أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جلال الاسدي - التنور … ! ( قصة قصيرة )















المزيد.....

التنور … ! ( قصة قصيرة )


جلال الاسدي
(Jalal Al_asady)


الحوار المتمدن-العدد: 7284 - 2022 / 6 / 19 - 14:53
المحور: الادب والفن
    


كان حيّنا حيّاً فقيراً تنعدم فيه الفوارق الطبقية أو تكاد ، فالكل تقريباً من طبقة واحدة - الطبقة الفقيرة - وقلة من طبقةٍ تترنح بين الفقيرة ، والمتوسطة ..
لم تكن السياسة تشغل بال الناس بالقدر الذي كانت تشغلهم هموم الحياة ، وشقاء يومهم الذي لا ينتهي .. لكن هذا لم يمنع بعض الشباب المتعلم ، والمثقف من الانخراط في أحزاب منها محلية ومنها وافدة ، وكان الحزب الشيوعي الأهم والأوفر حظا في الجذب من غيره .. إذ وجد في واقعنا المزري بيئة نموذجية لنشر افكاره ، وتصوراته لمستقبل العراق : مستقبل بلا إحتلال .. وبلا فقر .. وبلا ظلم : ( وطن حر وشعب سعيد ) ، وقد انتهى الى أن المستقبل لا يمكن أن يبدء إلا بتغيير الحاضر ، ورفضٍ لكل ما هو قائم .. فكان من ألد أعداء النظام الملكي الحاكم آنذاك ..
لم يكن نشاطه رغم سريته بعيداً عن أعين السلطة ، ورجالها من أمن سياسي ينشط في كل مكان .
وكان غسان من أكثر شبان الحي اندفاعا وتأثراً بأفكار الحزب التي بدأت توقظ ارادتهم من غفوتها ، وتطلق خيالهم الى عالم من التضحية والبطولات .. !
رغم أن الجو كان صيفي حار ، والشمس تحتل المكان ، ولا أثر للظل .. إلا أن الجيران ، وبعض المارة سرعان ما تجمعوا كالجراد ، وهم يحيطون بسيارة الشرطة التي مزقت سرينتها سكينة الحي وهدوءه ، ووقفت أمام بيت غسان ، وهو بيت من آلاف البيوت البسيطة الآمنة ..
يقف ( ابو فاطمة ) ضمن جمهور المتفرجين ، وهو يبحلق بكل عينيه في دهشة أشبه بالغباء .. يميل على الرجل الذي يقف بجانبه ، ويسأله بصوت خفيض .. يجيبه الرجل بصوت كسول ، وباختصار دون أن يلتفت اليه :
— يقولون شيوعي …
ثم يسمع صوتاً غاضباً ينطلق من وسط الحشد :
— ملحدون كفرة .. أعوذ بالله !
يلتقط آخر منه طرف الكلام ويُكمل :
— ألم يقل كبيرهم أن الدين أفيون الشعوب .. ؟!
وكان أبو فاطمة مأخوذاً بما يسمع من حديث غريب لم تألفه أذناه ، مشدوداً اليه بكل حواسه .. والافكار تزداد ضجيجاً في رأسه .. ثم يسود لغط .. يسمع أصواته ، ولا يلتقط كلماته .
ينطلق عسكري محاولا ابعاد الناس ، فيعاجل ابو فاطمة بضربة بالعصا على ظهره ، ثم يتخطاه يجري باحثا عن ضحية أخرى .. !
يُفتح الباب وتَخرُس الهمسات ، ويحاصر الجميع صمت ثقيل .. يخرج الضابط تتبعه العيون المتلهفة ، ومن وراءه شرطي يحمل حزمة من الكتب والاوراق ولوازم الكتابة من أقلام وأحبار وغيرها ، ثم يخرج غسان مقيد اليدين الى الخلف ، وشرطي ضخم البنية منتفخ الصدر ذو وجه غليظ جامد .. يخطو بين الناس .. يشق صفوفهم ، وهو يجذب غسان من قميصه ، والشاب يسير أمامه .. صامتا .. هادئاً .. صلب العود .. يرفع رأسه في وقار .. ليس فيه من أثر الهزيمة شيء .
تغادر السيارة بصيدها الثمين ، وتترك بيت غسان بين نائح باكٍ ، وواجم حزين ، ونساء الجيران يمصمصن شفاههن في سخط .. حسرة على غسان وعلى شبابه ، ثم انطلقت ألسنة البعض منهن مع نهنهة خفيفة تلهج بالدعاء لغسان .. الشاب الطيب القريب من الفقراء والمحرومين والمدافع عنهم .. !
