثة والحداثة الفائقة ) في الفكر التنظيمي . مقاربات ومقارنات فكرية















المزيد.....

الحداثات الثلاث ( الحداثة وما بعد الحداثة والحداثة الفائقة ) في الفكر التنظيمي . مقاربات ومقارنات فكرية


ابراهيم صالح حسن
كاتب وباحث

(Abrahim Saleh Hasaan)


الحوار المتمدن-العدد: 7286 - 2022 / 6 / 21 - 01:27
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


التحقيب الزمني للمفاهيم الثلاثة يبدو جلياً في الفكر السوسيولوجي اذ ارتبط مصطلح الحداثة بمفهوم العقلنة والتنوير بالفكر الغربي في القرن السابع الميلادي اذ دعى كل من موسى مندلسون(1729- 1786) في مقال نشره للحصول على جائزة افضل بحث بالتنوير واتخذ المقال طابعاً لاهوتياً وبعد ذلك تلاه العالم الالماني الشهير ايمانويل كانت (1724- 1804) حول اهمية التفكير والعقل في انتاج مجتمعات قائمة على المعرفة اذ يعتبر كانت رائد الحداثة الاول وقال بأن الأفراد يجب ان يكونوا ذو ارادة للتفكير ما هو مفيد في الحياة والاستفادة من الطبيعة واستغلالها للأنتاج حياة متحضرة تختلف عما كان في السابق الى جانب دعوته الى المسألة الاخلاقية وحفظ كرامة الانسان وشيوع العمل الاخلاقي الصالح بين افراد المجتمع ويورد احد مفكري فرانفكفورت الشهيرة هابرماس قضية مهمة حول فكرة الحداثة قائلا بأن الحداثة لاتتعلق بالتطور الحاصل في الوقت الحالي ففي اي فترة زمنية يمكن ان تكون هنالك حداثة مثال ذلك ظهور الزراعة كعامل اقتصادي مهم هو حداثة كذلك الصناعة اي انتاج فكري او اقتصادي جديد على مجتمع ما يعتبر حداثة . ويعتبر هابرماس اهم منظري الحداثة التنظيمية الذي حاول ربط القضايا الاقتصادية والسياسية والثقافية ضمن إطار عمل قدمه من خلال تفكيك النظرية الماركسية من جديد ونادى بان الرأسمالية ستصاب بأزمات متكررة يجب ان تحل مشاكلها من خلال الفعل التواصلي مع العلم والتقنية ويرى (Felix Alvarado,1996) ان الحداثة التنظيمية تستند على مكونات هي العقلانية والتمايز والكفاءة والرقابة والتسليع المكثف ,من جهته ماكس فيبر يرى اهمية الحداثة من خلال عقلنة المجتمع ونبذ الوهم والخرافة والعمل على تكثيف الانتاج الصناعي وخلق المزيد من المعرفة من خلال الافراد الموهوبين او ذوي الكفاءة وتغيير سياسات العمل حداثة وتشجيع الابتكار .
وفي الجانب الاخر انتقادات مفكرين ما بعد الحداثة لقصور المعرفة التي يولدها الافراد تشكلت عن ثلاث توجهات الاول ما صرح به جان جاك روسو على أن المعرفة التي اخذت تتطور تمسخ الإنسان وتجعله في روح المنافسة ودعى على العودة إلى الطبيعة بدون مجتمع متحضر فاقد للمعرفة الروحية وبناء الإنسان ذو قيم, والثاني تأثير الفلسفة النيتشوية في العشرون والتي تشير الى ان الانسان مثقل بهمومه والامة وان العقل وحدة غير كافي لاشباع حاجاته وكأنها انبعاث عدمي جديد يلوح في الافق والاخيرة هي الفلسفة الفرويدية والجنس في علم النفس متمثلة بسيموند فرويد واستكملت بعد ذلك ابنتة آنا فرويد ومجموعة من المفكرين والذين يرون بأن الغرائز هي من تحرك الانسان نحو دوافعة مثل الجنس وحب السلطة والأنتزاع والـتأثير في الاخرين وحب المديح والثناء والتقدير وهذه التوجهات شكلّت ارضية خصبة لنقد المعرفة والافراد ذوي المعرفة وعلى مر التاريخ عانى الفكر البرجواز ازمات كثيرة وفي الوقت المعاصر ألازمة الأنسية (اي معاناة الانسان من قلق وخوف وسير الى المجهول وسيطرة الرغبات والغرائز) وافراغ المحتوى المعنوي للانسان وابتعاد الانسان همومه ومصيره المتستقبلي لذلك ظهرت الكثير من الفلسفات التي نادت برؤية الوجه الاخر للانسان وابرزها الوجودية التي نادت بأن