كمال التاغوتي
الحوار المتمدن-العدد: 7277 - 2022 / 6 / 12 - 16:57
المحور:
الادب والفن
العُشْبُ يَرْتَعُ مِثْلَ وَجْهِ المَوْتِ
فَوْقَ جِدَارِنَا،
يَــا عُشْبُ! يَــا زِينَةَ المَثْوَى الأَخِيرِ!
هَــا أَنْتَ تُزْبِدُ دُونَ صَوْتِ
تَجْتَثُّ كالكَابُوسِ نَجْمَةَ صُبْحِنَــا
وَتُجَفِّفُ الصَّحْرَاءَ مِنْ قَلَقِ الخُيُولِ،
هَــا أنْتَ تَــفْتَرِسُ المَوَاقِدَ والرُّؤَى
وأشِعَّةَ القَمَرِ الحَرِيرِ
وَتُــفَـلِّـقُ العَتَبَاتِ والأَبْوَابَ والمُنَى
وتَــشُقُّ دُمْيَةَ طِفْلَــةٍ تَــاهَتْ وَرَاءَ فَرَاشَةٍ
مَغْرُورَةٍ. يا عُشْبُ! كَمْ حَــرَّقْتَ مِنْ وَطَنٍ:
بَلَــدٌ يُقَسِّمُهُ اللِّئَــامُ غَنِيمَةً
بَيْنَ العُرُوشِ وَرَافِعَاتِ الرَّايَةِ الحَمْرَاء
يا عُشْبُ! كَمْ أغْرَقْتَ مِنْ بَلَدٍ:
وَطَنٌ تُمَزِّقُهُ النِّصَالُ فَرِيسَةً
وتَفَاهَةُ الأَوْهَامِ والإهْمَالِ
يا عُشْبُ! كَمْ دَمَّرْتَ مِنْ جِسْرٍ:
كــلُّ القِلاَعِ تَسَاقَطَتْ فِي بَرْقِكَ
مِثْلَ اليَرَاعِ
كُلُّ اليَنَــابِيعِ العَتِيقَةِ سَدَّهَــا بُرْكَانُكَ
فَنَمَتْ عَلَى عَرَبَــاتِنَــا سُودُ الأَفَاعِي
يَـــــا عُشْبُ! يَــا قَــاتِلَ الدَّرْبِ الذَّلُــولِ!
يَــا لُجَّةً خَضْــرَاءَ ضَارِيَةً!
هَــا أَنْتَ تَلْعَقُ نَسْغَ بَيْدَرِنَــا
وَتُعِيقُ رِحْلَتَنَا وَخَطْوَ قِطَــارِنَــا!!!
#كمال_التاغوتي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