يأخذ الناس بعد ذلك حذرهم .. حذرٌ يحيط بكل تصرفاتهم .. فأخذ كل من كان عندهم شبان في عمر غسان يستنطقون أولادهم ، ثم بدءت حركة دؤوب اشتركت فيها النساء بشكل خاص لطمس كل دليل .. أما بحرقه .. أو أخفاءه في بيوت بعيدة عن الشبهة .. أو تهريبه الى خارج الحي .. فالسلطة لا ترغب في تفتيش كل بيت حتى لا تثير انتباه الناس الى أن مشكلة عادية كهذه تهزها وتقلقها .
قفل أبو فاطمة عائداً الى بيته .. غارقاً في تصوراته التي خبأها في صدره .. وعندما زحف الليل على الحي ولفه الظلام .. يسمع طرقا خفيفا على ألباب .. ينظر في ساعته مستغرباً .. يخطو نحو الباب وهو يتعثر في دهشته ، وأكثر من علامة تعجب واستفهام تحتل وجهه ..
يفتح الباب في تأفف .. تملأ الدهشة عينيه كأنه فوجئ ، وهو يرى أمامه ابن أخته ( حسين ) ، وشفتاه ترتجفان بابتسامة باهتة ، وبين يديه كارتون مغلق .. يلقى التحية بصوت متقطع ، وارتباكه يسبق كلماته التي بدت ، وكأنها تخرج من اعماقٍ لاهثة .. ثم يطلب من خاله أن يخبئ الكارتون عندهم يومين وبالكثير ثلاثة الى أن ينجلي الموقف .. مبرراً طلبه الغريب هذا بأن بيت خاله بعيد عن الشبهات .. ينظر اليه أبو فاطمة بعينين ضيقتين ، ويقول بصوت لا يخلو من حدة :
— حتى انت يا حسين .. ارحم يا ابني أمك المسكينة .. !
كان احساس أبو فاطمة في تلك اللحظة سلبياً .. لا يدري كيف يتصرف .. لا حاجة لسؤال حسين عما في الكارتون ، فهو يدرك أن فيه أشياء محظورة وخطرة .. قد تكون كتباً ممنوعة أو منشورات أو ربما سلاح ..
يحس بشئ يتململ في صدره .. يدعوه الى أن يرفض .. فهو رجل في حاله ، وعلى سجيته .. لا له في الثقافة ولا في الاحزاب .. يسير مع القطيع ، وفوق الرصيف .. هو واللاشيء سواء ، وعلى حسين أن يتحمل وزر أعماله بنفسه مادام قد أختط لنفسه مثل هذا الطريق الخطر ، ولا يرتدي ثوب البطولة على حساب الآخرين ..
هكذا كانت الخواطر تطوف بسرعة البرق في ذهنه ..
ثم لفتهم غمامة من الوجوم والصمت حتى همَّ حسين على التحرك عائداً من حيث أتى عندما أوقفه أبو فاطمة ، وقد لانت ثورته ، ثم قال كأنه تراجع :
— يكون في علمك .. ثلاثة أيام فقط ، وبعدها أتصرف ..
يسكت حسين برهة ثم يهز رأسه موافقاً .. يمد أبو فاطمة يده في تكاسل .. يحمل الكارتون لكن بدون حماس ..
والآن عليه أن يقنع زوجته بما أوهم به نفسه ، وهي مهمة إن لم تكن مستحيلة ، فهي في غاية الصعوبة ، وما كاد يدخل البيت ، وهو متشبث بالكارتون بكلتا يديه .. يضعه على الارض بحذر شديد كأنه يضع قنبلة يخشى أن تنفجر في أية لحظة .. حتى استقبلته زوجته بعينين متسائلتين !
يتنحنح كأنه يجمع الكلمات التي سيقولها في مثل هذا الامر الهام ، ويختصر لها ما دار بينه وبين حسين ..
تقف أمامه مبهوتة صامتة لا تتحرك كأنها زُرعت في الأرض .. تنظر اليه نظرة طويلة .. جائعة الى التفاصيل .. ثم يرتسم شيء في عينيها أشبه بالفزع .. تضع كفها فوق شفتيها .. تضرب على صدرها .. وتنظر الى الكارتون كأنها تنظر الى ثعبان أسود ، ثم تقول في سخط :
— ألم يجد حسين غيرنا نحن المساكين ليخبئ عندهم بلاويه .. ؟!