يخلق الانسان مصيرة ويقود ذاتة بأعتبارة سيد الطبيعة. اذ ان ردود بعض المفكرين الغربيين جاءت نتيجة لاستخدام المعرفة في تسخير الأشياء والتنافس والغلبة ومن الملاحظ ان الفكر التجريبي انتقل من مراحلة الثلاث اولا بدأت بتأليه الحق المطلق ويقصد به الله ثم تأليه الإنسان في كثير من الفلسفات كالكأنطيه والوجوديه ثم انتقلت الى مرحلة تأليه المادة وكأنها عودا على بدأ لمذهب ديمقريطس اليوناني المادي وتأليه المادة وقد ظهر مؤخرا مصطلح( التشييء) اي ان كل شي في الوجود هو عباره عن أشياء تستخدم لاشباع حاجة او ابتكار وتطوير أشياء جديدة مثل السلع والخدمات وحتى الأفكار والمعرفة حسب الفلسفة التفكيكية لجاك دريدا والذي دعا إلى تفكيك النصوص والعبارات اي ( تكرار القول والبحث في النصوص لإنتاج معرفة أخرى قد تكون أهملت في سياق التعبير او المعنى فضلا عن ذلك الإنسان غدا سلعة أيضا وهذا هو ديدن الفكر الغربي وعلى رأسه المنطقية الوضعيه. وهذا ما رد على كثير من فلاسفة الفكر على ان يكون الأفراد بأفادة الناس بمعرفتهم لا لاستغلالهم او اهمال قيمهم .
مجتمع ما بعد الحداثة يتصف بعدم التجانس والتغيير والتمزق والانقطاع والانعطاف في المجالات المجالات الواسعة للعمليات والتغييرات المعقدة والفوضوية وغير المتوقعة فضلا عن ذلك يبتعد علم ما بعد الحداثة عن اليقين المطلق ويرفض مفاهيم الأنظمة الثابتة وغير القابلة للتغيير والحقائق المطلقة لصالح مفاهيم التعقيد والاحتمال المتطور ويؤكد على الترابط بين الكائن الحي والنماذج البيولوجية وبالتالي ينتقل من كون مستقل وغير قابل للتغيير إلى كون مفتوح وذاتي التنظيم وديناميكي يتغير ويتطور باستمرار. كل هذا دعى الى ظهور توجهات جديدة في الفكر التنظيمي الى الاهتمام بالافراد ومصيرهم وهمومهم والالامهم وخلق بيئة تعاونية ومساعدتهم من خلال انشاء فرق عمل وتكوين جماعات غير رسمية تعزيز الاواصر الاجتماعية والانسانية كما يتأثر التطوير التنظيمي ما بعد الحداثي أيضًا بأنظمة الإنتاج اليابانية "في الوقت المناسب" والتحسين المستمر وحلقات الجودة
ومؤخرا ظهرت كتابات جديدة حول الحداثة المفرطة نتيجية للتقدم التكنولوجي والمعلوماتي الكبير وظهور مؤلفات حول اللامكان واللازمان من خلال التقدم التقني والمعلوماتي الكل في وتيرة واحدة . وتشكل الحداثة المفرطة مزيجًا من الأصول الملموسة في شكل تصميم بمساعدة الكمبيوتر وأنظمة إنتاج وأصول خفيفة غير ملموسة تتجسد في قوة عاملة ذات مهارات عالية وهذه الأصول مختلطة أيضًا فيما يتعلق بتوزيعها المكاني والزماني مع مركزية الأصول الملموسة وتشتت الأصول غير الملموسة , ويرى كل من (Armitage,2006&Roberts) الحداثة الفائقة او المفرطة هو ما نشهده من تصعيد في سرعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الانقسامات الاجتماعية بين أولئك الذين لديهم إمكانية الوصول إلى السرعة وأولئك الذين لا يمتلكونها ، والأهم من ذلك كله في القضاء على الواقع الحقيقي وهي حالة تضع فيها تكنولوجيا المعلومات والاتصالات سرعة الضوء للعمل على مسافات بعيدة ودون تأخير. كما يقول فيريليو "إن سرعة الضوء لا تتغير فالعولمة هي سرعة الضوء. ولا شيء آخر! ". بعبارة أخرى لا يمكن تصور العولمة الاقتصادية دون استغلال سرعة الضوء وهذا كله النظام الاقتصادي الدرامي المعاصر للاقتصاد السياسي للسرعة بأنه فرط الرأسمالية كشكل من أشكال الرأسمالية المتسارعة التي تأسست على عمليات التداول والتثمين الذاتي وعلى السلع سريعة الزوال أو الرمزية المرتبطة بها مع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات عرف ما يسمى بالحداثة المفرطة



