أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ابراهيم صالح حسن - تحطيم الاصنام الايدلوجية والخروج من المألوف














المزيد.....

تحطيم الاصنام الايدلوجية والخروج من المألوف


ابراهيم صالح حسن
كاتب وباحث

(Abrahim Saleh Hasaan)


الحوار المتمدن-العدد: 6552 - 2020 / 5 / 2 - 23:44
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الخروج من الايدلوجيا المألوفة امر مكلف للغاية لم يتعود الناس يشّكوا ليستدلوا ليعتقدوا بل ان اغلب الناس يعتقدوا ويأمنوا بذلك ومن ثم يستدولون على ذلك وهذه الطريقة هي ايضا صحيحة اذا كان الدليل مطابقا لمضمونه وليس لتاريخه ولكن الشيء السيء هي طريقة إرث الأفكار او المعتقد او الديانه اي هي انتقال الفكرة او المعتقد أو المذهب من اب إلى ابن الى حفيد من دون دليل ولا استدلال فتكون ظاهرة قائمة بذاتها يعتنقها الناس .
يقول عالم الاجتماع الانكليزي فرنسيس بيكون ان الانسان تلازمهُ أربعة أصنام في دورة حياته يجب ان يحطمها وهي :اولا :أصنام القبيلة او (الاسرة) اي عندما يولد الطفل كورقة بيضاء تعمل الأسرة على ملئ هذه الورقة بما يروق لهم اي بما أخذوه هم أيضا من آبائهم واجدادهم فينشأ الطفل نفس النشأة التي نشأ عليه أبواه وكما يقول الدكتور علي شريعتي ابي وامي اختاروا لي اسمي ومعتقداتي استمدتها منهم ولكن سأختار طريقي بحثا عن الحقيقة .

وثانيا: أصنام المسرح او الحياة وهي مجموعة المصطلحات والافكار التي يتداولها الاعلام والمدارس الفكرية في تمجيد الاشخاص الافكار او المعتقدات مهما كانت طبيعتها وهذه أيضا اي صفة يعلمها الأهل او الأسرة لأطفالهم وهي على سبيل المثال بأن يطيع الطفل بعض الناس او الاخذ بافكارهم في الحياة وينحني ساجدا لهم دون أن يفهم لماذا عليه الاطاعه فقط انه يرى أهله سجدوا

ثالثا : أصنام الكهف ويقصد بها نسبه الى كهف افلاطون الكهف الذي كان يروي حكاية ثلاثة اشخاص مربوطين في كهف فتضرب الشمس ظهورهم فلا يرون الا خيالهم ف احد هولاء الثلاثة يتمكن فك قيده وراح ينظر الجبال والبحار والاشجار فقد استغرب من ذلك انه كان حبيس الكهف فلا يرى شيئا! وهنا يستشهد افلاطون بدور العقل في الهروب من كهفة والتفكير الدقيق بالامور والاحداث وكيفية ترابطها..الخ

اما الصنم الاخير وهو صنم السوق اي هي الاراء والافكار والمعتقدات وتوارثها وتناقلها دون علم وفهم كما في اللغة تستخدم الكلمات من قصد أو من غير كأنها معروضه في سوق فتعني لشخص شي ولشخص آخر شي آخر وهكذا كما يحدث في المقاهي وازقة الشوارع والانديه فتصبح هذه الآراء متناقلة بين الناس كالبضاعة في السوق فأن هروب الإنسان من هذه الأصنام باحثا عن الحقيقة يحتاج إلى التعقل والتدبر وتحشيد افكارة والعمل على تهديم ألاصنام داعيا نفسه إلى البحث عن الأفكار وقرأتها من عدة زوايا .
كما ان فورة المجتمع تجاه الشخص الباحث عن الحقيقة والساعي للخروج عن المألوف والأطار المتموقع فيه امر مكلفا للغاية لذلك كان نقد الفلاسفة للكنسية الكاثوليكية من ناحية علمية وعقلية في فترة القرون الوسطى امراً مفزعاً وكل من ينتقدها تُعد له محرقة في وسط المدينه ويودع فيها فيكلفهُ خروجه عن المألوف حياته بثمن افكارة وتعتبرتهُ كافراً !! بقصد ايهام الجماهير والعقل الجمعي او بقصد زعزعة الايمان في نفوس العامة .

کذلک واجه الکاتب الجزائري الطاهر جاووت نفس المصير عندما صدح قائلا( الصمت موت..ان تكلًمت ستموت وان صمًت ستموت اذاً تكلًم ومُت) فقد لقى حتفه بعد أيام من ذلك وبذلك عندما سأل الفيلسوف الفرنسي رينيه ديكارت عن سبب امتناعه عن التحدث عن الدين وماهيته وطبيعة اللاهوت وكيف ينشأ رد قائلا في عبارة لن ينساها التاريخ (عاش سعيدا من بقي في الظل ) وكان جوابه بعبارته هذه جواباً دبلوماسياً خوفاً من ان يلقى نفس مصير الفلاسفة الذين تعرضوا للسجن والتنكيل وبهذا اختصر ديكارت كل المسافات فيمن سعى لتغيير افكارة فأنه عليه ستحل لعائن المجتمع !

وعلى الرغم من الدعوة الصريحة من الانبياء والكتب السماوية الى التفكر والتدبير واحتكام العقل وتمحيص الامور ومنها القران يذكر في بعض آياته (افلا يتًدبرون , افلا يتفًكرون , افلا تعقلون) الا انً اغلب الناس لا يريدون ان يروا حقائقهم التي تعًودا عليها محطمة فعادات القبيلة والمعتقد والافكار المذهبية والقوانين الاخلاقية لمجتمعهم سواء اكانت صحيحة اما خاطئة يعتبرونها قوانين سماوية او قوانين الطبيعة الثابتة فيرفضون الحوار والنقاش حولها والتجديد فيها لانهم حسب زعمهم استدلوا بها عن السلف فيرثونها الى الخلف فيقولون هكذا ما وجدنا عليه أبائنا ! فيسقطون في عتمة التجهيل الخرافات .



#ابراهيم_صالح_حسن (هاشتاغ)       Abrahim_Saleh_Hasaan#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أفول الحضارة ... تحول امة اقرأ الى امة لا تقرأ......
- ظاهرة التدين في الضجيج


المزيد.....




- إن فاتتك الأخبار.. ملخص سريع لما يحدث في كوريا الجنوبية
- يؤكد عدم وجود أساس للتفاوض مع أوكرانيا.. ويعبر عن الامتنان ل ...
- كيف يواجه الغزيون النازحون بسبب الحرب تحديات البرد والدمار؟ ...
- -يفعل أكثر من إدارة بايدن كلها-.. ترامب جونيور يشيد بجهود تا ...
- لصحة دماغك.. أطعمة نباتية غنية بمضادات الأكسدة
- هل يُقدّم -الحلم الجورجي- تنازلات للمعارضة الموالية للغرب؟
- علماء روس يبتكرون طريقة لإبطاء تطور العمى الوراثي
- بعيدا عن ألم الصدر.. 6 أعراض غير متوقعة تنذرك بمشاكل قلبية ك ...
- أوكرانيا وسوريا وجورجيا ومولدوفا- -عملية واحدة- لتقويض مواقف ...
- مشروب يقلل خطر الإصابة بأمراض مزمنة مرتبطة بالتقدم في السن


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ابراهيم صالح حسن - تحطيم الاصنام الايدلوجية والخروج من المألوف