ترفع الى زوجها عينين تضجان بالغيظ كمن يستعد لمعركة ، وتطلب منه في لهجة ناهرة ، أن يعيده فورا لأن الامر جد خطير ، فهي تخاف عليه .. فإن جرى له ما جرى لغيره من اعتقال وحبس وفصل من العمل وربما اعدام .. ماذا ستفعل ، وكيف ستعيش هي وصغارها ، ثم بدأت تولول وتربت على رأسها ، وعندما رفض الزوج لأنه قد اعطى وعداً ، ولا يستطيع التراجع عنه كما قال .. ينشب خلاف بينهما يتطور الى تلاسن .. تتهمه فيه بالضعف ، وبعدم المسؤولية .. !
يتناولون عشاءهم في صمت ووجوم كأنهم في حداد .. يمد يده الى الطعام .. يأخذ لقمة ، ويلقي بها في معدةٍ تصد كل ما يلقى فيها .. لا يحس بأنه يأكل ، ولا بطعم ما يأكل .. ينفض يده في عصبية وتأفف ، ويقوم دون أن يُكمل عشاءه ..
والكارتون لا يزال كما هو قابعاً في قلب الدار كأنه لعنة ..
تنظر أم فاطمة الى اطفالها المتفرقين في أنحاء الكوخ ، وترى السجن في مخيلتها ، وترى زوجها خلف قضبانه .. وأكثر من ذلك ترى نفسها وأطفالها يسيرون نحو المجهول .. جياع .. مشردون .. يائسون .. لم تتمالك نفسها ، فتبكي بكل دموعها .. بكاءً صامتاً سرعان ما يتكسر على شكل موجات من نشيج خافت ..
يأخذ التوتر والقلق قدرتها على النوم .. فلم تنم .. !
وفي الصباح .. تحاول أن تحرر عقلها من المخاوف ، وتترك القدر ليفعل بها ما يشاء .. تنفض عبوسها .. ولم تعد تعترض .. ولم تعد تثور .. ثم تبدأ شحذ ذهنها بحثاً عن مكان تخبئ فيه الكارتون ، لكن أين ؟ فالبيت ليس فيه اثاث يمكن أن تخبئ فيه أو تحته الكارتون .. فقفز الى ذهنها فجأةً التنور كأنسب مكان تخبئه فيه .. تروق لها الفكرة ، فتقوم من فورها ، وتضعه في التنور ثم تضع فوقه حزمة من حطب ..
يأتي يوم جديد اثقل من سابقه .. يُعتقل فيه حسين ، وبقية أفراد الخلية ..
يدعّم هذا الاعتقال من موقف الزوجة في الخلاص من الكرتون بحرقه بما فيه وفوراً .. فلم تعد تحتمل المزيد من الانتظار حتى يأتون ، ويعتقلون زوجها ، ومن يدري قد يعترف حسين تحت التعذيب عن مكان الكارتون ، ومحتوياته التي لا يعرفون عنها شيئاً ..
يرفض الزوج حرق الكارتون تحت أي ظرف إلا بعد مرور الأيام الثلاثة ليكون في حلٍ من وعده !
تسكت تحريات الشرطة بشكلٍ مفاجئ ، ويعم الهدوء .. تحس الزوجة بأعصابها تهدء ونفسها تصفو ..
حتى اذا كان الصباح .. تصحو من نومها نشطة ، وشفتاها تتحركان دون كلام ، كأنها تهمس بأدعية أو بآيات من القرآن .. تساوي ثوبها ، وتساوي من خصلات شعرها ، وتتجه نحو الحمام بخطوات خفيفة لتنعش وجهها .. ثم تحوّل العجين الى أقراص ، وتتركه ليستريح .. تعود لإيقاظ زوجها الذي بقي يتقلب في رقدته .. مرخيا جسده ، وهو يتنعم بالكسل اللذيذ ..
تزحف بخطواتها نحو التنور .. تضيف مزيداً من الحطب .. لكنها تفاجأ بزوجها ، وهو يتقدم نحوها في خطوات ليس لها صوت .. يأخذ علبة الكبريت .. يستّل عوداً ، ثم يقول في صوت ضعيف كأنه يناجي نفسه ، والنوم لا يزال يطوف في عينيه :
— حان الوقت لأتصرف …
ثم يلقي بعود الثقاب المشتعل على كدس الحطب الجاف .. يشتعل التنور .. يتعالى فحيح اللهب .. يطقطق ، ترتفع سحب الدخان ، وتتلوى كثعبان هائج .. تحت انظار الزوجة التي بدا على وجهها الارتياح دون أن تعلق بكلمة .. يشعر الاثنان بأن كل شيء فيهما قد هدأ ، وإن الحياة قد عادت الى طبيعتها .
لم يخرج حسين من المعتقل .. وقد تطول مدة اعتقاله .. وقد لا يعود أبداً .. !
من يدري .. قد يأتي يوم تتحول فيه هذه الأيام الثلاثة الى مجرد ذكرى .. قد يبتسمون لها .. أو ربما يخجلون منها .. !