#ابراهيم_صالح_حسن (هاشتاغ)       Abrahim_Saleh_Hasaan#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تسليع الجسد ..التسويق اللأخلاقي بين ارتفاع الأرباح وهبوط الق ...
- لا شيء ثابت الا التغيًر
- الصراع مكان ولادة الابداع الاعظم......
- انعزال النخب الفكرية وتراجع الوعي الاجتماعي
- ادارة مدخلات العقل من اهم خطوات النجاح
- النجاحات العظيمة تبدأ بسؤال على صيغة (كيف) ؟ وليس لماذا ؟
- المدن مرآيا القلوب ...
- النهوض بالاقتصاد يتطلب تحريك الاموال لا تراكم الثروات
- الثقافة النظرية دون تطبيق جاهلية اخرى
- رسالة الأديان لتقويم الانسان لا لأستغلاله .....
- تحطيم الاصنام الايدلوجية والخروج من المألوف
- أفول الحضارة ... تحول امة اقرأ الى امة لا تقرأ......
- ظاهرة التدين في الضجيج


المزيد.....




- الصين تشدد الرقابة على صادرات مواد ذات الاستخدام المزدوج إلى ...
- فيديو يوثق تحول كويكب لكرة لهب في سماء ياقوتيا بروسيا
- خروقات هدنة لبنان تقود أسعار النفط للارتفاع
- وكالة: ضربة لأسواق النفط بسبب تراجع الصين
- في قلب أفريقيا.. لماذا تتنافس الولايات المتحدة والصين على هذ ...
- استطلاع: تزايد شعور الألمان بالقلق وعدم اليقين حيال المستقبل ...
- مصر تصدر قرارا رسميا بتسديد قيمة استهلاك الغاز بالدولار لفئا ...
- انخفاض أسهم الشركات الكورية الجنوبية بشكل حاد في التعاملات ا ...
- الصين تحظر تصدير مواد للصناعات العسكرية إلى أميركا
- فايننشال تايمز: هل بدأت روسيا بدفع فاتورة الحرب؟


المزيد.....

- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - ابراهيم صالح حسن - الحداثات الثلاث ( الحداثة وما بعد الحداثة والحداثة الفائقة ) في الفكر التنظيمي . مقاربات ومقارنات فكرية