( تمت )



#جلال_الاسدي (هاشتاغ)       Jalal_Al_asady#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العين الحمرة … ! ( قصة قصيرة )
- خيوط العنكبوت … ! ( قصة قصيرة )
- حيرة زوجة … ! ( قصة قصيرة )
- لم كل هذه الدموع … ؟! ( قصة قصيرة )
- زوجة .. مع وقف التنفيذ ! ( قصة قصيرة )
- أيامٌ مرَّت وراحت … ! ( قصة قصيرة )
- وكانت أيام … ! ( قصة قصيرة )
- من شابه أباه فما ظلم .. ! ( قصة قصيرة )
- الولد سر أبيه .. ! ( قصة قصيرة )
- الأفعى … ! ( قصة قصيرة )
- زوج .. أبو عين زايغة ! ( قصة قصيرة )
- وداوها بالتي كانت هي الداءُ … ! ( قصة قصيرة )
- في البدء كانت الخيانة … ! ( قصة قصيرة )
- جحلو … ! ( قصة قصيرة )
- العقاب من جنس العمل … ! ( قصة قصيرة )
- فقراء يائسون … ! ( قصة قصيرة )
- الزواج فوبيا … ! (قصة قصيرة )
- رباب … ! (قصة قصيرة )
- غداء رومانسي … ! ( قصة قصيرة )
- بنت الباشا … ! ( قصة قصيرة )


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جلال الاسدي - التنور … ! ( قصة قصيرة )